كتاب صفة النار ابن أبي الدنيا 1 بسم الله الرحمن الرحيم - باب : التعوذ بالله من النار - أبواب جهنم - باب صفة جهنم و سعتها - جبال النار و أوديتها - باب مقامع أهل النار و سلاسلها و أغلالها - الحيات و العقارب باب : التعوذ بالله من النار 1 ـ " حدثنا أبو عثمان محمد بن أحمد بن إبراهيم بن . . . . قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر العبدي قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد قال : حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي قال : حدثنا عبد الله بن داود ، عن . . . ابن أبي ليلى ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه . أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر النار في صلاة غير مكتوبة فقال : تعوذوا بالله من النار . ويل لأهل النار " . 2 ـ " حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثني أيوب بن شبيب الصنعاني قال : فيما عرضنا على رباح بن زيد قال : حدثني عبد الله بن بحير قال : سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب و هو يقول : لا تنسوا العظيمتين . قلنا : و ما العظيمتان ؟ قال : الجنة و النار ؟ فذكر رسول الله الله صلى الله عليه و سلم ما ذكر ، ثم بكى حتى جرج وائل دموعه جانبي لحيته ، ثم قال : و الذي نفس محمد بيده لو تعلمون من علم الآخرة ما أعلم ، لمشيتم إلى الصعيد ، فلحثيتم على رؤوسكم التراب " . 3 ـ حدثني إبراهيم بن سعيد قال : حدثنا سفيان ، عن مسعر ، عن عبد الأعلى ، قال : ما جلس قوم مجلساً فلم يذكروا الجنة و النار إلا قالت الملائكة : أغفلوا العظيمتين . 4 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا سفيان ، عن مسعر ، عن عبد الأعلى ، قال : إن الجنة و النار لقتنا السمع من ابن آدم ، فإذا قال الرجل : أعوذ بالله من النار ، قالت النار : اللهم أعذه ، و إذا قال : أسأل الله الجنة ، قالت الجنة : اللهم بلغه ! . 5 ـ " حدثنا إسماعيل بن خالد قال : حدثنا يعلى بن الأشدق قال : حدثني كليب بن حزن الجرمي ـ و كان قد أدرك النبي صلى الله عليه و سلم ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن النار لا ينام هاربها ، و إن الجنة لا ينام طالبها . اطلبوا الجنة جهدكم ، و اهربوا من النار جهدكم " . أبواب جهنم 6 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا الحسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لسرادق النار أربعة جدر ، كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة " . 7 ـ حدثنا خلف بن هشام قال : حدثنا أبو شهاب الحناط ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي قال : إن أبواب جهنم هكذا بعضها فوق بعض ، و أومأ أبو شهاب بأصابعه . . . . . . هذا عن هذا . 8 ـ حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : حدثنا حجاج قال : قال ابن جريج قوله : " لها سبعة أبواب " قال : أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم العسير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ـ و فيه أبو جهل ـ ثم الهاوية . 9 ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد أبو عبد الله ، عن الوليد بن مسلم ، عن يزيد بن سعيد العنسي ، عن يزيد بن أبي مالك الهمداني قال : لجهنم سبعة نيران تأتلق ، ليس منها نار إلا و هي تنظر إلى التي تحتها مخافة أن تأكلها ! 10 ـ حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا . . . محمد بن يزيد ، عن جهضم ، قال : سمعت عكرمة في قوله تعالى : " لها سبعة أبواب " قال لها سبعة أطباق . 11 ـ حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا عمرو بن حمران قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " لكل باب منهم جزء مقسوم " قال : هي و الله منازل بأعمالهم .
رد: كتاب صفة النار باب صفة جهنم و سعتها 12 ـ " حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو أن حجراً قذف به في جهنم لهوى سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها " . 13 ـ " حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فسمعنا وجبة ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : هل تدرون ما هذا ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم . قال : هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً انتهى في قعر جهنم " . 14 ـ " حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو أن حجراً كسبع خلفات شحومهن و أولادهن ألقي في جهنم لهوى سبعين عاماً لا يبلغ قعرها " . 15 ـ " حدثنا خالد بن مرداس السراج قال : حدثنا حماد بن يحيى الأبح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس قال : لما أسري بالنبي صلى الله عليه و سلم ، و جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه و سلم ، سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم هدة ، فقال : يا جبريل ما هذه الهدة ؟ قال : حجر أرسله الله من شفير جهنم ، فهو يهوي فيها منذ سبعين عاماً ، فبلغ قعرها الآن . فما ضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أن يتبسم تبسماً " ! 16 ـ " حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : سمع النبي صلى الله عليه و سلم دويا فقال : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا حجر ألقي في جهنم منذ سبعين عاماً ، فالآن استقر في قعرها ! " 17 ـ " حدثنا الفضل بن إسحاق قال : حدثنا شبابة بن سوار قال : أخبرني الوليد بن حصين الشامي قال : أخبرني لقمان بن عامر ، عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي ، قال : أتيته فقلت : يا أبا أمامة ، حدثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فدعا لي بطلاء ، فشربته ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لو أن صخرة زنة عشر عشروات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت سبعين خريفاً ثم ينتهي إلى غي و أثام . قلت : و ما غي و أثام ؟ قال : بئران يسيل فيهما صديد أهل النار ، و هما اللتان ذكر الله في كتابه : " فسوف يلقون غياً " . و في الفرقان : " يلق أثاماً " " . 18 ـ " حدثنا حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا عنبسة بن سعيد ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن مجاهد قال : قال ابن عباس : أتدري ما سعة جهنم ؟ قلت : لا . قال : أجل و الله ما تدري ، إن بين شحمة أذن أحدهم و بين عاتقه مسيرة سبعين خريفاً ، يجري فيها أودية القيح و الدم . قلت له : أنهاراً ؟ قال : لا ، بل أودية . ثم قال : أتدري ما سعة جهنم ؟ قلت : لا . قال : أجل و الله ما تدري ، حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قوله عز و جل : " و الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه سبحانه و تعالى عما يشركون " : فأين الناس يومئذ يا رسول الله ؟ قال : على جسر جهنم ؟ " . 19 ـ حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن سلمان قال : " كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها " قال : النار سوداء لا يضيء جمرها و لا لهبها ! 20 ـ " حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال : حدثنا ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور ، عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ضرس الكافر مثل أحد ، و فخذه مثل ورقان ـ قال أبو عصمة : جبل ـ و عرض جلده أربعون ذراعاً " . 21 ـ " حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا حميد بن عبد الرحمن ، عن حسن بن صالح ، عن هارون بن سعد ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ضرس الكافر ، أو ناب الكافر ، مثل أحد ، و غلظ جلده مسيرة ثلاث " . 22 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا الحسن بن موسى قال : حدثنا ابن لهيعة قال : حدثنا دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : مقعد الكافر من النار ثلاثة أيام ، و كل ضرس له مثل أحد ، و فخذه مثل ورقان ، و جلده ـ سوى لحمه و عظامه ـ أربعون ذراعاً " . 23 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي قال : حدثنا مالك بن مغول ، عن أبي يحيى بياع القت ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : ضرس الكافر مثل جبلة . ثم قال : تدري ما جبلة ؟ قلت : لا . قال : جبل باليمن . هل رأيت أحداً . قلت : نعم . قال : هو مثله . إنه ليسيل منه القيح و الدم ما يجري به الأودية . و إن يده لمغلولة إلى حلقه إلى آخر يوم من الأبد ! 24 ـ حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال : حدثنا الحكم بن ظهير ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله : " وإذا الجحيم سعرت " قال : سعرت ألف سنة حتى ابيضت ، ثم ألف سنة حتى احمرت ، ثم ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة . 25 ـ حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال : أخبرنا هشيم قال : أخبرنا زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال : سمعت أبا أمامة يقول : إن ما بين شفير جهنم إلى قعرها مسيرة سبعين خريفاً من حجر يهوي ، أو قال : صخرة تهوي ، عظمها كعشر عشراوات عظام سمان . فقال له مولى لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد : هل تحت ذاك شيء يا أبا أمامة ؟ قال : نعم ، غي و أثام . 26 ـ "حدثنا حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا يونس بن يزيد ، عن الزهري قال : بلغنا أن معاذ بن جبل كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : و الذي نفس محمد بيده إن ما بين شفير النار و قعرها كصخرة زنة سبع خلفات بشحومهن و لحومهن و أولادهن ، تهوي من شفة النار قبل أن تبلغ قعرها سبعين خريفاً " . 27 ـ " حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي قال : حدثني المنهال بن عيسى العبدي قال : حدثنا حوشب ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنه كان إذا ذكر يوم القيامة و مقامهم " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " محزونين نادمين ، قد اسودت وجوههم ، و ازرقت أبصارهم ، و قلوبهم عند حناجرهم ، يبكون الدموع ، و بعد الدموع الدم ، حتى لو أرسلت السفن المواقير في دموعهم لجرت ، قد عظموا لجهنم مسيرة ثلاثة أيام و لياليها للراكب الجواد ، و إن ناب أحدهم لمثل الجبل العظيم ، و إن دبره لمثل الشغب ، مغللة أيديهم إلى أعناقهم ، قد جمع بين نواصيهم و أقدامهم ، يضربون بالمقامع وجوههم و أدبارهم ، يساقون إلى جهنم . فيقول العبد للملك : ارحمني ! فيقول : كيف أرحمك و لم يرحمك أرحم الراحمين وجهنم يحمى عليها من أول الدهر إلى يوم القيامة على طعامها و شرابها و أغلالها ، فلا يفنى حرها ، و لا . . . حماها . و لو أن غلا منها وضع على جبال الدنيا لرضرضها . و لو أن عذاب الله كان بينه و بين جبل مسيرة خمسمائة سنة لذاب ذاك الجبل . طعامهم من نار ، تحذى لهم نعال من النار ، و خفاف من النار في سردان . و أطول عذاب النار في الأجساد أكلاً أكلاً ، و صهراً صهراً ، و حطماً حطماً ، بدن لا يموت . . . حجر موصد ، و إنهم . . . في السلسلة من آخرهم فتأكلهم النار ، و تبقى الأرواح في الحناجر تصرخ ، تدعو بالويل و الحسرة و الندامة ، و إنها لتأكل لهم كل يوم سبعين ألف جلد . فتعوذ بالله من النار "
رد: كتاب صفة النار جبال النار و أوديتها 28 ـ " حدثنا خالد بن خداش قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه و سلم : " سأرهقه صعوداً " قال : جبل في النار " . 29 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا الحسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الصعود : جبل من نار ، يتصعد فيه الكافر سبعين خريفاً ، ثم يهوي به كذلك فيه أبداً " . 30 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا سفيان ، عن عمار الدهني ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : إن صعود صخرة في جهنم ، إذا وضعوا أيديهم عليها ذابت ، و إذا رفعوها عادت ، اقتحامها : " فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة " . 31 ـ " حدثنا أبوخيثمة قال : حدثنا الحسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ويل وادي في جهنم ، يهوي فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يبلغ قعره " . 32 ـ حدثنا أبوخيثمة قال : حدثنا عبد الله بن يزيد قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال : حدثني محمد بن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن عطار يسار قال : الويل وادي في جهنم ، لو سيرت فيه الجبال لماعت من حرها . 33 ـ حدثنا حمزة بن العباس قال : حدثنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا سفيان ، عن زياد بن فياض ، عن أبي عياض قال : و يل فسيل في أصل جهنم . 34 ـ " حدثني حمزة قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال : سمعت أبي قال : سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن في جهنم وادياً يقال له لملم ، إن أودية جهنم لتستعيد بالله من حره " . 35 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا بن هارون قال : أخبرنا الأزهر بن سنان قال : حدثنا محمد بن واسع قال : دخلت عل بلال بن أبي بردة فقلت له : يا بلال ، إن أباك حدثني ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن في جهنم وادياً يقال له هبهب ، حقاً على الله أن يسكنه كل جبار ، فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه " . 36 ـ حدثني أبي رحمه الله قال : أخبرنا روح بن عبادة ، عن هشام ، عن محمد بن واسع قال : قلت لبلال ـ و أرسل إلي ـ : إنه بلغني أن في النار بئراً يقال له جب الحزن ، يؤخذ المتكبرون فيجعلون في توابيت من نار ، ثم يجعلون في تلك البئر ، ثم تطبق عليهم جهنم من فوقهم . فبكى بلال . 37 ـ حدثنا حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا إسماعيل بن عياش قال : حدثني ثعلبة بن مسلم ، عن أيوب بن بشير ، عن شفي بن ماتع الأصبحي قال : في جهنم جبل يدعى صعوداً ، يطلع فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يرقاه ، قال الله عز و جل : " سأرهقه صعودا " و إن في جهنم قصراً يقال له هوى ، يرمى الكافر من أعلاه ، فيهوي في جهنم أربعين خريفاً قبل أن يبلغ أصله . قال الله جل و عز : " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى " . و إن في جهنم وادياً يدعى غياً ، يسيل قيحاً و دماً ، فهو لمن خلق له . قال : " فسوف يلقون غياً " . و إن في جهنم وادياً يدعى أثاماً ، فيه حيات و عقارب ، في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة سم ، و العقرب منهن مثل البغلة المؤكفة ، تلدغ الرجل فلا يلهيه ما يجد من حر جهنم حموة لدغتها ، فهو لمن خلق له . و إن في جهنم سبعين داء ، كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم . 