سيدي الفاضل ابويوسف
انني ماكنت لاعتب عليك الا لاني اعلم انك اعلم الناس بحال قريتنا وماكنت اقصد شخصك الكريم بقدر ماقصدت واقعنا المرير واني لاعلم ان ما يدور في بالي من اسئله هي نفسها ما تدور في بال كل خلاقي شريف همه مصلحه اهله وقريته.
نعم سيدي الغالي انها نوازل وان ربيبها الهالك ذهب ولاكني اراهن انها باقيه ما بقينا نحن ننتظر الفرج دون ان نسعى اليه ولا اخفيك اني اكن لجيلك كثير من التهم فمن وجهه نظري اعتبر ان جيلكم جيل الانتكاس في كل الامور المتعلقه بكرامه الانسان على مستوى الجنوب بشكل عام فالحنيين لقصص الوالد صالح عبدرب يحيي هو نوع من تانيب الضمير لان جيلكم قضى علي كل القيم ولم يحافظ على اي موروث ثقافي ليسلمه للجيل الحالي وكان واجب الجيل الجديد ان يستعيد بقايا هذا التاريخ الذي حاول الحزب ان يقضي عليه ويقضي على اسلامنا وعروبتنا وانسانيتنا معا.
فكل ما نعيشه اليوم هو نتيجه تلك الفتره المظلمه التي ارادت ان تسلخنا عن واقعنا فكونت لدينا نوع من الانفصام فلا قبيله ولا دين ولا دوله... اضعتوا كل شي يا ابايوسف وسكتم عن الظلم ولم يكن بوسعكم الا ان تنتظروا جيل جديد ليحمل الرايه التي عجزتم على حملها فاتمني ان لا تتامروا عليه وتتركوه يشق طريقه .
نستنتج من كل هذا انه لاتوجد شخصيه جنوبيه على ارض الواقع نحن الان في سياق بناء شخصيه جنوبيه وطنيه تتعايش مع محيطها وتستحق احترام العالم لانها تحترم نفسها .
ان خلاقه في امس الحاجه لابناها المخلصين ليعديدوا بناء قيمها وحاضرها لتكون بحجم تاريخ الاجداد عندها نستطيع ان ننظر في وجهه اولادنا وعندها لن نجد شخص مثل (ابواحمد) يستطيع ان (يعيرنا) بما كنا عليه .
في النهايه لا يسعني الا ان ارفع الى مقامك هذه الابيات للشاعر نزار قباني:
فاذا صرخت بوجه من أحببتهم فلكي يعيش الحب والأحباب
وإذا قسوت على العروبة مرة فلقد تضيق بكحلهاالاهداب
فلربما تجد العروبة نفسها ويضيء في قلب الظلام شهاب