( ابن قطمير الموصلي) , قال : ( أعطاني أبو عبدالله بن أبي العلاء بن حمدان دفترا أجلده , وأكد علي الوصية في حفظه , فأخذته منه ومضيت إلى دكاني , وكان في طريقي على دجلة , فنزلت إلى مشرعة أتوضأ فسقط الدفتر من كمي في الماء , فتناولته عجلا قبل أن يغرق وقد ابتل , فقامت قيامتي , ولم أشك أنه سيجزي علىَّ مكروه شديد من أبي عبدالله من ضرب وحبس وأخذ مال , فعملت على الهرب من الموصل , ثم قلت : أجففه وأجلده وأجتهد في أن اسلمه إلى غلام له وهو لا يعلم وأستتر , فإن ظهر الحديث هربت , وإن كفى الله تعالى ذلك وتمت عليه الحيلة ظهرت , فحللته وجففته وثقلته حتى رجع واستوى أكثر ما يمكن من مثله , وجلته وتأنقت في التجليد , فلما فرغت منه , جئت إلى الحاجب لأسلمه إليه من باب الدار وأمضي , فصادفت الحاجب جالسا في الدهليز فسلمت إليه الدفتر , فقال : ادخل وادفعه من يدك إلى يده , فلعله يتوقعك , ولعله يأمر لك بشيء , فقلت : لا أريد فإني مستعجل فقال : لا يجوز . ولم يدعني حتى دخلت إليه , فلم أشك أن ذلك من سوء الإتفاق على المؤدي إلى المكروه , ومشيت في الصحن وانا في صورة عظيمة من الهم , فوجدت أبا عبدالله جالسا على برركة ماء في صحن داره والغلمان على رأسه , فأخرجت الدفتر من كمي , فقال لأحد غلمانه : خذ من يديه وهاته , فجاء الغلام من جانب البركة وأنا من الجانب الأخر , ومد يده ليأخذه فأعطيته إياه فلم يتمكن في يده حتى سقط الدفتر في البركة وغاص إلى قعرها , فجن أبو عبدالله وشتم الغلام وقال مقارع , مقارع * فحمت الله عز وجل على استتار أمري من حيث لا أحتسب , وكفايتي ما كنت أخافه ! وخرجت والغلام يضرب ) *مقارع جمع مقرعة وهي خشبة يضرب بها
الامانة تقيلة علية سلمها الغلام وزال عنة الهم تسلم ابئ محمد على القصة بارك الله فيك وتلك جزيل الشكر والتقدير ياغالي
كفاه الله من عقاب كان متوقع لكن امانة الرجل وصدقه هي التي انجته فالصدق منجي تسلم ابئ محمد على هذه القصة الرائعه
بارك الله فيك اخي الكريم ..ابى محمد.. وجزاك عنا خيرالجزاء على جهودك الجلية المباركة... دمت سالما تقيا.