جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

التفرقة بين الابناء تفجر المشاكل النفسية

موضوع في 'الاسره والمجتمع' بواسطة ابو الأحمدين, يونيو 24, 2008.

    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    [IMG]
    الاكتئاب والعزلة والفشل الدراسي أهم الآثار

    مازالت التفرقة في المعاملة بين الأبناء، وخاصة البنين والبنات داخل الأسر تمثل ظاهرة اجتماعية معقدة، ومستمرة رغم ارتفاع درجة الوعي المجتمعي، ومنح الفتيات نفس الحقوق الممنوحة للشباب الذكور .
    تذكر الدراسات الاجتماعية تنامي ظاهرة تدليل الأبناء الذكور مقابل التعامل بشدة وجفاء مع الفتيات في المجتمعات الشرقية، لافتة إلي العلاقة بين المستوي الثقافي والتعليمي للآباء وطريقة تعاملهم مع الأبناء، حيث تبرز ظاهرة التمييز بين الأبناء لدي الآباء الأقل ثقافة، وتتراجع مع زيادة الوعي الثقافي والتربوي.
    ودعت الدراسات الاجتماعية إلي توعية الآباء بمساويء التفرقة بين الأبناء وما يترتب عليها من آثار نفسية وتربوية خطيرة علي الأبناء مما يهدد مستقبلهم تربوياً ودراسياً أيضاً، حيث رصدت الدراسات علاقة التدليل الزائد والإفراط في القسوة تجاه الأبناء وتراجع مستواهم التعليمي.
    يؤكد صالح المالكي أن تدليل أحد الأبناء علي حساب الآخر، أو تفضيله في المعاملة يهددهم بالمشاكل النفسية الخطيرة، لافتاً إلي أن الإسلام نهي عن التفرقة بين الأبناء ووضع أسس التربية الحديثة، خاصة أن التمييز في المعاملة يولد الكراهية فيما بينهم.
    أبو عبدالملك يشير إلي أن التمييز بين الأبناء سببه نقص الوعي لدي الآباء بأصول التربية، وعدم تقديرهم لعواقب التمييز بين الأبناء والتي تصل إلي كراهية الأبناء والأشقاء، والاصابة بالاكتئاب والعزلة.
    ويضيف: أن العدل في المعاملة بين الأبناء ليس مطلقاً، لأن طبيعة النفس البشرية تختلف من شخص إلي آخر، فضلاً عن أن الآباء عادة ما يمنحون الأبناء الصغار والمرضي منهم مشاعر خاصة ولا يمكن أن يسمي ذلك تمييزاً بينهم، ولكن التمييز هو إساءة معاملة أحدهم علي حساب الآخر، خاصة تفضيل الذكور علي الإناث في المعاملة.
    وأكد محمد موسي أن هناك حاجة لترسيخ مفاهيم التربية السليمة وكيفية التعامل مع الأبناء من خلال دورات متخصصة للمقبلين علي الزواج، فضلاً عن ضرورة تغيير بعض المفاهيم الخاطئة التي تسهم في التمييز في المعاملة بين الأبناء.
    ويقول ناصر محمد إن الإفراط في تدليل الأبناء والقسوة في معاملتهم يقودان إلي نتيجة واحدة وهي انحراف الأبناء وتهديدهم بالأمراض النفسية والاجتماعية.
    محمد سعيد يشير إلي أن نقص الوازع الديني يدفع بعض الآباء إلي القسوة علي أحد أبنائهم مقابل الإفراط في تدليل آخر، وهو ما يتطلب تركيز الدعاة علي تلك القضية والعمل علي الحد منها.
    ويقول حاتم محمد: تفضيل أحد الأبناء علي حساب الآخرين ظاهرة موجودة ولكنها تراجعت كثيراً مع زيادة وعي المجتمع، فهي ظاهرة مرفوضة دينياً واجتماعياً وتربوياً.
    وتؤكد الاستاذة جواهر الكواري موجهة التربية النفسية بقسم التربية الخاصة أن رصد ظاهرة التمييز بين الأبناء يكشف أن هناك نوعاً من المحاباة للأبناء الذكور بشكل عام في المجتمع مقابل التضييق والتحكم المبالغ فيه تجاه الفتيات نتيجة لأسباب ثقافية وتربوية، وكثير منها تحكمها عقد قديمة لدي أحد الآباء تنعكس علي طريقة تربيتهم لأبنائهم.