38 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوض ، عن عبد الله : في قوله : " فسوف يلقون غياً " قال : واد في جهنم ، يقذف فيه الذين اتبعوا الشهوات . 39 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن سعيد بن جبير قال : " فسحقا لأصحاب السعير " قال : واد في جهنم يقال له سحق . 40 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا حسن الأشيب ، عن ابن لهيعة ، عن محمد بن عجلان ، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك ، عن كعب قال : الفلق : بيت في النار ، إذا فتح صار منه جميع أهل النار من شده حره . 41 ـ حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن السدي ، قال : الفلق : جب في جهنم . 42 ـ حدثني أبي رحمه الله قال : حدثنا يحيى بن إسحاق ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو قال : إن في جهنم سجناً أرضه نار ، و سقفه نار ، و جدرانه نار ، فإذا أدخلوا قيل بالنيران على أفواههم ، و لا يدخله إلا شر الأشرار . 43 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني : " و جعلنا جهنم للكافرين حصيراً " قال : سجناً . 44 ـ حدثنا محمد بن إدريس قال : حدثني إبراهيم بن أبي سويد قال : حدثنا النعمان بن عبد السلام قال : حدثنا مغلس أبو علي ، عن أيوب بن يزيد ، عن عمرو بن عبسة قال : الفلق : بيت في جهنم ، إذا سعرت جهنم فمنه تسعر . و إن جهنم لتأذى منها كما يتأذى بنو آدم من جهنم . 45 ـ حدثني محمد بن إدريس قال : حدثنا أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني قال : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن عطاء بن يسار قال : إن في النار سبعين ألف واد ، في كل واد سبعون ألف شعب ، في كل شعب سبعون ألف حجر ، في كل حجر حية تأكل وجوه أهل النار ! 46 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا سليمان بن حيان الأحمر ، عن ابن عجلان ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يحشر المتكبرون يوم القيامة ذراً في مثل صور الرجال ، يعلوهم كل شيء من الصغار ، ثم يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس ، يعلوهم نار الأنيار ، يسقون من طين الخبال ، عصارة أهل النار " . 47 ـ حدثنا حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا عوف ، عن أبي المنهال الرياحي ، أنه بلغه : أن في النار أودية في ضحضاح من النار ، في تلك الأودية حيات أمثال أجوان الإبل ، و عقارب كالبغال الخنس ، فإذا سقط إليهن شيء من أهل النار أنشأن به لسعاً و نشطاً حتى يستغيثوا بالنار فراراً منهن ، و هرباً منهن ! 48 ـ حدثنا محمد بن إدريس قال : حدثنا الحسن بن علي بن مسلم ، عن إسماعيل بن عياش ، عن صفوان عن عمرو ، عن أبي المثنى الأملوكي قال : إن في النار أقواماً يربطون بنواعير من نار ، تدور بهم تلك النواعير ، ما لهم فيها راحة و لا فترة . 49 ـ حدثنا محمد بن إدريس قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال : حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، قال : إن في جهنم لآبار من ألقي فيها تردى سبعين عاماً قبل أن يبلغ القرار . ثم نزع بهذه الآية : " اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا و مأواكم النار و ما لكم من ناصرين " . 50 ـ حدثني حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : حدثنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن أبي يسار قال : الظلة من جهنم فيها سبعون زواية ، في كل زاوية ، في كل زاوية صنف من العذاب ليس في الأخرى . 51 ـ حدثنا داود بن عمرو الضبي قال : حدثنا علي بن هاشم بن يزيد قال : قال صالح بن حي : الغل : اليد الواحدة المشدودة إلى العنق . و الصفد : اليدين جميعاً إلى العنق . 52 ـ حدثنا داود بن عمرو قال : حدثنا علي بن هاشم قال : قال الأعمش : الصفد : القيد ، في قوله : " مقرنين في الأصفاد " : القيود . 53 ـ حدثنا محمود بن غيلان قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال : حدثنا أبو حمزة ، عن الأعمش ، عن هارون قال : قال رجل لابن مسعود : حدثنا عن النار كيف هي ؟ قال : لو رأيتها لزال قلبك من مكانه !
رد: كتاب صفة النار باب مقامع أهل النار و سلاسلها و أغلالها 54 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا الحسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لو أن مقمعاً من حديد وضع في الأرض فأجمع أهل الأرض ما أقلوه من الأرض " . 55 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا الحسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لو ضرب بمقمع من حديد الجبل لتفتت ، ثم عاد كما كان " . 56 ـ هارون بن عبد الله قال : حدثنا سيار بن حاتم قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار قال : بلغنا أنه إذا . . . أهل النار في النار بضرب المقامع ، انغمسوا في جبل من الحميم . . . . . . . . . سنة كما يفرق الرجل في الدنيا . . . . . . . 57 ـ . . . ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، عن نعيم بن ميسرة ، عن عيينة بن الغصن قال : قال الحسن : إن الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب ، و لكنهم إذا طفا بهم اللهب أرسبتهم . ثم أجفل الحسن مغشياً عليه ! 58 ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم قال : حدثنا يحيى بن معين ، عن يحيى بن ضريس ، عن أبي سنان قال : تلا الحسن : " إن لدينا أنكالاً " قال : قيوداً . ثم قال : أما و عزته ما قيدهم مخافة أن يعجزوه ، و لكن قيدهم لترسابهم النار ! 59 ، حدثني أبي قال : أخبرنا عبد العزيز القرشي ، عن سفيان ، عن نسير ، عن نوف الشامي : في قوله : " ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً " قال : الذراع سبعون باعاً ، و الباع من ها هنا إلى مكة ـ و هو يومئذ في دار البريد بالكوفة ـ . 60 ـ حدثنا ابن أبي شيبة قال : حدثنا ابن أبي زائدة ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح : " في عمد ممددة " قال : القيود الطوال . 61 ـ حدثني حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا حماد بن سلمة ، عن الأزرق بن قيس ، عن رجل من بني تميم قال : كنا عند أبي العوام ، فتلا هذه الآية : " وما أدراك ما سقر * لا تبقي ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر " . فقال : ما تسعة عشر ؟ تسعة عشر ألف ملك ، أو تسعة عشر ملكاً ؟ قال : فقلت : لا ، بل تسعة عشر ملكاً . قال : و أنى تعلم ذلك ؟ قلت : لقول الله : " و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا " . قال : صدقت ، قال : فهم تسعة عشر ملكاً ، بيد كل ملك مرزبة من حديد لها شعبتان ، قال : فيضربهم الضربة فيهوي بها سبعين ألفاً . 62 ـ حدثنا أحمد بن منيع قال : حدثنا منصور بن عمار ، عن بشير بن طلحة ، عن خالد بن دريك ، عن يعلى بن منية قال : ينشئ الله سبحانه لأهل النار سوداء مظلمة ، فيقال : يا أهل النار ، أي شيء تطلبون ؟ فيذكرون بها سحاب الدنيا ، فيقولون : نسأل بارد الشراب . فتمطرهم أغلالاً تزيد في أغلالهم ، و سلاسل تزيد في سلاسلهم ، و جمراً تلهب النار عليهم . 63 ـ " حدثنا خالد بن خداش قال : حدثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لو أن مقمعاً من حديد ألقي في الدنيا ما أقله الثقلان " . 64 ـ " حدثنا الحسن بن عيسى قال : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا سعيد بن يزيد ، عن أبي السمح ، عن عيسى بن هلال الصدفي ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو أن رصاصة مثل هذه ـ و أشار إلى مثل الجمجمة ـ أرسلت من السماء إلى الأرض ـ و هي مسيرة خمسمائة سنة ـ لبلغت الأرض قبل الليل ، و لو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفاً الليل و النهار قبل أن تبلغ أصلها " . 65 ـ حدثنا داود بن عمرو قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن أبي هاشم : في قول الله عز و جل : " ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون " قال : يجعل لهم أوتاد في جهنم فيها سلاسل ، فتلقى في أعناقهم . قال : فتزفرهم جهنم زفرة ، فتذهب بهم مسيرة خمسمائة سنة ، ثم تجيء بهم في يوم . فذلك قوله : " و إن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون " . 66 ـ حدثنا . . . . . . قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني : في قوله : " إن لدينا أنكالاً و جحيماً " قال : قيوداً لا تحل و الله أبداً ! 67 ـ حدثنا هارون بن عبد الله قال : حدثنا سيار قال : حدثنا جعفر عن أبي عمران الجوني قال : بلغنا أنه إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار عنيد ، و بكل شيطان و بكل من كان يخاف الناس شره في الدنيا ، فأوثقوا في الحديد ، ثم أمر بهم إلى النار ، ثم أوصد عليهم أي أطبعها ، و لا و الله لا تستقر أقدامهم على قرار أبداً ، و لا و الله لا ينظرون إلى أديم السماء أبداً ، و لا و الله ما تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبداً ، و لا و الله لا يذوقون فيها برد شراب أبداً ، و لا الله و لا واه . ثم يقال لأهل الجنة : فتحوا الأبواب ، و لا تخافوا شيطاناً و لا جباراً ، و كلوا اليوم " و اشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية " . فقال أبو عمران الجوني : هي و الله أيامكم هذه . 68 ـ حدثنا محمد بن إدريس قال : حدثنا محمد بن حميد ، عن يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة و هارون بن عنترة ، عن سعيد بن جبير قال : إذا جاع أهل النار استغائوا بشحرة الزقوم ، فأكلوا منها ، فاختسلت جلود وجوههم . فلو أن ماراً يمر بهم لعرف جلود وجوههم فيها . ثم يصب عليهم العطش ، فيستغيثون ، فيغاثون بماء كالمهل ، و هو الذي قد انتهى حره . فإذا أدني من أفواههم انشوى من حره لحم وجوههم التي سقطت عنها الجلود ، و " يصهر به ما في بطونهم " ، فيمشون تسيل أمعاؤهم ، و تساقط جلودهم . ثم يضربون بمقامع من حديد ، و يسقط كل عضو على حياله ، يدعون بالثبور . 69 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا يحيى بن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير قال : لو انقلب رجل من أهل النار بسلسة لزالت الجبال ! 70 ـ حدثنا زياد بن أيوب قال : حدثني أحمد بن أبي الحواري قال : حدثني الطيب أبو الحسن الخشني قال : ما في جهنم دار و لا مغار و لا غل و لا قيد و لا سلسلة إلا اسم صاحبه عليه مكتوب . قال أحمد : فحدثت به أبا سليمان ، فبكى ثم قال لي : ويحك ! فكيف أدني من به لو قد جمع هذا كله عليه ؟ ! فجعل الغل في عنقه ، و القيد في رجله ، و السلسلة في رقبته ، ثم أدخل النار ، و أدخل المغار ؟ ! 71 ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم قال : حدثنا علي بن إسحاق ، عن ابن المبارك ، عن رجل ، عن الحسن : " يصهر به ما في بطونهم " قال : يقطع به ما في بطونهم . " و لهم مقامع من حديد " بأيدي الزبانية . و ذلك أن النار تصهر بهم بلهبها فترفعهم ، حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بمقامع ، فهووا سبعين خريفاً . و لذلك سميت الهاوية لأنهم لا يستقرون ساعة ، و إذا انتهوا إلى أسفلها ضربهم زفير لهبها . و الزفير زفير اللهب ، و الشهيق بكاؤهم ، " كلما أرادوا أن يخرجوا " يقول : رجوا أن يخرجوا . 72 ـ حدثني حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا سيفان : في قوله : " فاسلكوه " قال : بلغنا أنها تدخل في دبره حتى تخرج من فيه . الحميم و الصديد و المهل و الغسلين شراب أهل النار و طعامهم 73 ـ " حدثنا الحسين بن عيسى النيسابوري قال : حدثنا ابن المبارك قال : حدثنا صفوان بن عمرو ، عن عبد الله بن بشر ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم : في قلوه : " ويسقى من ماء صديد * يتجرعه " قال : يقرب إليه فيتكرهه ، فإذا أدنى منه شوى وجهه ، و وقع فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دبره . يقول الله عز و جل : " وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم " . و يقول الله : " وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب " " . 74 ـ " حدثنا الحسن بن عيسى قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا سعيد بن يزيد ، عن أبي السمح ، عن ابن حجيرة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم : إن الحميم ليصب على رؤوسهم ، فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه ، فيسلب ما في جوفه حتى يحرق قدميه ، و هو الصهر ، ثم يعاد كما كان " . 75 ـ " حدثني الحسن بن الصباح قال : حدثنا محمد بن عيسى قال : حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي قال : حدثنا تمام بن نجيح ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو أن غرباً من من ماء جهنم جعل في وسط الأرض لأذاب نتنه و شدة ريحه ما بين المشرق و المغرب . و لو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب " . 76 ـ " حدثنا خالد بن خداش قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه و سلم : في قوله : " كالمهل " قال : كعكر الزيت إذا أدناه إلى وجهه سقطت فروة وجهه " . 77 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا الحسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، قال : حدثني دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا " . 78 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لو أن دلواً من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا . 79 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الدنيا لأفسدت على الناس معايشهم . 80 ـ حدثنا خالد بن خداش قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن هشام ، عن الحسن قال : لو أن دلواً من صديد جهنم صب في الأرض ما بقي أحد على وجه الأرض إلا مات ! 81 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال حدثنا محمد بن يزيد ، عن جويبر ، عن الضحاك : في قوله : " غسلين " قال : هو الضريع ، شجرة يأكل منها أهل النار .
