طالَ البعادُ حبيبُ القلـب ما الخبـرُ
الشـوقُ يقتلنـي والقلـبُ ينتظِـرُ
أشكـو إلى الخالقِ العـلاّم ما أجـدُ
منَ الهـمومُ عسى أن يلطفَ القـدرُ
وحدي غريبٌ بلا عقلٍ أعيـشُ بـهِ
مشرّدُ الفكرِ .. لا جـنٌّ ولا بشـرُ
تـهدّني زفـراتٌ حيـنَ أرسِلُـها
ودمعُ عينـيَّ في الأحـداقِ يحتضِـرُ
أرى الزهـورَ فلا عطرٌ يشـمّ بـها
ووجهُها عابـسٌ والسّـاقُ منكسِـرُ
وللفـراشِ أنيـنٌ كلّـما خـطـرتْ
أمـامَ ناظـرهِ مـن طيفِـنا صـوَرُ
بكـى الزمـانُ دمًا لبعـدِنا أسـفًا
وعانـقَ الحـزنَ في أعماقـهِ الـدّررُ
وليسَ في الكـونِ نورٌ يستضـاءُ بـهِ
أنتَ الضياءُ .. فلا شـمسٌ ولا قمـرُ
يا مالكَ القلبِ لا لن أرتـجي بـدلاً
سـواكَ يا أملـي لا يبتغـي النظـرُ
إنـي على العهـدِ يا مالكـي أبـدًا
أرجو الوصالَ .. مدى الأعوامِ أصطبـرُ