[FONT=MCS Jeddah S_U normal.]شباب الخليج .. [/FONT]
[FONT=MCS Jeddah S_U normal.]هل ستصبح السيارات نغمة على سائقيها[/FONT]
بقلم / عبدالهادي الخلاقي
من نعم الله علينا أن وهبنا الخير وسخّر لنا المركبات التيمن خلالها تسهل حركتنا ونقضيمطالبنا بأسرع وقت وبأيمكان كانت حاجتنا ويسّر علينا السفر،ولكن هل ستنقلب هذه النعمة إلى نقمة لمنيسيء استخدامها؟
دماء مركبات تتحطم وأرواح تزهق،إنه حال مجتمعاتنا الخليجية،ففيتقرير اليونسكو أثبت أن الدول الخليجية تأتيفيالمرتبة الأولى من حيث عدد الحوادث المرورية،وأن عدد الذينيتوفون بسبب حوادث السيريزداديوماًبعديوم كما نرى ونسمع،وليس فيالأمر مايدعو للغرابة،فالحديث عن الشباب،يعنيالحديث عن ٠٧٪من سكان هذه المنطقة الإستراتيجية. فنحن إذاًلا نتحدث عن شريحة هامشية أو صغيرة الحجم،بل نتكلم عن المساحة الاجتماعية الكبرى،والتيمنهايتشكل مجتمع الغد.
إن الشعور بالقوة الذييغمر الشباب فيظل تقلبات نفسية سريعة للغاية وغير محسوبةيلعب هذا الشعور دوراًتحريضياًعلى الجنوح نحو الاستهتار وعدم اللامبالاة،وإن تناميهذا الشعوريفضيإلى الاستسلام للإغواء،فإذا صاحبه الغنى الماديبمايوفّر من حظوة اجتماعية وإسناد عائلي،أيالاطمئنان بأن نتائج الخطأ مهما عظمت ستكونغير خطيرة أو مكفولة من جهات أخرى،ستساهم فيصناعة شاب متخم بالدناءة والاحتقار والوضاعة،حيث تصبح كل الخطوط الحمراء قابلة فيأيوقت للاختراق،وستتفاقم المشكلة حين تتراخى وتترهل آليات الضبط الاجتماعي،وحينئذيصبح تحمل المسئولية واحترام الآخر والتعاون والانضباط ورعاية الآداب العامة مجرد مثل لا تصمد أمام منطق القوة كسلاح فعّاليكتسح به الشباب كل الحدود والأنظمة والقوانين،ويشبعون به رغباتهم،إن التهوين من شأن هذه القضيةيعد إجراماً،والساكت عن الحق شيطان أخرس،فلا بد من التحرك لتفاديمايمكن تفاديه وإيجاد حلول وضوابط وعقوبات صارمة كالسجن لمنيتجاوز الإشارة الحمراء وعدم التهاون فيمنيتجاوز السرعة القانونية ومعاقبة المستهترين المتهورين المتهاونين فيسياقتهم.