لا شك إن كل منا يدرك أهمية الإعلام بجميع وسائله لتوجيه الرأي العام وتوعيته بكل جديد ومفيد وكذا إبراز مشاكل المجتمع ومسبباتها في جميع الميادين الاجتماعية والاقتصادية .
فالإعلام الهادف الحر أهميته عظيمة إذا ما كان إعلاما يسعى للارتقاء بالمجتمعات أما إذا استُخدم بطريقه خاطئة ووجه ليخدم مصالح الأفراد والحكومات ويعمل على نشر الباطل وتزيينه فانه بهذه الحالة يتحول إلى شر ينبغي مواجهته بالنقد والمقاطعة وإيجاد إعلام مضاد يفند أباطيله ويكشف الحقائق كما هي في الواقع ويوجه وعي الرأي العام نحو القضايا الجوهرية بموضوعية وصدق قادني للحديث عن الإعلام مشاهدتي لقناة السعيدة اليمنية تعودنا من بعض وسائل الإعلام في اليمن خاصة القنوات الفضائية التي تدعمها الدولة أو أصحاب القرار فيها وأحزنني تجاهل هذه القنوات لمشاكل المجتمع اليمني التي تحتوي على مادة دسمة وغنية نظرا لحجم المشكلات التي تعاني منها اليمن فهناك الفساد ووسائله الكثيرة والثارات والفقر والبطالة وكثير من المشكلات الموروث منها والمستحدث كل هذه المشكلات في مجتمعنا وتكاد تعصف باستقرار البلاد وأمنها وتتجه بها نحو أسوء الأحوال وهذه القنوات وغيرها من الوسائل الموجهة لصالح الحكومة والمتنفذين فيها تتجاهل هذا المصير الذي يهدد البلاد وتقدم مادة إعلامية هزيلة فيها كثير من المغالطات وتزيين للواقع المر وفبركة الأخبار ومحتواها لصالح هذه العملية التجميلية وهذا الأمر يدعوا للأسف أن يقبل العاملين بهذه الوسائل بأن يكونوا أبواق للباطل وان تكون مصالحهم الخاصة فوق كل الاعتبارات بما فيها مستقبل الوطن ومن هذا المنطلق أقدم التقدير لقناة السعيدة الفضائية والقائمين عليها الذين تمكنوا خلا فترة وجيزة من تقديم مادة إعلامية مميزة والغوص في أعماق المجتمع اليمني في الريف والحضر لبث رسائل مهمة عن معاناة الشعب اليمني ومشاكله المعقدة ودور الدولة الغائب وحجم الفساد الذي عطل كل محاولات الإصلاح والخروج من الدائرة المغلقة التي ساهم النظام السياسي القائم في إحكام إغلاقها وأصبحت مشكلات اليمن واليمنيين تكريس لفساد هذه الأنظمة المتعاقبة وفشلها في انتشال البلاد والعباد من هذا المستنقع
لهذا فان السعيدة سارت في الاتجاه الصحيح وبرامجها المميزة جعلت الكثير يحرص على متابعتها وقد لمست ذلك من خلال المنطقة التي اقطنها حيث أصبح ما تقدمة هذه القناة حديث الجميع طبعا بالاستحسان والفخر ولا يقتصر الاستحسان على محتوى المواضيع فحسب بل تقنية المادة الإعلامية التي تُقدم وكفاءة المُعدين والفنيين ومقدمي البرامج والمخرجين لهذا نقول شكرا للسعيدة والى المزيد من التقدم فانتم واجهة مشرقة لليمن واليمنيين بارك الله جهودكم