الفوسفور الأبيض مادة حارقة وساتر دخاني ويستخدم ضد الأفرادتاريخ النشر: السبت17/1/2009, تمام الساعة 11:48 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة ( الراية )![[IMG]](http://www.raya.com/site/images/spacer.gif)
خبير كيميائي أردني في دراسة علمية عنه:
عمان - أسعد العزوني: قال د. م. عواد أبو سنينية من جامعة الزيتونة الخاصة في الأردن أن الفوسفور عنصر كيماوي يشتق اسمه من الكلمة اليونانية فوسفوروس phosphoros، أي حامل الضوء، وهو الاسم القديم لكوكب الزهرة عند ظهوره قبل مغيب الشمس. واكتشف الفوسفور في سنة ،1669 وحينها، حُضّر من البول.
وأضاف في دراسة أعدها مؤخرا عن هذه المادة بعد كشف استخدام إسرائيل لها في غزة أن الفوسفور الأبيض White phosphorus هو أحد الأشكال المتآصلة Allotrope للعنصر الكيماوي الفوسفور، وله استخدامات عسكرية متعددة كعامل حارق وكباعث لساتر دخاني وكمركب كيماوي مضاد للأفراد قادر على إحداث حروق شديدة. قنابل وقذائف الفوسفور الأبيض هي ببساطة أجهزة حارقة.
وهو مادة نصف شفافة شبيهة بالشمع، وعديمة اللون. تميل إلى اللون الأصفر، وتتميز برائحة لاذعة شبيهة برائحة الثوم. ويتميز النوع المستعمل في الأغراض العسكرية بشدة نشاطه كيماوياً. ويلتهب عند تعرضه للأوكسجين. يتم تخزين قنابل الفوسفور الأبيض في جو بارد أو تحت الماء لو أمكن.
وبين د. أبو سنينة أن الفوسفور الأبيض عندما يتعرض إلى الهواء، يشتعل ويتأكسد بشكل سريع ويتحول إلى خامس أكسيد الفوسفور.
ويولّد هذا التفاعل الكيماوي حرارة كبيرة إلى حد ان العنصر ينفجر، ليعطي لهباً أصفر اللون. وكذلك ينتج دخاناً كثيفاً أبيض. كما أنه يصبح مضيئاً أيضاً في الظلام.
وقد جرت الاستعانة بهذه الميزة في الرصاصات التي تترك خطاً منيراً خلفها على طول مسارها، والتي تسمى الخطاطية. ويستمر هذا التفاعل الكيماوي حتى استهلاك كامل المادة أو حرمانها من الاوكسجين.
ويبقى 15 في المئة من الفوسفور الأبيض في القسم المحترق من الجسم المصاب. وتعود تلك البقايا للاشتعال مجدداً في حال تعرضها للهواء.
الخبير الأردني ذاته أوضح أن الفوسفور الأبيض يتسبب بحروق كيماوية مؤلمة. ويبدو الحرق الناجم عنه بالإجمال كموضع يموت فيه النسيج. ويصبح لونه ضارباً للأصفر. ويُصدر رائحة شبيهة بالثوم الفاسد.
وهو مادة تذوب في الدهن بسهولة. ولذا، تنفذ في الجلد بسرعة، فور ملامستها إياه. وتنتقل عبر اتحادها السريع مع الدهون عبر أنسجة الجسم المختلفة. ويساهم ذلك النفاذ السريع في تأخير شفاء الإصابات.
ولم يخضع هذا الأمر إلى دراسة معمقة، ولذلك كل ما يمكن قوله هو ان الحروق الناجمة عن الفوسفور الأبيض تشكل قسما فرعيا صغيرا من الحروق الكيماوية، التي تشفى جميعها بشكل متأخر في الإجمال.
وقال إننا نجد الفوسفور، وهو مادة صلبة بيضاء شمعية، في بضعة أشكال أساسية مثل الأبيض (أو الأصفر) والأحمر والأسود (أو البنفسجي).
وفي حاله النقية يكون عديم اللون وشفافاً. والمعلوم أنه غير قابل للذوبان في الماء، ويذوب في بعض مركبات الكربون. ولا يوجد الفوسفور في الطبيعة بشكل مستقل، بل يدخل في تركيب العديد من المواد المعدنية.
ويشكل حجر الفوسفات الذي يحتوي على الخام الفوسفوري، مصدراً مهماً، ولو أنه غير نقي، لهذا العنصر. ويتوافر بكميات كبيرة في روسيا والمغرب و الأردن، وكذلك في ولايات فلوريدا وتنسي ويوتاه وأيداهو في الولايات المتحدة الأمريكية، اضافة الى أماكن أخرى من العالم.
