جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

السادة الذئاب .... يحلمون

موضوع في 'القصص والروايات' بواسطة كفاح نصرالله العطاري, نوفمبر 8, 2010.

    • :: الأعضاء ::

    كفاح نصرالله العطاري

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    اكتوبر 19, 2010
    عدد المشاركات:
    25
    عدد المعجبين:
    2
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    غير متوفر

    شرف شرذمة من الذئاب على حافة وادي إمتلىء بقطيع كبير من الماعز ـ كان ذلك في احدى الليالي المقمرة و المخضبة بطلٍٍّ منشطٍ خفيف ـ أغرى أحدهم وسحره...
    : عووو كم انا جائع ! ... عووو لعلي إذا هجمت على القطيع ذاك بعثرتهم أشلاءً بأنيابي الحادة هذه.

    http://www.youtube.com/watch?v=2jXxtQRy47A

    أخر : عو عوو عووو ... انا لم ارى طوال حياتي ذئباً حمار مثلك يا معثر .!! ع ع عو تريد الاغارة على اكثر من الف راس من الماعز ؟؟ ... رايحين يخبطو في بطنك الذي يشابه القربة الخاوية ـ يحاول المعثر ان يُسكت المتشدق الوقح فيُهجم عليه إلا أن الآخير يفلت من هجمته و يسخر منه ـ يا قصير العمر هذه الانياب سيأخذها الراعي ليعلقه سلسلة و يتفاخر امام البشر المكتنزين اللآمة ...

    ومن حيث لا ينظر احد يقفز ذئبٌ أغبر منتوف الفروة قليل اللحم ـ حتى في عوائه يبدو غير ذئب ـ وووه و يحكم كيف تفكرون ؟؟؟... ذئاب انتم ام ماذا؟ ... اين سعة النظر و بعده الذي اشتهر به الذئاب امثالنا ؟.

    انكم...انكم لا تحلمون الا بملىء كروشكم ... دون أن تعلموا حتى كيف .لا ... انكم تتخيلون ـ استغرق يفكر وهم مذهلين من جرأته عليهم ـ ... ؟ و انكم ملأتم كروشكم . كيف ؟ ـ يهز رأسه الذي يبدو أنه لا يحوي غير العقل ـ لا تعلمون.

    ثار المعثر على الأغبر وإنقض يهم ليقضم رأسه بأنيابه البارزة القاطعة إلا أن الأغبر تفادى إنقضاض المعثر وراح يسير الهونى مشرفاً على الوادي الذي إمتلىء بالماعز ووقف عدد من الكلاب المدربة الشرسة التي لا تأكل سوى لحوم الضواري من الذئاب الــ ...المساكين ، و ليس ببعيد كان الراعي يتفادى قطرات المطر الخفيف بشجيرة إندس بنايه الخشبي تحتها وقد أوقد ناراً أعطت نوعاً من الدفىء له و النور للوادي إلا أن نورها ما كان يغني عن ضوء القمر ... أبداً .

    عاد ببصره نحو صحبه من الذئاب .... و نحو المعثر بالذات :ووووو الستم معي اخواني أن.... أن أحد هذه الكلاب ـ التي تفصل ثلاثة من أكبرنا ـ يمنع أخينا المعثر ومن يجرؤ منكم أن يهجم معه؟...انتم لم تروا تلك العصا ( يعني بندقية الراعي ) ـ يعود ببصره نحو الوادي ـ وما تفعله !! ...
    بدى الاستغراب على وجوه الذئاب المستمعين الجياع , وكان أكثرهم دهشة المتبجح الوقح ، لكن ـ منذ البداية ـ كان المعثر يزدري الأغبر وعلى التو رد عليه ببلاهة : أوو.عوعو ... عصاه ؟ أنظروا يا رفاق ذلك الأغبر الهزيل... يخاف عصى الراعي... عوعوو. لقد قضمت وقطعت أوصال رعاة وليس راعي... فما بالكم بعصاه تلك؟؟.