    وتشير إلي ضرورة رفع وعي المجتمع، والتحذير من مخاطر اساءة معاملة أحد الأبناء وتدليل الآخر.
    وتقول المرشدة العائلية منال محمد أبو جلالة: إن دور الوالدين في تربية الأبناء دور شاق وصعب، ويتطلب منهما أن يفهما طبيعة الطفل علي حقيقتها، فلا يفضلان طفلاً علي آخر.
    فالمفضل علي غيره يصاب بالاستعلاء والغرور والمهمل يحس بالظلم والحرمان، والأم التي تميل إلي الطفل الذكر وتهمل الأنثي أو تميل إلي طفل دون آخر إنما تخلق الحقد بين أبنائها أن التشجيع للمتفوق واجب يقدر والأخذ بيد الضعيف واجب أيضاً . وتضيف : فالعقاب الذي تنزله الأسرة بالطفل ينبغي أن يكون موجهاً نحو الخطأ لا إلي شخصه، فلا يجوز للأسرة أن تعاقب أحد أطفالها علي فعل سيئ قام به وتسكت عن معاقبة طفل آخر من أفراد الأسرة، قام بنفس الفعل.
    وهذا القول لا ينطبق علي توقيع العقاب علي الطفل الرضيع الذي لا يدرك ما يقوم به، من أجل مساواته بالطفل الذي يدرك ما قام به.
    فالجزاء الذي توقعه الأسرة علي أحد أطفالها ينبغي أن يكون قائماً علي تقدير موضوعي للتصرف الذي تصرفه.
    وهذا يتطلب من الأبوين أن يكونا علي وعي كامل بالأساليب التربوية السليمة، التي لا تترك أثراً سيئاً علي تربية الطفل مستقبلاً، وينبغي أن يكون العقاب الذي يوقعه الأب بابنه ليس قاسياً لدرجة يحطم نفسيته ويجعل منه شخصية مهزوزة ولا ليناً إلي الدرجة التي يستخف الطفل بها، ويزداد تكراراً للذنب الذي ارتكبه.
    وتؤكد أهمية عدم تذكير الطفل باستمرار بالذنب الذي ارتكبه في الماضي، كي لا تتكون عنده عقدة نفسية يصعب عليه الخلاص منها وينمو عنده الشعور بالذنب الذي يؤدي إلي اضطرابات نفسية تحطم شخصيته.
    وعندما نري الوالدين لا يرغبان ببعض أبنائهما أو لديهما حالة احباط خلا تواجده بينهما في الأسرة ويكون سبب الاحباط بأن يكون هذا الطفل مريضاً أو مشوهاً أو معوقاً بأقوي الاعاقات الجسمية أو العقلية أو أن جنس المولود الذي يريده الزوجان وخاصة إذا جاء طفلاً ذكراً بعد مجموعه من الاناث أو جاءت أنثي بعد مجموعة ذكور أو أنثي رابعة أو خامسة بعد مجموعة إناث وهم ينتظرون ذكراً، هنا تكون خيبة أمل الوالدين التي تنعكس في العلاقة بينهما وبين ولدهما، هنا نجد الطفل غير مرغوب فيه والمهمل يميل إلي العدوان والتهاون والكذب والانحراف الاخلاقي.
    الدكتور عبدالحميد الأنصاري عميد كلية الشريعة والقانون سابقاً يقول: إن أعظم مهمة للأسرة في العصر الحديث هي حسن تربية الطفل، ومسؤولية الأسرة في مجتمعاتنا المعاصرة تجاه التربية مسؤولية كبيرة خاصة أن المجتمعات العربية والإسلامية أصبحت تسودها ثقافات وعادات وقيم وتوجهات ليست بالضرورة متوافقة مع قيم وتوجهات وأهداف الإسلام في التربية ولذلك فالمسؤولية جسيمة ومن أهم عناصر التربية السوية، عنصر يغفل عنه كثير من الآباء والأمهات وهو عدم التفرقة في المعاملة بين الأبناء سواء الذكور منهم أو الإناث فذلك يورث العداوة والبغضاء والكراهية بينهم ولنا في قصة اخوة يوسف خير مثل.
