رد: عندما يصبح الأباء قدوة سيئة لأبنائهم
الأبنــاء هم زينــة الحيــاة الدنــيا وأنــس الوالــدين في حــياتهم. بهم تحلو الأيام، عليهم تعلق الآمال ويضاعف الثــواب. ويتوقف ذلك على التنشئة الاجتماعية السليمة التي تجعلهم عناصر خير ومصدر سعادة. أما إذا لم يحظ الأبناء بالرعاية الوالدية والتوجيه السليم فسوف يصبحون عوامل هدم للأسرة.
وعلى الوالدين أن يدركا عظم المسؤولية الملقاة عليهما تجاه أبنائهم. وليس أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها"(1).
فالرجل والمرأة مسؤولان عن تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة السليمة وإنماء شخصياتهم. والأسرة عمومًا تمثل أول مجموعة مرجعية ينتمي إليها الطفل ويقتدي بها وتلبي حاجاته وتعلمه القيم والاتجاهات الاجتماعية المرغوبة. فهي المسؤولة عن إشباع حاجاته البيولوجية والفسيولوجية من طعام وشراب وماء، أما إذا فشلت الأسرة في إشباع تلك الحاجات، فلن يتحقق النمو النفسي السوي. فالفقر والعوز يلعبان دورًا هامًا في اضطرابات الشخصية، قد تنعكس على صورة سلوكات إجرامية كالسرقة وحيازة الأسلحة والتهريب وتعاطي المخدرات وغيرها. وعلى الوالدين تأكيد قيمة العمل ومساعدة أبنائهم في الحصول على عمل شريف يؤمن لهم الحياة الكريمة، مع ضرورة عدم إجبارهم على العمل في سن مبكرة، كالبيع على الأرصفة والعمل في الأماكن الصناعية بما لا يناسب سنهم وبما قد يعرضهم إلى سوء المعاملة والاستغلال، لأن ذلك يزيدهم فقرًا وجهلاً.
فإن مما لا شك فيه, وكما تعرفون أن العوامل المؤثرة على سلوكيات الأبناء من الطلبة والطالبات هي كثيرة ومتعددة, وهنا أود الإشارة إلى احد أهم هذه الأسباب من منظور تربوي.
هذا السبب المؤثر يعود إلى ما اكتسبه الطفل من اقتدائه بوالديه أو احدهما, وخصوصا الأب..
كثير من الآباء ينسون أو يتناسون أن سلوكيات أبنائهم عائدة لما يرون من سلوكيات آبائهم. وبالنسبة إلى عادة الكسل لدى الأبناء, فعندما يستيقظ الإبن في الصباح الباكر فيغتسل ويرتدي ثيابه ويستعد للمدرسة في انتظار الباص الذي سيقله إليها, ويجد أباه مازال نائما, مما يجعله يتساءل: لم علي الاستيقاظ باكرا بينما ابي ينام حتى وقت متأخر؟!
فكما أن الابن يتعلم من أبويه الصدق والكذب, أو الحب والكراهية, أو ما إلى ذلك, فإنه قد يتعلم منهم أن يكون كسولا أو نشيطا.
لذا أود التنبيه على الآباء أن يراقبوا أنفسهم في سلوكياتهم وأن يتركوا ماكان منهم من عادات سيئة وأن يحسنوا الفاظهم وطرق معاملتهم مع أبنائهم والناس عامة, ليكونوا خير قدوة لأبنائهم, حيث أن بعض الابناء, فيما بعد سن المراهقة قد يبحثون عن قدوة خارج نطاق الأسرة, فيكون اختيارهم قائما على المقارنة بين من اقتدوا به في سن الطفولة ومن سيقتدون به بعد سن البلوغ..
اسأل الله ان يجعلنا خير قدوة لابنائنا, وأن يجعل ابناءنا قرة عين لنا, ويجعل فيهم من الصلاح والتقوى.. والحمد لله رب العالمين