1. المواقف المسؤولة .... هل اتخذت منها سبيلا ؟!
    الموقف المسؤول يتجسد في العلم الصحيح المستمد من روح المقاصد الشرعية دون التخليط المزدوج بين الأهواء والأماني من جهة وبين الجهل والتعالم من جهة أخرى .

    والموقف الصحيح هو الذي ينبني على أسس صحيحة بعيدا عن التشنج أو الاضطراب النفسي . فالاطمئنان النفسي أمر مطلوب في معترك الحياة العصرية التي تعج بالمتغيرات والمتناقضات . قال تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكرالله . ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ، وإن الحكم على شيء ما فرع عن تصوره وإن الفتن مهما ألقت بظلالها وأرهقت متابعيها وأقضت مضاجع محلليها تبدو عند أهل الهدوء والاطمئنان فتنا يمكن تجاوزها بالصبر والتعامل الحسن والتفاؤل والتواصي بالحق للحق . وإن الاندفاع الآني والتصدي الفوري للفتن يدلل أحيانا على نفسية المندفع والمتصدي ، فالحلم والأناة من خصال الموفقين والتهور والمجازفة من سيما الجاهلين ( لا يستوون ).


    والوسع المبذول في تفنيد التعقيدات وإن أخذ جهدا ووقتا لا يعني بالضرورة نسيان القضايا العامة والمسائل الأخرى وأهمال المتطلبات الحياتية من مأكل ومشرب وملبس ومنكح وبيع وشراء ومزاح وسفر وغيرها بل التوازن العفوي ولا أعني به السذاجة والربط المنطقي ولا أعني به التكلف هو الدليل الناطق بفقهية وعلمية أهل المواقف المسؤولة ، فالله عز وجل يسر لنا الدين ( ونيسرك لليسرى ) وقال ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ).

    وأصحاب المواقف النبيلة يعيشون مع مجتمعاتهم بكل ثقة وتفاؤل وأريحية لأنهم يتعاملون بنور من الله ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )، ويعايشون الأحداث كبيرها وصغيرها ولا يتجاهلون حال أمتهم ويوازنون بين الآلام والجروح الغائرة في الأمة وما يحاك لها من أعدائها وما هي الأسباب التي دفعت الأعداء لانتهاك واقتراف ما اقترفوه ، جاعلين نصب أعينهم (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير)، غيرمتناسين قول الله جل في علاه : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ) .

    إن الإفراط والتفريط ليسا موقفين مسؤولين ، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) . ولا ينبغي لنا أن نهرف بموقف لا نعرفه بغية الحديث فقط ،ومجاراة الكلم ، فالله عز وتعالى يقول ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) .

    وقد تحرق نفسك بموقف غير مسؤول اتخذته من غير روية ولا تبصر ولاتأنٍ وتندم ولات ساعة مندم .

    فكن متسلحا بالعلم والأناة والحلم ليتحقق الاجتهاد المنضبط وتتفادي الانزلاق في مهاوي الاستعجال والتهور ( وما يعقلها إلا العالمون ) .


    عصام بن حبيب الخلاقي
  2. بارك الله فيك يابن حبيب على الموضوع الاكثر من رائع موفق ياغالي
  3. لاهنت اخوي على طرحك المتميز
    ويعطبك الف عافيه...
  4. يسلموو اخوي عصام على الموظوع المميز بارك الله فيك وتقبل مروري ودمت بخير وعافية
    وجمعه مباركة علينا وعليكم