:23_33_7:غزة تُسحق*.. ونحن* »ننسطل*« وراء شاكيرا*!! اتجاهات 07 يناير 2009 والله لا نعرف من أين نبدأ*. أمعقول هذا الذي* يحدث في* غزة من قتل وإبادة واضحة،* والعرب مازالوا* يطلقون عبارات الشجب والإدانة،* والظهور ببهرجة إعلامية كلامية إنشائية أمام شاشات الفضائيات لتسجيل الحضور ليس إلا؟*! يا جماعة* ''حلوا*'' عنا،* إذ لسنا محتاجين لسماع المزيد من* ''الكلام الفارغ*''،* والحديث* ''المتلعثم*'' من قبل البعض الذي* بات* يثقل على لسانه وصف المذبحة الصهيونية الحقيرة بأنها* ''عدوان*''. أهالي* غزة لا* يريدون منكم شيئاً،* لا* يريدون أموالاً* ولا كلاماً* ولا جنوداً* ولا عتاداً،* فقط تبرعوا لهم بحجارة بلادكم،* لأنها في* أيدي* أصغر طفل فلسطيني* أمضى أثراً* وأشد وقعاً* من آلاف البيانات العربية المطرزة بشعارات مللنا من سماعها منذ كنا صغاراً،* تتغني* بـ*''الوطنية*'' و*''العروبة*'' و*''الجهاد*'' وتنادي* بحقوق الفلسطينيين المسلوبة،* وأسطورة إعلان الدولة الفلسطينية التي* لم ولن تعلن مادام العرب بهذا الهوان*. أعيانا العد بصراحة،* إذ لا ندري* كم روحاً* بريئة أزهقت حتى كتابة هذه الأسطر*. كم طفلاً* ذبح في* حضن أمه،* وكم رضيعاً* ارتفعت روحه إلى السماء،* وكم امرأة ترملت،* وكم بلغ* عدد اليتامى الفلسطينيين؟*! والله نكتب والدموع تترقرق في* العين*. بل والله الرجولة فينا باتت تضعف حين نرى في* التلفاز نظرات عيون أطفال فلسطينيين وهي* تذرف الدمع،* ونحن نرى الجثث المتناثرة هنا وهناك،* ونحن نرى الأطفال تغتالهم آلة القتل الصهيونية وكأنهم قادة إرهاب في* هذا العالم*. والله لا نقوى إلا على أن ننكس رؤوسنا خجلاً* وذلاً* وهواناً،* فلا أحد فينا* يملك قدرة على وضع عينه في* عين أصغر رضيع فلسطيني* بسبب ما* يحصل*. المستشفيات الفلسطينية أوصدت أبوابها لأنها باتت لا تستوعب أعداداً* أكثر،* وما* يقف خارجها من جثث ومصابين أكثر مما بداخلها،* والخوف كل الخوف،* أن* يطال القصف الإسرائيلي* الوحشي* هذه المستشفيات أيضاً* ليقلبها إلى مقابر جماعية على رؤوس الجرحى فيها*. يحدث كل هذا للأسف،* والنخوة العربية ليس فقط* غارقة في* سبات عميق،* بل ميتة وشبعت موتاً*. يهدر دماء الأبرياء في* فلسطين والعرب في* جانب آخر* يهللون ويرقصون و*''ينسطلون*'' في* المراقص والملاهي* وفي* الحفلات الماجنة الداعرة التي* تقام في* بعض الدول الشهيرة بذلك*. يموت أهل* غزة ونحن نتفاخر بأننا نرقص على أنغام ورقص شاكيرا،* وأننا نفتتح ليلتنا بسهرة هنا تحييها الفنانة العربية فلانة،* ونختمها لا بالدعاء ورفع الأكف إلى الله لفك كرب إخواننا في* غزة،* بل نختمها بحفلة راقصة أخرى لفنانة* غربية تأتي* لتزيد العرب نوماً* وتخديراً* ودُعراً،* وتبعدهم عن همومهم وعن قضاياهم الأم التي* ينبغي* لهم الوقوف فيها وقفة رجل واحد*. وأضع خطاً* هنا تحت كلمة* ''رجل*''،* إذ للأسف باتت هذه الكلمة أكبر منا،* وبات العرب الخانعين الواقفين مما* يحصل وقفة الخائف كما المرأة التي* تداري* وجهها خجلاً*. حتى الغرب المتضامن أغلبه مع* ''اللقيطة*'' إسرائيل،* أضحى في* وضع لا* يمكن معه الاستمرار في* السكوت*. إسبانيا وغيرها طالبت بوقف المجزرة الإسرائيلية،* وأستراليا ترسل مساعدات عاجلة لأهل* غزة بقيمة* 5* ملايين دولار* (أخبرونا ما الذي* يربط أستراليا بأهل* غزة حتى تقدم على ما أقدمت عليه؟