بسم الله الرحمن الرحيم
أنني ومن خلال مجلسكم الموقر أحببت أن أطرح موضوع الشعور بالمسؤولية وذلك للمناقشة وطرح المداخلات لما للموضوع من أهمية كبيره مرتبطة بحياتنا حاضرها ومستقبلها ,نجاحها وفشلها,وما يترتب على ذلك من إحقاق للحقوق أو ضياعها وبالتالي فإن المسؤولية عظيمة إذا مانظرنا إليها من الناحية الدينية . فالجبال الرواسي بعظمتها والتي تحفظ الأرض من أن تميد قد خافت من المسؤولية التي عرضت عليها وتخلت عن حملها فالأمانة مسؤولية عظيمة عرضت على الإنسان ووافق على حملها وذلك لجهلة وظلمة لنفسه وغروره وتكبره .فقد قال تعالى في محكم تنزيله ((إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)) الآية (24)سورة الأحزاب.وبحملة للأمانة فعليه الالتزام بأوامر الله وطاعته وبإمتثال أمره واجتناب نهيه فيما يتعلق بعبادته وفيما يتعلق بحقوق عباده ... وبالتالي فأن الإنسان ظلوم إذا لم يلتزم القيام بحق ما حمل وفي ذلك ظلم لنفسه وجهول . لأنه لم يقدر الأمانة التي التزم بها حق قدرها وعظم شأنها وعليه فإن المسؤولية أمر عظيم يدركه العقل السليم المؤمن بالله العظيم والخائف من حساب وعقاب الله والمؤمن بذلك الحساب الحتمي ...وما أود طرحة هنا لإخواني أعضاء ومرتادي "المجلس الخلاقي" ,أننا كلنا كبشر مسؤولين عن أقوالنا وأفعالنا .فإذا ما استشعرنا بمسؤولية الفعل فإننا سنفكر كثيراً بعواقب أفعالنا ...ومن هنا يأتي إعمال العقل وهو ما ميز الله به الإنسان وبه أعطاه حرية الاختيار بعد أن بين له الحق من الباطل لكي يحاسبه عن أقواله و أفعاله بعد ذلك ....
إخواني أعضاء "المجلس الخلاقي" أحببت أن نناقش ذلك الموضوع المهم والذي به نصل إلى مقاصدنا النبيلة . فالشعور بالمسؤولية يجعل المعلم يخلص لتلميذة ويقدر مسؤوليته العظيمة والطالب إذا ما قدر وشعر بمسؤوليته وواجباته سوف يصل إلى غايته بنجاح .فتخيل معي لو أن العامل شعر بمسؤوليته وأدى عملة بضمير حي ومسؤولية .
والأم والأب إذا ما شعروا بمسؤوليتهم تجاه الأبناء وتربيتهم والموظف والمسؤول والرئيس والمرؤوس فهناك حقوق وواجبات وهي مناط المسؤوليه فلو كل واحداً منا استشعر بمسؤوليته فحتماً سوف نكون من أنجح الأمم وسوف ننال الفوز في الدنيا والآخرة وحتى الكلمة التي نكتبها أو الموضوع الذي نطرحه في مجلس الخلاقي يجب أن نطرحه بمسؤولية وبشعور صادق بقصد الإصلاح والبناء وبذر بذور الأخوة ودفع مايعكر صفوها والدفع بالكلمة الطيبة المفيدة والتي سوف نقطف ثمارها بإذن الله
ولا يقتصر الشعور بالمسؤولية على شيئ بعينه بل أنه يمتد إلى كل مناحي الحياة من الكلمة إلى الفعل .. وما أكثر ما تعج به مجالس القات والتي هي أكثر شيوعاً عندنا نحن اليمنيون من مواضيع لا تعد ولا تحصى منها الغث ومنها السمين ... تجمع في جنباتها أشتات من الناس في فكرهم وفي فعلهم ... إذن الشعور بالمسؤولية عظيم والعظماء هم من يقدرون ذلك وفي نظري شخصياً أن الخادم والمربية والراعي والمزارع والبناء والقائد والحائك هو عظيم إذا ما أستشعر بمسؤوليته وعمل وفقا لذلك . فكم من أفراد وجماعات ودول هلكت بسبب أقوال وأفعال لم يستشعروا بمسؤوليتها .. وكما نرى في خلاقة وهي أقرب مثال أنه قد أصبح أبناؤها على مفترق الطرق بسبب أقوال وأفعال أناس وجماعات لا يشعرون بالمسؤولية ولا يقدرونها حق قدرها..
وفــــي النهاية أترك الأمر للمناقشة , إضافة أو نقداً بشرط الشعور بالمسؤولية.
وتقبلوا مني أجمل التحايا وعظيم التقدير.
:36_2_25:
هـــــذا مجهودي الخاص .. أرجو أن يحوز على رضاكم.
أخوكم في الله\ محمد علي حسين القاضي