1. الاحتفال بمرور 54 عاماً علي انطلاق إذاعة عدن

    احتفلت إذاعة عدن في السابع من أغسطس الجاري بالذكري الرابعة والخمسين لإنشائها كواحدة من أقدم الإذاعات العربية، ومثل صوتها حدثاً إعلامياً حشد حوله جمهور المتلقين في المدينة في فترة الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن آنذاك.
    وقدمت الإذاعة برنامجاً وثائقياً خاصاً من أرشيفها للحديث عن مراحل نشوء وتطور الإذاعة وروادها الأوائل وأبرز العاملين فيها وتتبع مسيرتهاحتي اليوم.
    وتمثل إذاعة عدن أحد أبرز المعالم المعاصرة وذاكرة فنية وثقافية عاصرت أجيالاً متعاقبة من اليمنيين وارتبطت بحياة أهل مدينة عدن في بادئ الأمر بصورة لصيقة ومثلت مرآة عاكسة لأحلامهم وطموحاتهم، كما كانت عاكسة لانكساراتهم لارتباطها بكل الأحداث التي مرت بالمدينة ثم لاحقا بعموم البلاد.
    ولا يخفي اليمنيون من كبار السن، من أهل مدينة عدن واليمن عموماً عندما توسع بث الإذاعة كم ارتبطت إذاعة عدن بوجدانهم ومشاعرهم حتي أصبحت جزءاً من تكوينهم وذاكرتهم.
    وكما كانت الإذاعة منطلقاً للساسة وإبراز أصواتهم، كانت مهداً وحاضنة لأبرز فناني اليمن، منهم الفنان أحمد قاسم ومحمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبدالله ومحمد محسن عطروش وفتحية الصغيرة ورجاء باسودان وكثيرين ممن ترعرعوا في استوديوهاتها.
    ويعود الفضل إلي إذاعة عدن في الحفاظ علي التراث الموسيقار والغنائي اليمني إلي جانب شركات الاسطوانات الشمعية التي ظهرت قبلها خلال الأربعينات في مدينة عدن.
    في السابع من أغسطس عام 1954 كانت كلمتا (هنا عدن) المفتتح الذي انطلق في البداية لقرابة ساعتين يومياً بغية خدمة المستعمر إعلامياً، لينقلب الحال بعد سنوات ويستطيع مبدعو المدينة توظيفها لبلورة الوعي الوطني ونشر الثقافة والفن علي طول ساحة الجزيرة والخليج.
    [IMG]