بحثت في القاموس عن كلمات غريبة ليس للتعمية ولا للتحذيق والفلسفة الكلامية بل لأننا نعيش في واقع يحب التجديد حتى في الكلمات والمترادفات اللغوية والبيانية وكنت أزمع في كتابة هذا الموضوع الهام وهو ( العارف بالشيء المتقن له ) .
وعندما قرأت في القاموس المحيط عن هذا المعنى وجدتها مختصرة في كلمة ( سنبر )
فكم نحن بحاجة ماسة للمعرفة والعلم والاتقان وإشاعة هذه المباديء النبيلة لتحقيق منجزات طالما داعبت آمالنا وأحلامنا قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ).
والعمل المجرد عن العلم والمعرفة ضرب من الوهم الانجازي والفوضى الانشغالية بما ليس في الاتجاه المسؤول النافع الصحيح ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) وقد عقد البخاري رحمه الله بابا بعنوان ( العلم قبل القول والعمل وأورد هذه الآية . وإن أول ما نزل على نبينا صلى الله عليه وسلم من الوحي هو قوله تعالى ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ) فالقراءة والعلم مبتدؤ المسار الصحيح ومن ثم الاتقان له يعطي المكانة الحقيقية للعمل المثمر الناجح .
وإن ( السنابرة ) هم أقدر الناس على تخطي الأزمات سواء على المستوى الفردي
( الشخصي ) أو على مستوى المجتمعات ( الأمة ) .
وإن عقلاء الناس هم علماؤهم والعارفين بما يدور من حولهم وليسوا المتقوقعين على أبدانهم وأحجامهم وبزاتهم الجاهلين بحقائق أعمالهم وما يقومون به المتفلتين من قيود الانتهاج الحق القويم المشتتين عن البلوغ الواضح البين المتقن للأعمال سواء صغرت ودقت أوكبرت وعظمت قال تعالى ( وما يعقلها إلا العالمون ) .
فهي دعوة للسالكين أن يكون كل واحد منهم ( سنبرا ) مضيئا لنفسه ولأهل بيته ولأمته جاعلا من منهج وسيرة المصطفى في الاتقان حاديا ودليلا ، متخذ خطوات النجاح الذي رسمه صلى الله عليه وسلم في نواحي الحياة نبراسا وخصوصا في إتقان هجرته من مكة للمدينة .
وما أحوجنا إلى أن نعامل أنفسنا باقتدار وإتقان فهي أولى بالمعرفة وأجدر بالتعلم والتخصص لتنقاد لما يحبه الله من العلم والعمل والاتقان .