الحب هو ميل الطبع للشيء المُلذ فإذا قوي وتعلق القلب بمحبوبه وأولع به بشده سمي عشقاً لكن أي انواع العشق أعظم هل العشق الذي يهيم بالبعض تجاه معشوقه من البشر أم عشق الله الذي لا عشق بعده ولا قبله
هنا نسرد لكم قصتين القصة الأولى قصة زليخة زوجة عزيز مصر وعشقها ليوسف عليه السلام ثم تحول عشقها بعد ان تزوجت منه الى عشق رب يوسف وكيف تبدل الحال
لقد بلغ حب زليخة ليوسف عليه السلام مرتبة انفقت مالها وذهب جمالها من أجل هذا الحب وكان لها من الذهب والقلائد وقر سبعين جملاوقد انفقتها كلها في محبة يوسف فكل من قال لها رأيت يوسف اليوم اعطته قلادة تغنية حتى لم يبقى لها شيءوكانت تسمي كل شيء باسم يوسف وقد نسيت كل شيء سواه من فرط العشق واذا رفعت رأسها الى السماء رأت اسم يوسف مكتوبا على الكواكب
لكن روي انه بعد ان اسلمت وتزوجت من يوسف تبدل الحال انفردت عنه وتخلّت للعبادة فكان يدعوها الى فراشة نهارا فتدافعه الى الليل واذا دعاها ليلا سوّفت الى النهار
وقالت يا يوسف انما كنت احبك قبل أن اعرفه لكن بعد ان عرفته فما ابقت محبته محبة لسواه وما اريد به بدلا انظر عزيزي محبة الله انستها من كانت تهيم في حبه لكن يوسف قال لها ان الله جل ذكره أمرني بذلك وأخبرني انه مخرج منك ولدين وجاعلهما نبيين فقالت أما إذا كان الله تعالى أمرك بذلك فطاعة لأمر الله فسكنت اليه وهكذا يؤكد ذلك ان حب الله ورسوله قبل اي حب
لكن نرى ان حب البشر للبشر يجلب لصاحبه الكثير من العناء والمتاعب فمجنون ليلى قيل له ما اسمك قال ليلى ! وقيل له يوما ان ليلى ماتت قال لا انا ليلى !
ومرّ يوما على دار ليلى فنظر الى السماء فقيل له يا مجنون لا تنظر الى السماء ولكن انظر الى جدار ليلى لعلك تراها !! قال اكتفي بنجم يقع ظله على دار ليلى
انظرو كيف اصبح حاله وكيف اصبح حال زليخة التي عرفت الله فكان عشقها له انساها يوسف الذي من اجله ضحت بكل شيء لكن حب الله أرشدها الى سوى السبيل
نسأل الله ان نكون ممن حبهم لله ورسوله لا يعلوا عليه حب ففي ذلك سبيل النجاة دنيا وآخرة