جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

ديوان أبي الفراس الحمداني

موضوع في 'الشعراء الكبار' بواسطة طير شلوة, اكتوبر 29, 2012.

    • :: العضويه الذهبيه ::

    طير شلوة
    خذني على ميعاد اللقاء

    • المستوى: 5
    تاريخ الإنضمام:
    إبريل 22, 2008
    عدد المشاركات:
    1,306
    عدد المعجبين:
    117
    الوظيفة:
    صيدلي
    مكان الإقامة:
    اليمن
    الاسم الكامل:
    خذني على ميعاد اللقاء
    أبي فراس الحمداني

    [IMG]

    هو الحارث بن سعيد بن حمدان ، كنيته [IMG]أبو فراس[IMG] .
    ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي ،
    لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس .
    حياته
    [IMG]
    كان ظهور الحمدانيين في فترة ضعف العنصر العربي في جسم الخلافة العباسية وهزيمة الفرس والترك.
    فباشر الحمدانيون الحروب لدعم حكمهم وترسيخ سلطتهم، فاحتل عبد الله، والد سيف الدولة الحمداني وعم شاعرنا، بلاد الموصل وبسط سلطة بني حمدان على شمال سوريا بما فيها عاصمة الشمال حلب وما حولها وتملك سيف الدولة حمص ثم حلب حيث أنشأ بلاطاً جمع فيه الكتاب والشعراء واللغويين في دولة عاصمتها حلب.
    ترعرع أبو فراس في كنف ابن عمه سيف الدولة في حلب، بعد موت والده باكراً،
    فشب فارساً شاعراً، وراح يدافع عن إمارة ابن عمه ضد هجمات الروم ويحارب الدمستق قائدهم وفي أوقات السلم كان يشارك في مجالس الأدب فيذاكر الشعراء وينافسهم،
    ثم ولاه سيف الدولة مقاطعة منبج فأحسن حكمها والذود عنها.

    أبو فراس في الأسر
    [IMG]
    وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.
    كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح.
    فقد كانت المواجهات والحروب كثيرة بين الحمدانيين والروم في أيام أبي فراس،
    وفي إحدى المعارك خانه الحظ يوماً فوقع أسيراً سنة 347 هـ [IMG]959م[IMG] في مكانٍ يُعرف باسم "مغارة الكحل".
    فحمله الروم إلى منطقة تسمى خَرْشَنة على الفرات، وكان فيها للروم حصنٌ منيع،
    ولم يمكث في الأسر طويلاً، واختُلف في كيفية نجاته،
    فمنهم من قال إن سيف الدولة افتداه ومنهم من قال إنه استطاع الهرب،
    فابن خلكان يروي أن الشاعر ركب جواده وأهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات، والأرجح أنه أمضى في الأسر ثلاث سنوات.
    انتصر الحمدانيين أكثر من مرة في معارك كرٍ وفرٍ، وبعد توقف لفترة من الزمن عاد القتال بينهم [IMG]بين الحمدانين وبين الروم[IMG] الذين أعدوا جيشاً كبيراً وحاصروا أبا فراس في منبج وبعد مواجهات وجولات كر وفر سقطت قلعته سنة 350 هـ [IMG]962م[IMG] ووقع أسيراً وحُمل إلى القسطنطينية حيث أقام نحواً من أربع سنوات،
    وقد وجه الشاعر جملة رسائل إلى ابن عمه في حلب، فيها يتذمر من طول الأسر وقسوته، ويلومه على المماطلة في افتدائه.
    ويبدو أن إمارة حلب كانت في تلك الحقبة تمر بمرحلةٍ صعبة لفترة مؤقتة فقد قويت شوكة الروم وتقدم جيشهم الضخم بقيادة نقفور فاكتسح الإمارة واقتحم عاصمتها حلب،
    فتراجع سيف الدولة إلى ميّافارقين،
    واعاد سيف الدولة قوته ترتيب وتجهيز وهاجم الروم في سنة 354 هـ [IMG]966م[IMG] وهزمهم وانتصر عليهم واستعاد إمارته وملكه في حلب، واسر اعدادا يسيرة من الروم وأسرع إلى افتداء أسراه ومنهم ابن عمه أبو فراس الحمداني بعد انتصاره على الروم،
    ولم يكن أبو فراس ٍ يتبلغ أخبار ابن عمه، فكان يتذمر من نسيانه له، ويشكو الدهر ويرسل القصائد المليئة بمشاعر الألم والحنين إلى الوطن، فتتلقاها أمه باللوعة حتى توفيت قبل عودة وحيدها. تمام
    [IMG]
    أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م.
    وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة [IMG]966[IMG] م تم تحريره.
    وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.

