قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى : وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي = جَعَلتُ الرَّجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلما تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنُتهُ = بِعَفوِكَ رَبّي كَانَ عَفوُكَ أَعظَما فَمَا زِلتَ ذَا عَفوٍ عَنِ الذَّنبِ لَمْ تَزَل = تَجودُ وَتَعفُو مِنةً وَتَكَرما فَلَولاَكَ لَمْ يَصمُد لإِبليسَ عابِدٌ = فَكَيفَ وَقَدْ أَغوى صَفِيكَ آدَما فَلِلهِ دَر الْعَارِفِ النَدبِ إِنهُ = تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما يُقيمُ إِذا مَا كانَ في ذَكرِ رَبهِ = وَفي مَا سِواهُ في الوَرى كَانَ أَعجَما وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِنْ شَبابِهِ = وَمَا كَانَ فِيهَا بِالجَهالَةِ أَجرَما فَصارَ قَرينَ الهَمِ طولَ نَهارِهِ = أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما يَقولُ : حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي = كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما أَلَستَ الذِّي غَذيتَني وَهَدَيتَني = وَلاَ زِلتَ مَنّاناً مَنّاناً عَلَي وَمُنعِما عَسى مَنْ لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلتي = وَيَستُرُ أَوزاري وَمَا قَدْ تَقَدما