جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

رسائل مبكية من كلام الحسن البصري

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة ابو زكريا الخلاقي, مارس 12, 2008.

    • :: الأعضاء ::

    ابو زكريا الخلاقي

    • المستوى: 4
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 15, 2007
    عدد المشاركات:
    1,324
    عدد المعجبين:
    15
    الوظيفة:
    عامل
    مكان الإقامة:
    u s a
    رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله(1)

    من الحسن البصري إلى كل ولد آدم

    يا ابن آدم

    عملك عملك

    فإنما هو لحمك و دمك

    فانظر على أي حال تلقى عملك .

    إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :

    صدق الحديث

    ووفاء بالعهد

    و صلة الرحم

    و رحمة الضعفاء

    وقلة المباهاة للناس

    و حسن الخلق

    وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله

    يا ابن آدم

    إنك ناظر إلى عملك غدا

    يوزن خيره وشره

    فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر

    فإنك إذا رأيته سرك مكانه.

    ولا تحقرن من الشر شيئا

    فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.

    فإياك و محقرات الذنوب.

    رحم الله رجلا كسب طيبا

    و أنفق قصدا

    و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.

    هيهات .. هيهات

    ذهبت الدنيا بحال بالها

    وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم

    أنتم تسوقون الناس

    والساعة تسوقكم

    و قد أسرع بخياركم

    فماذا تنتظرون ؟!!

    يا ابن آدم

    بع دنياك بآخرتك ..

    تربحهما جميعا

    و لا تبيعن آخرتك بدنياك ..

    فتخسرهما جميعا.

    يا ابن آدم

    إنما أنت أيام !

    كلما ذهب يوم ذهب بعضك

    فكيف البقاء ؟!

    لقد أدركت أقواما ..

    ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل

    و لا يتأسفون على شئ منها أدبر

    لهي كانت أهون في أعينهم من التراب

    فأين نحن منها الآن ؟!

    إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه

    يقول : ما أردت بكلمتي ؟

    يقول : ما أردت بأكلتي ؟

    يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟

    فلا تراه إلا يعاتبها

    أما الفاجر :

    نعوذ بالله من حال الفاجر.

    فإنه يمضي قدما

    و لا يعاتب نفسه ..

    حتى يقع في حفرته

    وعندها يقول :

    يا ويلتى

    يا ليتني ..

    يا ليتني ..

    و لات حين مندم !!!

    يا ابن آدم

    إياك و الظلم

    فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

    و ليأتين أناس يوم القيامة

    بحسنات أمثال الجبال

    فما يزال يؤخذ منهم

    حتى يبقى الواحد منهم مفلساً

    ثم يسحب إلى النار ؟

    يا ابن آدم

    إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..

    فنافسه في الآخرة

    يا ابن آدم

    نزّه نفسك

    فإنك لا تزال كريما على الناس

    و لا يزال الناس يكرمونك ..

    ما لم تتعاط ما في أيديهم

    فإذا فعلت ذلك :

    استخفّوا بك

    و كرهوا حديثك

    و أبغضوك

    أيها الناس:

    أحبّوا هونا

    و أبغضوا هونا

    فقد أفرط أقوام في الحب..

    حتى هلكوا

    و أفرط أقوام في البغض ..

    حتى هلكوا .

    أيها الناس

    لو لم يكون لنا ذنوب إلا حب الدنيا

    لخشينا على أنفسنا منها

    إن الله عز وجل يقول :

    {تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة }( الأنفال : 67 )

    فرحم الله امرءاً ..

    أراد ما أراد الله عزّ و جلّ .

    أيها الناس

    لقد كان الرجل إذا طلب العلم :

    يرى ذلك في بصره

    و تخشّعه

    و لسانه

    ويده

    وصلاته

    و صلته

    وزهده

    أما الآن .. !!

    فقد أصبح العلم ( مصيدة )

    و الكل يصيد أو يتصيد

    إلا من رحم ربك

    و قليل ما هم.

    توشك العيـن تغيـض و البحيرات تجفّ.

    بعضنا يصطاد بعضاً و الـشباك تختلف.

    ذا يجئ الأمر رأسـا ذا يدور أو يلف.

    و الصغير قد يعــف و الكبير لا يعف.

    و الإمام قد يســــــف والصغير لا يسف.

    و الثياب قد تصــــون و الثياب قد تشف .

    و البغي قد تـــــداري سمــها و تلتـــحف.

    و الشتات لا يزال .. يأتلف و يختلف .

    و الخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف .

    و القلـــوب لا تزال.. للشمال تنحرف .

    و الصغير بات يدري.. كيف تؤكل الكتف .

    لا تخادع يا صـديقي بالحقيقة اعتـــرف.

    لقد رأيت أقواما..

    كانت الدنيا أهون عليهم من التراب

    و رأيت أقواما ..

    يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا

    فيقول :

    لا أجعل هذا كله في بطني !

    لأجعلن بعضه لله عز وجل !

    فيتصدق ببعضه

    وهو أحوج ممن يتصدق به عليه !

