وصول ملف اليمن إلى مجلس الأمن الدولي يذكرني بمشهد "سعيد صالح مع حسن مصطفى" في مسرحية "العيال كبرت" عندما قال له
" ابسط يا عم اسمك طلع في محضر القسم"، والحقيقة أن الشكوى لغير الله مذلة، والشكوى لمجلس الأمن ليست في كل الأحوال مظلة
لكن الوصول إلى بان كي مون يبدو أسهل من الوصول إلى رئيس محكمة ابتدائية في اليمن.
مؤكد أن اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لا يشبه بأي حال إجراء فحص بولي للتأكد من الإصابة بالسكري من عدمه، والحقيقة أن العرب
أصبحوا يمثلون نصيب الأسد في القضايا المنظورة أمام مجلس الأمن الدولي، وأصبحت العبارة الرائجة بين المسؤولين العرب مجلس الأمن الـ"دولي"
"يعني دولي وكأنهم واقفين في طابور"، ومجلس الأمن يختلف عن قسم الشرطة اختلافاً جوهرياً، فالثاني يخرج معك عسكري أجرته ألفين ريال،
أما مجلس الأمن فالعسكري هو "حلف الناتو" وأقل طلعة جوية يسويها لك "بمليون برميل نفط" إذا كانت الحجر من حلف الناتو فالفاتورة من جيب القبيلي،
ولأن الأمم المتحدة عارفة أننا قوم فقراء فقد أرسلت لنا مندوباً مراعة لظروفنا المادية.
في مجلس الأمن الدولي
لا يوجد حق وثبت فكل الحقوق مربوطة بحق "الفيتو" وحق الفيتو بحد ذاته يحتاج إلى مجلس أمن نشتكيه فيه، ست دول معها "فيتو"
وبقية الدول يشربوا "فيمتو"، فهمتوا ولا ما فهمتوا؟ وفي مجلس الأمن أيضاً لا يوجد حكم قبلي يعني لا تتوقعوا أنهم سيطلبوا اثنين بنادق
"عدال فلا جيناكم، ولا رحنا محكمين ولا مهجم، ولا هجر، ولا رأسين بقر، ولا دية محدشة، ولا قُبل ورجع".
بيانته وأحكامه لا تشبه بأي حال الزامل أو المغرد كما أن العاملين فيه لا يتقنو البرع ولا الشرح ولا المزمار ولا الدان ولا البالة، كل ما يتقونه هو الرقص مع الذئاب.
ويا محبي النبي صلوا عليه.
