جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

قصة إسلام سلمان الفارسي /للألباني.. البحث عن الحق وإتباعه

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة ابو علي, نوفمبر 26, 2007.

    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابو علي

    • المستوى: 5
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 10, 2007
    عدد المشاركات:
    2,843
    عدد المعجبين:
    88
    الوظيفة:
    عمل حر
    مكان الإقامة:
    KSA
    --------------------------------------------------------------------------------

    ذكر الشيخ المحدث الألباني في شرحه لكتاب الأدب الفرد مانصـــه :-
    وسلمانُ هنا هو سلمانُ الفارسي ، وهو أحدُ أصحابِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم الذين آمنوا به ، حينما هاجر إلى المدينة ، وأصلهُ من فارس ، فهو آمن بالرسولِ وكان عبداً مملوكاً ، ثم جرت له قصةٌ طويلةٌ فيها عبرةٌ بالغةٌ .

    ذلك أن سلمانَ كان من فارس ، وكان أبوهُ من رجالِ الدين يوقدُ النارَ لعبّادها ، وبحكمِ كونهِ ابناً لهُ ، كان يترددُ معهُ على مكانِ النارِ ، ثم أراد اللهُ عز وجل لسلمانَ هدايتهُ ، فمر ذاتَ يومٍ في طريقهِ برجلٍ راهبٍ نصراني ، فمال إليه ، وسمع من كلامه ، فدخل كلامهُ إلى قلبهِ والحقيقةُ أن النصرانيةَ ، وإن كانت قد طرأ عليها التغييرُ والتبديلُ ، ولكنها مع ذلك بقي فيها بقايا من شريعةِ عيسى الأولى ، فكانت بسببِ هذه البقايا الصادقةِ الصالحةِ كانت متميزةً في قربها من قلوبِ الناسِ المخلصين أكثر من دينِ المجوسِ ، والوثنين .

    فحينما سمع سلمانُ كلامَ ذلك الراهبِ ، ومواعظهُ تبين له أن دينَ أبيهِ دينٌ باطلٌ ولذلك آمن بالنصرانيةِ ، وكفر بدينِ أبيهِ ، ومن ذلك اليوم بدأ النزاعُ بينه وبين أبيهِ شأن كل حقٍ وباطلٍ في كلِ زمانٍ ومكانٍ ، لابد أن يظهر الخلاف بين أهل الحق والباطل ، ولذلك اضطر سلمانُ أن يهجرَ أباه ومجوسيته ، ويهاجرُ إلى بلادِ أخرى ليتفقه في الدينِ النصراني .

    فجاء إلى العراقِ واتصل برجلٍ من كبارِ أحبارِ النصارى ، وكان ذلك الراهبُ الذي أسلم على يديهِ ـ وأقول أسلم لأن الدينَ عند اللهِ الإسلامُ ، سواءٌ الدين الإسلامي اليوم ، أو دين عيسى ، أو دين موسى ، فكلهُ إسلامٌ ، ولكن قبل أن يُصابَ بشيءٍ من الانحرافِ .

    فذلك الراهبُ الذي أسلم سلمانُ على يديهِ دلهُ على حبرٍ من أحبارِ النصارى وعلمائهم في العراقِ ، فذهب إليه ، وجلس عنده أياماً طويلةً يتفقهُ ، ويتعلمُ .. ثم دله هذا العالمُ النصراني على عالمٍ آخر ، فانتقل إليه ، فلم يزل ينتقلُ من مكانٍ إلى مكانٍ حتى دُل على عالمٍ من علماءِ النصارى في الشام ، فهاجر إليها ، واكتشف من هذا العالمِ خلافَ ما كان عليه القسيسين الذي تعلم على أيديهم ، فقد وجد منهم الزهدَ ، والإخلاصَ لدينهم وربهم ، بخلافِ هذا العالم النصراني الشامي فقد تكشف له أنهُ يجمعُ المالَ من أتباعه باسم توزيعه على الفقراءِ ، ومع ذلك فهو يدخرهُ في جرارِ فخارٍ لديه ، ويتظاهرُ بأنهُ زاهدٌ ، و أنما يجمع المال للفقراء والمساكين ، ثم كتب اللهُ على هذا الراهبِ المزعومِ الموتَ ، فكشف سلمانُ عن حقيقةِ أمرهِ للناسِ .

