ولد وضاح اليمن في صنعاء وهو عبد الرحمن وقيل عبدا لله ثم عرف بوضاح بن اسماعيل بن عبد كلال بن داذ بن أبي جمد ثم اختلف في نسبه وقيل انه من نسل الفرس الذين قدموا اليمن مع وهرز لنصرة سيف بن ذي يزن ويزعم اخرون انه عربي من نسل خولان وأمه من اصل فارسي مات والده مبكرا ثم تزوجت أمه بعد ان انقضت عدتها من رجل من اصل فارسي فتنازع اعمام وضاح مع زوج أمه الذي ادعى انه ابنه وبعد التحكيم حكم لأعمامه بأحقية تربيته مما كان له اكبر الاثر في حياته بشكل عام بداء حياته باليمن ثم أكملها بالحجاز والشام لقبه أحد اعمامه بوضاح اليمن لجماله وظل هذا الاسم ملازما له طول حياته يبدو من خلال شعره انه كان في شبابه رجل متعه ولهو بل يذهب به الامر الى القتال من اجل رغباته يقول في حوار مع امرأة ألست ترى من حولنا من عدونا ** وكل شامخ الأنف قد مرد فقُلت لها إني امرُؤ فاعلمنّه*** إذا ما أخذت السيف لم احفل العدد واستمرت حياته على هذا اللهو والعبث حتى لما كبر اخذ يعاتب نفسه بهذه الابيات مالك وضاح دائم الغزل ** ألست تخشى تقارب الأجل صلِ لذي العرش واتخذ قدما ** تنجيك يوم العِثَارِ والزلل يا موت ما إن تزالُ معترضا ** لاملٍ دون منتهى الأمل وفاته يقال 90 او 93 هجري في العصر الاموي ظل في رفدة الوليد بن عبدالملك واكثر في قصائد المدح له تقربا منه وايضا له في ذلك اهداف أخرى قصة وفاته : منها هذه الرواية احبت ام البنين زوجة عبدالملك بن مروان وضاح اليمن فكانت ترسل اليه فيدخل اليها ويقيم عندها فإاذا خافت أخفته في صندوق عندها وأقفلت عليه وذات يوم أُهدي للوليد جوهر قيم فأعجبه واستحسنه فدعا خادما له فبعث بها معه الى أم البنين فدخل الخادم عليها فجأة ووضاح عندها فأدخلته الصندوق وهو يرى ووصل اليها رسالة الوليد ودفع اليها الجوهر فقال يا مولاتي هبيني منه حجرا فقالت لا يا ابن اللخناء ولا كرامة فرجع الى الوليد فأخبره بما شاهد فقتله الوليد ثم اتجه الى أم البنين وهي جالسة في ذلك البيت تمشط وقد وصف له الخادم الصندوق الذي أدخلته فيه فطلب من ام البنين ان تهب له صندوق من الصناديق التي في بيتها واختار هو الصندوق الذي وصفه له الخادم فقالت ان به اشياء احتاجها خذ غيره قال ما اريد غيره فوافقت فدعا خدمه بحمله الى مجلسه وأمرهم بحفر بئر عميقة في المجلس فقال يا فلان انه بلغنا شيء ان كان حقا فقد كفناك ودفناك ودفنا ذكرك وقطعنا ذكرك الى آخر الدهر وان كان باطلا فإنا دفنا الخشب وما اهون ذلك ثم قذف به في البئر وهيل عليه التراب وسويت الارض ثم ما رئُي لوضاح بعد ذلك اليوم أثر الى الابد مات ومات سره معه بسبب مجون وضاح اليمن وحياته العابثة لم يهتم به كشاعر وكاد ينقطع اثره إلا من حكايات واشعار جمعت من هنا وهناك ونحن نتعرف على هذه الشخصيات فقط من باب العلم وأيضا أخذ العبرة فالحياة العابثة مردودها على صاحبها خسران دنيا وآخرة
التحية والتقدير لك اخي ابو عبد العزيز فجهودك مهمة في هذا الصرح المهم حفظك الله ورعاك . ............................ اما هذا المعتم فلا فخر بامثاله فقد باع دينه بدنياه ولقي مصير لم يكن يحلم به او يتمناه ، اخزاه الله تعالى .