جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

عدن في الحكايات الشعبية

موضوع في 'المجلس العام' بواسطة بجاش, مايو 27, 2012.

    • :: إدارة المجلس ::

    بجاش

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 28, 2007
    عدد المشاركات:
    7,326
    عدد المعجبين:
    964
    مكان الإقامة:
    قطر
    عدن في الحكايات الشعبية
    محمد زكريا

    عدن المدينة الموغلة في القدم التي ولد وتربى التاريخ على حجرها ، وعروس البحر العربي ، والمدخل الجنوبي الحقيقي للبحر الأحمر ،وأهم مركز للتبادل التجاري بين تجار الشرق والغرب على الطريق البحرية بين الهند ومصر ، وأقدم أسواق العرب ، مازال الكثير من تاريخها يلفه الغموض ، ويتوارى وراء ضباب النسيان الكثيف، ونعني بذلك حياة الناس البسطاء اليومية التي لم تذكرها المراجع التاريخية التقليدية وهي الوثائق المكتوبة بمختلف أشكالها . ومن أجل الكشف عن العادات والتقاليد الشعبية في الموروث الشعبي. كان من الضروري البحث في مصادر أخرى لم يلتفت إليها المؤرخون المحدثون والباحثون الحاليون إلا مؤخرا وهي الموروث الشعبي الشفوي الذي يمثل الرؤية الشعبية الحقيقية للتاريخ.



    جبل صيرة والأساطير:

    serh1.jpg
    عدن المدينة المطلة على البحر العربي ، تحفل بالكثير من الأساطير التي تعد جزءا لا يتجزأ من موروث عدن الشعبي ولكنها لم تدرس دراسة عميقة حتى نستخرج منها معلومات وأخبارا تاريخية قيمة تساعد على كشف تاريخ عدن الاجتماعي الذي مازال في بطن النسيان .


    ومن تلك الأساطير التي حامت حول مدينة عدن هي جبل صيرة الذي كان له حظ واسع في الموروث الشعبي أو بعبارة أخرى عند الحكايات الشعبية التي روت عنه. فالمؤرخ بامخرمة المتوفى سنة ( 947 هـ / 1540م ) يفرد فصلا كاملا عن جبل صيرة في كتابه " تاريخ ثغر عدن". يروي فيه أن قابيل أول قاتل في البشرية ، عندما قتل أخاه هابيل ، فر من أبيه آدم خوفا أن يقتص منه . وتوجه إلى جبل صيرة بعدن . وفي هذا الصدد يقول ( نقلا عن ابن المجاور : " اعلم أن عدن بلدة قديمة يقال أن قابيل لما قتل أخاه هابيل خاف من أبيه آدم ففر من ارض الهند إلى عدن وأقام هو وأهله بجبل صيرة ، وأنه لما استوحش بمفارقة الوطن وغيره تبدى له إبليس ومعه شيء من آلات اللهو كالمزامير ونحوها فكان يسليه باستعمالها . فهو أول من استعمل ذلك على ما قيل " .





    بئر النار:

    وفي رواية ثانية عن جبل صيرة يقول بامخرمة نقلا عن ابن المجاور ما نصه : " ... هو جبل شامخ في البحر مقابل البلد ويقابل جبل المنظر أيضا. ويقال هو قطعة من جبل صيرة . وفي رأس جبل صيرة حصن قديم به رتبة وفيه بئر يقال أن النار التي ورد في الحديث الصحيح أنها تخرج من قعر عدن تخرج من هذه البئر". ويمضي بامخرمة في حديثه قائلا : " وسمعت أن القاضي ابن كبن ... طلع إلى راس هذا الجبل ومعه جمع من أعيان البلد . فأدلوا في البئر المذكورة حبلا ثم رفعوه وقد احترق طرفه " . ونستخلص من ذلك أن جبل صيرة له مكانة كبيرة في موروث عدن الشعبي وبسبب ذلك حامت حوله الأساطير والخرافات . والحقيقة إذا وضعنا ذلك الموروث الشعبي عن الجبل تحت مجهر البحث التاريخي . فإن ذلك الجبل واجه أحداثاً تاريخية هامة في حياة سكان عدن . تتمثل بمحاولات الغزو البرتغالي على عدن سنة 1513م . ولقد تصدى الأهالي للغزو الذي جاء من جهة جبل صيرة من ناحية و تعرض الجبل إلى هجمات أخرى من الطامعين بعدن من جهة ثانية . والحقيقة أن الجبل يطل على البحر . وكان غالبية أهل عدن من الصيادين . فارتبطوا به ارتباطا عميقا في حياتهم المعيشية اليومية . فكانت عيونهم تصافحهم في بياض النهار ، وسواد الليل يرونه دائما رأي العين يطل عليهم في كل الأوقات فأسبغوا عليه تلك الخرافات والأساطير . وصار الجبل جزءاً لا يتجزأ من نسيج موروثاتهم الشعبية . وإذا تأملنا الأشعار الشعبية التي يتغنى بها الصيادون أو الشعراء الشعبيون في عدن سيلفت نظرنا تلك الأشعار الشعبية تمجد جبل صيرة وتعتبره من حياتها وتقاليدها الشعبية اليومية .





