وصل المبعوث الأممي جمال بن عمر مساء أمس الأول الى محافظة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، في زيارة خاطفة استمرت ساعات، وذلك في اطار زيارته الحالية الى مدن يمنية لتقييم ما تم تنفيذه من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وسط مخاوف من تعقد الملف الجنوبي في ظل استمرار المطالبة بالانفصال.
وينظر الى هذه الزيارة، وهي الأولى لمبعوث أممي الى عدن منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح، على انها تمهيد لإسهام دولي قادم في حل القضية الجنوبية، خاصة انها تأتي بعد يومين من لقاء جمع المبعوث الأممي بزعيم الحركة الاحتجاجية الجنوبية المطالبة بالانفصال حسن باعوم في العاصمة صنعاء، بعد ساعات من افراج السلطات اليمنية عنه.
وبحسب مصادر في الحراك الجنوبي، فإن باعوم تمسك خلال اللقاء بمطلب الجنوب في الانفصال، ودعا بن عمر الى زيارة محافظة عدن وطرح القضية الجنوبية على طاولة مجلس الأمن.
وكانت مصادر تحدثت لـ «الجزيرة نت» في وقت سابق قد أشارت الى ان بعض القيادات اليمنية أبدت مخاوفها خلال مباحثات التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض من تعقيدات ملف الجنوب، لكنها قوبلت بطمأنة خليجية أكدت على بذل مساع مشتركة للعمل على تقريب وجهات النظر بين القيادات الجنوبية في اطار حل القضية.
ومما يصعد من المخاوف المتعلقة بالملف الجنوبي ان قوى وفصائل في الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط مع دولة الوحدة التي تمت في عام 1990 كثفت خلال الأسابيع الماضية من نشاطها بإقامة سلسلة أنشطة مركزية في محافظة عدن وكبرى مدن الجنوب.
وترافقت تلك الأنشطة مع حملة نفذها ناشطون في الحراك الجنوبي ظهرت بشكل لافت على جدران عدد من شوارع مدينة عدن من خلال رسم شعارات تدعو لفك الارتباط وأعلام الدولة الجنوبية سابقا.