1. منهج الموازنات/

    بحث وتقديم/ الأستاذالخلاقي:

    هذا المنهج له قواعده العلمية الدقيقة عند العلماءونبلاء الأمة ومن أهل الجرح والتعديل الذين شهد لهم الشيوخ الأعلام من أهل الفقه والتخريج وممن زرع الله بقلوبهم الوزن في معرفة الحق وإتباع الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح أصحاب القرون المفضلة والمشهود لهم بسلامة منهجهم ومن أتبعهم بإحسان ومن الذين مازالوا ظاهرين على الحق لا يضرهم من عاداهم حتى قيام الساعة وهم على ذلك من أهل الفرقة الناجية التي مازالت متمسكة بنهج السلف لتكون على ما كان عليه النبي عليه السلام وأصحابه الكرام رضي الله عنهم.

    من أقوال أهل العلم في هذه المسألة عن نهج أهل السنة في نقد أهل البدع وكتبهم هل من الواجب ذكر محاسنهم ومساوئهم ؟ أم فقط مساوئهم؟
    أجاب على ذلك سماحة الشيخ العلامة/عبد العزيز بن باز رحمه الله فقال:
    كلام أهل العلم نقد المساوئ للتحذير منها أما الطيب معروف مقبول الطيب لكن المقصود التحذير من أخطائهم ..الجهمية .. المعتزلة الرافضة .. وما أشبه ذلك فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق يبين وإذا سأل السائل؟ والمسئول يعلم ذلك يبين لكن المقصود الأعظم والمهم بيان ما عندهم من الباطل ليحذره السائل ولئلا يميل إليهم. أ هـ
    ولهذا يكون من قصد ذلك أن العلماء الأفاضل يوردونه للتحذير من باطلهم . ما هو المقصود؟ تعديد محاسنهم .. المقصود التحذير من باطلهم ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر إذا كانت بدعته تكفره بطلت حسناته وإذا كانت لا تكفره فهو على خطر والمقصود من ذلك أحبتي الكرام هو بيان الأخطاء وانحرافات التي يجب الحذر منها .
    والمراد من التحذير .
    أنظر كتب الأمام البخاري (خلق أفعال العباد في كتاب الأدب المفرد) الصحيح كتاب (السنة) لعبدالله بن أحمد كتاب (التوحيد) لأبن خزيمة رد الأمام الدارمي على أهل البدع

    وبهذا الشان أيضاً كان للشيخ العلامة/ محمد صالح العثيمين يرحمه الله كلام رائد وعظيم بهذه المسألة (علم الموازنات) حيث قال يرحمه الله عندما نريد أن نقوّم الشخص فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ لأن لان هذا هو الميزان العدل وعندما نحذر من خطأ شخص فنذكر الخطأ فقط لأن المقام مقام تحذير ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً فلكل مقام مقال.
    أنظر (لقاء الباب المفتوح) (70.61) ( ص153)
    فالمسألة ليست مسألة تعداد المحاسن والمساوئ وإنما مسألة التحذير من خطر وأنظر إلى أقوال الأئمة كأحمد أبن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وشعبة هل كان أحدهم إذا سأل عن شخص مجروح وقال كذاب هل قال ولكنه طيب وأخلاقه عالية وجواداً في بذل المال وكريم وكثير التهجد في الليل لا, وإذا قالوا مختلط أو أخذته الغفلة هل كانوا يقولون ولكن فيه كذا وكذا لا...