رد: كتاب صفة النار 82 ـ حدثنا فضيل : حدثنا محمد بن يزيد ، عن جويبر ، عن الضحاك : في قوله : " شجرة الزقوم " قال : شجرة في أسفل سقر . 83 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا أبو عاصم ، عن رجل ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : " و طعاماً ذا غصة " قال : الشوك ، يأخذ بالحلق ، لا يدخل و لا يخرج ! 84 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي الدرداء قال : يرسل على أهل النار الجوع حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب ، قال : فيستغيثون ، فيغاثون بالضريع الذي " لا يسمن و لا يغني من جوع " . قال : فيستغيثون ، فيغاثون بطعام ذي غصة . قال : فيذكرون أنهم يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب ، قال : فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد ، فإذا دنا من وجوههم شوى وجوههم ، و إذا دخل بطونهم قطع ما في بطونهم ، فيقولون : كلموا خزنة النار . فيقولون : " ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب " ، فيجيبونهم : " أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا و ما دعاء الكافرين إلا في ضلال " . فيقولون : كلموا مالكاً . فيقولون : " يا مالك ليقض علينا ربك " فيجيبهم : " إنكم ماكثون " . فيقولون : ادعوا ربكم ، فإنه ليس أحد خيراً لكم من ربكم . فيقولون : " ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون " قال : فيجيبهم : " اخسؤوا فيها ولا تكلمون " . قال : فعند ذلك يبأسون من كل خير و يأخذون في الشهيق و الويل و الثبور . 85 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا يحيى بن يمان قال : حدثنا سفيان ، عن عطاء ، عن أبي الحسن ، عن ابن عباس : " ونادوا يا مالك " قال : يمكث عنهم ألف سنة ثم يجيبهم : " إنكم ماكثون " . 86 ـ " حدثنا إسحاق قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا حمزة الزيات ، عن حمران بن أعين : أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية : " و طعاماً ذا غصة " فصعق " . 87 ـ حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا عمرو بن حمران ، عن سعيد ، عن قتادة : " و يسقى من ماء صديد " قال يسيل من لحمه و جلده . 88 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن مغيث بن سمي قال : إذا جيء بالرجل إلى النار قيل : انتظر حتى نتحفك . قال : فيؤتى بكأس من سم الأفاعي و الأساود ، إذا أدناها من فيه ميزت اللحم على حدة و العظم على حدة ! 89 ـ حدثني علي بن الحسن ، عن حاتم بن عبيد الله ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن كعب قال : يسلط على أهل النار الجوع ، فستغيثون بالخزنة ، فيأتونهم بطعام ، فلا يستكرهون أكله من شدة حره ، فيلقونه في أفواههم ، فيتساقط معه لحمان وجوههم . ثم يشتد بهم الجوع فيسلطون على أكل أيديهم ، فيبدؤون بأكفهم فيأكلونها إلى سواعدهم من شدة الجوع الذي سلط عليهم ، ثم يستقبلون سواعدهم فيأكلونها إلى مرافقهم ، ثم يستقبلون مرافقهم فيأكلونها إلى أكتافهم ، فإذا أفنوها بقيت زورة المناكب منحسفة . ثم ينوطون بعراقيبهم بكلاليب من حديد إلى شجر الزقوم ، فيناط منهم سبعون ألف شجر في شعبه كلاب واحد منكسين يضرب النار الوجوه و الخدود . فذلك ما بهم إلى ما شاء ربك . 90 ـ حدثنا عبد الله بن عون الخراز قال : حدثنا عمار بن محمد ، عن منصور ، عن مجاهد : " و غساق " قال : ما يقطع من جلودهم . 91 ـ حدثني محمد بن إدريس قال : حدثنا الحسن بن علي بن مسلم ، عن إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ، عن أبي يحيى عطية الكلاعي ، أن كعباً كان يقول : هل تدرون ما " و غساق " ؟ قالوا : لا . قال : عين في جهنم يسيل إليها حمة كل ذات حمة من حية أو عقرب أو غير ذلك ، فيستنفع ، فيؤتى بالآدمي فيغمس فيه غمسة واحدة ، فيخرج و قد سقط جلده عن العظام ، و تعلق جلده و لحمه في كعبيه ، فيجر لحمه كما يجر الرجل ثوبه !
رد: كتاب صفة النار الحيات و العقارب 92 ـ " يونس بن عبد الرحيم العسقلاني قال : حدثنا عثمان بن صالح قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن دراج ، أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن في النار لحيات كأعناق البخت ، تلسع أحدهم اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفاً . و إن في النار لعقارب كالبغال المؤكفة ، تلسع أحدهم اللسعة فيجد حموتا أربعين سنة " . 93 ـ حدثنا خلف بن هشام قال : حدثنا أبو شهاب ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله : في قوله : " زدناهم عذابا فوق العذاب " قال : عقارب أنيابها كالنخل الطوال . 94 ـ حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان قال : حدثني غير واحد عن السدي ، عن مرة ، عن عبد الله : " ضعفاً من النار " قال : أفاعي . 95 ـ حدثنا شجاع بن الأشرس قال : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار قال : قلت لكعب : من ساكن الأرض الخامسة ؟ قال : حيات جهنم . قلت : و إن لها لحيات ؟ قال : نعم ـ و الذي نفسي بيده ـ كأمثال الأودية ! قلت : فمن ساكن الأرض السادسة ؟ قال : عقارب جهنم . قلت : و إن لها لعقارب ؟ قال : إي ـ و الذي نفسي بيده ـ كأمثال القلال ، و إن لها لأذناباً كأمثال الرماح ، تلقى إحداهن الكافر فتلسعه اللسعة ، فيتناثر لحمه على قدميه ! 96 ـ حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا منصور بن عمار قال : حدثنا محمد بن زياد قاضي شمشاط ، عن عبد العزيز بن أبي رواد يبلغ به حذيفة قال : أسر إلى النبي صلى الله عليه و سلم حديثاً قال : يا حذيفة ، إن الله إذا قال لأهل النار : " اخسؤوا فيها ولا تكلمون " عادت وجوههم قطع لحم ليس فيها أفواه و لا مناخر يتردد النفس في أجوافهم . و إنه لتسقط عليهم حيات من نار و عقارب من نار ، لو أن حية منها نفخت من المشرق لاحترق من بالمغرب و لو أن عقرباً منها ضربت أهل الدنيا لاحترقوا من آخرهم ، و إنها لتسلط علهيم فتكون بين لحومهم و جلودهم ، و إنه ليسمع لها هنالك جلبة كجلبة الوحش في الغياض . 97 ـ حدثني محمد بن إدريس الحنظلي قال : حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر ، عن إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن يوسف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلام قال : حدثني الحجاج بن عبد الله الثمالي ـ و كان قد رأى النبي صلى الله عليه و سلم و حج معه حجة الوداع ـ أن سفيان بن مجيب حدثه ـ و كان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و قدمائهم ـ : أن في جهنم سبعين ألف واد ، في كل واد سبعون ألف شعب ، في كل شعب سبعون ألف دار ، في كل دار سبعون ألف بيت ، في كل بيت سبعون ألف شق ، في كل شق سبعون ألف ثعبان ، في شدق كل ثعبان سبعون ألف عقرب ، لا ينتهي الكافر و المنافق حتى يواقع ذلك كله ! . 98 ـ حدثني محمد بن إدريس قال : حدثنا محمد بن عثمان ، عن إسماعيل بن عياش ، عن فلان بن حيان قال : سمعت شهر بن حوشب يقول : إن في جهنم لوادياً يقال له غساق ، فيه ثلاثمائة و ثلاثون شعباً ، في كل شعب ثلاثون و ثلاثمائة قصر ، في كل قصر ثلاثون و ثلاثمائة بيت ، في كل بيت أربع زوايا ، في كل زاوية شجاع ، في رأس كل شجاع ثلاثون و ثلاثمائة عقرب ، في رأس كل عقرب ثلاثون و ثلاثمائة قلة سم ، لو أن عقرباً منها نضحت أهل الدنيا لأوسعتهم ! 99 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال : إن لجهنم جباب حيات كأمثال أعناق البخت ، و عقارب كأمثال البغال الدلم . قال : فيهرب أهل جهنم من تلك الحيات ، فتأخذ تلك الحيات و العقارب بشفاههم ، فتكشط ما بين الشعر إلى الظفر ، قال : فما ينجيهم منها إلا الهرب إلى النار ! 100 ـ حدثنا بشر بن الوليد الكندي قال : حدثنا سعيد بن زربي ، عن حميد بن هلال ، عن أبي الأحوض قال : قال ابن مسعود : أي أهل النار أشد عذاباً ؟ فقال رجل : المنافقون . قال : صدقت . فهل تدري كيف يعذبون ؟ قال : لا . قال : يجعلون في توابيت من حديد تصمد عليهم ، ثم يجعلون في الدرك الأسفل من النار في تنانير أضيق من زج يقال له جب الحزن ، تطبق على أقوام بأعمالهم آخر الأبد . 101 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا مسعر ، عن عثمان ، عن عمرو بن ميمون قال : إنه ليسمع بين جلد الكافر و لحمه من جلبة الهود كجلبة الوحش . 102 ـ حدثنا علي بن مسلم قال : حدثنا وهب بن جرير قال : حدثنا أبي قال : سمعت الأعمش يحدث عن مجاهد : إن في النار لزمهريراً يعذبون به ، فيهربون منها إلى ذاك الزمهرير ، فإذا وقعوا حطم عظامهم حتى تسمع لها نقيضاً ! 103 ـ حدثنا سريج بن يونس قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن المسعودي ، عن يونس بن خباب قال : قال عبد الله بن مسعود : إذا بقي في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من حديد فيها مسامير من حديد ، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من حديد فيها مسامير من حديد ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من حديد فيها مسمير من حديد ، فما يرى أحدهم أن يعذب في النار غيره ! ثم قرأ عبد الله لهم : " لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون " . 104 ـ حدثنا سريج قال : أخبرنا مروان بن معاوية ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه و خيثمة بن عبد الرحمن قالا : قال عبد الله : أي أهل النار أشد عذاباً ؟ قالوا : اليهود و النصارى و المجوس . فقال : المنافقون في الدرك الأسفل من النار ، في توابيت من نار مبهمة عليهم ، ليس لها أبواب . 105 ـ حدثنا سريج قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله قال : إن أشد أهل النار عذاباً رجل قتل نبياً ، أو قتله نبي ، أو مصور . 106 ـ حدثني أبي رحمه الله قال : حدثنا شاذان ، عن إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد : " كلما خبت " قال : كلما طفئت أوقدت . 107 ـ حدثنا ابن أبي شيبة قال : حدثنا عبد الله بن أسيد الأخنسي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح : " إنها عليهم مؤصدة " قال : مطبقة ليس لها أبواب . 108 ـ حدثنا ابن أبي شيبة : قال حدثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل ، عن أبي صالح : " في عمد ممددة " قال : القيود الطوال . تلفح وجوههم النار و هم فيها كالحون 109 ـ " حدثنا الحسن بن عيسى قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا سعيد بن يزيد أبو شجاع ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : " و هم فيها كالحون " قال : تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ، و تسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته " . 110 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا سفيان ، عن أبي سنان ، عن ابن أبي الهذيل أو غيره : " تلفح وجوههم النار " قال : لفحتهم لفحة ما أبقت لحماً على عظم إلا ألقته على أعقابهم . 111 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن ثابت بن يزيد ، عن عاصم ، عن أبي منصور مولى سليم ، أن ابن عباس قال : " يسحبون * في الحميم " قال : فيسلخ كل شيء عليهم ، من جلد و لحم و عرق ، حتى يصير في عقبه ، حتى إن لحمه قدر طوله ، و طوله ستون ذراعاً ، ثم يكسى جلداً آخر ، ثم يسجر في الحميم . 112 ـ حدثنا أزهر بن مروان قال : حدثنا مسكين بن فاطمة ، عن حوشب قال : بلغنا أن أهل جهنم يضربهم موج من أمواجهم ، فلا يبقى لهم عظم و لا لحم و لا عرق إلا أكلته ، حتى تبقى الأرواح معلقة بالسلاسل ، يدعون بالويل و الثبور . 113 ـ حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله : " و هم فيها كالحون " قال : مثل الرأس النضيج . 114 ـ حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوض ، عن عبد الله قال : ككلوح الرأس المشيط ، قد بدت أسنانهم ، و تقلصت شفاههم . 115 ـ حدثنا داود بن عمرو الضبي قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رزين : " لواحة للبشر " قال : تدع جلده أشد سواداً من الليل ! 116 ـ حدثنا محمد بن عباد المكي قال : سمعت فضيل بن عياض سئل عن قوله : " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها " فقال هشام ، عن الحسن : تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة ، كلما أكلتهم و أنضجتهم قيل لهم : عودوا ، فيعودون كما كانوا . 117 ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم قال : حدثنا إسحاق بن يوسف ، عن هشام ، عن الحسن : في قوله : " كلما نضجت جلودهم " قال : بلغنا أنه ينضج لأهل النار كل يوم سبعون ألف جلد ! 118 ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم قال : حدثنا أبو همام الأهوازي ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن : في قوله : " لابثين فيها أحقاباً " قال : أما الأحقاب فلا يدري كم هي ، و لكن الحقب الواحد سبعون ألف عام ، و اليوم " كألف سنة مما تعدون " . 119 ـ حدثنا علي بن الجعد قال : أخبرنا زهير بن معاوية ، عن طارق بن عبد الرحمن قال : كنت بمكة ، فناداني رجل ، أو صاحب لي : يا طارق ، أتكتب أو تقرأ ؟ قلت : نعم . قال : فصعدت إلى عرفة ، فإذا كتاب في الحائط مثل الإصبع : " لابثين فيها أحقابا " ، الحقب : أربعون سنة ، و السنة اثنا عشر شهراً ، و الشهر ثلاثون يوماً ، و يوم " عند ربك كألف سنة مما تعدون " . قال : و في البيت شيخ ، فقلت : من كتب هذا الكتاب ؟ فقال الشيخ : أو ما دخلت هذا البيت على علم ؟ قال : قلت : لا . قال : هذا بين كان ينزله عبد الله بن عمرو . قلت : هو كتب هذا الكتاب ؟ قال : نعم . قلت لطارق : ترى هذا الشيخ أدركه ؟ قال : نعم . 120 ـ حدثنا أبو عمرو القرشي قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن حليد بن دعلج ، عن قتادة قال : ما زال أهل النار يأملون الخروج لقوله الله : " لابثين فيها أحقابا " حتى نزلت : " فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً " . فهم في مزيد أبداً .
