ابو العتاهيه
إذا ما خلوت
إِذَا مَا خَلوْتَ ، الدَّهرَ ، يَوْماً ، فَلاَ تَقُلْ
خَلَوْتُ ، وَلَكِـنْ قُلْ عَلـيَّ رَقيـبُ
وَلاَ تَحسبَنّ اللهَ يُغْفِـلُ مَـا مَضَـى
وَلاَ أَنّ مَـا يَخْفَـى عَلَيـهِ يَغيـبُ
لَهَوْنَا ، لَعَمرُ اللهِ ، حَتَّـى تَتَابَعَـتْ
ذُنُـوبٌ عَلَـى آثَـارِهِـنَّ ذُنُـوبُ
فَيَا لَيـتَ أَنّ اللهَ يَغفِـرُ مَـا مَضَـى
وَيَـأذَنُ فِـي تَوْبـاتِنَـا ، فَنَتُـوبُ
إِذَا مَا مَضَى القَرْنَ الذي كُنتَ فِيهِـم
وَخُلّفْتَ فِي قَـرْنٍ فَأنْـتَ غَرِيـبُ
وَإِنّ امرَأً قَدْ سَارَ خَمسِيـنَ حِجَّـةً
إلـى مَنْـهَلٍ ، مِنْ وِرْدِهِ ، لَقَريـبُ
نَسيبُـكَ مَنْ نَاجَـاكَ بالـوُدّ قَلبُـهُ
ولَيسَ لِمَنْ تَحـتَ التَّـرابِ نَسِيـبُ
فَأَحْسِنْ جَـزاءً مَا اجْتَهَـدتَ فَإنَّمَـا
بِقَرْضِكَ تُجزَى والقُـرُوضُ ضُـرُوبُ