بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطلاق هو حل لرباط الزوجية ، و على الرغم من مشروعيته باعتباره آخر الحلول عند استحالة الحياة الزوجية بين الطرفين فهو من أبغض الحلال .. يقول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم : ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) .
و تتعد الظروف و الأسباب المؤدية لاتخاذ هذا القرار الصعب و الذي يستهين به الكثيرون مع الأسف الشديد ، من الأسباب ما يتعلق بطباع الزوجين و الأسس الخاطئة للاختيار منذ البداية ، و منها ما يتصل بالمشاكل الأخرى عند التعمق و خوض جوانب الحياة معا مثل : تربية الأبناء ، التدخلات العائلية ، المشاكل المادية .. الخ
و أحيانا كثيرة نجد أن المشاكل الصحية أيضا تتسبب في الطلاق مثل عدم القدرة على الإنجاب أو الأمراض الوراثية و نحو ذلك .. و غيرها الكثير من الأسباب ..
ما أود مناقشته حقيقة هو كيفية اتخاذ هذا القرار ، من حيث الظرف و الوقت المناسب .. و أتمنى أن نرى وجهة نظركم في هذا الموضوع المحيّر ..
فهناك من يتسرع في اتخاذ هذا القرار و لا يعطي فرصة للتفاهم حتى لا يفني عمره و قبل أن ينجب أبناء قد يظلموا في هذه الحياة الصعبة .. و هو ليس مخطئ بذلك فإن لم يكن قادرا فعليا على مجابهة الوضع و تصحيحه فالأنسب ألا يستمر فيدمر كيان لو لم ينشأ لكان أفضل .. فهو من جهة تفادى مشكلة و لكن لم يعط نفسه فرصة و لم يجتهد و يقدم تنازلات أو حتى يحاول مجرد محاولة لإكمال الطريق .. فقد يواجه أحيانا مشاعر الندم على هذا الاندفاع فيما بعد..
و هناك من يؤجله و يعلق الأمل في التغيير و تحسين الأمور ، فإما أن يتحقق ذلك و إما أن تسوء الحالة بعد إنجاب الأبناء ..
الحيرة مصاحبة لهذا الاختيار الذي يتوقف عليه مستقبل شخصين أو أكثر بل تترتب عليه آثار عديدة .. متى يقدم الشخص على الطلاق ؟ و متى يتراجع ؟ و متى يندم على هذا القرار المصيري ؟
أسئلة كثيرة تطرأ على الذهن .. و لا يخفى عليكم أن البعض لا يفكر في ذلك إلا متأخرا و البعض الآخر لا يبالي بالأساس و يتخذ من الطلاق أول أدوات الخَلاص و أسهلها..
و لتفادي مثل هذه الأمور يمكن أن نلخص بعض النقاط المهمة و التي تجب مراعاتها عند اتخاذ مثل هذا القرار :
1- يجب ألا يكون القرار فرديا باعتبار أن الآثار جماعية بالأصل .. فالقرار يعود للزوجين و الأبناء في حال وجودهم .
2- يجب اتخاذ كافة الخطوات الأساسية لحل المشكلة : مثل التفاهم .. تدخل بعض الأطراف الحكيمة لفض النزاع و غيرها من الأمور التي أوصى بها رسولنا لكريم .
3- يجب أن يكون اتخاذ هذا القرار بعد تفكير جاد و مطول بهدوء بدون عصبية و غضب .
4- مشورة ذوي الخبرة مناسبة في مثل هذه المواقف .
5- يجب مراعاة النتائج المترتبة على الانفصال و مقارنتها مع نظيراتها في حال استمرار الحياة الزوجية .. و كذلك معرفة الفرق الذي سيحدثه الطلاق في حياة الطرفين الشخصية .. ماذا سيغير ؟ ماذا سيسرق ؟ و ماذا سيضيف؟
و يظل الوقت مختلفا من حالة لأخرى و يبقى مجهولا و يحتمل الصواب و الخطأ
أتمنى السعادة و الاستقرار للجميع