قبل 50عاما. ومن شاهد حياة هؤلاء
السكان تذهب به مشاهد الحياة إلى
قاموس البدائية,
فلا عين رأت ولا أذن سمعت عن تلك
الحياة القاسية في عمان التي عاشتها
أجيال وكادت أن تعيشها أجيال أخرى
لو لا فضل الله,وفضل الحكومة التي
تولت الأمر بعد ذلك.
فمنطقة الجبل الأبيض تقع بولاية دماء
والطائيين بالمنطقة الشرقية.تجاورها شمالا
قريات،وجنوبا ولاية ابراء،
ومن الغرب ولاية المضيبي.
لقد كان خبر مذهلا حقا للشعب العماني
الذي تغمره نعمة الله جلت قدرته والتي
تجلت في الإسلام ومنجزات النهضة،
فالأمر يبدو غريبا عند البعض أن
تكتشف أن أناسا في هذا الزمن الذي
امتزجت فيه روح الأصالة
بالحداثه،فقد كانوا أناسا بدائيين وبسطاء
للغاية، أناس كتب لهم أن يقضوا برهة
من الزمن في الفقر،فقر الدين، وشح
العيش،قضوا برهة من الزمن لا توحيد
ولا دين لديهم
فـ غاب عنهم نور الإسلام ومبادئه
السامية،فكيف تسمو النفس الإنسانية
بغير سمو الإسلام ..؟
إنهم كانوا بعيدون كل البعد عن
الإسلام، مثلما كانوا بعيدين عن منجزات
النهضة ورفاهية العيش
ورقي الحضارة، فعاشوا في أحضان
الكهوف بقمم الجبال، ربما قصة هؤلاء
السكان مشوقة للسرد،
ولكن لا بد أن نعترف إنها كانت مأسوية
جدا...
ففي الأونة الأخيرة عام 2002م
شغلت قصة هؤلاء السكان الشارع
العماني، وليس الأمر يبدو غريبا
أن تكثر الإشاعات حول قصة هؤلاء
السكان، فالزمن لم يرحمهم،فكيف
بالإنسان أن يرحم أو بالأحرى
يترحم لحياتهم القاسية، لا أريد الإطالة
حول القيل والقال...
فالقاريء ربما يقف في حيرة ليتناغم بين
الفينة والأخرى مع روعة التحدي التي
اتسمت بها روح هؤلاء السكان الآن.
إنهم أناس كانوا ليس مع الأحياء ولا مع
الأموات، فخاضوا معركة مصيرية بين
نكون ولا نكون ،
وعاشوا ردحا من الزمن خارج النطاق
المألوف لحياة المواطن العماني في
الوقت الحاضر...
إنهم ليس بدوا ولكن نمط حياتهم كانت
كالبدو..ورحلة الشتاء والصيف فرضتها
عليهم الظروف
القاسية.ففي فصل الصيف يسكن
السكان في منازلهم، وذلك بسبب الجو
المعتدل نسبيا، إذ يصنع البيت من
أوراق الأشجار التي تكون طوي لة,
كذلك من جلود ال*****ات بعد
تجفيفها ودباغتها بحيث لا تترك أية
رائحة،
والحجارة تكون مبنية على شكل دائري
ومرصوفة رصفا ثابتا، بحيث لا يتزحزح
ولا يتحرك. وفي بعض الأحيان تكون
مبنية من مادة قماشية تسمى محليا
( الطربال)
تحمي من الأمطار الخفيفة وأشعة
الشمس، وتكون على شكل خيمة مثل
التي تستخدم مع البدو.
أما في فصل الشتاء يتنقل السكان
للعيش داخل الكهوف والجروف
والفجوات الواسعه وذلك بسبب البرودة
الشديدة التي تنخفض
إلى ما دون الصفر. والهجرة الثانية
تكون أثناء سقوط الأمطار وانقطاعها
وذلك لأنها مصحوبة ببعض البرد
(المحصي).
يتبع