1. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته


    السؤال :


    قال الله تعالى : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا )

    وهذا يعني أنه سبحانه ألزم نفسه بنفسه إطعام كل ما يدب

    على هذه الأرض من إنسان أو حيوان أو حشرات إلخ ، فبماذا

    نفسر المجاعة التي تجتاح بعض بلدان قارة أفريقيا وغيرها؟


    الجواب:


    "الآية على ظاهرها ، وما يُقَدِّر الله سبحانه من الكوارث

    والمجاعات لا تضر إلا من تم أجله ، وانقطع رزقه ، أما من كان

    قد بقي له حياة أو رزق فإن الله يسوق له رزقه من طرق كثيرة

    ، قد يعلمها وقد لا يعلمها ، لقوله سبحانه : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ

    يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) وقوله : (وَكَأَيِّنْ

    مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ) ، وقول النبي صلى

    الله عليه وسلم : (لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها) .

    وقد يعاقب الإنسان بالفقر وحرمان الرزق لأسباب فعلها من

    كسل وتعطيل للأسباب التي يقدر عليها ، أو لفعله المعاصي

    التي نهاه الله عنها ، كما قال الله سبحانه : (مَا أَصَابَكَ مِنْ

    حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ). وقال عز

    وجل : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ

    كَثِيرٍ) ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن العبد

    ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)رواه الإمام أحمد والنسائي وابن

    ماجة بإسناد جيد .

    وقد يبتلى العبد بالفقر والمرض وغيرهما من المصائب لاختبار

    شكره وصبره لقول الله سبحانه : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ

    وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ

    الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) وقوله عز

    وجل : (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) والمراد

    بالحسنات في هذه الآية : النعم ، وبالسيئات : المصائب . وقول

    النبي صلى الله عليه وسلم : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله

    له خير ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وإن أصابته سراء

    شكر فكان خيرا له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) أخرجه الإمام

    مسلم في صحيحه .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . وبالله التوفيق" انتهى .

    "مجموع فتاوى ابن باز" (24/241) .
  2. رد: الرزق على الله

    جزاك الله خيرا أيها الأخ الحبيب البروفيسور على هذه الفتوى البازية ، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بمـا نقلت يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتـى الله بقلب سليــم وتقبل مروري على الموضوع ، أخوك عبدُ الرحيم الصدفي