*)،* الأمم المتحدة المعروفة محركاتها ومن* يتحكم فيها كان خطابها عبر أمينها العام أقوى من خطاب أمين جامعتنا العربية الذي* لم* يقوَ* على لفظ كلمة* ''عدوان*'' وتلعثم فيها،* تظاهرات في* دول* غربية تطالب بوقف المذبحة،* حتى التايلنديين دخلوا على الخط وأعربوا عن* غضبهم بمظاهرات وخطابات قوية،* وغير ذلك الكثير من الأمثلة،* التي* تجعلنا والله كعرب ننظر لأنفسنا نظرة صاغرة ودونية،* فهاهو أحد القادة* ''بليغي* اللسان*'' يصر على عقد قمة عربية طارئة*. لماذا* يا سيدي؟*! هل لتزيدونا خطابات نارية وإنشائية لا مفعول لها؟*! والله صدق سعود الفيصل حين قال خلال قمة الخليج بأنه لا داعي* لعقد قمة تختتم أعمالها ببيان شجب واستنكار دون موقف فاعل*. جزء مني* يفخر بأن والدي* أسماني* فيصل،* تيمنا بذاك الرجل العروبي* المسلم الذي* ليته* يعود ليعلم البعض كيف هو* يكون موقف الرجال*. الملك فيصل رحمه الله،* الذي* عرف الوسيلة لكسر إسرائيل من خلال ردع أربابها وأولياء نعمتها،* الأمر الذي* اضطرهم لاغتياله وإنهاء أسطورة رجل عربي* يجب أن* يكون مثالاً* يحتذي* لكل من* يريد الحفاظ على قضايا أمته المصيرية وعدم إدارة الظهر لها*. للتاريخ نذكر هنا أن* ''التايم*'' الأمريكية اختارت الملك فيصل رجل العام في* 1974* بعد تصدره لحملة قطع النفط عن الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل عام* *,1973* وهو السبب الذي* أدى لاستشهاده برصاص* غادر مدفوع الأجر*. الآن* يعود البعض لطرح فكرة استخدام السلاح النفطي،* لكن للأسف وضعنا الحالي* يختلف عما كنا عليه في* السبعينات*. سابقاً* كان بإمكان العرب أن* يشلوا حركة السيارات وغيرها في* أمريكا وبريطانيا بأسرها بقرار وقف النفط،* لكن الآن بإمكان الداعمين لإسرائيل أن* يشلوا اقتصادياتنا شلاً* تاماً،* وحتى النفط العربي* لهم سلطة عليه،* فنفط العراق في* جيوبهم،* هؤلاء تعلموا الدرس الذي* لقنهم إياه المغفور له طيب الذكر فيصل بن عبدالعزيز،* فأبوا أن* يتركوا فرصة ليعيد التاريخ تكرار نفسه*. ماذا ننتظر من العرب اليوم،* والدماء أغرقت* غزة،* والشهداء* يتساقطون مثل تساقط قطرات المطر؟*! والله لا نملك إلا المولى عز وجل لنرفع أكفنا له متضرعين بأن* يوقف آلة القتل الإسرائيلية،* وأن* يحفظ أهلنا وإخواننا في* غزة،* في* كل صلاة وفي* كل سجود*. فهو الوحيد القادر على فعل كل شيء،* رغم أن المولى عز وجل قال في* محكم التنزيل*: ''انصروا الله* ينصركم*''. لكننا للأسف لم ننصره فكيف له أن* ينصرنا؟*! كيف* يقبل دعاؤنا ونحن نرى الدم العربي* يهدر هكذا،* فنكتفي* بالعويل والنواح والاستنكار كالنساء الثكالى،* وبعدها سوادنا الأعظم* ينسى المشهد الدامي* في* لحظة ليرقص ويغني* خلف شاكيرا ومن على شاكلتها في* حفلاتنا العربية المتزايدة؟*! كيف تريدون أن* يستمع الله لدعائكم؟*! ما الفارق بين حالنا وبين ما قاله المغتصب الصهيوني* شيمون بيريز بالأمس بأن إسرائيل* غير خائفة على صورتها أمام العالم؟*! إذ نحن أيضاً* غير خائفين على صورتنا بأننا شعب نرتضي* الذل والهوان،* ونقبل بأن* يداس على كرامتنا دون أن* يطرف لنا رمش واحد*. والله نظرة من عين طفل فلسطيني* تهز رجولة ألف رجل من الصادحين بعبارات الشجب والاستنكار*. رحمك الله* يا محمد الدرة ومن تبعه من الشهداء الفلسطينيين الرضع والصغار،* إذ لم تبقوا للرجال شيئاً