هذه مقالة نُشرت في جريدة الشرق القطرية للكاتب جاسم ابراهيم فخرو وهي تعبير عن مشاعر الحب والتقدير من قبل الكاتب تجاه مهد العروبه اليمن التي هُمشت وتركت تصارع الامراض والأورام والسرطانات بفعل حكامها الذين اختاروا لشعوبهم المذلة والتخلف هذا الشعب الذي نشر نور الاسلام في بقاع الارض هذا الشعب الغيور على دينه وامته هذا الشعب وهذه الارض التي منها انطلقت العروبة والعربية تعيش اليوم حبيسة آفات مزمنه فرضتها عليها ظروف متعددة داخلية وخارجية واصبحت معزولة في عمق الجزيرة الجنوبي الاسترتيجي لا لسبب الالأنها فقيرة وان شعبها متخلف وان نظامها مختلف وهذه مبررات غير موضوعية فدول الاتحاد الاروبي تكونت من دول متقدمة ودول متخلفة ومتناقضه في انظمتها وتوجهاتها واعراقها ومذاهبها ولغاتها وعلى الرغم من ذلك فمن حق الاروبي ان يدخل في شراكه ضمن الاتحاد الاروبي والدول المتقدمة تعمل على دعم وتطوير الدول الاقل تقدما هذا هو منطق الصواب اما نحن فنترك اليمن على حالها ونعزلها فهذا نوع من التشفي والانتقام اذا ما ادركنا ان اليمن وشعبها قوة استراتيجية وبشرية ستكون حصن منيع لكل من تسول له نفسه المساس بأمن المنطقه خاصة في هذا الزمن الذي نشم فيه نوايا سيئة وروائح كريهه تطبخ سرا تجاه المنطقة باعتبارها قلب الاسلام النابض ومركز شعاعه المتوهج لهذا نضم صوتنا الى صوت الكاتب جاسم فخروا بإعادة النظر تجاه اليمن وضمها الى موقعها الطبيعي بين اشقاءها في الجزيرة والخليج فمصلحة المنطقة تتطلب ذلك ناهيك عن جسور الروابط المشتركة والتاريخ المشترك كما نشكر كاتبنا جاسم فخروا على هذه المشاعر الواعية النيرة تجاه اليمن واهميتها في منظومة مجلس التعاون
اليكم مقالت الكاتب القطري جاسم ابراهيم فخرو
اكتوبر
2012
كلما نظرت إلى خريطة الجزيرة العربية من عمان الهادئة إلى الكويت الثائرة مروراً بدول مجلس التعاون الخليجي، حفظ الله حكامها وشعبها وأرضها، أحس بالغبطة والفرح وقد كساها لون واحد في دليل على تلاحمها وتعاونها الذي سيتحول قريبا بإذن الله إلى اتحاد، بناءً على اقتراح ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأطال في عمره، ليرى هذا الحلم وقد أصبح حقيقة. وبالرغم من تلك الفرحة التي تتملكني إلا انه يعتريني في الوقت نفسه شيء من الحزن والضيق بسبب ذلك اللون المختلف الذي خُص به جزء أصيل وأساسي وعريق من ارض جزيرة العرب.. وهو أرض اليمن السعيد لعدم قدرته ـ في وضعه الحالي ـ على الانضمام لمنظومة مجلس التعاون الخليجي بسبب فارق وتباين مستواها الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي مع جاراتها الخليجية.. والكل يدرك أن الفارق كبير.. ولكن ما هو الحل؟! إن أهل اليمن الأحبة.. شعب ذكي ومثابر وعريق وصولاتهم وجولاتهم ورجولتهم وحلهم وترحالهم وتجارتهم وعلمهم صنعت التاريخ المجيد للكل.. وكانوا سبباً في انتشار الإسلام على مستوى القارة الآسيوية بل والعالم، وأصالتهم ضاربة في عمق التاريخ، وكان منهم الكثير من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم المقربين.. وحقيقة.. أحفادهم لا يستحقون أن يظلوا ويتركوا هكذا مهملين شعباً ودولة.. ونحن أهل ذمة وعقيدة ودين. نعلم جيداً بأن دول مجلس التعاون كافة تهتم باليمن واليمنيين، وهم من ضمن أولوياتها، ولكن لا تزال تلك الجهود غير كافية، حيث إن اليمن لا يزال غارقاً في همومه ومشاكله، تائها بين السبل حول كيفية الخروج من النفق المظلم، في حين أنه يجب أن يرتقي بنفسه وشعبه ليصل إلى المستوى المعيشي والاٌقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه جيرانهم أهل الجزيرة العربية أبناء مجلس التعاون.. وهذا حقه. وبالفعل هناك رغبة يمنية ببناء يمن المستقبل، وأعتقد بأن الثورة التي لا تزال قائمة خير دليل على كلامي.. والتي يجب أن تنجح بأي شكل من الأشكال لتحريك الجهود والمضي قدماً. وهو في أمس الحاجة الآن للوقوف بجانبه.. لوجه الله وحق الإسلام والأخوة.
