1. في معنى الخله والمحبه والفرق بينهما


    ان لفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب فإنهم يقولون قلب متيم إذا كان متعبدا للمحبوب والتيم التعبد وتيم الله عبده وهذا أعلى الكمال حصل لأبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم ولهذا لم يكن له من أهل الأرض خليل إذ الخلة لا تحتمل الشركة


    الفرق بين الخلة والمحبة:


    الخُلة: كمال المحبة،بل هي أخص من مطلق المحبة وهي كمال المحبة المستلزمة من العبد كمال العبودية لله ومن الرب سبحانه كمال الربوبية لعباده الذين يحبهم ويحبونه ومن كمالها أن المحبوب بها محبوب لذاته، وإنها لا تقبل الشركة بل هي خاصه ففيها كمال التوحيد وكمال الحب.
    وهى ثابتة لله على وجه يليق به. قال تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا )
    وقال صلى الله عليه وسلم: ( لو كنت مُتَّخِذًا من أهل الأرض خَلِيلاً لاتخذت أبا بكر خَلِيلاً ولكن صاحبكم خليل الله).
    ولذلك أمر الله خليله إبراهيم بذبح ولده لما أخذ منه شعبة من قلبه، غيرة من الله على قلب خليله أن يكون فيه مكان لغيره، فلما استسلم لربه، وظهر سلطان الخلة جاء الفداء لأن المصلحة في الذبح كانت ناشئة من العزم وتوطين النفس على ما أمر، فلما حصلت هذه المصلحة عاد الذبح مفسدة فنسخ في حقه.


    ولعل البعض يفهم (غيرة من الله على قلب خليله أن يكون فيه مكان لغيره، ) على انها تشابه غيرة المخلوقين على المحبوب له من المخلوقين وهذا غلط كبير اذا ان لله صفات تتباين عن صفات المخلقين وان طابقتها في الاسم الا انها تختلف عنها في الكيفيه الصفه وتتباين تباينا كبير فله سبحانه وتعالى الاسماء الحسنى والصفات العلى وانما ارد بذلك انه لا يجب ان يكون في قلب ابراهيم احدا هو مماثل لله في درجة المحبه او يتعالى عليها ونأخذ في ذلك مثال نبي الله سليمان عليه السلام مع الخيل :
    فقد كان محباً للخيل من أجل الجهاد بها في سبيل الله، وكان معه الخيول الصافنات وهي الخيول القوية السريعة، وكانت ذو أجنحة، ويزيد عددها على عشرينألفاً، فبينما هو يقوم بعرضها وتنظيمها، فاتته صلاة العصر نسياناً لا عمداً، فلماعلم أن الصلاة قد فاتته من أجل هذه الخيول، قال: لا والله لا تشغليني عن عبادة ربي،ثم أمر بها فعقرت، فضرب أعناقها وعراقيبها بالسيوف، فذبحها من أجله سبحانه، وخوفاً من عذابه، ومحبة وإجلالاً له قال الله تعالى:
    (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ)
    وهكذا يجب علينا الا نجعل أي شيئا من امر الدنيا وملذاتها احب الينا واعظم من حب الله وتعظيمه فهو وحده المستحق كمال المحبه وكمال الذل وكمال الخضوع


    وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه قال صلى الله عليه وسلم : [ إن الله اتخذنى خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ]
    وقال [ لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله ] يعنى نفسه


    والخله هي خلاف أصل الحب والذي يحتمل في الشركه فإنه [ صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الصحيح في الحسن وأسامة : اللهم إنى أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما ]
    [ وسأله عمرو بن العاص : أي الناس أحب إليك ؟ قال عائشة : قال فمن الرجال ؟ قال : أبوها ]
    [ وقال لعلى رضى الله عنه : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ] وأمثال ذلك كثير
    وقد أخبر تعالى أنه يحب المتقين ويحب المحسنين ويحب المقسطين ويحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وقال: { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه }
    فقد أخبر بمحبته لعباده المؤمنين ومحبة المؤمنين له حتى قال { والذين آمنوا أشد حبا لله }



    وقول بعض الناس إن محمدا حبيب الله وإبراهيم خليل الله وظنه أن المحبة فوق الخلة قول ضعيف فإن محمدا أيضا خليل الله كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة المستفيضة


    البعض يفهم قوله ( إني أبرأ إلى كل خليل من خلته، ولو كنت مُتَّخِذًا من أهل الأرض خَلِيلًا لاتخذت أبا بكر خَلِيلاً).
    إن الخلة لا تجوز منا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا بين المؤمنين بعضهم لبعض، لأن هذا يستلزم أن لا يبقى شيء من الحب لله تعالى لأن الخلة منتهى الحب وذروته،
    فيرد عليه من وجهين :


    أولهما: وجود النصوص الشرعية الدالة على ثبوت هذا النوع من الخلة، كقوله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
    ولقوله صلى الله عليه وسلم: "فلينظر أحدكم من يخالل".
    أما الثاني: أن هذه الخلة في حقيقتها هي معقودة في الله ولله وليست لذات الخليل وإلا لكانت شركاً والعياذ بالله
    وأنه لو أمكن ذلك لكان أحق الناس به أبو بكر، مع أنه صلى الله عليه وسلم قد وصف نفسه بأنه يحب أَشْخَاصًا كقوله لمعاذ: ( والله إني لأحبك)،
    وكذلك قوله للأنصار، وكان أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه.
    ولكن مايجب ان نراعيه انه مهما بلغت محبتنا لاي احدا من المخلوقين حتى صارت في منزلة الخله يجب الا تكون اكبر واعظم من محبتنا لله عزوجل
  2. رد: في معنى الخله والمحبه والفرق بينهما

    توضيح رائع ابىء محمد فعلا ينبغي ان يكون الحب مطلق لله والحب المطلق لا شراكة فيه واجمل عبارة ضمنت هذا الحب المطلق الخلة جزاك الله خير على التوضيح للفرق بين الخلة والمحبة
  3. رد: في معنى الخله والمحبه والفرق بينهما

    بارك الله فيك اخوي ابئ محمد
    على الطرح الرئع
    نتمنى من باقي الاعضاء حذو حذوك بهذة المواضيع المفيدة
    تقبل مروري وتحياتي
  4. رد: في معنى الخله والمحبه والفرق بينهما

    بارك الله فيك اخوي ابئ محمد
  5. رد: في معنى الخله والمحبه والفرق بينهما

    يعطيك العافيه اخووي ابى محمد ع التوضيح بين الخله والمحبه عوافي عالطرح
  6. رد: في معنى الخله والمحبه والفرق بينهما

    بارك الله فيكما اخواني بجاش وابو الاحمدين وابو سيف القمادي وهمس الورد علئ مروركم الكريم ولكم ارق واجمل التحايا