تنصرت الأشراف من عار لطمة ...... وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنفني منها لجاج ونخوة ...... وبعت لها العين الصحيحة بالعور
فياليت أمي لم تلدني وليتني ...... رجعت إلى القول الذي قال لي عمر
وياليتني أرعى المخاض بقفرة ...... وكنت أسير في ربيعة أو مضر
وياليت لي بالشام أدنى معيشة ...... أجالس قومي ذاهب السمع والبصر
هذه الأبيات الجمليه لملك غساني يدعى جبله ابن الايهم اسلم في عهد الخليفه عمر ابن الخطاب وذهب الي المدينه المنورة فأراد ان يحج وأثناء الطواف وطئ على وزاره رجل من بني فزاره فغضب جبله فلطمعه وهشم انفه فشكاه الفزاري لعمر فاستدعاه وأمره بان يراضيه والا اقتص منه فقال أمهلني الى الغد فهرب في اليل هو وجنوده وحاشيته الى القسطنطنية وتنصر هناك وبنى له ملك الروم قصراً لا يقل عن قصره في شي ليس حباً في جبله وانما نكايه بعمر والمسلمين فلم يمضي طويلاً حتى ندم على فعلته فأنشد هذه الأبيات التي تبين حجم الندم والحسرة التي في داخله .
ما اردت ان اقوله من خلال سردي لهذه القصه هو اخذ العبره من قصص ومواقف مرت بها اجيالً قبلنا والامه الغنيه هي الغنيه بتجاربها واني ارى ان الكفر بالوحده ومشروعها العظيم الذي كنا نحلم فيه خطاء كبير وعلينا اعاده النظر فيه واذا قدمنا دراسه منصفه فسنجد ان المظلوم الوحيد من كل ما يجري في اليمن هي الوحده ولم يستفيد لا الشمال ولا الجنوب منها والمستفيد هم اشخاص بعينهم من كلا الفريقين كانوا السبب في افشال هذا المشروع والوصول بناء الى ما نحن عليه اليوم من جهل وفقر وتفرقه ومن وجهه نظري ان هذه الممارسات افرزت في مجتمعنا الجنوبي شخصيات حاقده على اي شي يتصل بشمال اليمن سوى على مواطنيهم اوعاداتهم او تاريخهم والنظر اليهم بعين الارتياب وهذا امر مريب خاصه عند النخبه المثقفه التي يجب عليها ان تنظر اليهم بعين من يكتب التاريخ لابعين من ياجج الصراع كي يصله نصيبه من الكعكه فالمصالح الضيقه كانه وستبقى هي الاولويه عند اغلب النخب اليمنيه ويوسفني ايضا ان اجد اشخاص معنا هنا في المجلس ممن ينصبون العداء للشماليين ويتهكمون على اي شي تربطه علاقه بالشمال في مغالطه واضحه للتاريخ ويلعبون على وتر الطائفيه بوصفهم الشماليين بالزيود فكنت اود ان اسئلهم اين عرفتم الزيديه في مدارس الاحاد التي درستو فيها في بلغاريا او كوبا او الاتحاد السوفيتي ومن وكلكم ان تدافعوا عن الشوافع ففي الشمال شوافع اضعاف عدد سكان الجنوب ومنهم شخصيات ساهمت الى حد كبير في الثقافه الاسلاميه فمنهم امامنا الكبير الشوكاني والصنعاني وابن الوزير وغيرهم من العلماء والمفكريين الذي يعني لي الانتساب اليهم شرفاً يوازي انتسابي لليمن ككل .
انا لا ادافع على احد ولست مخولً للدفاع عنهم وانما هو دفاع عن الحقيقه التي لا يمكن لاي انسان مسلم الا ان يصدع بالحق.