رد: كتاب صفة النار كتاب صفة النارابن أبي الدنيا 2الجزء الأول من ألوان العذاب الجزء الثاني من ألوان العذاب بكاء أهل النار الجزء الأول من ألوان العذاب121 ـ " حدثني محمد بن جعفر قال : حدثنا منصور قال : حدثنا سعيد بن أبي توبة ، عن عبد الرحمن بن الجهم ، بلغ به حذيفة بن اليمان قال : أسر إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثاً في النار فقال : يا حذيفة ، إن جهنم لسباعاً من نار ، و كلاباً من نار ، و كلاليب من نار ، و سيوفاً من نار ، و إنه يبعث ملائكة يعلقون أهل النار بتلك الكلاليب بأحناكهم ، و يقطعونهم بتلك السيوف عضواً عضواً ، و يلقونهم إلى تلك السباع و الكلاب ، كلما قطعوا عضواً عاد مكانه غضاً جديداً " . 122 ـ حدثني علي بن الحسين ، عن حاتم بن عبيد الله قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو قال : أهل النار مكبلون بأصفاد النار ، معلقون بشجر في النار ، منكسون . . . الحميم من أسفلهم . . . في بطونهم ، و يخرج من أفواههم . . . و عيونهم ، و إن جلودهم لتقطر بصهارة الحميم ، خالدين فيها ، لا يكلمهم الله ، و لا ينظر إليهم ، و لهم عذاب عظيم . و لو أن رجلا أخرج من أهل النار إلى الدنيا ، لمات أهل الدنيا من وحشة منظره و نتن ريحه . ثم بكى عبد الله بن عمر بكاء شديداً . 123 ـ حدثني علي بن الحسن ، عن محمد بن جعفر المدائني قال : حدثنا بكر بن الخنيس ، عن أبي سلمة الثقفي ، عن وهب بن منبه قال : إن أهل النار الذين هم أهلها ، فهم في النار لا يهدؤون و لا ينامون و لا يموتون ، يمشون على النار ، و يجلسون على النار ، و يشربون من صديد أهل النار ، و يأكلون من زقوم النار ، لحفهم نار ، و فرشهم نار ، و قمصهم نار و قطران ، و " و تغشى وجوههم النار " . قال : و جمع أهل النار في سلاسل بأيدي الخزنة أطرافها ، يجذبونهم مقبلين و مدبرين ، فيسيل صديدهم إلى حفر في النار ، فذلك شرابهم ! قال : ثم بكى وهب بن منبه حتى سقط مغشياً عليه . قال : و غلب بكر بن خنيس البكاء حتى قام ، و لم يقدر أن يتكلم . و بكى محمد بن جعفر بكاء شديداً . 124 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال : يلقى على أهل النار الجرب ، فيحتكون حتى تبدو العظام ، فيقولون : ربنا بم أصابنا هذا ؟ قال : بأذاكم المؤمنين . 125 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا علي بن ثابت ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب القرظي : " لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش " قال : المهاد : الفرش ، و الغواشي : اللحف . 126 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا هشيم ، عن العوام بن حوشب ، عن إبراهيم التيمي : " و يأتيه الموت من كل مكان " قال : حتى من مواضع الشعر . 127 ـ حدثنا داود بن عمرو قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال : إن أهون أهل النار عذاباً رجل له نعلان و شراكان من نار ، أضراسه جمر ، و مسامعه جمر ، و أشفار عينيه من لهب النار ، تخرج أحشاؤه من قدميه ، و سائرهم كالحب القليل في الماء الكثير و هي تفور . 128 ـ حدثنا داود بن عمرو قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رزين : " إنها لإحدى الكبر " قال : هي جهنم . " نذيراً للبشر " قال : يقول : إني لكم منها نذير . 129 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا يزيد بن زريع ، عن يونس ، عن الحسن : " وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة " قال : لم تخشع لله في الدنيا ، فأخشعها و أنصبها في النار ، فذلك عملها . " تسقى من عين آنية " قال : تدرون ما " آنية " ؟ قد أنى حرها ، قد اجتمع . . . . . . أوقدت عليها جهنم منذ خلقت ، فدفعوا إليها ورداً ، أي عطاشاً . . . . 130 ـ حدثنا داود بن عمرو قال : حدثنا أبو المحياة التيمي ، عن منصور ، عن مجاهد : في قوله : " شواظ من نار " قال : قطعة من النار . " و نحاس " قال : صفر يذاب ، ثم يصب على رؤوسهم . 131 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ، قال : سمعت شريكاً : في قوله : " يصهر " قال : ينضج . 132 ـ حدثنا فضيل قال : سمعت فضيل بن عياض : في قوله : " تكاد تميز من الغيظ " قال : تقطع . 133 ـ حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن السدي : " فما تنفعهم شفاعة الشافعين " قال : لا تنالهم . 134 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا عبد الوهاب ، عن ابن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : " لا يحزنهم الفزع الأكبر " قال : إذا أطبقت جهنم على أهلها . 135 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا محمد بن يزيد ، عن جويبر ، عن الضحاك : " نزاعة للشوى " قال : نزع الجلد و اللحم عن العظم . 136 ـ حدثنا هارون بن عبد الله قال : حدثنا سيار ، عن جعفر قال : سمعت ثابتاً البناني يقول : في قول الله عز و جل : " نزاعة للشوى " قال : لمكارم وجه ابن آدم . 137 ـ حدثني حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا بكار بن عبد الله ، أنه سمع ابن أبي ملكية يحدث ، أن كعباً قال : إن حلقة السلسلة التي قال الله : " ذرعها سبعون ذراعاً " أن حلقة منها مثل جميع حديد الدنيا . 138 ـ حدثنا حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا سفيان ، عن نسير بن ذعلوق ، أنه سمع نوفاً يقول : في قوله : " في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً " قال : كل ذراع سبعون ذراعاً ، كل باع سبعون باعاً ، كل باع أبعد مما بينك و بين مكة . و هو يومئذ في مسجد الكوفة . 139 ـ " حدثني حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا رشدين بن سعد قال : حدثني ابن أنعم ، عن خالد بن أبي عمران ، بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن النار تأكل أهلها ، حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت ، ثم يعود كما كان ، ثم يستقبله أيضاً فيطلع على فؤادهم ، فهو كذلك أبداً ، فذلك قول الله : " نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة " " . 140 ـ حدثنا ابن أبي شيبة قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب : " التي تطلع على الأفئدة " قال : تأكله حتى تبلغ فؤاده ، فإذا بلغت فؤاده انبرى الحلق . 141 ـ حدثنا محمد بن عمرو بن سليمان قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : خلقت النار رحمة يخوف بها عباده لينتهوا . 142 ـ حدثنا يوسف بن موسى بن راشد ، و محمد بن إدريس قالا : حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال : حدثنا أبي ، عن العلاء بن خالد ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها . و هذا لفظ محمد بن إدريس . 143 ـ حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال : حدثنا الحسين بن واقد : قال : أخبرنا عاصم ، عن شقيق : " وجيء يومئذ بجهنم " قال : جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام ، كل زمام بيد سبعين ألف ملك . 144 ـ حدثنا يوسف قال : أخبرنا هوذة قال : حدثنا عوف ، عن الحسن : " يومئذ يتذكر الإنسان و أنى له الذكرى " قال : علم و الله أنه صادف هناك حياة طويلة لا موت فيها أخر ما عليه . 145 ـ حدثنا يوسف قال : حدثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك قال : يريد التوبة ، و أنى له التوبة ؟ " يقول يا ليتني قدمت لحياتي " يقول : يا ليتني عملت في الدنيا لحياتي في الآخرة . 146 ـ " حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا أبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن شبيب ، عن جعفر بن أبي وحشية
رد: كتاب صفة النار ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون ، و فيهم رجل من أهل النار ، فتنفس ، فأصابهم نفسه ، لاحترق المسجد و من فيه " . 147 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا سليمان بن الحكم بن عوانة ، عن الأعمش ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال :لو أن النار أبرزت لم يبق أحد إلا مات ! 148 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن فراس ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال : ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، لكل جزء منها حرها " . 149 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال : ناركم هذه تعوذ من نار جهنم ! 150 ـ حدثنا عبيد الله بن عمر قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران قال : بلغنا أن عبد الله بن عمرو سمع صوت النار ، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : و الذي نفسي بيده إنها لتستجير من النار الكبرى أن تعاد إليها ! 151 ـ حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم العلائي قال : حدثنا خلف بن عثمان ، عن إسماعيل بن أبراهيم بن مهاجر ، أنه سمع عبد الملك بن عمير يذكر قال : لو أن أهل النار كانوا في نار الدنيا لقالوا فيها . و لقد بلغني أن أهل النار سألوا خازنها أن يخرجهم إلى جبانها ، قال : فأخرجوا إليه ، فقتلهم البرد و الزمهرير حتى رجعوا إليها ، فدخلوها مما وجدوا من البرد ! 152 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : يستعيذ أهل النار من الحر ، فيغاثون بريح بارد يصدع العظم بردها ، فيسألون الحر ! 153 ـ حدثنا إسحاق قال : أخبرنا ابن أدريس ، سمع ليثاً يذكر عن مجاهد قال : الزمهرير : الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده ! 154 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اشتكت النار إلى ربها فقالت : رب أكل بعضي بعضاً . فجعل لها نفسان ، فنفسها في الحر السموم ، و نفسها في الشتاء الزمهرير " . 155 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن نفيع أبي داود ، عن أنس بن مالك قال : ناركم هذه جزء من سبعين من نار جهنم ، و لو أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتقعتم بها ، و إنها لتدعو الله أن يعيدها في تلك . 156 ـ " حدثني أبو الفضل مولى بني هاشم قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير قال : حدثنا شريك ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة " . 157 ـ " حدثنا إبراهيم بن راشد أبو إسحاق قال : حدثنا الحكم بن مروان الضرير قال : حدثنا سلام بن سلم ، عن الأجلح بن عبد الله ، عن عدي بن عدي الكندي قال : قال عمر بن الخطاب : جاء جبريل صلى الله عليه إلى النبي صلى الله عليه و سلم في غير حينه الذي كان يأتيه ، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا جبريل ، ما لي أراك متغير اللون ؟ قال : يا محمد ، ما جئتك حتى أمر الله بمنافخ النار . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خوفني بالنار و أنعت لي جهنم . قال جبريل عليه السلام : إن الله أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة ، لا يضيء شررها و لا [ يطفأ ] لهبها . و الذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم إلى أهل الدنيا لمات من في الأرض كلهم جميعاً من حرها . و الذي بعثك بالحق لو أن ثوباً من ثياب أهل النار علق بين السماء و الأرض لمات من في الأرض جميعاً من حره . و الذي بعثك بالحق لو أن خازناً من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا حتى ينظروا إليه لمات في الأرض كلهم جميعاً من قبح وجهه و تشويهه خلقه و نتن ريحه . و الذي بعثك بالحق لو أن حلقة من سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لانفضت و لم ينهها شيء حتى تنتهي إلى الأرض السفلى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت . قال : و نظر رسول الله إلى جبريل و هو يبكي فقال : أتبكي يا جبريل و أنت من الله بالمكان الذي أنت منه ؟ قال : و ما لي لا أبكي و أنا أحق البكاء ؟ . ما أدري ، لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها اليوم ؟ و ما أدري ، لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به إبليس و قد كان مع الملائكة ؟ و ما أدري ، لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت و ماروت ؟ قال : فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و بكى جبريل عليه السلام ، فما زالا يبكيان حتى نوديا : أن يا جبريل و يا محمد ، إن الله قد آمنكما أن تعصياه . . . . قال : فارتفع جبريل ، و قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فمر بمجلس فيه قوم من الأنصار يتحدثون و يضحكون ، فقال : أتضحكون و وراءكم جهنم ؟ لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً و لبكيتم كثيراً ، و ما أسغتم الطعام و لا الشراب و لبرزتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله " . قال : فبكى القوم فما زالوا يبكون حتى نودي : أن يا محمد إن الله بعثك مبشراً ميسراً فلم تقنط عبادي ؟ فبشرهم بالذي نودي به ، فسكنوا . 158 ـ حدثني محمد بن أبي معشر ، عن أبيه ، عن أبي جعفر القارئ قال : حدثني زيد بن أسلم : أن أهل النار لا يتنفسون ثم بكى . 159 ـ حدثني إبراهيم بن سعيد ، عن عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا أبو ليلى ، عن مقاتل بن حيان قال : إن أهل النار لا يخرج لهم نفس ، إنما تردد أنفاسهم في أجوافهم . 160 ـ حدثني محمد بن جعفر قال : حدثنا منصور قال : حدثنا محمد بن زياد ، عن خليد بن دعلج قال : سلطت النار على الأبدان فأكلتها ، فبقيت الأرواح أربعين سنة تنش نشيشاً في لجة بحر من نار ، ثم جددت الأبدان أخضر ما كانت و أطراه ، ليذوقوا العذاب .
رد: كتاب صفة النار 161 ـ حدثنا إبراهيم بن موسى المؤدب قال : أخبرنا معمر بن سليمان الرقي ، عن عبد السلام بن حرب ، عن يزيد بن عبد الرحمن ، عن المنهال بن عمرو ، عن سويد بن غفلة قال : إذا أراد الله أن ينسى أهل النار ، تبرأ بعضهم من بعض ، و لعن بعضهم بعضاً ، ثم جعل كل رجل منهم في تابوت من نار قدر قامته ، فما ينبض منه عرق إلا فيه مسمار من نار ، ثم يقفل عليه بأقفال من نار ، ثم يجعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ، و تقفل عليه بأقفال من نار ، و يضرب ما بينهما بالنار ، ثم يجعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ، و يقفل عليه بأقفال من نار ، و يضرب ما بينهما بالنار ، ثم يرمى به في جهنم ، فما منهم أحد إلا يرى أنه ليس في جهنم أحد غيره ! ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل " . 162 ـ حدثني عصمة بن الفضل قال : حدثنا شداد بن حكيم البلخي قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : إن الرجل ليجر إلى النار يوم القيامة ، فتشهق إليه النار شهيق البغلة إلى قضيبها ، ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف . 163 ـ " حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يؤتى بأنعم الناس كان في الدنيا من أهل النار ، فيقول الله تبارك و تعالى : اصبغوه صبغة في النار . فيصبغ فيها ، فيقول : يا ابن آدم ، هل رأيت خيراً قط ؟ فيقول : لا و عزتك ما رأيت خيراً قط ، و لا قرة عين قط " . 164 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا إبراهيم بن خالد الصنعاني ، عن رباح بن زيد ، عن عمرو بن . . . ، عن قتادة قال لو لم يكن إلا قدر غمسة دلو لكان عظيماً ! 165 ـ قال أبو بكر : كان بعض العلماء من الواعظين إذا حدث بهذا الحديث قال : حق له أن يقول : لا ، و قد غمس غمسة . . . معها . . . . . . قال : غمسة لم تدع شعراً من كافر و لا مصر على معصية إلا معكته و لا جلداً كان في الدنيا مصوناً إلا أنضجته ، و لا وجهاً منعماً بطرق التفيؤ إلا كلحته ، و لا بصر نافذاً في قرة عين إلا أعمته ، و لا سمعا منصتاً للهو إلا اقتحمت عليه فسمجته . يا لها غمسة ! ما أطول شفوة هذا المعذب بها ، و أشد نسيانه لما مر عليه من النعيم في جنبها ! إنها غمسة في لجة جهنم ، لا يهدأ وهج حرها ، و لا يهتد لأبد الأبد . يوقد جمرها و ما ترمي به المعذبين من لفح استعمارها و توالي نضج شررها ! غمسة سقط لحمه في لجة مهاويها ، و بقيت ، و بقيت عظامه متعلقة بكلاليب ملائكتها ، . . . إلى أرواح لا تموت و لا . . . إلى حياتها . و إذا أخرجوا من المكان السحيق من غياياتها ، أخرجوا و قد انسخوا لما أذيقوا من أليم نكالها . ويلهم ! إذا سالت حدقهم على خدودهم ، و امتلأت أودية و بطون سباعها من صديدهم ، و تقرحت بنفخات النيران ثواعر جلودهم ، و إذا سقوا فيها بالكره من غسالة أكبادهم ، و إذا وقعت أكلة من النار في أفواههم ، و إذا استبق كقطع الليل المظلم فيها إلى وجوههم . بل ويلهم إذا سلخوا من الجلود ، و عريت من اللحم عظامهم ، و سحبوا على وجوههم بعد أن أتت النار على أخامص أقدامهم ، فإذا نيعوا فلم يبق على اللفح دون القمح هامهم ، و إذا سكلت النار في أسماعهم و انبعث خارجة من أبصارهم ، و إذا الملائكة يضربون وجوههم و أدبارهم ، و يسهبونهم على صفائح أطباقهم و يسجرونهم ، و الحجارة في بعد أعماقها . ويل للمعذب ما أسوأ خبر منزل ورثه عن معصيته ، و ما أضيقه عليه على سعته ، و ما أشد حره و أحلك سواداً ظلمته و أغمه ، و أوحش عمار مساكنه ، و أسوأ مرافقيه في سجنه . ويله ! لقد أفرد فيها بما لا يقوم له و لا يحتمل مضض وجع قلبه مهاناً ، قد استحكمت في عنقه ربقة شقوته ، أسير . . . قد أخلق البلاء فيها جدته . ألست أنت صاحب الغالبة في صدرك ، و المرآة التي تصفح بها وضاءة وجهك ، و المقص الذي كنت تناول به الشعرة تراها في غير موضعها من خدك ، و صاحب السواك الذي كنت تخلل به قلح أسنانك ، و الكحل الذس كنت تزين به قرة عينك ؟ ! ألا بلى ، فكيف كانت النار حين دخلتها ، و صرت إلى مالك و خزنتها ؟ 166 ـ حدثني المشرف بن أبان قال : حدثني عبد العزيز بن أبان ـ و ليس بالقرشي ـ قال : كنت أصلي ذات ليلة ، فهتف بي هاتف : يا عبد العزيز ، كم من نظيف الثوب ، حسن الصورة ، يتقلب بين أطباق جهنم غداً ؟ 167 ـ حدثني زكريا بن يحيى قال : حدثنا يحيى بن يوسف قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : قلت لهارون أمير المؤمنين : يا حسن الوجه ، إن قدرت أنه لا تلفح وجهك النار فتسوده فافعل ، فو الله لقد قلدت أمر عظيماً . فبكى هارون . 168 ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا حماد بن أسامة ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو قال : إن أهل النار نادوا : " يا مالك ليقض علينا ربك " . قال : فخلى عنهم أربعين عاماً ثم أجابهم : " إنكم ماكثون " . فقالوا : " ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون " . قال : فخلى عنهم مثل الدنيا ثم أجابهم " اخسؤوا فيها ولا تكلمون " . قال : قلم ينبس القوم بعد ذلك بكلمة ، إن كان إلا الزفير و الشهيق . 169 ـ قال أبو بكر : كان بعض الواعظين يقول إذا حدث بهذا : أنت تحتمل محاورة مالك ؟ و مالك المسلط على ما هنالك . في بعد تلك المهالك . لست عندي كذلك ! مالك إن زجر النار التهبت حريقاً لزجره . و توقدت مستعرة [ انصياعاً ] لأمره . و احتدمت تلظياً على العصاة من غضبه . و متى يرضى من غضب عليهم لغضب ربه ؟ ! إذا غضب مالك على النار أكل بعضها بعضاً ، و لم تخب من الاستعار على المعذبين خيفة غضبه . أو يرضى ؟ و متى يرضى من فطره الله على طوال الغضب عليهم ، من تعبد الله بما يوصل من أليم الهوان إليهم ؟ استغاثوا بمن لا يرحمهم من ضر أصابهم ، و لا يرثي لهم من جهد بلاء نزل بهم ، و لا يأوي لهم أوي متوجع من نار اطلعت بحرها عليهم . يدعون مالكاً و قد شوهتهم النار غير مرة فأنضجتهم ، ثم جددوا لها خلقاً مستأنفاً فأكلتهم ! ليست لمالك همة ـ أيها المستغيث به ـ إلا أن يرى فيها سوء مصرعك على الصفا الزلال المحمى عليه بقايا لحم وجهك ، و مواقع شعب الكلاليب انتشبت بجواشي جلدك ، و استباق دخانها إذا أخذ بمجامع نفسك ! ويلك أيها المستغيث بمالك ! إن مالكاً اشتدت سورة غضبه ، فهو دائب يشتفي ممن أقدم صراحاً على معصية ربه . فلا تسل عن جهد يلاقونه بشدته ، و ويل طويل شجواً تسيغ مرارته ، و خزي هوان فتجرفوا بغصته ، و طعام زقوم اعترض في حلوقهم بحره و خشونته ، و صديد لم يسيغوه إذا جرعوه على كراهته ، و شياطين قربوا بهم في مهاوي ظلمتها ، و سرادقات نار ضربت عليهم في بعد غياياتها ، فما أجهدهم و هم يكرهون ! فالمقامع على تناول آنيتها المنتزعة من عصا له اعمت تتريا تحتها ؟ و لقد نادوا بالويل عند أول نفخة من عذاب ربهم مستهم ، و أقروا بالظلم حين قرنوا بندامتهم ، فكيف لو قد طال طوالهم بدار رأوا منهم ؟ و لونت المثلات و النقمات عليهم ، و وجه المكروه سوالف و أين فيها إليهم ؟ تعالوا نبك ، و البكاؤ ينفعنا خوف دواهيها ، و خوف ما يلقى المعذبون فيها ! ويحي إن دخلتها مع معرفتي ، و أخذت فيها ما تسمعون من معنى ؟ . 170 ـ حدثنا أحمد بن منيع قال : حدثنا منصور بن عمار ، عن الحسين بن أبي عمرو ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه قال : إن لمالك خازن النار أيدياً بعدد من في النار !