    لماذا تأخّر سيف الدولة في تحريره ؟
    علم سيف الدولة أن أبا فراس فارس طموح، فخاف على ملكه منه، ولهذا أراد أن يحطّ من قدره وان يكسر شوكته ويخذله ويذلّه بإبقائه أطول فترة ممكنة في الأسر.
    ولهذا قام بمساواته مع باقي الأسرى، رغم انه ابن عمه، وله صولات وجولات في الكرم والدفاع عن حدود الدولة وخدمة سيف الدولة الحمداني.

    أبو فراس الحمداني بين فكّي التاريخ
    [IMG]
    سقوط الفارس في ساحة الميدان
    بعد سنة من افتداء الشاعر، توفي سيف الدولة [IMG]967[IMG] م وخلفه ابنه أبو المعالي سعد الدولة، وهو ابن أخت الشاعر.
    وكان أبو المعالي صغير السن فجعل غلامه التركي فرعويه وصياً عليه.
    وعندها عزم أبو فراس الحمداني على الاستيلاء على حمص، فوجّه إليه أبو المعالي مولاه فرعويه، فسقط الشاعر في أوّل اشتباك في الرابع من نيسان سنة 968 م وهو في السادسة والثلاثين من عمره.
    وهكذا نجد أنّ رأي سيف الدولة الحمداني فيه كان صادقاً وفي محله.
    فقد كان أبو فراس الحمداني طموحاً الأمر الذي جرّ عليه الويلات.
    أشعاره
    [IMG]
    قال الصاحب بن عباد : بُدئ الشعر بملك، وخُتم بملك، ويعني امرأ القيس وأبو فراس.
    لم بجمع أبو فراس شعره وقصائده، إلا أن ابن خالويه وقد عاصره جمع قصائده فيما بعد، ثم اهتم الثعالبي بجمع الروميات من شعره في يتيمته،
    وقد طبع ديوانه في بيروت سنة 1873م، ثم في مطبعة قلفاط سنة 1900م، وتعتمد الطبعتان على ما جمعه ابن خالويه.
    وقد نقل وترجم بعض شعر أبو فراس إلى اللغة الألمانية على يد المستشرق بن الورد، وأول طبعةٍ للديوان كاملاً كانت للمعهد الفرنسي بدمشق سنة 1944م ويؤكد الشاعرالعراقي فالح الحجية في كتابه في الادب والفن يكاد يتفق النقاد ان أجمل قصيدة للشاعر هي قصيدة اراك عصي الدمع التي اخذت مكانها في الشهرة بين قصائد الغزل العربية.
    من آخر أشعاره مخاطبته ابنة أخيه:
    أبنيّتـي لا تـحزنـي : كل الأنام إلى ذهـــابْ
    أبنيّتـي صبراً جـميلاً : للجليل مـن الـمـصابْ
    نوحي علـيّ بحسـرةٍ : من خلفِ ستركِ والحجابْ
    قولـي إذا ناديتنـي : وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ
    زين الشباب أبو فراسٍ : لم يمتَّعْ بالشبــــابْ

    ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:
    لولا العجوز بـمنبجٍ : ما خفت أسباب المنيّـهْ
    ولكان لي عمّا سألت : من فدا نفـس أبــيّهْ

    وفي قصيدة أخرى إلى والدته وهو يئن من الجراح والأسر، يقول:
    مصابي جليل والعزاء جميلُ : وظني بأنّ الله سوف يديلُ
    جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ : أهمّكَ ؟ أنّـي بعدها لحمولُ

    وأثناء أسره في القسطنطينية بعث إلى سيف الدولة يقول:
    بمن يثق الإنسان فـيمـا نواه ؟
    ومن أين للحرّ الكريم صحاب ؟


    وفي قصيدة [IMG]أراك عصيّ الدمع[IMG] الشهيرة يقول:
    أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر
    أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟
    نعم أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ
    ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُّ
    إذا الليل أضواني بسطتُ يدَ الهوى
    وأذللتُ دمعاً من خلائقهِ الكِبْرُ


    [IMG]

    كلمة أخيرة
    أبو فراس الحمداني الشاعر والفارس الذي لا يهاب الموت عاني الكثير من سيف الدولة الذي خاف من فروسيته وشعبيته فأحبّ أن يبقيه في أسر الروم.
    أما نحن القراء فأمتعنا ما كتبه الشاعر من كتابة صادقة في الحب والفخر والرثاء والشكوى.
    يقول:
    لم أعدُ فـيـه مفاخري : ومديح آبائي النُّجُبْ
    لا في المديح ولا الهجاءِ : ولا المجونِ ولا اللعبْ


    ولما تحرر من أسره حاول ردّ اعتباره واستعادة مجده لكنّ يد الموت كانت أطول .
    وفي معركة غير متكافئة سقط شاعرنا ومات وهو يلفظ الشعر الصادق،
    فهو لم يكن يكتب الشعر للتكسّب مثل شعراء العصر العباسي وشعراء البلاط في عصرنا.

    [IMG]
    ديوان أبي الفراس الحمداني

انشر هذه الصفحة