وفي حال عدم علاج الشخص المصاب، يصيب الفوسفور الابيض مجموعة كبيرة من اجهزة الجسم.
ويتألف العلاج من استعمال محلول البيكربونات الموضعي لتعطيل عمل الحوامض الفوسفورية، اضافة الى استخراج القطع الصغيرة ميكانيكياً والتخلص منها.
طريقة لإفساد مفعول الفسفور الأبيض في الهواء
ومن جهتها قالت مديرة مركز السموم والمعلومات الدوائية التابع لجامعة النجاح في نابلس د. أنسام صوالحة، إنه يجب اتباع عدد من الإرشادات للحد من تأثيرات القنابل الفسفورية التي تستخدمها قوات الاحتلال في عدوانها على غزة.
وأشارت المختصة في علم الدواء والسموم، إلى أن جلد المصاب يمتص الفسفور الذي يسبب تلف في الكبد والكلى والقلب وأعضاء أخرى في جسم الإنسان، موضحة أن هذه القنابل تستمر بالاشتعال حتى ينفذ الأكسجين في محيطها، أو تنفذ القطعة الفسفورية المشتعلة لوحدها.
وأوضحت أن لهذه القنابل رائحة تشبه رائحة الثوم، تؤدي إلى تهيج بالعيون والأنف مع حدوث سعال، وإذا كانت بتركيز عالٍ، فإنها قد تؤدي إلى الوفاة، مشيرة إلى أنها تسبب ألم في البطن، واصفرار بالوجه، وضعف بالعظام مع التعرض المستمر لها.
وبينت أنه من الضرورة بمكان عند حصول انفجار أن يستخدم المواطنون الذين يكونون داخل منازلهم قطع قماش مبللة ووضعها عند منطقة الأنف والتنفس من خلالها، إضافة إلى إزالة القطع الملتصقة على الجسم بواسطة ملقط مع استخدام كميات كبيرة من المياه خلال هذه العملية.
وأضافت، خلال ذلك، لا يجب على الشخص الذي يقوم بعملية الإسعاف استنشاق البخار الناتج عن عملية إزالة القطع الفسفورية الملتصقة بالجسم.
وأما بالنسبة للمصابين، شددت د. صوالحة على إعطائهم مسكنات للآلام، وعلاج حروقهم كما تعالج الحروق الكيماوية باستخدام مادة الكربونات لأنه ثبت أنها تخفف آثار التسمم والحروق.
وقالت إنه إذا دعت الحاجة فيجب إعطاء المصاب كميات من الأكسجين.
وتابعت: إذا تعرض الشخص لكتل كبيرة من القنابل الفسفورية فيجب لفه بملاءة لمنع الأكسجين من الوصول إلى الفسفور كي لا يزداد اشتعالا .
وأوضحت د. صوالحة أن قنابل الفسفور الأبيض هي قنابل ذات هدفين رئيسين هما: إحداث الحروق، وتشكيل الدخان الأبيض الكثيف الساخن لحجب الرؤية عن الخصم في أرض المعركة. وبينت أن كل قنبلة فسفورية تنفجر إلى عدة قنابل أخرى، كل واحدة منها قادرة على إشعال حريق، وهي تسبب حروقا من الدرجة الثانية أو الثالثة يصاحبها ألم شديد.
وكانت منظمات حقوقية وطبية دولية أكدت في وقت سابق أن جيش الاحتلال يستخدم في عدوانه على قطاع غزة أسلحة محرمة دوليا مثل قنابل الفسفور الأبيض الحارقة.
ودعت هذه المنظمات إلى معاقبة إسرائيل على ذلك، وإرسال لجان تحقيق إلى الأراضي الفلسطينية.
غير أن د.صوالحة قالت، إنه لغاية الآن لا يمكن التكهن بالنسبة لتأثيرات هذه القنابل بعيدة المدى، فيما إذا كانت تؤدي إلى حدوث أمراض سرطانات، أو تسبب أمراض معينة أخرى.
وبخصوص تأثيرات هذه القنابل على البيئة، لفتت د.صوالحة إلى أنها تحدث تلوثا بالمياه والهواء والتربة.
