لأستاذ الفاضل ابوعبدالعزيز بارك الله فيك فأنت كما عهدناك من اصحاب الضمائر الحية والقلم المميز على كل ماهو جميل ولكن انك تحاول اظهار عدن لنا في تاريخها الجميل
ولكنك تعذبنا بذلك فعندما نرى الفرق نحزن ونتألم لما آلت اليه اليوم صحيح عدن اصبحت مزخرفه من الخارج لكنها مجروحه من الداخل
ولكن تظل الذكريات عدن محفورة في الأعماق غائصة في بحور النفس وقد لا نستطيع التخلص منها إما لروعتها التي غرست المشاعر والبهجة
والمتعة في النفوس واما لمراره وحسره وألم وظلم وقهر فأبت هذه المشاعر إلا ان تشكل جذورا عميقة وتستقر محفورة
مهما دمرت معالمها وآثارها وطمسوا حضارتها وهويتها افقدوها روائحها الطبيعيه من بحار وتراب وجبال استولوا على كل شي جميل
اكلوا البر والبحر والجبل ماتركوا لنا متنفس طبيعي وجميل حسبنا الله ونعم الوكيل في اعداء الجمال والحضاره والطبيعه
ولكن عند ما نسترجع ذكرى ذلك الزمن الجميل .. فإننا نستعرض تجارب وتاريخ ـ والتجارب لمن يستوعبون ويفهمون هي إستراتيجية المستقبل
ونتعلم من ماضينا أخطاءنا ونستثمر ذلك لبناء مستقبل زاهر وبناء وطن و امة حضارية..
من شواهد ذلك الزمن لا زال معنا ممن كتب الله لهم الحياة وفقدنا من فقدنا من الأحبة والأحباب الغالية على قلوبنا
ونفوسنا من ابناء الوطن ممن انتقلوا الى رحاب الآخرة الى رحمةِ الله .
عدن كانت مهيأة لأن يكون لها موقع قيادي وريادي وتسير قدما مع الأمم المتقدمة ،فلنا السبق في المجال التجاري الثقافي والفكري والفني والتعليمي
ولموقع عدن الاستراتيجي .. حدودها متواصل بالبحر الأحمر والبحر العربي والسيطرة على باب المندب والتواصل مع الركن الإفريقي وميناء عدن الهام ومصفاة عدن.
في ذلك الحين كان للميناء والمصفاة شانٌ كبير ولكن الذي حدث بعد ذلك لعدن بعد استقلالها ان الماضي صار أثراً رجعياً وبداء مسار جديد
وأفكار اخرى جديدة وأهداف جديدة ـ إذاً مرحلة جديدة بدأت لعدن تفقد فيها حضارتها السابقة رومانسيتها الكلاسيكية وطبائعها واستبدلت
بغيرها ،والأيام دول .. ودورة التاريخ لا تتوقف ـ هذه سنة الحياة الشعوب لها تجارب ودورات ولكن في ناموس الحياة
شعوب تتطور وتتقدم وشعوب تظل مكانها جامدة كالصخر لا تتزحزح وشعوب تتأخر الى الوراء .