    ليس ببعيد كان الأغبر وقد ثنى القائمتين الخلفيتين براحة وشموخ غريب عن أمثاله: يا سيادة ـ ساخرا ـ

    الذئاب ألـ ... الأفاضل ـ يبدو عليه الضجر ـ ووه. إن عصا هذا الراعي تختلف ـ مد إحدى قائمتيه الأماميتان ـ انظروا إلى هذا الجرح الغائر... لقد أصابني به هذا الراعي بعصاه تلك وهو على بعد خمس عشر ظل من ظلالنا ـ الجزع و المفاجأة أقعدتا المعثر كما أقعدتا الوقح على مؤخرتهما ـ نعم من ذلك البعد.

    هز رأسه مؤكدا : يخرج النار من مقدمتها كأنه البرق يصيبك فيقعدك

    لقد حاولت وأنا الفتى ـ بزهو ـ إعطاء العنان لقوائمي لكن ـ بخيبة أمل ـ هيات ... شُللت و قبعت في مكاني على الثرى،وبينما هو يقترب مني شعرت أني لن أبارح مكاني ذاك إلا تحت الثرى بعد سلخ جلدي... إلا انه تفقدني للحظة ثم ـ وكأنه استقل أو استتفه فروتي ـ هز رأسه وعاد أدراجه ولسان حاله (تهاجم أكبر شلية وأنت هكذا... ها ! عجباً لك ). ما كان صعباً أبداً كبح جماح المعثر ـ لبعض الوقت فقط ـ... لكن الوقح لم تقف كلمات الأغبر حاجزاً أمام أحلامه... لقد تخلص من حالة الهلع والمباغتة التي تملكت الأغبر ولم تأثر عليه كثيراًووقف كأنه استرد شيء من جرأة وإقدام الذئاب الماكر

    قال مبتسماً: هذا بالضبط ما أردت قوله لذلك الأبله المعثر ـ لم يعلق المعثر ـ لكن الحق أقول ... أنا لا املك طلاقة لسان ذلك الأغبر ـ يتحول بنظره إلى الأغبر ـ نعم أيه الأغبر... إني لا املك مقدرتك على صف الأحرف في كلمات تخترق العقل... ـ يحول رأسه نحو المعثر ـ تغزوا القلوب لتزرع بها الخوف ، إلا أني ـ ودون شك ـ أكثر شجاعة منك وإقدام . ولقد رأيت منذ البداية أن أهاجم ذلك الكبش اللاحم السمين هناك ـ ينظر إلى القطيع ـ هل تروه ؟ هل تراه أنت يا أغبر ؟ انه حلمي سآكله على دفعات، سيكفني شتوية بكاملها ... ادفنه في ثلجها الكثيف القارص فأمنع عني جوعها القاسي وبردها الزمهرير الرهيب... أنت يا أغبر متثاقل في خطاك... وفي قراراتك وأحلامك أيضا، تريد أن... أن تكون ذئباً و ناسكأ و قائداً ... وهذا لن يصح. إن لم تكن ذئباً يا أغبر أكلتك الذئاب ـ بدا الأغبر مستغرقا مفكراً بينما المعثر على محياه تسرع ـ أنت ذئب في فكرك لا بناء جثتك ..!! قد تحرك جبل بخيالك لكن أن تُوفر لنفسك لقمه تقيك برد الغابة وتشد عزمك وعظمك.... فلــ .... لذلك لن تصبح أبداً قائداً لهذه النواة ـ ينظر حوله بفخر ـ الواعدة... لن تحلم بكبش يشبعك وتدفع بالباقي للمتحفزين الجياع حولك من رعيتك.... وذلك لعمري من صفات قوادنا المغاوير, أيه الأغبر ...
    نظر المتبجح للأغبر منتبهاً ولازال بعض الشرود عليه ثم فصل لمن حوله مخاطباً : لن أحلم كذلك المعثر هناك حتى لااصبح مثله لا أملك سوى الحلم بعيد المنال ... ملاحقاً من الرعاة لا أكثر