    ثم هاجر ، وكان أن أُخبر من علماءِ النصارى بأن هذا الزمنَ هو زمنُ بعثةِ آخرِ نبي من الأنبياءِ ، وهو محمد ، أو أحمد عليه الصلاة والسلام ، وجاء عندهم في زبرهم ، وكتبهم أنهُ سيهاجرُ إلى أرضٍ ذاتِ نخيلٍ ، فحضوه على أن يتتبعَ هذه البلدة التي يمكن أن تتحققَ فيها الصفات التي ذكرت لبلدة مُهاجِرة الرسول عليه الصلاة والسلام وهي : ذاتُ نخيلٍ ، وبين حرتين ـ يعني بين ساحتين كبيرتين ـ لا زرع فيه ولا نبات ، وإنما فيها الحصباءُ والحجارةُ السوداءُ ، وفي سبيلِ هذا هاجر سلمانُ من دمشق في طريقهِ إلى الحجاز ، بحثاً عن المكانِ الذي سيهاجرُ الرسولُ عليه الصلاة والسلام إليه ، وفي الطريق استعبدهُ بعضُ القبائلِ العربيةِ ، وجاءوا به إلى المدينةِ ، فباعوهُ لرجلٍ هناك صاحب نخيلٍ . وهذه القصةُ في الواقعِ هي مثالٌ تفسيري لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " ‏عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ " .
    [ رواه البخاري (3010) من حديثِ أبي هريرة ]

    فسلمانُ حرٌ أُسترق ووضعت الأغلالُ في يدهِ رغماً منه ، وبِيعَ بَيْعَ العبيدِ لسيدٍ في المدينةِ فألقاهُ هذا السيدُ في حقلهِ ، وأمرهُ أن يعملَ هناك ليلاً ونهاراً .. عبدٌ .. وانتهى الأمر .

    لكن الله عز وجل أراد لهُ الهدايةَ ، فبينما هو ذاتُ يومٍ على نخلةٍ يعملُ فيها إذا بهِ يسمعُ سيدهُ يتحدثُ مع بعضِ أصحابهِ عن الرجلِ الذي هاجر إلى المدينةِ ، وهو يدعو إلى دينٍ جديدٍ ، وإلى عبادةِ اللهِ وحدهِ ، وما كاد سلمانُ يسمعُ مثلَ هذا الخبر حتى لهف قلبه ، وقذف نفسهُ من النخلةِ إلى الأرضِ ، وقال : أصحيحٌ جاء هذا ، فضربهُ لأنهُ شَعُرَ من لَهَفِهِ كأنهُ يحبهُ بالغيبِ ، وهذا الذي كان سلمانُ يسعى إليهِ قد يسرهُ اللهُ له دون أن يفكرَ ، ولكن من طريقِ الاسترقاقِ والاستعبادِ ، ثم أخذ يترقبُ الفرصةَ المناسبةَ حتى يتمكنَ من زيارةِ الرسولِ عليه الصلاة والسلام ، والتعرفِ عليهِ ، وعندهُ مما أخبرهُ علماءُ النصارى الذين كان اتصل بهم من علامات هذا المبعوثِ في آخرِ الزمانِ أشياء منها : أن بين كتفيهِ خاتمُ النبوةِ ، ومنها أنهُ يقبلُ الهديةَ ولا يقبل الصدقةَ ، فلما سمع سلمانُ ذلك الخبر تهيأ للذهابِ إلى الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم ، فذهب ومعه تمراتٌ ، فلما رأى الرسولَ عليه الصلاة والسلام أُلقي في نفسهِ أنهُ هو النبي عليه الصلاة والسلام ، فقدم إليه التمرات وقال لهُ : هذه صدقةٌ ، فوزعها على بعضِ من حوله ، فأسرها سلمانُ في نفسهِ ، وقال : " هذه هي الأولى " ، يعني أنها العلامة الأولى على أنه هو محمد عليه الصلاة والسلام ، وسمعهُ يعظُ الناسَ ويأمرهم بأن يقوموا في الليلِ والناسُ نيامٌ ، مثل هذه المواعظُ التي تدل على أن دعوةَ الرسولِ عليه الصلاة والسلام دعوةٌ صالحةٌ ، فرجع إلى سيدهِ يعملُ حتى توفرَ لديهُ شيءٌ من التمرِ فعاد إليه مرةً أخرى ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : " هذه هديةٌ " ، فأخذها منها عليه الصلاة والسلام ، وأكل ، ووزع على من حوله ، قال : " هذه الثانيةُ " ، ثم قام سلمان لا يتمالكُ نفسهُ ، وجاء خلف الرسولِ عليه الصلاة والسلام فشعر ماذا يريد ؟ فكشف عن الخاتمِ ، فرآه ، فقال : " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . أسلم من ذلك اليوم .