    الموائد الرمضانية
    ويروي رواة الحكاية الشعبية جيل عن جيل بأن شهر رمضان كان يحتفى به في عدن
    sera2.jpg
    عدن موائد الافطار في رمضان
    أحتفاء عظيماَ من ِقبل الفئات الاجتماعية المتنوعة . وكان كبار التجار ، والأغنياء ، والوجهاء ، والأمراء يشتركون معا في مد الموائد الرمضانية للفقراء والمساكين . وكانت تقام تلك الموائد في الأحياء الشعبية . ويقال إن تلك الموائد الرمضانية كانت تحفل بشتى الأطعمة اللذيذة وكانت وجبتها الرئيسة الثريد ويصف أحد الطاعنين في السن بأنه سمع والده عن جده بأن المجتمع في عدن كان كالبنيان المرصوص ، وأن الرحمة ، والمودة ، والتكافل الاجتماعي ، كانت تسود المدينة في شهر رمضان أكثر من غيره من الشهور الأخرى .
    عدن وأطباق الحلوى:

    الحقيقة أن المراجع التاريخية المكتوبة عن عدن لم تذكر أو تشير من قريب أو بعيد إلى عادات وتقاليد الناس الشعبية اليومية أو بعبارة أخرى أن المؤرخين القدامى لم يلقوا بالاَ إلى تفاصيل الحياة اليومية للناس . وكان جل اهتمامهم منصباً ـ كما ذكرنا ـ على تدوين وتسجيل أعمال الحكام ، والأمراء ، وأرباب السيف . ولقد روت الحكاية أو الحكايات الشعبية الكثير عن عادات وتقاليد أهل عدن في رمضان ـ كما أشرنا في السابق ـ . ومن المعلومات التاريخية التي لم يذكرها المؤرخون القدامى ، والمختصون في كتابة
    sera3.jpg
    حلويات عدن
    تاريخ عدن كالمؤرخ بامخرمة هي أن عدن كانت في يوم من الأيام من أشهر المدن اليمنية التي كانت تصنع أطباق الحلوى . وقيل أن ملوك ، وأمراء ، ووجهاء الدولة الصليحية كانوا يجلبون تلك الحلوى من عدن لشهرتها ـ كما قلنا ـ . ويفهم من ذلك أن عدن اشتهرت بصناعة الحلوى في عهد الصليحيين ، وعلى وجه التحديد في عهد بني زريع الذين استقلوا وحكموا عدن نحو 54 عاما ( 476 ـ 532 هـ / 1083 ـ 1137 م ) . فلقد كانت العلاقة بين مصر الفاطمية والصليحيين في اليمن علاقة مذهبية قوية وهو المذهب الشيعي الإسماعيلي . وكان الصليحيون يدورون في فلك الفاطميين ويعتبرون أنفسهم تبعاً لهم فترسموا منهجهم وعاداتهم وتقاليدهم في أنظمة المُلك والحُكم ، وفي هذا يقول المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع : " فلا جرم إذا صار ( الصليحيون ) تبعا لهم يدورون في فلكهم ، ويلتزمون بتعاليمهم ، ويأتمرون بأمرهم ، وينتهون بنهيهم ، ويقلدونهم في شئونهم كلّها ، وما ذاك إلا لأنهم امتدادُ لنفوذهم في اليمن .

    عدن والقات

    ومن العادات والتقاليد الشعبية اليومية في عدن التي لم تذكرها المراجع التاريخية المكتوبة على الرغم من أهميتها هي شجرة القات التي تفنن فيها الشعراء الشعبيون والتي مازالت تفرض نفسها على اليمنيين على مختلف مشاربهم الاجتماعية ، وتباين حظوظهم الثقافية . والحقيقة أن القات تغلغل في أعماق المجتمع اليمني ومنها عدن التي هي جزء لا يتجزأ من نسيجه .
    sera4.jpg
    القات في عدن
    وصار له أنصار يشدون من أزره ، ويتغنون بفضائله ، وجماله وفي المقابل كان له خصوم شداد يكشفون مساوئه وعيوبه ، وسلبياته على المجتمع اليمني . صحيح أن بعض الباحثين الحاليين خاضوا في القات ولكن من رؤية سياسية بحتة وذلك عندما منعت السلطات البريطانية دخول القات من السلطنة اللحجية ـ حينذاك ـ إلى عدن وذلك بهدف فرض حصار اقتصادي على سلطان لحج علي عبد الكريم فضل ( 1952 ـ 1958م ) الذي كان مناوئاً لمشروع الإتحاد الفيدرالي ، ولسياسة بريطانيا في عدن والجنوب العربي ( المحميات ) " ... الذي عارض سياسة بريطانيا في عدن ومحمياتها . ومد يد العون لأول حزب قومي نشأ في عدن ولحج ودعا إلى توحيد عدن ومحمياتها في دولة واحدة مستقلة ".