رد: كتاب صفة النار 171 ـ حدثنا الحسين بن علي العجلي قال : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي قال : حدثنا أسباط الهمداني ، عن السدي : " و يسقى من ماء صديد " قال : إذا سال من جلودهم سال حتى يسيل منه القيح و الدم ، ثم يكلف شربه ، فلا يكاد يسيغه . 172 ـ و قوله : " و يأتيه الموت من كل مكان و ما هو بميت " . قال أسباط ، عن السدي ، عمن حدثه ، عن ابن عباس قال : ليس من موضع شعرة إلا و الموت يأتيه منها ، يجد طعم الموت و كربه و لا يموت ! 173 ـ حدثنا الحسين بن علي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن علقمة : " إنها ترمي بشرر كالقصر " قال : ليس كالخشب ، و لكن كالقصور و المدائن ! الجزء الثاني من ألوان العذاب 174 ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري ، عن العلاء بن خالد ، عن شقيق ، عن عبد الله : في قوله : " وجيء يومئذ بجهنم " قال : جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها . 175 ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا محمد بن خازم قال : حدثنا الأعمش ، عن المنهال ، عن شهر ، عن كعب قال : تزفر جهنم يوم القيامة زفرة ، فلا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا وقع على ركبتيه يقول : رب نفسي نفسي . 176 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن مغيث بن سمي قال : إن لجهنم كل يوم زفرتين ، يسمعهما كل شيء إلا الثقلين اللذين عليهما الحساب و العذاب . 177 ـ حدثني محمد بن إدريس قال : حدثنا الحسن بن واقع ، عن ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة قال : قال وهب بن منبه : كسي أهل النار و العري كان خيراً لهم ، و أعطوا الحياة و الموت كان خيراً لهم . 178 ـ حدثني الفضل بن جعفر قال : حدثنا عمرو بن حكام قال : حدثنا شعبة ، عن محمد بن أبي يعقوب ، عن بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن سلام قال : الجنة في السماء ، و النار في الأرض . 179 ـ حدثنا خالد بن خداش قال : حدثنا مهدي بن ميمون ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن سلام ، قال : الجنة في السماء ، و النار في الأرض . 180 ـ " حدثنا أبو نصر التمار قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي عثمان ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أهون أهل النار عذاباً أبو طالب : في رجليه نعلان يغلي منهما دماغه " . 181 ـ حدثنا داود بن عمرو الضبي قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال : إن أهون أهل النار عذاباً رجل له نعلان و شراكان من نار ، أضراسه جمر ، مسامعه جمر ، و أشفار عينيه من لهب النار ، تخرج أحشاء من قدميه ، و سائرهم كالحب القليل في الماء الكثير و هي تفور . 182 ـ حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي قال : حدثنا طلحة بن سنان قال : حدثنا عبد الملك بن أبجر ، عن الشعبي ، عن أبي هريرة قال : يؤتى بجهنم يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام ، آخذ كل زمام سبعون أ لف ملك و هي تمايل عليهم حتى توقف عن يمين العرش ، و يلقي الله عليها الذل يومئذ ، فيوحي إليها : ما هذا الذل ؟ فتقول : يا رب أخاف أن يكون لك في نقمة . فيوحي الله إليها : إنما خلقتك نقمة و ليس لي فيك نقمة . فتزفر زفرة لا تبقى دمعة في عين إلا جرت . قال : ثم تزفر أخرى فلا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلى صعق ، إلا نبيكم نبي الرحمة صلى الله عليه و سلم ، يقول : يا رب أمتي أمتي . 183 ـ حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني قال : حدثنا أبي ، عن جدي ، عن الشعبي ، أنه سمع ابن عباس يقول : في قوله : " و إن جهنم لمحيطة بالكافرين " قال : هذا هو البحر الأخضر ، تنتثر الكواكب فيه ، و تكور الشمس و القمر فيه ، ثم يوقد ، فيكون هو جهنم . 184 ـ حدثنا علي بن الجعد قال : أخبرنا أبو هلال ، عن قتادة قال كانوا يقولون : إن الجنة في السماوات السبع ، و إن جهنم في الأرضين السبع . 185 ـ حدثني الفضل بن جعفر قال : حدثنا أبو عاصم النبيل قال : حدثنا عبد الله بن أمية ، عن محمد بن حي ، عن صفوان بن يعلى ، عن يعلى ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : البحر جهنم . و تلا هذه الآية : " ناراً أحاط بهم سرادقها " . 186 ـ " حدثني إبراهيم بن راشد أبو إسحاق قال : حدثني جعفر بن جسر بن فرقد قال : حدثني أبي ، عن الحسن ، عن أبي برزة قال : أشد آية نزلت في أهل النار هذه الآية : " فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً " فهو مقدار ساعة بساعة ، و يوم بيوم ، و شهر بشهر ، و سنة بسنة ، أشد عذاباً حتى لو أن رجلاً من أهل النار أخرج بالمشرق لمات أهل المغرب من شدة حره ، و لو أخرج بالمغرب لمات أهل المشرق من نتن ريحه . قال أبو برزة : شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين تلاها فقال : هلك القوم بمعاصيهم ربهم . غضب عليهم ، فأنى إذا غضب عليهم إلا أن ينتفع منهم " . قيل : يا أبا برزة ، ألا تخبرنا بأشد ساعات أهل النار عليهم ؟ قال : " و هم يصطرخون فيها " و ينادون مالكاً و خرنتها ، فإذا يئسوا من الإجابة يجأرون إلى ربهم : ربنا ربنا ، مقدار الدنيا سبع مرات . قال : فيسكت عنهم حتى يظنوا أنما سكت عنهم ليخرجهم ، فيقول لما يريد أن يقطع رجاءهم و يحقق سوء ظنهم : " اخسؤوا فيها ولا تكلمون " . قال : فيكلحون فيها عمياً و بكماً و صماً ، لا يتكلمون و لا يستغيثون بأحد . 187 ـ حدثني إبراهيم بن راشد قال : حدثنا جعفر بن جسر قال : حدثني أبي ، عن الحسن : " لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا " قال الحسن : البرد : النوم . " إلا حميما وغساقا " قال الحسن : شرابين في النار ، يقال لأحدهما حميم ، و الآخر غساق . قال : و الحقب الواحد ثمانون ألف سنة ، و السنة ثلاثمائة و ستون يوماً ، و كل يوم " عند ربك كألف سنة مما تعدون " . 188 ـ حدثنا أبو حفص الصفار قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت أبا عمران الجوني ـ و ذكر شجرة الزقوم ـ فقال : بلغنا أن ابن آدم لا يأكل منها أكلة إلا نهشت منه مثلها . 189 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا محمد بن يزيد ، عن جويبر ، عن الضحاك : في قوله : " غسلين " قال : هو الضريع ، شجرة يأكل منها أهل النار
رد: كتاب صفة النار 190 ـ حدثني سريج بن يونس قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : قلت ليزيد بن مرثد : ما لي لا أرى عينيك تجف ؟ قال : ما مسألتك عنه ؟ قال : عسى الله أن ينفع به . قال : يا أخي ، إن الله قد توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار ، و الله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لكنت حرياً ألا تجف لي عين ! 191 ـ حدثنا هارون بن عبد الله قال : حدثنا سيار ، عن جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار قال : قالت المرأة التي نزل عليها عامر بن عبد الله : ما للناس ينامون و لا ينام ؟ قال : إن جهنم لا تدعني أنام . 192 ـ حدثني سريج بن يونس أبو الحارث الشيخ الصالح قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : كنا نغازي عطاء الخراساني ، فكان يحيي الليل صلاة ، فإذا ذهب ثلثه أو نصفه نادانا و هو في فسطاطه : يا عبد الرحمن بن يزيد ، و يا يزيد بن يزيد ، و يا هشام بن الغاز ، و يا فلان و يا فلان ، قوموا فتضؤوا و صلوا ، فقيام هذا الليل و صيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد و مقطعات الحديد الوحاء الوحاء . ثم يقبل على صلاته . 193 ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم قال : حدثنا أبو عبد الله بن عبيد عن يحيى بن راشد ، عن عثمان بن عبد الحميد قال : و قع في جيران غزوان حريق ، فذهب يطفئه ، فوقعت شرارة على أصبع من أصابعه ، فقال : ألا أراني قد [ أوجعتني النار ] الدنيا ؟ و الله لا يراني الله ضاحكاً حتى أعرف ينيجيني من نار جهنم أم لا ! 194 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا هشيم ، عن حصين ، عن عكرمة قال : و حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مجاهد قال : و حدثنا حماد بن زيد ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء : " يوم هم على النار يفتنون " قال : يعذبون قال : 195 ـ حدثنا أحمد بن منيع قال : حدثنا منصور بن عمار قال : حدثنا الهقل بن زياد ، عن الأوزاعي ، عن بلال بن سعد قال : تنادى النار يوم القيامة : يا نار اشتفي ، يا نار انضجي ، يا نار أحرقي يا نار كلي و لا تقتلي . 196 ـ حدثنا عفان بن مخلد البخلي قال : حدثنا عمر بن هارون ، عن مبارك بن فضالة ، قال سمعت الحسن يقول : ابن آدم ، عن نفسك فكايس فإنك إن دخلت النار لم تنجبر بعدها أبداً ! 197 ـ حدثني علي بن الحسن ، عن أبي الربيع الأعرج ، عن محمد بن حسان . . . . [ ينادي يوم القيامة في النار ] بأصوات أربعة : واي أز نام ، واي أز ننال ؟ واي أز نياز ، واي أز أز . قال محمد بن حسان : واي أز نام : و يلي من طلب الاسم ، اشتهيت أن يقال فلان . واي أز ننل [ ؟ ] : ويلي من العار ، كما يقال في الدنيا : نار و لا عار . واي أز نياز : ويل من الفقر ، و هو مفتاح كل بلاء . واي أز أز : و يلي من الحرص . 198 ـ حدثني علي بن الحسن ، عن شبابة بن سوار قال : حدثنا الحسن بن حصن الفزاري قال : رأيت شيخاً من بني فزارة أمر له خالد بن عبد الله بمائة ألف ، فأبى أن يقبلها و قال : أذهب ذكر جهنم حلاوة الدنيا من قلبي . و كان يقوم إذا نام الناس فيصيح : النار النار النار . 199 ـ حدثني علي بن الحسن ، عن قدامة بن محمد المدني قال : حدثنا الحجاج بن صفوان قال : سمعت أبا حازم يقول : للنار أشد شوقاً إلى أهلها من الجنة إذا أدنيت لأهلها ! 200 ـ حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، عن ابن عائشة قال : حدثونا في إسناد لهم : إن أهل النار إذا دخلوها سفعت وجوههم ، فألقت لحم خدودهم على أقدامهم ، فيصيحون [ أوه ] ألف عام . و مد بها صوته . 201 ـ حدثنا سعيد بن سليمان ، عن مبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : قال رجل لأخيه : أي أخي ، هل علمت أن على الطريق صوى ؟ قال : كيف ؟ قال : إن الله يقول : " إن جهنم كانت مرصاداً " . 202 ـ حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق البناني ، عن عبد الله بن المبارك ، عن جعفر بن حيان قال : قال عمر بن الخطاب : شد ما ذلت ألسنة الناس بذكر النار . 203 ـ حدثنا هارون بن عبد الله قال : حدثنا إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي ، عن عقبة بن إسحاق ، عن أبي شراعة ، عن يحيى بن الجزار . في قوله الله : " و إذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً " قال : أضيق من الرمح في الزج . 204 ـ حدثني حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا محمد بن يسار ، عن قتادة : " و إذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين " قال : ذكر لنا أن عبد الله بن عمرو كان يقول : إن جهنم ليضيق على الكافر كتضيق الزج على الرمح . 205 ـ حدثني حمزة قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن : في قوله : " إن عذابها كان غراما " قال : الغرام : اللازم الذي لا يفارق صاحبه أبداً ، و كل عذاب يفارق صاحبه فليس بغرام . 206 ـ حدثنا عصمة بن الفضل قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، عن نعيم النحوي قال : سمعت في قوله : " فإذا جاءت الطامة الكبرى " قال : إذا قيل لهم : قوموا إلى النار . 207 ـ حدثني محمد بن إدريس قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الرازي قال : حدثنا عباءة بن كليب قال : حدثنا العلاء بن المنهال ، عن هشام بن عروة قال : " فإذا جاءت الطامة الكبرى " قال : أمر طم على ما كان قبله .
