بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي قدر مقادير الخلق وكتبها في اللوح المحفوظ وجعل كل قدر منه لابن آدم خير له , والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين وبعد :
عسي إن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي إن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون
.)صدق الله العظيم ( 216 )
* * *
قاعدة عظيمة في بيان قضية المصالح والمفاسد فتقدير الله تعالى للإنسان كله خير ومن عقيدتنا
أن الله جل وعلا لا يخلق شراً محضاً لا خير فيه بل هو وإن كان شراً في صورته إلا أنه
يتضمن كثيراً من الخير لذلك كان مندعائه عليه الصلاة والسلام ( والشر ليس إليك )
فكم من محنة كانت في حقيقتها منحة وكم من بلاء تجلى بعد ذلك عن نعماء هناك قصه من التراث
الإنساني تحكي قضية رجل من (000) وكان الرجل يملك مكانا متسعا وفيه خيل كثير هو كان من
ضمن الخيل حصان يحبه وحدث إن هام ذلك الحصان في المراعي ولم يعد فحزن عليه فجاء
الناس ليعزوه في فقد الحصان فابتسم وقال لهم ومن أدراكم إن ذلك شر لتعزوني فيه ؟
وبعد مده فوجيء الرجل بالجواد ومعه قطيع من الجياد يجره خلفه فلما رأي الناس ذلك جاءوا ليهنئوه
فقال لهم وما أدراكم ان في ذلك خير فسكت الناس عن التهنئه وبعد ذلك جاء ابنه ليركب الجواد
فانطلق به وسقط الولد من فوق الحصان فانكسرت ساقه فجاء الناس مره أخري ليواسوا الرجل
فقال لهم ومن أدراكم أن ذلك شر ؟
وبعد ذلك قامت حرب فجمعت الحكومة كل شباب البلد ليقاتلوا العدو وتركوا هذا الابن لأن ساقه
مكسورة فجاءوا يهنئونه فقال لهم ومن أدراكم أن ذلك خير ؟
* * *
فعلينا ألا نأخذ كل قضيه بظاهرها ان كانت خيرا أو شرا ولكن علينا أن نأخذ كل قضيه
من قضايا الحياة في ضوء قول الحق :
لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ). الجديد
من تفسير الشعراوى اللهم يا مصوب خطأ الدعاء بألا تجيب وبهذا تحمي من الضر من يدعوك
بالشر دعائه بالخير سبحانك ولا تقال إلا لك حذرتنا ألا نحكم فيما لا نعلم حتي لا نحكم الأهواء
في تزيين ما نشاء وحسبنا من قولك عسي إن تحبوا وعسي ان تكرهوا ما أيده الواقع من
شر فيما نحب ومن خير فيما نكره .
فعلى العبد أن يوحِّد الله، ويجعل كل تعلقه بالله ،ويتصل به ويعتصم به ويرضى بقضائه وقدره ،
ويزداد قربا منه بامتثال أوامره وبذل جهده في طاعته ، واجتناب مانهى عنه ..
حينها لن يندم ولن يخسر ولن يضيع ولن يضل ولن يشقى ..
والآخرة خير وأبقى وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع والآخرة هي دار القرار ،
والحياة الدنيا إلا أول خطوة نحو حياة الخلود