لا تبالي بكلام الناس
أعجبتني عبارة طنش تعش تنتعش
تأملت من خلال هذه العبارة وأنا ألاحظ انتقادات الناس وآراءهم وأحاديثهم فوجدت أن الناس في كلامهم وذمهم يتنوعون فيهم الناصح الصادق الذي لا يتقن فن النصيحة وبالتالي يحزنك أسلوب نصحه أكثر مما يفرحك
وفيهم الحاسد الذي يقصد حزنك وهمك
وفيهم قليل الخبرة الذي يهذي بما لا يدري ولو سكت لكان خيرا له وفيهم من طبيعته الانتقاد أصلا فهو ينظر إلى الحياة بنظارة سوداء وقديما قيل لو اتحدت الأذواق لبارت السلع
ذكروا إن جحا ركب على حمار وولده يمشي بجانبه فمروا بجمع من الناس فقال الناس انظروا إلى هذا الأب الغليظ يركب مرتاحا ويدع ولده يمشي في الشمس
سمعهم جحا فأوقف الحمار ونزل وأركب ولده
ثم مشيا فمر بقوم آخرين فقال احدهم انظروا إلى هذا الابن العاق يركب ويدع أباه يمشي في الشمس
سمعهم جحا أوقف الحمار ثم ركب مع ولده ليتقيا كلام الناس
فمرا بقوم فقالوا انظروا إلى هذين الغليظين لا يرحمان الحيوان
فقال جحا يا ولدي انزل نزل الولد وأخذا يمشيان والحمار ليس فوقه احد
فمرا بقوم فقالوا انظروا إلى هذين السفيهين يمشيان والحمار فارق وهل خلق الحمار إلا ليركب
فصرخ جحا وجر الحمار ودخلا هو ولده تحت الحمار وحملاه
إذن من هذه القصة ندرك أن رضا الناس غاية لا تدرك فلا نبالي بكلامهم
ومن الذي ينجو من الناس سالما ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
الخلاصة ليس يخلو المرء من ضد ولو طلب العزلة في رأس جبل
فلا تعذب نفسك بكلام الناس
تقبلوا تحياتي