    يا قوم

    إن الدنيا دار عمل

    من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها

    سعد بها و نفعته صحبتها .

    ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها

    شقي بها .

    و لكن أين القلوب التي تفقه ؟

    و العيون التي تبصر ؟

    والآذان التي تسمع ؟

    أين منكم من سمع ؟!!

    لم أسمع الله عزّ و جلّ..

    فيما عهد إلى عباده

    و أنزل عليهم في كتابه :

    رغب في الدنيا أحدا من خلقه

    و لا رضي له بالطمأنينة فيها

    و لا الركون إليها

    بل صرّف الآيات

    و ضرب الأمثال :

    بالعيب لها

    و الترغيب في غيرها

    أفق يا مغرور

    تنشط للقبيح

    و تنام عن الحسن

    و تتكاسل إذا جدّ الجد !!!

    القلب ينشط للقبيح .. وكم ينام عن الحسن

    يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن ؟!

    أولى بنا سفح الدموع .. و أن يــجلبــبنا الحـــزن

    أولى بنا أن نرعــوي أولى بنا لبس ( الكفــــن)

    أولى بنا قتل ( الهوى ) في الصدر أصبح كالوثن

    فأمامنا سفر طويل .. بــــعده يأتــــي الســــكن

    إما إلى ( نار الجحيم ) .. أو الجنان : ( جنان عدن )

    أقسمت ما هذي الحياة.. بها المقام أو ( الوطـــن)

    فلم التلوّن و الخداع ؟ لم الدخول على ( الفتن ) ؟!

    يكفي مصانعة الرعاع .. مع التقلـــب في المحن

    تبا لهم مــن مــــعشر ألفوا معاقرة ( النــــتن)

    بينا يدبّر للأمــــــين أخو الخيانة ( مؤتمن ) !

    تبا لمن يتمـــــــلقون و ينطوون على ( دخن )

    تبا لهم فنفـــــــــاقهم قد لطّخ ( الوجه الحسن)

    تبا لمن باع ( الجنان ) لأجـــــل ( خضراء الدمن)

    أفيقوا يأهل الغفلة

    فالقافلة قد تحركت

    و عند الصباح ..

    يحمد القوم السّرى

    {أفأمن أهل القرى أن يأتيها بأسنا بياتاّ وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى

    وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } ( الأعراف : 97-99)

    لا يزداد المؤمن صلاحا..

    إلا ازداد خوفا

    حتى يقول : لا أنجو !

    أما الفاسق فيقول : الناس مثلي كثير

    و سيغفر لي ، و لا بأس علي ، فرحمة الله واسعة

    والله غفور رحيم !

    أكمل يا مغرور

    ولا تقل : فويل للمصلين !

    {قال عذابي أصيب به من أشاء و رحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } ( الأعراف : 156-157)

    واقرأ يا مغرور !

    { إن رحمة الله قريب من المحسنين } ( الأعراف : 56 )

    و اقرأ يا مغرور :

    { و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثم اهتدى }( طه : 82 )

    و اقرأ يا مغرور :

    { فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم } ( غافر : 7 )

    و لكن الفاسق المغرور

    يخدع نفسه

    فيؤجل العمل

    و يتمنى على الله تعالى.

    تباً لطلاب الدنيا

    وهي دنيا !!!

    و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام

    بعد عبادتهم للرحمن

    و ذلك بحبهم للدنيا

    و الله ما صدّق عبد بالنار..

    إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت

    و إن المنافق المخدوع :

    لو كانت النار خلف هذا الحائط

    لم يصدق بها ..

    حتى يتهجم عليها فيراها !

    القلوب .. القلوب

    إن القلوب تموت و تحيا

    فإذا ماتت :

    فاحملوها على الفرائض

    فإذا هي أحييت :

    فأدبوها بالتطوع .

    المؤمن !!! ما المؤمن ؟

    و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً

    أو شهرين

    أو عاماً

    أو عامين

    لا و الله

    ما جعل الله لمؤمن أجلا ..

    .. ( دون الموت )

    الذنوب

    و هل تتساوى الذنوب؟

    إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه

    وما يزال متخوفا منه أبدا

    حتى يدخل الجنة

    الدنيا .. وهموم الدنيا

    و التحسر على ما فات

    يجعل الحسرة حسرات.

    إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت ..

    قبلها بميسور الله عزّ و جلّ

    و حمد الله تعالى عليها

    و إن لم تتيسر .. تركها

    و لم يتبعها نفسه

    ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير و ليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر: فكان خيرا له

    و إن أصابته ضراء صبر : فكان خيرا له ) .

    نعمت الدار كانت ( الدنيا ) للمؤمن

    و ذلك أنه عمل قليلاً

    و أخذ زاده منها إلى ( الجنة ) .

    و بئست الدار كانت للكافر و المنافق

    ذلك أنه تمتع ( ليالي )

    و كان زاده منها إلى ( النار ) .

    { فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }( آل عمران : 185 )

    إن المؤمن قوّام على نفسه

    يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ

    و إنما خفّ الحساب يوم الحساب ..

    على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا

    و إنما شق الحساب ..