نعم.. ندرك بأن هناك مساعدات خليجية وبأشكال مختلفة تقدم لليمن حكومةً وشعباً.. ولكن قضية التبرع ببناء مستشفى أو مدرسة أو حي سكني أو تخصيص مقاعد دراسية مجانية أو فتح سوق العمل والتجنيس والتبرع ببضعة ريالات ودراهم ودنانير سيساعد.. لكن لن تحل مشكلة بهذا الحجم. إن اليمن بحاجة إلى استراتيجية وطنية شاملة تساعده على النهوض بأبنائه وحاضره ومستقبله. فيا جماعة الخير الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصانا بأهل اليمن خيراً، بل وبَشَّر بهم بقوله عليه الصلاة وأفضل السلام "أتاكم أهل اليمن.. أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يماني والحكمة يمانية"، متفق عليه. وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: "إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نسائهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني وأنا منهم"، أخرجه الطبراني بإسناد حسن.. يجب الإخلاص لأهل اليمن بكل صدق وحب وجهد، والعمل على الارتقاء به من قبل دول مجلس التعاون، لأنه منا ونحن منه. فكما فعلت أوروبا وقامت بالتضحية حتى باقتصادها أحيانا لنصرة وضم جزئها الشرقي والارتقاء بهم، فيجب أن نكون.. وهم ليسوا بأفضل منا نحن معاشر الإسلام والمسلمين أبناء الدين واللغة والدم الواحد.. فقوة اليمن واستقراره قوة للجزيرة عامة، و هي عامل رئيسي لاستقرارها.. فقوة اليمن قوة وعز للخليج كافة.. فالحل لا يكمن في التجنيس والتوطين، وإن كان مصدر عزة وشرف لنا.. والتصدق عليه بأموال ومشاريع متفرقة.. ولكن الحل يكمن في بناء يمن قوي على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتعليمية، والثقافية، وتقوية بناه التحتية وغيرها من مكونات الدول الحديثة وإيصالها بسواعد وعقول وخبرة أبنائه وبناته، وبالمساعدات الخليجية على كافة الأصعدة إلى المستوى الذي يؤهله للانضمام للاتحاد الخليجي بكفاءة واقتدار ومساواة كعضو كامل. وأن يتم هذا التأهل على يد مجلس التعاون الخليجي، وعدم تركه لتلك الدول التي تضع القيود والشروط.. وأنتم أدرى بالباقي؟!
فهناك فرق بين الصيد لهم وبين تعليمهم الصيد بأيدهم، ففي الأولى ذلة وانكسار، وفي الثانية عزة واقتدار. ونحن نريد لهم العزَة والرفعة قسما بعزة الله. فهبوا لنجدته ونجدة أبنائه.. فهم أهلنا وهم أهل حضارة وعلم وعلماء.ز وإكراماً لله ولرسوله وللإسلام، وحق الجيرة وحق الأهل.. ونسأل الله أن نرى المستقبل القريب وقد كسا أرض شبه جزيرة العرب لوناً واحداً لا غير.. وهذا هو الأصح والأمل