نعم بالعقل تسموا وترتقي الحياة احببت شعبك ووطنك فأحبك ووقف من خلفك

عبقرية بائع الموز
بلده مساحتها 320 ألف كم مربع وعدد سكانه 27 مليون نسمه كانوا حتى عام 1981 م يعيشون في الغابات ويعملون في زراعة المطاط والموز والأناناس وصيد الأسماك وكان متوسط دخل الفرد اقل من ألف دولار سنويا والصراعات الدينية هي الحاكم حيث هناك 18 ديانة
حتى أكرمهم الله برجل هو الابن الأصغر لتسعة أشقاء والده كان مدرس ابتدائي لا يكفي لتحقيق حلم ابنه بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية فعمل الابن بائعا للموز في الشارع حتى حقق حلمه ودخل كلية الطب في سنغافورة المجاورة وأصبح رئيسا لاتحاد طلاب المسلمين في الجامعة قبل تخرجه عام 1953 عمل طبيبا في الحكومة الانجليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت عام 1957 يفتح عيادة خاصة يخصص نصف وقته للكشف المجاني على الفقراء فاز بعضوية مجلس الشعب عام 1964 ويخسر مقعده بعد خمس سنوات فيتفرق لتأليف كتاب عن مستقبل بلده الاقتصادي في عام 1970 م تم انتخابه سيناتور مرة أخرى عام 1974 ويتم اختياره وزيرا للتعليم ثم مساعدا لرئيس الوزراء عام 1978 ثم رئيسا للوزراء عام 1981 م ليبدأ النهضة الشاملة التي قال عنها انه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد علي فماذا فعل الجراح الرئيس ؟
أولا : رسم خريطة لمستقبل بلده حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج التي يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات
ثانيا: قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة وبالتالي خصص اكبر قسم في ميزانية الدولة ليضخ في التدريب والتأهيل للحرفيين والتربية والتعليم ومحو الامية وفي البحوث العلمية كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات في أفضل الجامعات الأجنبية
ثالثا: أعلن للشعب وبكل شفافية خطته وإستراتيجيته وأطلعهم على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى النهضة الشاملة فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا بقطاع الزراعة فغرسوا مليون شجرة نخيل زيت في أول عامين لتصبح بلدهم أولى دول العالم في إنتاج وتصدير زيت النخيل واهتم بالسياحة وقرر أن يكون المستهدف في 10 سنوات إيرادات 20 مليار دولار بدلا من 900مليون دولار عام 1981 وتحقق ذلك لتصل إيرادات السياحة اليوم 33 مليار دولار حول المعسكرات اليابانية أثناء الحرب العالمية إلى مناطق سياحية وتم إنشاء بنية سياحية ضخمة جذبت السواح من مشارق الأرض ومغاربها
وفي قطاع الصناعة حقق عام 1996 طفرة بلغت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة في الأجهزة الكهربائية والحاسبات الالكترونية
وفي المجال المالي فتح الباب على مصراعيه أما الاستثمارات الأجنبية والمحلية وبناء أعلى برجين في العالم يضمان 65 مركزا تجاريا وبورصة أصبحت تعاملاتها أكثر من 2مليار دولار وانشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة على وجه الأرض وبناء بنية تحتية ضخمة على أعلى المواصفات العالمية
لقد استطاع بائع الموز من عام 1981 م إلى عام 2003 أن يحلق ببلاده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول التي يشار لها بالبنان وأصبح دخل الفرد من 100 دولار عام 1981 إلى 16 ألف دولار سنويا ووصل الاحتياطي النقدي من 3مليارات إلى 96 مليار دولار وحجم الصادرات 200مليار دولار
فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم في بلد به 18 ديانة ولم يعاير شعبه انه عندما تسلم الحكم كان عددهم 14 مليونا واليوم 27 مليون ولم يتمسك بالكرسي حتى آخر نفس أو يطمع في توريثه لأبنائه أو احد من أقاربه وبعد 21 سنة قرر بمحض إرادته ان يترك الجمل بما حمل رغم كل المناشدات له بالبقاء تاركا لمن يخلفه خارطة طريق وخطة عمل ( اسمها عشرين عشرين )أي أن بلده عام 2020 م ستصبح رابع قوة اقتصادية في آسيا بعد الصين واليابان والهند
انه مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق الذي سجل التاريخ انه لم يعترف بإسرائيل حتى اليوم ولم ترهبه تهديداتها وأساليبها ظل شامخا لم ينتظر مساعدات من أحد بل اعتمد على الله ثم على إرادة شعبه وعزيمته وصدقه وراهن على سواعد وعقول أبناء شعبه ليضع بلده على الخريطة العالمية فيحترمه الناس ويرفعون له القبعات
وهكذا تفوق الحاج مهاتير محمد بإيمانه ومهارته وحبه الحقيقي لبلده واستطاع ان يجعل من ماليزيا نمرا أسويا يعمل لها ألف حساب
رجال سيخلدهم التاريخ ولن تناساهم شعوبهم
هؤلاء رجال صنعوا بالإخلاص والعمل حضارة لكن هناك قادة صنعوا ويلات وفتن وانتهاء بهم الأمر إلى خراب أوطانهم
فماذا تقول عزيزي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن 33 عاما صاحب المنجزات الوهمية التي نراها فقط في أفلام الخيال العلمي واحلام اليقظة

الجزاء من جنس العمل وصلت بشعبك الى الجحيم فكانت نهايتك سعيره

جزاء الله مهاتير محمد خيرا وبئس اخو العشيرة علي عفاش فالاول باذن الله من اهل اليمين والثاني باذن الله من اهل الشمال .