    على قوم أخذوها من غير محاسبة .

    يا قوم

    تصبروا و تشددوا

    فإنما هي ليالٍ تعد

    و إنما أنتم ركب وقوف

    يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب

    فيذهب به و لا يلتفت

    فانقلبوا بصالح الأعمال .

    إن هذا الحق قد أجهد الناس

    و حال بينهم وبين شهواتهم

    و إنما صبر على الحق :

    من عرف فضله و رجا عاقبته.

    أفق يا مغرور من غفلتك

    و ابك على خطيئتك.

    إذا خاف ( الخليل ) ..

    و خاف ( موسى ) ..

    كذا خاف ( المسيح ) ..

    و خاف ( نوح ) ..

    وخاف ( محمد) خير البرايا

    فمالي لا أخاف و لا أنوح ؟!

    و يحك يا ابن آدم

    هل لك بمحاربة الله طاقة ؟!

    إنه من عصى ربه فقد حاربه !

    يا هذا

    أدم الحزن على خير الآخرة

    لعله يوصلك إليك .

    وابك في ساعات الخلوة

    لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك

    فتكون من الفائزين .

    يا هذا

    رطّب لسانك بذكر الله

    وندّ جفونك بالدموع ..

    من خشية الله

    فوالله ما هو إلا حلول القرار :

    في الجنة أو النار

    ليس هناك منزل ثالث

    من أخطأته الرحمة

    صار و الله إلى العذاب .

    السنة .. السنة

    وطّنوا النفوس على حبها

    وتعظيمها

    و الحنين إليها

    فقد جاء في الأثر :

    لما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ..

    حنّت الجذع ..

    كما يحنّ الفصيل إلى أمه

    و بكت بكاء الصبي !!

    يا عباد الله !

    الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

    شوقاً إليه !

    فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه .

    و اعلم يا هذا

    أن خطاك خطوتان :

    خطوة لك

    و خطوة عليك

    فانظر أين تغدو ؟

    و أين تروح ؟

    الموت .. الموت

    { كل نفس ذائقة الموت } ( آل عمران : 185 ) ( الأنبياء : 35 ) ( العنكبوت : 57 )

    يحق لمن يعلم :

    أن الموت مورده

    و أن الساعة موعده

    و القيام بين يدي الله تعالى مشهده

    يحق له أن يطول حزنه .

    يا هذا

    صاحب الدنيا بجسدك

    وفارقها بقلبك

    و ليزدك إعجاب أهلها بها ..

    زهدا فيها

    و حذرا منها

    فإن الصالحين كانوا كذلك .

    { كل نفس ذائقة الموت }

    فضح الموت الدنيا

    فلم يترك لذي لب فرحا .

    و اعلم يا هذا

    أن المؤمن في الدنيا كالغريب

    لا يأنس في عزها

    و لا يجزع من ذلها

    للناس حال

    و له حال .

    و احذر ( الهوى )

    فشرُ داء خالط القلب : الهوى

    و احرص على العلم

    و أفضل العلم :

    الورع و التوكل

    و اعلم

    أن العبد لا يزال بخير

    ما إذا قال.. قال لله

    و إذا عمل .. عمل لله

    واعلم

    أن أحب العباد إلى الله ..

    الذين يحببون ( الله ) إلى عباده

    و يعملون في الأرض نصحا .

    و احذر الرشوة

    فإنها إذا دخلت من الباب ..

    خرجت الأمانة من النافذة

    و احذر الدنيا

    فإنه قلّ من نجا منها

    وليس العجب لمن هلك ..

    كيف هلك ؟

    و لكن العجب لمن نجا ..

    كيف نجا ؟!

    فإن تنج منها

    تنج من ذي عظيمة

    و إلا فإني لا أخالك ناجيا .

    ورغم هذا

    فالدنيا كلها :

    أولها و آخرها

    ما هي إلا كرجل نام نومة

    فرأى في منامه بعض ما يحب

    ثم انتبه !!!

    كيف نضحك ؟

    و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا

    فقال :

    لا أقبل منكم !!

    يا هذا

    بع دنياك بآخرتك ..

    تربحهما جميعا .

    و لا تبع آخرتك بدنياك ..

    فتخسرهما جميعا .

    يا هذا

    كفى بالموت واعظا

    و رب موعظة دامت ساعة

    ثم تنقضي

    و خير موعظة ما دام أثرها

    نراع إذا ( الجنائز ) قابلتنا

    و يحزننا بكاء الباكيات

    كروعة ثلة لمغار سبع

    فلما غاب :

    عادت راتعات !!

    و السلام
    • :: العضويه الذهبيه ::

    توفيق القاضي

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 5, 2007
    عدد المشاركات:
    6,536
    عدد المعجبين:
    65
    الوظيفة:
    موضف بــ الجوالات
    مكان الإقامة:
    k_s_a
    احسنت ابو زكريا وبارك الله فيك ياغالي
    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    بارك الله فيك اخوي ابو زكريا الخلاقي على الكلمات الجميلة والمفيده والله يجزيك الف خير
    وتقبل مروري ودمت بود

انشر هذه الصفحة