قصة حقيقية فى فلسطين
انطلقت السيارة التي تحمل المعلمات مع سائقهنّ من مدينتهنّ قبل بزوغ نور الشمس حتى تصل المعلمات باكرا إلى مدرستهنّ وكان ممـّن في السيارة أخت تدعى أم محمد أخت صالحة تظهر عليها سمات الصلاح وكان عدد المعلمات في السيارة وهي من النوع الكبير تسع معلمات والأخت أم محمد عاشرتهنّ طلبت المعلمات من السائق أن يشغل لهنّ مسجل السيارة على أغنية يقطعن بها طول الطريق وملله وقالت أم محمد للسائق أتق الله لا أريد أن اغضب الله فرد عليها أتريديني أن اسمع لكي وأنت واحدة وأتجاهل التسعة فاستجاب لطلب المعلمات وشغـّل المسجل فبدأت المعلمات يتمايلن طربا في السيارة .
وفجأة وبين غفوة عين وانتباهتها غار الجبار في علاه وأمر بقبض الأرواح وفقد السائق السيطرة على السيارة واصطدم بسيارة شحن كبيرة فتمزقت السيارة شر تمزق وقد كان من شهد الحادث مجموعة من الأصدقاء وهم من نقل أحداث الحادث إلينا وقد قاموا بالمساعدة في الحادث ويقسمون بالله أن الحادث كان بشعا حتى أنهم يرون رأس المعلمة في مكان وأنفها في مكان أخر والأشلاء متمزقة في كل مكان حتى أنهم فقدوا الأمل في إيجاد أحياء في الحادث وفجأة وجدوا سائق الحافلة وقد قلبت علية السيارة على جهة من جسمه والدم يخرج من فاه وكأنة نافورة وحاولوا مساعدته وأيقنوا أنه ميت لامحالة فقال له احدهم قل لا إله الا الله يا أخي فبكى رحمه الله وقال أرجوكم ابحثوا عن أخت طاهرة تدعى أم محمد وقولوا لها أن تسامحني لعلى الله أن يغفر لي.
وقالوا له أين هي قال والله لا أعلم وحدثهم عن ماحدث بينه وبين أم محمد والمعلمات في السيارة بنفس متقطع ويقول الأخ وعندما بعدت عنها قليلا أخبروني الشباب أنة قد فارق الحياة وسيارة الإسعاف لم تصل بعد وقمت بالبحث عن أحياء فوجدت معلمة وهي في حالة مزرية جدا من كسور وقد تمزقت ملابسها فغطيناها وقلت لها يا أختي اصبري واستغفري الله فقالت بلهجتنا المحلية(انقلع عني) وهي في هذه الحالة ولا حول ولا قوه إلا بالله فابتعدت عنها وأتى إليّ الشباب واخبروني أنهم وجدوا معلمة ملقاة بعيدا عن موقع الحادث وأتيت إليها والله ثم والله يا أخوتي وجدتها في حالة تختلف كليا عن الأخريات وجدتها وقد لفت بعباءتها لفـًّا ولا يرى منها شيئا وكأنها قد أنزلت في المكان بهدوء ولم تلقى بشدة قربت منها وأنا أتحسس جبهتها لأرى أن كانت باردة أم لا وقلت اذكري الله يا أختي فبكت رحمها الله .
وقالت أبعد يدك عني لأنني ضعيفة تستبيح جسدي قلت يا أختي ولكنك سوف تموتين قالت الموت أحب لي من أن أخون أبا محمد في بيته قلت لها يا أختي أبشري بالخير الله موجود الله سيرحمك وما سمعت منها إلا قول سبحان الله والحمد لله والله اكبر وأغمي عليها وأتت سيارة الإسعاف وحملناها إليها ونحن نبكي من صبر الأخت وإيمانها بالله ولم نسمع منها في سيارة الإسعاف ألا قول اللهم انك تعلم أنني ضعيفة فارحمني وفي المستشفى أخبرنا الدكتور أنها تعاني من كسور في جميع جسدها وأن نجت فهو معجزة من الله وقالت لنا أرجوكم من أستطاع منكم أن ينادي لي أبا محمد فليناديه وعلى الساعة التاسعة صباحا أتى زوجها إلى المستشفى وهو يبكي ويقول أين الطاهرة أين العفيفة أين القائمة.
فقمت أنا والإخوان بتهدئته وتصبيره وقال يا إخوان والله إنكم لا تعرفونها والله أنها لا تنام حتى تقوم لله ما تشاء فلله درها ودخل عليها فرأيت مشهد عظيما تتحرك له القلوب فنادته وقالت اقترب يا أبا محمد وقرب وضمـّها وضمـّته ضمـّة الحبيب لحبيبته وقال ابشري فأنت على خير وقالت أنا لا أخاف من الموت يا أبا محمد ولكن أمانة عندك أن تخبر أولادي أن سألوا عني أنني في الجنة أنتظرهم أن شاء لله وسامحني يا أبا محمد .
وأقسم بالله أنني لم أسمح لأحد أن يلمسني ولم أخونك فأرجوك لا تذهب وأنت غاضب مني ولا تحرمني من الجنة فبكت رحمها الله وبكى أبو محمد وضمـّها وقال أبشري أنت العفيفة الطاهرة فقالــــــت يا لله عهدتك أولادي وأبا محمد فأني لا املك من الدنيا أغلى منهم فبكت رحمه الله فقال لها زوجها يا أم محمد الله يعلم أنك تصومين وتقومين واشهد الله إنك نعم المرأة ونعم الزوجة فقالت أقرىء أولادي السلام فأنني والله بخير وأنني أرى أناس قد اقبلوا عليّ فلا تحرمني لذة الجنة يا أبا محمد فبكت بكاءا عظيما ورددت اللهم اغفر لي وارحمني يا ربي إنك تعلم أني ما خنت ولا عصيت فارحمني وعهدتك أ ولادي وزوجي وفاضت روحها وهي تردد لا إله إلا الله فرحمك الله يا أم محمد .
وختم لنا بما ختم لك به فأم محمد خرجت من الدنيا بلا إله إلا الله ونحن بما سنخرج وما هو حالنا عند قبض أرواحنا وما هو قولنا هل أخر قولنا لا إله إلا الله أم ترديد الأغاني أم ترديد الشتم لأخواننا المسلمين كما يحدث هنا من بعض المخالفين للمنهج هل تريد أن يختم لك بما ختم لأم محمد فما عليك سوى تقوى الله في السر والعلن والالتزام بالحجاب الشرعي ياأخواتي ليحفظنا الله كم حفظ أم محمد وأنعم عليها بالخاتمة الحسنة.......
منقول منقول