رد: كتاب صفة النار بكاء أهل النار 208 ـ " حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا محمد بن عبيد ، عن الأعمش ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يرسل على أهل النار البكاء ، فيبكون حتى ينقطع الدموع ، ثم يبكون الدم حتى يرى وجوههم كهيئة الأخدود ، لو أرسلت فيه السفن لجرت " . 209 ـ حدثنا سعيد بن يحيى القرشي ، أنه سمع أباه يحدث عن الأعمش ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله . 210 ـ " حدثنا هارون بن عبد الله قال : حدثنا أبو يحيى الحماني ، عن عمران أبي يحيى الثعلبي ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيها الناس ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا ، فإن أهل النار يبكون حتى يصير في وجوههم كالجداول ، فتنفد الدموع ، فتقرح العيون ، حتى لو أن السفن أرخيت فيها لجرت " . 211 ـ حدثنا محمد بن العباس قال : حدثنا حماد الجزري ، عن زيد بن رفيع رفعه قال : إن أهل النار إذاؤ دخلوا النار بكوا الدموع زماناً ، ثم بكوا القيح زماناً قال : فيقول لهم الخرنة : يا معشر الأشقياء ، تركتم البكاء في الدار المرحوم فيها أهلها في الدنيا ، هل تجدون اليوم من تستغيثون به ؟ قال : فيرفعون أصواتهم : يا أهل الجنة ، يا معاشر الآباء و الأمهات و الأولاد ، خرجنا من الدنيا عطاشاً ، و خرجنا من القبور عطاشاً ، و كنا طول الموقف عطاشاً ، و نحن اليوم عطاش ، فأقيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله . فيدعون أربعين سنة لا يجيبهم ، ثم يجيبهم : " إنكم ماكثون " فييأسون من كل خير . 212 ـ حدثني محمد بن أبي عمران الوركاني قال : حدثنا المعافى بن عمران ، عن داود بن أبي سليمان ، عن حماد بن خوار قال : بلغنا أن أهل النار يبكون الدموع حتى تفنى ، ثم يبكون الدماء حتى تكون في خدودهم أمثال الجداول ، فيقول لهم الخرنة : يا معشر الأشقياء ، لو كان هذا في الدار المقبول فيها العمل ، كان نعم الذخر لكم . 213 ـ حدثنا علي بن الجعد قال : أخبرنا أبو هلال الراسبي ، عن قتادة : " فليضحكوا قليلاً " قال : في دار الدنيا . " و ليبكوا كثيراً " قال : في نار جهنم . 214 ـ حدثنا داود بن عمر الضبي قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رزين : في قوله : " فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون " قال : الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤوا ، فإذا انقطعت الدنيا و صاروا إلى الله استأنفوا بكاء لا ينقطع عنهم أبداً . 215 ـ " حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا سفيان ، عن أبي سنان ، عن بعض المشيخة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لجبريل عليه السلام : ما لي لا أرى ميكائيل يضحك ؟ فقال : ما ضحك منذ خلقت النار ! " . 216 ـ " حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي ، عن أبي عمران الجوني : أن جبريل عليه السلام أتى إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو يبكي ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ما يبكيك يا جبريل ؟ قال : أما تبكي يا محمد ؟ ما جفت لي عين منذ خلق الله جهنم ، مخافة أن أعصي الله فيجعلني في جهنم !" 217 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا بكر بن محمد العابد قال : قلت لجليس لابن أبي ليلى يكنى أبا الحسن : أتضحك الملائكة ؟ قال : ما ضحك من دون العرش منذ خلقت جهنم . 218 ـ حدثنا هاشم بن الحارث قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن محمد بن المنكدر قال : لما خلقت النار فزعت لذلك الملائكة فزعاً شديداً طارت له أفئدتهم ، فلم يزالوا كذلك حتى خلق آدم ، فرجعت إليهم أفئدتهم ، و سكن عنهم الذي كانوا يجدون . 219 ـ " حدثني محمد بن إدريس قال : حدثنا أبو عتبة علي بن الحسن بن مسلم السكوني قال : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عمارة بن غرية الأنصاري ، أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني المعلى يقول : سمعت ثابتاً البناني يحدث عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لجبريل : ما لي لا أرى مكائيل ضاحكاً ؟ . فقال جبريل : ما ضحك منذ خلق الله النار !" 220 ـ " حدثني أبي ، و أبو خيثمة قالا : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن أبي سلمة الدوسي ثابت بن سرح ، عن سابم بن عبد الله قال : كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم : اللهم ارزقني عينين هطالتين تبكيان بذروف الدموع ، و تشفيانني من خشيتك ، قبل أن يكون الدمع ، و الأضراس جمراً " . 221 ـ حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثني عبد الرحمن يزيد بن جابر ، عن إسماعيل بن عبيد الله قال : كان داود عليه السلام يعاتب في كثرة البكاء ، فيقول : ذروني أبك قبل يوم البكاء ، قبل تحريق العظام و استعال اللحى ، قبل أن يؤمر بي " ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون " . 222 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا أبو أسامة ، عن أبي هلال ، عن ثابت البناني ، عن صفوان بن محرز قال : كان لداود يوم يتأوه فيه ، يقول : أوه من عذاب الله ، أوه من عذاب الله ، أوه قبل أن لا أوه . قال : فذكرها صفوان ذات يوم في مجلسه ، فغلبه البكاء ، فقام . 223 ـ حدثنا خالد بن خداش قال : حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني ، عن عمر بن عبد الرحمن ، عن وهب بن منبه قال : كان داود عليه السلام يقول : إلهي ، لا صبر لي على حر شمسك ، فكيف صبري لى حر نارك ؟ إلهي ، لا صبر لي على صوت رحمتك ـ يعني الرعد ـ فكيف صبري على صوت عذابك ؟ 224 ـ حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : أخبرنا نوح بن قيس ، عن عون بن أبي شداد قال : كان داود نبي الله عليه السلام يقول : أوه من جاعلة الأضراس ناراً ، و الدموع بعد الدموع دماً ، أوه . 225 ـ حدثنا عبد الله بن عمر الجشمي قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبو عمران الجوني ، عن عبد الله بن رباح الأنصاري ، عن كعب : " إن إبراهيم لأواه حليم " قال : كان إبراهيم إذا ذكر النار قال : أوه من النار . و مد بها جعفر صوته . 226 ـ " حدثني عبد الرحمن بن صالح قال : حدثنا شيخ من أهل المدينة ، عن بكير بن مسمار مولى سعد بن أبي وقاص قال : سمع رجل و هو يقول : يا غوثاه من النار ، يا غوثاه من النار !
رد: كتاب صفة النار فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له : يا رسول الله أنت القائل البارحة واغوثاه من النار ؟ لقد بكيت البارحة أعين ملأ من الملائكة كثير " . 227 ـ قال أبو بكر : و كان بعض الواعظين من الحكماء إذا ذكر هذا قال : فابك على ما تقدم من ذنبك ، و قل : واغوثاه بالله ، بالاستغاثة ها هنا تنفعك و تجدي عليك ، و لا سيما إذا أتبعتها بتوبة و إقلاع عن معاصيك . و الاستغاثة في النار لا تنفعك ، و لا تسوق خيراً إليك ، أيها المستغيث بالله من سوء ما عملت يده . أعلمت أن شارب الخمر سقي من حميمها حتى تغلت كبده ؟ و الأشر الغضب ألبس قميص النام بجلده ؟ و المغتاب سال بالصديد و الدم العبيط فيها . . . . و شاهد الزور كآل في بعد إدراكها بكمه . و الماشي فيها إلى المعاصي لم يمش فيها على قدمه . و المتسمع إلى ما حرم الله صب خالص الرصاص في أذنه . و مخاذن أهل المعاصي قرن بشيطان لا يفارقه ، يجمع بسلسلة فيها عنقه ، و يتجمع طوق غله بطوقه ، و يؤخذ بالعذاب من تحته و من فوقه . و أما المطفف في كيله فهو يدعو طول دهره فيها بويله . و أما قاتل نفسه التي حرمت عليه ، فلا تسأل عن عظيم ما صار فيها إليه . و أما آكل مال اليتيم فآكل ناراً و صلي بالعذاب الأليم . و أما عاق والديه ففي منزلة من النار لا ينظر الله فيها إليه . و أما مانع زكاة ماله فلا تسأل عما صار إليه فيها من سوء حاله ، و لقد نادى فيها الذين منعوا زكاة أموالهم ثبورهم ، حيث كويت بها جباههم و جنوبهم و ظهروهم . أما في قليل ما يعطيك ، و يمنعك من الاقتحام إلى معصية ربك ؟ ! 228 ـ حدثنا . . . بن . . . قال : قال ابن السماك : لو كان عذاب الآخرة مثل عذاب الدنيا كان المعذب في . . . . . . بالمقمعة رأس المعذب فلا يسكن أبداً ، و يضربه الثانية فلا يسكن وجع الأولى و لا الثانية ، و يضربه الثالثة فلا وجع الأوليين يسكن و لا الثالثة ، فأول العذاب لا ينقطع ، و آخره لا ينفد . 229 ـ حدثنا داود بن عمرو الضبي قال : " حدثنا إسماعيل بن عياش قال : حدثني ثعلبة بن مسلم الخثعمي ، عن أيوب بن بشير العجلي ، عن شفي بن ماتع الأصبحي ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى ، يسعون بين الحميم و الجحيم ، يدعون بالويل و الثبور ، يقول أهل النار بعضهم لبعض : ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ . قال : فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ، و رجل يجر أمعاؤه ، و رجل يسيل فوه قيحاً و دماً ، و رجل يأكل لحمه . قال : يقال لصاحب التابوت : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ قال : فيقول : إن الأبعد مات و في عنقه أموال الناس ، لم يجد لها قضاء . قال : ويقال للذي يجر أمعاءه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ قال : فيقول : إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه ثم لا يغسله . ثم يقال للذي يسيل فوه قيحاً و دماً : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ قال : فيقول : إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة خبيثة ، يستلذها كما يستلذ الرفث . ثم يقال للذي يأكل لحمه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيب ، و يمشي بالنميمة " . 230 ـ حدثنا داود بن عمرو قال : " حدثنا حماد بن زيد ، عن عاصم ، عن أبي وائل قال : قيل لأسامة بن زيد : ألا تركب إلى هذا الرجل فتأمره و تنهاه ؟ ـ يعنون عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ : فقال : لا أفتح باباً أكون أول من فتحه . ثم قال : أما إني لا أزعم أن أمراءكم خياركم بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم . سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يجاء بالذي يطاع في معصية الله ، فيخاصمه رعيته ، فتفلج عليه ، فيدفع في النار ، فتندلق به أقتابه ، فيستدير في النار كما يستدير الحمار في الرحا ، فيأتي الذين كانوا يطيعونه في معصية الله فيقولون : أي فل ما بلغ بك ما ترى ؟ فيقول : إني كنت آمركم بما لا أفعل ، و أنهاكم عما أخالف إليه " . 231 ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا ابن عيينة ، عن مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله : " وقودها الناس و الحجارة " قال : حجارة من كبريت ، خلقها الله عنده كيف شاء . 232 ـ حدثنا إسحاق قال : حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن ابن سابط ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله : نحوه . 233 ـ حدثنا أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني قال : حدثني الفضل بن العباس الكندي ـ و كان من الأبدال ، و كانت الدموع قد أثرت في وجهه ، و و كان يصوم الدهر ، و يفطر كل ليلة على رغيف ـ قال : مر عيسى ابن مريم عليه السلام بجبل بين نهرين : نهر عن يمينه و نهر عن يساره ، لا يدري من أين يجيء و أين يذهب ؟ فقال عيسى : أيها الجبل . . . . . يجيئ و أين يذهب . . . ؟ قال : أما الذي يجيء عن يميني فمن دموع عيني اليمنى ، و أما الذي يجيئ عن يساري فمن دموع عيني اليسرى . قال : بم ذاك ؟ قال : خوافاً من ربي أن يجعلني من وقود النار ! فقال عيسى : فأنا أدعو الله أن يهبك لي . فدعا الله ، فوهب له . فقال عيسى : قد وهبت لي . قال : فجاء منه من الماء حتى احتمل عيسى ، فذهب به . فقال عيسى : اسكن بعزة الله . فسكن . فقال : قد استوهبتك من ربي فوهبك لي ، فما هذا ؟ قال : أما البكاء الأول فبكاء الخوف ، و أما البكاء الثاني فبكاء الشكر ! 234 ـ " حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا موسى بن الغيرة ـ من أهل البصرة ـ عن أبي موسى الصفار قال : سألت ابن عباس ـ أو سئل ـ : أي الصدقة أفضل ؟ فقال : سألت النبي صلى الله عليه و سلم كما سألتني فقال : سقي الماء . ألم تر إلى أهل النار إذا استغاثوا قالوا : " أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " ؟ " . 235 ـ حدثنا إسحاق قال : حدثنا الفضيل بن دكين ، عن سفيان ، عن عثمان بن المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " و نادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " قال : ينادي الرجل أخاه : يا أخي ، قد احترقت فأغثني . قال : فيقول : " إن الله حرمهما على الكافرين " . 236 ـ حدثنا يوسف بن موسى حدثنا : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عثمان بن المغيرة الثقفي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : مثله . 237 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك : " و نسوق المجرمين إلى جهنم ورداً " قال : عطاشاً . 238 ـ حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " و نسوق المجرمين إلى جهنم ورداً " قال : منقطعة أعناقهم من العطش . 239 ـ حدثني حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا عنبسة بن سعيد ، عن يزيد بن عبد الله بن الحارث ، عن كعب قال : إن الله ينظر إلى عبده يوم القيامة و هو غضبان فيقول : " خذوه " فيأخذه مائة ألف ملك أو يزيدون ، فيجمعون بين ناصيته و قدمه غضباً لغضب الله ، فيسحبونه على وجهه إلى النار ، فالنار عليه أشد غضباً من غضبهم بسبعين ضعفاً . فيستغيث بشربة ، فيسقى شربة يسقط منها لحمه و عصبه و يكدس في النار ، فويل له من النار . قال عبد الله : فحدثت عن بعض أهل المدينة أنه قال : يتفتت في أيديهم إذا قال : " خذوه " ، فيقول : ألا ترحموني ؟ فيقولون : كيف نرحمك و لم يرحمك أرحم الراحمين ؟ ! 240 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا النضر بن إسماعيل قال : إذا قال : " خذوه " ، يتبدره أكثر من ربيعة و مضر .