    والشريعة تحرم التمييز بين الأبناء أو إيثار أحدهم علي آخر لذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام اعدلوا بين أولادكم، اعدلوا بين أولادكم، أعدلوا بين أولادكم وفي حديث النعمان بن بشير أن أباه أعطاه عطية فأتي الرسول صلي الله عليه وسلم ليشهده.. فقال له الرسول هل أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ فقال: لا.. قال: فاتقوا الله وأعدلوا بين أولادك.
    ويضيف: ومن سيئات التربية العربية أن تكيل بمكيالين فالذكر مفضل علي الأنثي في كل شيء في المعاملة، في الحب وفي التدليل وفي العطاء وفي النظرة، في المكانة، في التشاور ، في الاهتمام، في الوظيفة.. الأنثي في المجتمع العربي لا تجد ترحيباً عند قدومها إلي هذه الحياة مثل أخيها الذكر، وتظل تعاني من النظرة السلبية من قبل المجتمع مهما كانت كفاءتها وجدارتها لا لشيء إلا لأنها أنثي والأم تربي ابنتها لتكون مطيعة خنوعة ذليلة بينما تربي ابنها ليكون فرعون طاغياً تغفر سيئاته وانحرافاته أما البنت فالويل لها إذا أخطأت لأن دمها سيكون الثمن وفيما يسمي القتل باسم الدفاع عن الشرف خير مثل.
    ويشير إلي خطورة التمييز بين الأبناء لأن التمييز نوع من الظلم منهي عنه نهياً قاطعاً بالنصوص القرآنية والنبوية.. والإسلام دين العدل في نصوصه وروحه وأهدافه، وتشريعاته وأحكامه بل أن الإسلام كله عدل ولذلك فمن غير المتصور منطقاً وشرعاً أن يقر الإسلام التمييز بين الأبناء.. والتمييز فرع التحامل وإذا كان التحامل منهياً عنه حتي مع من نكره أو نعادي ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا فما بالك بالأبناء؟!
    ثم إن التمييز لون من المحاباة بغير حق.. والمحاباة تفسد الأبناء إذ تجعلهم ينظرون إلي الآخرين باستعلاء والاستعلاء يقتل الشخصية.. وقد يكون التمييز مبرراً في حالة واحدة إذا كان الولد من ذوي الاحتياجات الخاصة الأولي بالرعاية فهذه الحالة مقبولة ويمكن لجميع الأبناء تفهمها.
    ويؤكد أن الحقوق الشرعية للأبناء عديدة وتبدأ من قبل أن يولدوا في حسن اختيار الزوجين لبعضهما وفي ضرورة الفحص الطبي قبل الزواج وفي حق الحياة للجنين ومنع الإجهاض وفي حق الرعاية الصحية والغذائية للجنين وحق النسب واختيار الاسم المناسب وفي المساواة في الفرح عند استقبال المولود بين الذكر والأنثي وفي حق الرضاع وفي عدم الحمل خلال فترة الرضاع وفي حق الحضانة وحق التربية السليمة وفي حق النفقة وفي التعليم والعلاج والزواج وفي حق الفتاة في اختيار شريك حياتها وفي حق الإرث وفي حق المشاورة والتربية الديمقراطية.
    ويشير إلي أن التمييز لا يرجع إلي ضعف الوازع الديني بمقدار كونه نوعاً من الطغيان العاطفي لبعض الآباء والأمهات تجاه بعض الأبناء فيختل لديهم المعيار السليم للتربية السوية والمتوازنة وقد يكون في نشر التوعية عن طريق وسائل الإعلام بالأسلوب الأمثل للتربية السليمة ما يساعد علي الحد من بعض الأساليب الخاطئة لدي بعض الأسر في تربية أولادهم.
    وفي كل الأحوال علي التربية أن تتجنب المحاذير الثلاثة: التدليل المفرط، القسوة المفرطة، التفرقة في المعاملة. وعلي الأسرة أن تعي أهمية التربية في مناخ الشوري والحرية والحوار المثمر بحيث يشارك الأولاد في الأمور المتصلة بهم فذلك خير ما ينمي شخصيتهم.

انشر هذه الصفحة