والسلام وضع له النبي صلى الله عليه وسلم آدابًا؛ منها ما أخرجه البخاري عن عبد الرحمن بن شبل قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليُسَلِّم الراكبُ على الرَّاجل، وليُسَلِّم الرَّاجل على القاعد، وليُسَلِّم الأقلُ على الأكثر، فمن أجاب السلام فهو له، ومن لم يجب فلا شيء له". والسلام لابد منه قبل السؤال وقبل الدخول، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم لا يأذن لمن لا يبدأ بالسلام؛ لما رواه أبو نعيم عن جابر مرفوعًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام". ولقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون {النور}. وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أهله بالليل يُسلم تسليمًا لا يوقظ النائم ويُسْمِعُ اليقظان، وكان يُسْمعُ المُسَلِّم ردَّهُ عليه ولم يكن يرد بيده ولا رأسه ولا إصبعه إلا في الصلاة فإنه كان يرد على من سلم عليه بالإشارة، وكان من هديه ترك السلام ابتداء أو ردًا على من أحدث حدثًا حتى يتوب كما هجر كعب بن مالك وصاحبيه وكان كعب يسلم عليه ولا يدري هل حرك شفتيه بِرَدِّ السلام عليه أم لا. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.