رد: كتاب صفة النار 241 ـ حدثنا فضيل قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه في قوله : " خذوه " قال : لا يضع يده على شيء إلا دقه ، فيقول : أما ترحمني ؟ فيقول : كيف أرحمك و أرحم الراحمين لم يرحمك ؟ 242 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا محمد بن يزيد ، عن جويبر ، عن الضحاك : " نزاعة للشوى " قال : تنزع الجلد و اللحم عن العظم . 243 ـ حدثني علي بن الحسن ، عن الصلت بن حكيم قال : حدثنا درست القزاز قال : حدثنا يزيد الرقاشي قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أيتها النار المطيعة سمي أهلك . قال : فيخرج عنق من النار ، فتنكت في وجوه أهل النار نكتاً سوداً . ثم ينادي مناد ، : " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " . : فينكر بعضهم إلى بعض فيقول : هذا ما كنتم تكسبون . ثم ينادي مناد : " ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين " . قال : فينكسون في النار على رؤوسهم ، و يصهر الحميم في أجوافهم . قال : ثم سقط يزيد مغشياً عليه ! 244 ـ حدثنا فضيل قال : سمعت شريكاً : في قوله : " يصهر " قال : ينضج . 245 ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم قال : حدثنا عنبسة بن سعيد ، عن فضيل بن عياض ، عن هشام ، عن الحسن قال : كلما أكلتهم النار قيل : عودوا ، حتى تأكلهم في كل يوم سبعين ألف مرة . 246 ـ حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال : حدثنا أبو محياة التيمي ، عن منصور ، عن مجاهد : في قوله : " شواظ " قال : قطعة من النار . " و نحاس " قال : صفر يذاب ثم يصب على رؤوسهم . 247 ـ حدثني علي بن الحسين ، عن موسى بن بلال ، عن بكر بن خنيس ، عن أبي عبد الله الشامي ، عن مكحول قال : للناس في القيامة جولة ، فيلقى الرجل أخاه فيقول : علام أنت يا فلان ؟ فيقول : على خير ، على الرجاء من الله . و يلقى الرجل أخاه فيقول : علام أنت يا فلان ؟ فيقول : على شر ، أسلمني أهلي و أوبقتني ذنوبي . 248 ـ حدثنا خالد بن خداش قال : حدثنا مهدي بن ميمون ، عن سعيد الجريري ، عن أبي السليل ، عن غنيم خازن بيت المقدس ، عن كعب قال : يمسك بالنار يوم القيامة حتى تصير كأنها متن إهالة ، حتى تستعر أقدام الخلائق عليها ، ثم ينادي مناد : أن خذي أصحابك و دعي أصحابك ، فهي أعرف بهم من الوالدة بولدها ، فيخسف بهم ، فيهوون فيها ، و ينجو المؤمنون ندية ثيابهم ! 249 ـ حدثنا علي بن الحسن ، عن محمد بن الحسين ، عن شعيث بن محرز ، عن صالح المري قال : سمعت أبا عمران الجوني قال : قال لي أبو الجلد : كيف أنت يوم تمطر السماء ناراً ، و تلتهب الأرض من تحت أقدام الخلائق بالنار ؟ قال : قلت : إن ذلك ليوم عظيم ! قال : ذاك يوكط كشف فيه لهم عن الغطاء ، و عرضت عليهم ذلك اليوم أعمالهم : فمسرور بعمله ، و نادم محسور . قال : ثم بكى أبو الجلد حتى غلبه البكاء . 250 ـ حدثني علي بن الحسن قال : حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني رستم بن أسامة قال : حدثني عباءة بن كليب ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن الحسن : في قوله : " و أنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين " قال : أزفت و الله عقولهم ، و طارت قلوبهم ، فترددت في أجوافهم بالغصص إلى حناجرهم لما أمر بهم ملك يسوقهم إلى النار ، فيقول بعضهم لبعض : " فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا " . فينادون : " ما للظالمين من حميم و لا شفيع يطاع " . 251 ـ حدثنا حمزة بن العباس قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا الحكم ، عن عمر بن أبي ليلى ـ أحد بني عامر ـ قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول : بلغني ، أو ذكر لي ، أن أهل النار استغاثوا بالخزنة ، قال الله عز و جل : " و قال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب " سألوا يوماً واحداً يخفف عنهم فيه العذاب ، فرد عليهم الخزنة : " أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى " ، فرددت عليهم الخزنة : " فادعوا و ما دعاء الكافرين إلا في ضلال " . و لما يئسوا مما عند الخزانة " و نادوا يا مالك " و هو عليهم ، و له مجلس في وسطها ، و جسور تمر عليه ملائكة العذاب ، فهو يرى أقصاها كما يرى أدناها ، فقالوا : " يا مالك ليقض علينا ربك " . سألوا الموت . قال : فمكث عنهم لا يجيبهم ثمانين سنة ، و السنة ستون و ثلاثمائة يوم ، و الشهر ثلاثون يوماً ، و اليوم " كألف سنة مما تعدون " لحظ إليهم بعد الثمانين : " إنكم ماكثون " . فلما سمعوا ما سمعوا يئسوا مما قبله ، قال بعضهم لبعض : يا هؤلاء ، قد نزل بكم من البلاء و العذاب ما قد ترون ، فهلموا فلنصبر ، فلعل الصبر ينفعنا ، كما صبر أهل الدنيا على طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا . فأجمعوا رأيهم على الصبر . قال : فتصبروا ، فطال صبرهم ، ثم جزعوا ، فنادوا " سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص " أي ملجأ . فقام إبليس عند ذلك فخطبهم : " إن الله وعدكم وعد الحق و وعدتكم فأخلفتكم و ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني و لوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم و ما أنتم بمصرخي " يقول : بمغن عنكم شيئاً . " و ما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل " . فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم ، فنودوا : " لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون " . " قالوا ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل " . فرد عليهم : " ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير " . قال : هذه واحدة . قال : فنادوا الثانية : " ربنا أبصرنا و سمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون " . فرد عليهم : " و لو شئنا لآتينا كل نفس هداها " يقول : لو شئت لهديت الناس جميعاً فلم يختلف منهم أحد . " ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين * فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا " يقول : بما تركتم أن تعملوا ليومكم هذا . " إنا نسيناكم " : إنا تركناكم . " و ذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون " . فهذه اثنتان . قال : فنادوا الثالثة : " ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل " . فرد عليهم : " أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال * وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال * وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " . قال هذه الثالثة . قال : ثم نادوا الرابعة : " ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل " . قال : " أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر و جاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير " . فمكث عنهم ما شاء الله ، ثم ناداهم : " ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون " . فلما سمعوا ذلك قالوا : الآن يرحما ربنا . و قالوا عند ذلك : " ربنا غلبت علينا شقوتنا " أي الكتاب الذي كتبت علينا . " وكنا قوما ضالين * ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون " . فقال عند ذلك : " اخسؤوا فيها ولا تكلمون " . فانقطع عند ذلك الدعاء و الرجاء منهم ، و أقبل بعضهم على بعض ، ينبح بعضهم في وجه بعض . و أطبقت عليهم . فحدثني الأزهر بن أبي الأزهر أنه ذكر له أن ذلك قوله : " هذا يوم لا ينطقون * ولا يؤذن لهم فيعتذرون " . 252 ـ حدثني علي بن الحسن ، عن الصلت بن حكيم قال : حدثت عن عبد العزيز بن أبي رواد قال : بلغني أن الله إذا قال لأهل النار : " اخسؤوا فيها ولا تكلمون " عادت وجوههم قطع لحم ليس فيها أفواه و لا مناخير ، يتردد النفس في أجوافهم ، لا تجد إلى الخروج مساغاً . 253 ـ حدثني إبراهيم بن عبد الله قال : أخبرنا جعفر بن سليمان قال : سمعت أبا عمران الجوني قال : ما نظر الله إلى شيء إلا رحمه ، و لو نظر إلى أهل النار لرحمهم ، لكنه قضى عليهم أن لا ينظر إليهم . 254 ـ حدثني حمزة بن العباس قال : حدثنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا الكلبي ، عن أبي صالح : في قول الله جل و عز : " الله يستهزئ بهم " قال : يقال لأهل النار و هم في النار : اخرجوا . و يفتح لهم أبواب النار . فإذا رأوها قد فتحت أقبلوا إليها يريدون الخروج ، و المؤمنون ينظرون إليهم على . . . . فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم ، فذلك قول الله عز و جل : " الله يستهزئ بهم " . . . منهم المؤمنون حين غلقت دونهم ، فذلك قوله : " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الأرائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون " . 255 ـ حدثني حمزة قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا محمد بن يسار ، عن قتادة : في قوله : " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون " قال : ذكر لنا أن كعباً كان يقول : إن بين الجنة و النار كوى ، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا ، اطلع من بعض تلك الكوى . قال الله عز و جل في آية أخرى : " فاطلع فرآه في سواء الجحيم " قال : ذكر لنا أنه إذ ذاك طلع فرأىجماجم القوم تغلي . 256 ـ حدثنا عبد الرحيم بن مطرف بن قدامة بن عبد الرحمن الرؤاسي قال : حدثنا أبي ، عن مولى لنا قال : لما مات منصور بن المعتمر صاحب أمه : و اقتيل جهنماه . ما قتل ابني إلا خوف جهنم ! 257 ـ " حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح ، ثم يقال : يا أهل الجنة . فيشرئبون و ينظرون ، فيقال : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت . و يقال : يا أهل النار . فيشرئبون و ينظرون ، فيقال : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت . ثم يؤمر به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة ، خلود فلا موت . و يا أهل النار ، خلود و لا موت . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم : " وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون " و أشار بيده إلى الدنيا " . 258 ـ " حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : حدثنا أحمد بن يونس قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : كل أهل الجنة يرى مقعده من النار ، فيقول : لولا أن الله هداني . فيكون له شكراً . و كل أهل النار يرى مقعده من الجنة ، فيكون عليه حسرة " . 259 ـ حدثنا إسحاق قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح : مثله . و لم يقل عن أبي هريرة . 260 ـ حدثني محمد بن إدريس قال : حدثنا مالك بن إسماعيل قال : حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن موسى بن أبي عائشة : " أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب " قال : تشد أيديهم و أرجلهم ، فكلما جاءهم نوع من العذاب اتقوه بوجوههم ! 261 ـ حدثني محمد بن إدريس قال : حدثنا محمد بن المصفى قال : حدثنا معاوية بن حفص الشعبي ، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح . " مقرنين " قال : مكتفين . 262 ـ حدثنا أحمد بن المقدام قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن هشام ، عن الحسن : " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها " قال : تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة ، كلما أكلتهم قيل لهم : عودوا . فيعودون كما كانوا .