ابو العتاهيه
سبيل التعفف
مَتَـى تَتَقَضَّـى حَاجَـةُ المُتَكَلّـفِ
وَلاَ سيّما مِنْ مُترَفِ النّفسِ مُسـرِفِ
طَلَبتُ الغِنَى فِي كُلّ وَجهٍ ، فَلَم أجِدْ
سَبيلَ الغِنَـى ، إلاَّ سَبيـلَ التّعَفّـفِ
إذا كُنتَ لا تَرْضَـى بِشـيءٍ تَنالُـهُ
وكُنتَ ، عَلَى مَا فَاتَ ، جَمّ التّلَهّفِ
فلَستَ مِنَ الـهَمّ العَريضِ بِخـارِجٍ
ولَستَ مِنَ الغَيظِ الطّويلِ بِمُشتَـفِ
أَرانِـي بِنَفسِـي مُعْجَبـاً مُتَعَـزِّزاً
كَأَنِّي عَلَى الآفَاتِ لَستُ بِمُشـرِفِ
وَإنّي لَعَينُ البَائِسِ الواهِـنِ القُـوَى
وَعَينُ الضّعيف البائِـسِ ، المُتَطـرّفِ
ولَيسَ امرُؤٌ لَمْ يَرْعَ مِنكَ ، بِجَهْـدِهِ
جَميعَ الذي تَرْعاهُ مِنْـهُ ، بِمُنصِـفِ
خَليليَّ مَا أَكْفَى اليَسيـرَ مِنَ الـذي
نُحاوِلُ ، إِنْ كُنَّا بِما عَـفَّ نَكتَفـي
وَمَا أَكرَمَ العَبدَ الحَريصَ عَلَى النَّـدَى
وَأَشرَفَ نَفْـسَ الصَّابِـرِ المُتَعَفّـفِ