ألقى الكاتب والناشط علي هيثم الغريب المحامي كلمة في المهرجان الجماهيري المقام أمس الأول بمديرية الحد محافظة لحج كلمة جاء فيها:
«الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، إنه يوم مميز ويوم تاريخي بكل ماتحمله الكلمة من معنى، جاء من صنع الرجال الأبطال، مشائخ الداوودي والرداما.. وتلبية لدعوة رموز النضال السلمي في الجنوب، والصلح الذي تم هذا اليوم في منطقة بني بكر في الحد هو رسالة إلى إخواننا في شبوة والصبيحة وغيرها من المناطق التي ابتلت بحروب الثأر أو مايطلق عليها حروب الجاهلية.
وهذا الموضوع (موضوع الصلح التاريخي) أوسع من أن تستوفى أهميته ومغزاه بمثل هذه العجالة، لكن حسبنا أن نعرف أن قبائل يافع الحد قبائل مثالية، ورجالها رجال الدولة ورجال الشهامة، فلامجال فيها لأسباب الثأر وانفعالاته النفسية، لأن كل فرد في حينها لايمكن أن يتمتع بالأمن إلا بوجود أخيه إلى جواره، ومن هنا فإن الثأر إذا وجد بين أبناء الحد الأشاوس يستغرب ويعتبر نشوزا عن تاريخ هذه المنطقة التي شاركت في الفتوحات الإسلامية وفي صنع ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وهذا هو يا أبناء الحد الأبطال مشروعنا ومشروعكم، فلا ثأر بعد اليوم، وهذا هو ما طرحته حملة التصالح والتسامح الجنوبية التي انطلقت من جمعية ردفان الخيرية، والتي أدخلت مسألة الصلح بين القبائل في أولوياتها، وأول خوفنا نحن أبناء الجنوب أن تأتي السلطات لتعطل هذا الاتفاق، مثلما حاولت أن تعطل لنا أعمالا خيرية أخرى، ونحن نقسم بالله إن هدفنا هو حقن الدماء، والكف عن قتل بعضنا البعض لأتفه الأسباب، وليس لاستثمار أي عمل نعتبره واجبا ومسئولية أمام القادرين عليها، فعندما تم الاتصال ببعض مشائخ الرداما كان الرد بأحسن ماكنا نتصور، ونحن سنغادر يافع هذه الليلة المباركة ونترك أبناء الداوودي والرداما وهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، ويافع ستظل دائما كالبنيان يشد بعضه بعضا».