    وكيفما كان الأمر ، فإن الشعراء الشعبيين الأغلب والأعم منهم رسموا لشجرة القات صوراً بديع، ومدحوه بأجمل العبارات ، وأحلى الكلمات . وهذا شاعرنا أمير القوافي والشعر الشعبي الأمير أحمد فضل القمندان يخاطب صديقه الفنان المغني صاحب الصوت الشجي فضل محمد اللحجي عن القات وخاصة قات (المثاني ) وهو أجود أنواع القات اليمني ، فيقول :

    هل أسمعك فضل يوما في الغنا ما أعاني*** وكيف صاد المها قلبي وماذا شجاني
    وأنت بالعود تتهنا وطعم المثاني *** فهل دعاك الهوى يوما كما قد دعاني

    ولكن الشاعر الشعبي صاحب الشعر اللاذع يهاجم بشدة القات ونتائجه الضارة على الأسرة والمجتمع ، في قصيدته المسماة ( في المولعة هبّ الضمار) أي المال، نقتطف منها بعض تلك الأبيات ، فيقول :

    " شاهي مداعة قات سمرة ليل والمقيل نهار***والمولعي سامر مقيل يوميه ليلي جكار
    ما مولعة في لحج ماشي قبلها في زنجبار*** فقيرنا في تيتله ماشي تجد عند الشجار
    ينقص السبرة ويأخذ قات من حق السبار***وبعد أخذ الكيف يجري في طلب حق الخصار
    منقول الشكر للكاتب
    • :: المشرفون ::

    الخلاقي سالم علي الحربي

    • المستوى: 4
    تاريخ الإنضمام:
    فبراير 29, 2012
    عدد المشاركات:
    933
    عدد المعجبين:
    191
    طرح مهم ونقل موفق حمل بين طياته عبق التاريخ وشجونه اخي الكريم كتبت في احد المنتديات رد على الذكريات ومن ما قلت فيه قلت : نختلف نحن في عدن عند ما نرجع الى الذكريات عن شعوب اهل الارض قاطبة فهم عندما يشاهدون ذكريات الماضي يقولوا كيف كنا عايشين بدون مثلاٍ مكيف ، كيف كنا بدون سيارة بدون كذا بدون كذا كان ماعندنا كذا وهكذا !!!! ونحن في عدن نقول يالله كان عندنا كذا وكان بالبلد كذا وكانت الكهرباء ماتنطفى والماء ما ينقطع والناس حضاريين والسيارات ماتخالف والتلميذ نظاف والاطفال بالروضة والناس بدون سلاح ، شوف كان الشارع نظيف وووووووووووووو انا لله وانا اليه راجعون ماحد بيبدل ببنه جني الانحن بدلنا به عشرين جني وامهم وابوهم . تحياتي لك ولكاتب المقال .
    • :: الأعضاء ::

    ابو احمد

    • المستوى: 3
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 25, 2007
    عدد المشاركات:
    134
    عدد المعجبين:
    34
    والله ما ملت عيني اي مدينه وما جدت الأمان والاطمئنان الي في عدن رغم طول الفراق يبقى امل العوده هو من يخفف علينا تلك السنين وما نقول الا ما قاله النبي صلي الله عليه وسلم عند خروجه من مكه (والله انك احب الديار الى قلبي ولولا ان قومك اخرجوني ما خرجت )
    • :: إدارة المجلس ::

    بجاش

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 28, 2007
    عدد المشاركات:
    7,326
    عدد المعجبين:
    964
    مكان الإقامة:
    قطر
    تحياتي لك ابو قاسم على التعقيب المُعبر نعم فاقد الشيء يذكر ماضيه التليد ونحن في هذه العقود من السنين العجاف نتذكر ماضينا وما كان عليه من سبقنا نرفع انفسنا معنويا وفي ذاتنا نتألم لحالنا لكن ان بعد العسر يسرا واملنا بفرج الله عظيم
    • :: إدارة المجلس ::

    بجاش

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 28, 2007
    عدد المشاركات:
    7,326
    عدد المعجبين:
    964
    مكان الإقامة:
    قطر
    عفاك الله ابو احمد ان شاء الله يأتي اليوم الذي تضُم عدن ابناءها ضم المفارق لاحباءه بعد سنين الفراق تقبل تحياتي

انشر هذه الصفحة