    فالقصد أحبتي الكرام من هذا هو أنك إذا حُذرت من بدعة وذُكرت البدعة وحذرت منها فهذا هو المطلوب أي أنه لا يجوز ذكر الحسنات في باب النقد..
    أرجو أن يُستفاد مما قلت أحبتي الكرام أعضاء هذا المنتدى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
    ومع أطيب الأمنيات
  2. احسنت وبارك الله فيك
  3. تسلم يا الاستاذالخلاقي على الموضوع الجميل
  4. جزاك الله خير عزيزي الاستاذ الخلاقي على الموضوع الهادف نعم لا هوادة ولا مجال للمجاملة اذا المسألة تتعلق بالعقيدة وما يشوبها من فتن وبدع هنا ينبغي توجيه التحذير المباشر وبيان باطل ما هو عليه صاحبها قد تحدث نوع من المجاملات في امور الناس الخاصة فقد نجامل شخص احيانا لتحفيزه على ما هو افضل واحيانا لكسب وده هذه امور قد تكون ضرورة احيانا لهدف نبيل او درء ما هو ضار لكن في الدين يعتبر ذلك خط احمر اللهم ثبتنا على القول الثابت
  5. تم الإطلاع
    أشكر أخي الغالي المحاضر الفذ والمثقف الرائد والمتألق/الأستاذ القدير أبو عبدالله الخلاقي على هذا الموضوع الجميل الذي يحمل بطيه منهج أو علم
    الموازنات والذي رأيت به المنفعة والفائــــدة لمن أراد معرفة الحق في هذا العلم الذي أحكم العلماء الأفاضل خصوصية وطريق نهجة وكيفية التعامل به مع
    المخالفين لهذا المنهج فلك مني الشكر والإحترام على رقيك الباهر وسلامة منهجك الذي نحمد الله المستحـق للشكـر والثناء الذي عافانـا مما أبتلي به كثير
    من الناس..

    أحب أن أضيف هنا أخـــي الحبيب أنه في علم منهج الموازنات إذا ذكرت محاسن المنحــــرف أو المحدث أو المبتدع فمعنى هذا أننا قومناه وأعناه على إحياء
    بدعته والصحيح أننا لانذكر محاسنـــــــه البته...والصحيح في هذا الباب هو أننا نذكر الخطأ الذي وقع به والتحذيــــر منه فقط لآنه ليس موكولاً إلينا أن ندرس
    وضعه ونقيمــــه بل موكولون وهذا للمختصين ببيان الخطأ الذي وقع فيه المخطئ أو المبتــــدع بقصد معصوم وهو أن يتوب إلى الله من أجل أن يحذره غيره
    أو من أتبعه بجهل كما أكد ذلك فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان حفظه الله وثمة من مشايخنا الأعلام وممن سبق وأن ذكرتهم بخطبك .

    وهناك أيضاً لفضيلة الشيخ العلامة محدث العصر/محمد ناصر الدين الألبانــــي رحمه الله كلام جميل ومفيد في هذا المنهج وأخص بالذكر شريطه رقم (850)
    من سلسلـــة الهدى والنور لمن أراد التوسع في هذا الباب ومنه قوله يرحمه الله... التفريق بين ما إذا أردنا أن نترجم للرجل فنذكـر محاسنه ومساويه، أما
    إذا أردنا النصـــح للأمة أو إذا كان المقام يقتضي الإيجار والأختصار فنذكر ما يقتضيه المقام من تحذير من تبديع من تضليل وربمــــا من تكفير أيضاً إذا كان
    شروط التكفير متحققة في ذاك الإنسان ، هذا ما أعتقد أنه الحق الذي يختلف فيه هؤلاء الشباب ..أ هـ

    والدليل هو هل كانت معشر قريش في الجاهلية وأئمة الشرك لاحسنة لأحدهم ؟ كانوا يكرمون الضيف ويحفظون الجار ويتعاونون على كثير من الخير ولكن؟
    هل جاء في القرآن الكريم ذكر حسنة من حسناتهم؟
    هل جاء في السنة ذكر مكرمة من مكارمهم؟
    الم يكن لأبا طالب فضل في موقفة مع ابن أخيه نبين محمدا عليه الصلاة والسلام عند نشـر الدعوة؟ ولكن هل لما أوحى الحق عز وجل إلى نبينا عليه السلام
    بأن عمه أبا طالب من أهل النار هل ذكر ربنا محاسنــــــه لا؟ أظن هذا فيه الحق والبيان وأسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً
    ويرزقنا إجتنابه.

    بارك الله فيك الأستاذ الخلاقي القديرهذا وتفضل مني قبول فائقالتحية وعظيم الامتنان
    برعاية الله