السلام عليكم ورحمـة اللّه وبركــاته أعجبتني وحببت أن تقرؤها معي ،، قد تسألون ما هي أعظم خسارة يمكن أن يخسرها الإنسان في حياته ولا أرى أعظم من خسارة شخص تحبونه ، أو صديق تودونه وتهبون له نفسكم وروحكم وحبكم . الخسارة الحقيقة حينما نخسر صورة أنفسنا التي نراها في عيون أصدقائنا وأحبابنا . الخسارة الحقيقية حين تبعدك الأيام وتقاومك الظروف المؤلمة لتساهم في عمل تلك الفجوة التي لا نريد بين أصدقائنا وبيننا . والأصعب من ذلك كله حين يبنى على المواقف الطارئة والوقتية حياة كاملة وخصوصا حين يزج بك في قفص الأنانية والتكبر ، وتشرحك عيون الاستعجال والتسرع ، وتبادرك عبارات التحرر والاستقلال بأنك مستعمر ومحتل . صعب جداً أن يظن بك غير ما هو بك ، وغير ما تتصف به حين تتهم وأنت بريئ وتسجن وأنت عفيف . الخسارة الحقيقة حينما اخسر ذلك الإنسان وأنا قد منحته كل شي بل أعظم شي . ما أجمل الصداقة وأروعها حين يسودها التفاهم والصدق، وتغلفها الصراحة والوضوح ، ما أجمل الصداقة بعيدا عن التكلف ، وما أروع معانيها حين تخرج من القلوبنا هي دعوة صادقة بأن لا يخسر واحد منا صديق له . وتحسن الظن كل الظن بمن يعاشر فلربما أصدر حكما بلحظة ندم عليه زمنا مديدا. فلماذا - يا صديقي - يكون التسرع سبيل المفاهمة ويكون الهجر طريق العقاب، وتكون الظنون سلم التعلم ؟! """ألم تسمع ما يقول الحكماء """ ( تأن ولا تعجل بلومكَ صاحباً ... لعل لهُ عذر وأنت تلومُ ) """ولم تسمع من يقول أيضاً """ اقبل معاذير من يأتيك معتذراً ..... إن بر عندك فيما قال أو فجرا لقد أطاعك من يرضيك ظاهره .... وقد أجلك من يعصيك مستترا