    ولن أكون مثلك أيه المعثر ... إن لم ينل مني الموت عن طريق الحرب فعن طريق الجوع لابد ينال. سأغيّر والشرزمة التي معي على القطيع وعلى الكباش الضخمة بالذات ..
    : زعق الأغبر ( كان أتاتورك يُسمى الذئب الأغبر ): ووووه... حضارات الذئاب اللئام... اعني الكرام ، أيه السادة الفطابل ... بل الافاضل . السادة الطبرات – بدا الغضب عليهم - ... لاتغضبوا – بدا التريث عليهم – لو أني اضمر لكم شيء من كره أو حتى عدم مودة لما قلت لكم ما قلت... لتركتكم تنقضون على الراعي وكلابه وماعزه وعصاه النارية . من موقع خبرتي – تلك التي ينكرها على الوقح المتسرع –اكلمكم وأنصحكم وأعرفكم ....
    قاطعه احدهم باستخفاف وسخريه – لم ترتسم على كل وجوه الذئاب – على وجه: أكلمكم أعرفكم وأنصحك وأضعفكم وأكلكم...

    اندفع الأغبر كأنه البرق ليجثم على ظهر الذئب الذي قاطعه وهو يعوى :ووه ... إياك والسخرية وإلا قضيت عليك.... إن كنت لاتريد أن تفهم فاذهب لن يمنعك أحد.
    نادي عليه الوقح : هي هييه يا اغبر .... عد وأكمل من حيث وقفت

    عاد إلى موقعه حيث كان ظاهراً للجميع: قانون – أخذ نفس عميق – انه قانون ذاك الذي يحكمنا ويدير أمورنا هنا على الأرض يا سادة....

    قانون لم افهمه حتى بذلت له كل غالاًً... بدا الاهتمام على الكل- أنت لا تستطيع أن تأخذ الشاة التي تريد.

    قاطعه المعثر قائلاً : إننا لا نأخذها يا اغبر ، بل نخطف ونفتك ... فالكلاب أولاد عمومتنا هم من يأخذون
    هز الأغبر رأسه مؤيداً: أنت لا تستطيع أن تفترس الكبش – ينظر إلى الوقح –الذي تريد وتشتهي- يُبدي المعثر الرضى – منذ كان أول الخلق وربما قبل ذلك حتى ... وضع الله ـ تعالى ـ ذلك القانون ، فأنت لا تفترس الفريسة التي تريد ... بل التي تحتاج بالضبط . ما يكفيك، ما يوقف التواء أمعائك ويقيك الموت إلى حين . ليس أكثر...
    أحدهم : ولماذا ذلك يا أغبر ؟
    ببديهة سريعة: حتى يكون الذئب ذئباً والكبش كبشاً والغزال غزالاً ... إن أنت أكلت زيادة كبر كرشك وثقل وتثاقلت عن مطاردة فريستك... وقد يصرعك كبش كبير بقرنيه بدلاً من أن تصرعه أنت , أنه قانون الطبيعة الذي لا يجعل للغزال أنياباً ... ولا يجعل حيواناً مثلك أقوى من الراعي ـ هدأت وتيرة الأغبر ـ كلنا نجري في فلك مدروس لصالح الراعي ... و الراعي تعلم ذلك وأتقنه
    المعثر بغباء : ماذا تعلم الراعي ؟
    تعلم القانون الذي أحاول أن أعلمكم إياه... إن أكلت وشبعت فكرت وإن فكرت أصبحت في مجال تنافس مع الراعي وقد ترعى الغنم والماعز عنه... هو يريدكم إما ضعاف لا تفكرون أو متحمسون تفكرون بأكبر الكباش ، حتفكم ... الموت الأكيد . لكن لا ـ عاد النشاط إليه وقد بدا ذلك في نظراته ـ لن نهجم على القطيع ـ ابتسم الوقح لأنه ظن بأن رأيه هو الصائب ـ ولا الكبش الكبير ـ هز المعثر رأسه حائراً ـ سنأكل كما يريد لنا الراعي ، الشاة المريضة الجرباء .
    غضب الجميع وكادوا يفتكوا به لولا نفس السبب الذي جعل الراعي يزهد به منذ أمد ، وانقسم الكل فريقين ...
    فريق يريد الكباش االلاحمه السمينه وفريق يريد القطيع كله ،وسارو مخلفين وراءهم الأغبر وواحد أخر ... جرواً صغيرأ .
    وما هي الا دقائق حتى بدأت المعركة .... إنقض المعثر على القطيع بذئبين محاولاً ان يفتك بكل الماعز والكلاب وحتى الراعي . لكن هيهات . هم ثلاثه والقطيع ثلاثمائهوخمسون ... وعشرة كلاب والراعي . فالذئب الذي لم تصحنه وتسحقه أعقاب القطيع وأنياب الكلاب الصائمة –عن أي شيء سوى الذئاب المغفلة – نالت منه بندقيه الراعي .