    تمامُ العبرةِ من هذه القصةِ أن سلمانَ كان سيدهُ قد كاتبه ، ومعنى المكاتبةُ في لغةِ الإسلامِ هو : السيدُ يكون له عبدٌ ، فيتفقُ مع سيدهِ على أن يفكَ أسرهُ ورِقَّهُ بمالٍ يقدمهُ إلى سيدهِ فيقدمُ هذا المالَ لمدةٍ طالت أو قصرت ، وحينما يقدمُ آخرَ قرشٍ منه يصبحُ السيدُ مضطراً لإعتاقهِ .

    فكان سلمانُ قد كاتب سيدَهُ على مالٍ معينٍ ، فجاء إلى الرسولِ عليه الصلاة والسلام وذكر له أمرَ المكاتبةِ ، فساعدهُ الرسولُ عليه الصلاة والسلام ، وفك رِقهُ ، ثم استعان به الرسولُ عليه الصلاة والسلام على زرعِ نخيلٍ من الفسيلِ ؛ والفسيلُ هو الشتلُ الخاصُ ، فيربى في أراضي معينةٍ ، ثم ينقلُ إلى الأرضِ التي يرادُ زرعها إلى الأبدِ .

    فأخذ سلمانُ ما شاء من هذا الفسيلِ ، وزرعهُ ، وكان الرسولُ عليه الصلاة والسلام قد ساعدهُ على زرعِ قسمٍ من هذا الفسيلِ ، فكان هذا الفسيلُ الذي غرسهُ الرسولُ عليه الصلاة والسلام بيدهِ يُطعم في السنةِ مرتين ، من بركةِ وضع الرسولِ ، وغرسهِ إياه .

    هذا سلمانُ الذي رفع اللهُ عز وجل شأنهُ بالإسلامِ ، واعتقهُ من الرقِ ، صار بعد ذلك بفضلِ الإسلام سيداً ، وصار عندهُ خادماً ، وصار يعامله بهذا الأدبِ الذي ذُكر حتى لا يُسيء الظنُ بهِ ، هذا هو فضل الإسلام في توجيه الأسياد وتعليمهم كيف يعاملون خدمهم أو عبيدهم .أ.هـ

    رضي الله عن سلمان الفارسي ورحم الله الشيخ الألباني ورد الله أهل الباطل إلى الحق


    *** منقول من منبر الأبحاث الحديثية




    [IMG]
    • :: الأعضاء ::

    ابوعامر الخلاقي

    • عضو جديد
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 8, 2007
    عدد المشاركات:
    370
    عدد المعجبين:
    1
    الوظيفة:
    تجاره حره
    مكان الإقامة:
    اليمن
    مشكور على القصه


    جزاك الله خير
    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    ابو علي
    سلمت على القصة
    ودمت بخير وعافية

انشر هذه الصفحة