وثمة شكوك أيضا أن جيش الاحتلال ربما يستخدم أيضا أسلحة أخرى مثل DIME وهي متفجرات كثيفة خاملة كما تفيد بعض المعلومات.وأوضحت صوالحة أن هذه المتفجرات مصنوعة من مادة التنجستون التي تحدث انفجارات في مساحة لا يتعدى قطرها 10 أمتار، ومن يتعرض لها يتقطع إلى عدة أجزاء، وهي أيضا تؤدي إلى حدوث أمراض السرطان.
وقال أطباء من داخل قطاع غزة، إن جيش الاحتلال يستخدم قنابل تؤدي لتفحم الجثث دون احتراقها، وقنابل تؤدي إلى حدوث نزيف داخل الجسم.
تاريخ استخدامه
واستعين به في الغالب خلال الحرب العالمية الثانية لأغراض عسكرية، على غرار نشره كستار دخاني لحجب النشاطات عن أنظار العدو أو في قذائف الاستدلال والقنابل الحارقة أو الرمانات اليدوية ولتحديد الأهداف عبر الدخان وفي القنابل المضيئة الملونة وفي الرصاصات الخطاطية وغيرها.
ويوضح موقع غلوبال سيكيورتي Global Security، الذي يديره البنتاغون، ان الفوسفور الابيض مُصنف مادة حارقة. وقد فُرض حظر على استخدامه في البروتوكول الثالث المُلحق بـ المعاهدة الدولية حول حظر بعض الاسلحة التقليدية (1983). وتحظر تلك المعاهدة استخدامه ضد الأهداف العسكرية التي تقع ضمن تجمعات مدنية، إلا إذا كانت معزولة بوضوح عما يحيط بها من سكان مدنيين، ومع استخدام الاحتياطات الكافية لحمايتهم عند استخدامه.
ويشدد الموقع عينه على أن الولايات المتحدة تلتزم تلك المعاهدة، لكنها لم تُقر أبداً البروتوكول الثالث المُلحق بها، لذا فإنها لا تعتبر الفوسفور الأبيض مادة محرمة. ويذكر أن الفوسفور الأبيض مادة شديدة الاشتعال تحترق بمجرد تعرضها للاوكسجين، وتستمر في الاشتعال إلا إذا منع عنها الأوكسجين.
ويُسبب الفوسفور الأبيض حروقاً شديدة وعميقة ومؤلمة لدى ملامسته الجلد. ويستمر في الاشتعال حتى يصل الى العظم.
الفوسفور الأبيض شبيه النابالم
وسرعان ما تبعت وزارة الدفاع البريطانية خطى نظيرتها الأمريكية، فأدلت باعتراف مشابه عن استخدام قواتها تلك المادة في العراق. وأوضح ناطق بلسانها إن استخدام الفوسفور الأبيض مسموح به في الحروب في الحالات التي لا يوجد فيها مدنيون في ساحة المعركة.
وجوده في الطبيعة
اكتشف الفسفور في عام 1669 بواسطة الكيميائي الألماني هيننج براند H.Brand وذلك أثناء تبخيره للبول في حيز بعيد عن الهواء ، وكان هدفه البحث عن حجر الفلاسفة والمعلوم أن البول يحتوي على ميتا فسفات الصوديوم وهذه تختزل بالكربون الى الفسفور.
وقد تحدث براند الى كرافت Kraft عن تجربته وقد نقلها هذا الى العالم الإنجليزي بويل الذي تمكن من تحضيره بتسخين البول مع الرمل ، وكان شيل Scheele أول من حضر الفسفور من فسفات الكالسيوم الطبيعي.
وتسمية الفسفور ناتجة عن الإغريقية Phos وتعني الضوء وPhoros وتعني Bearer أي حامل الضوء وذلك لأنه يتوهج في الظلام.
لا يوجد الفسفور في الطبيعة على حالة منفردة وذلك لما يتميز به من نشاط كيميائي ملحوظ.
يوجد الفسفور بنسبة 0.13% من تركيب القشرة الأرضية ، ويعد معدن الأباتيت الفلوري من أهم مصادره في الطبيعة حيث يحتوي على نسبة 42.3%، ويتواجد على شكل منشور سداسي منتظم.
ومن المصادر الأخرى للفسفور في الطبيعة الفوسفوريت وفوسفات الحديد الثنائي، ويوجد الفسفور في كل من المملكتين النباتية والحيوانية في البروتين وكذلك في العظام فيوجد على صورة هيدروكسي أباتيت، أو كربوناتو أباتيت، وتحتوي المواد البرازية في كل من الإنسان والحيوان على نسبة كبيرة من الفسفور إذ يكون 40% من رماده.
للمقال بقية>>>>>