    حال الوقح لم يكن بأخير أو أفضل من حال المعثر ، فقد حاول الانقضاض على كبش لاحم كبير ليقضم رقبته ، الا ان ذاك اللاحم كان ذو فروه كثيفه والذئب هزيل ، لم يستطيع الوقح أن يتفاداها ليصل الى رقبة الكبش ليدقها ... إختنق الوقح بصوف الكبش فحاول بصاقه الا أنه لم ينجح ، إذ أنه نفق قبل ذلك وكسب الراعي فروة الذئب الضخم دون ثقوب تتخللها ، وأنياب ليحكي عن الفظائع التي ألمت بتلك الشرذمة من الذئاب .
    إلا الأغبر والجرو الذي معه فبعد ان انقضت شرزمة الذئاب على القطيع في مذبحة لم ترق دماء أي ماعز أو أكباش فيها ... اكمل ألاغبر حديثه – الذي انقطع مُنذ قليل ولكن للجرو وحده هذه المرة قائلاً : نعم .... – بألم وحسره – المريضة لنأكلها . وبعد ذلك نقوى ويشتد عودنا ونهاجم الكلاب والراعي فيكون لنا القطيع.
    بعد الهرج والمرج الذي أثارته الذئاب والتي نفقت تسلسل وتسلل الاغبر حتى وصل الى شاة سقيمة ، حملها بأنيابه داخل فمه فأصدرت صوتاً نبه الراعي الى الاغبر ... هم بقنصه لكن استدرك وعاد عن نيته وهو يردد بسخريه :اوه لا . إنه نفس الأغبر .... لا فائده ترجي منه ، وتلك هي الشاه التي كنت اخشى على القطيع من مرضها قد ولت .أدار الراعي ظهره الى شروق الشمس وهو يردد" ألا يموت الذئب ولا يفنى الغنم
    • :: إدارة المجلس ::

    بجاش

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 28, 2007
    عدد المشاركات:
    7,326
    عدد المعجبين:
    964
    مكان الإقامة:
    قطر
    اشكرك عزيزي عالم الذئاب عالم عجيب وحكاياته مليئة بالروايات منها المؤلم ومنها المسلي ومنها ما فيه العبرلكن هذا العالم غير مألوف عند الاشخاص الطبيعيين بينما من ينتمون الى عالم الذئاب هم من يفهمه
    • :: العضويه الذهبيه ::

    سالم جنبل

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 3, 2009
    عدد المشاركات:
    4,431
    عدد المعجبين:
    632
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    امريكه
    حكايه جميلة أخي الكريم

    أعجبتني كثيراً
    خصوصا فكرة العصا النارية
    تقبل ودي اخي كفاح نصرالله
    أعجب بهذه المشاركة كفاح نصرالله العطاري
    • :: الأعضاء ::

    كفاح نصرالله العطاري

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    اكتوبر 19, 2010
    عدد المشاركات:
    25
    عدد المعجبين:
    2
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    غير متوفر
    رعُماً عنا صرنا في عالم الذئاب و عندما أكتب الجزئ الثاني ستعرفون أخوتي الأعزاء كيف أنهم بيننا وكيف إستبدلوا فرائهم ببدلات ودشاديش ليكونوا هم أصحاب عصى النار والرعاة أيضاً ..... وكما يقول أخوتنى المصرين ( الحدق يفهم )

انشر هذه الصفحة