جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

مامن قوم إلا والدهر يملي لهم بيوم

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة ابا يوسف الخلاقي, اكتوبر 16, 2008.

    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابا يوسف الخلاقي

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    يناير 21, 2008
    عدد المشاركات:
    454
    عدد المعجبين:
    10
    الوظيفة:
    موظف
    مكان الإقامة:
    مملكة البحرين
    :050:مامن قوم إلا والدهر يملي لهم بيومأحمد عبدالله امزربة:[IMG]على صفحات صحيفتنا الغراء «الأيام»- لمؤسسها الرحمة الواسعة والمغفرة ولنجليه الناشرين هشام وتمام باشراحيل السلام والتحية- قرأت في العدد (5525) في 8 أكتوبر 2008 في الصفحة الأخيرة مقالة للكاتب المبدع وأستاذنا العزيز نجيب محمد يابلي، فيها حكاية ختمها- وختامه مسك- بالمقولة الرائعة «رب جارية خير من بطانات لاتسمن ولاتغني من جوع».

    ولأن كتب التاريخ العربي والإسلامي مليئة بالحكايات ذات الدروس والعبر لمن يعي الدرس ويعتبر، تذكرت مقولة للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وردت في كتاب (السياسة الوطنية والتربية)، الجزء الثاني، لـ(رفاعة رافع الطهطاوي)، قالها عمر عندما أخبروه بحكاية (الحرقة) بنت النعمان ابن المنذر مع سعد ابن أبي وقاص، والحكاية مليئة بالعبر والدروس، وتقول: «لما فتح سعد ابن أبي وقاص القادسية، قيل له إن (الحرقة) بنت النعمان حضرت ومعها جاريتان لها، في مثل زيها، فلما وقفن بين يديه، قال: أيتكن الحرقة بنت النعمان؟. قالت: أنا. قال: أنت؟. قالت: نعم، كأن الدنيا لاتدوم على حال، فإنها سريعة الانتقال، تنتقل بأهلها انتقالا، وتعقبهم بعد حال حالا.. إنا كنا ملوك هذا المصر، يجبى إلينا خراجه، حتى تشتت الأمر، وصاح بنا الدهر، فشق عصانا، وشتت ملانا، وكذلك الدهر يبعثر الأحرار، ويكب على ذوي الأخطار.

    فقال لها سعد: أخبريني عن حالكم، كيف كان؟. قالت: أطيل أم أقصر؟. قال: بل أقصري. فقالت: أمسينا وليس أحد في العرب إلا وهو يرغب إلينا أو يرهب منا، وأصبحنا وليس أحد من العرب إلا ونحن نرغب إليه أو نرهب منه. فاستحسن سعد كلامها وأكثر إكرامها، فلما أرادت الانصراف، قال لها: سلي حاجتك؟. قالت: خرابة أعمرها وأعيش بانتفاعها. فقال لعماله: أطلبوا في الولاية قرية خرابة، فطلبوا ولم يجدوا. فقال لها سعد: إنا لم نجد في الولاية خرابة، فاختاري معمورة. فقالت: الحمدلله الذي وفق آبائي للعدل حتى أعمروا الدنيا بعدلهم، وسلموها إلى غيرهم معمورة، فاجتهد أيها الأمير في تسليهما إلى غيرك أن تكون عامرة كما أخذتها، وتستحق رحمة الخالق ومحمدة المخلوق، وإياك أن تسعى في خرابها (وتعني لاتظلم)، وأما أنا فبعد اليوم لا أرجو سرورا، ولاتمتد عيني إلى زهرة الدنيا. ثم دعت له بخير، وانصرفت.

    وكان قريبا من سعد أبو ثور، فقال له: يا أبا ثور، احفظ هذه الكلمات حتى نخبر بها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فلما قدم أبو ثور المدينة أخبر عمر بشأنها. فقال عمر: مقولته الشهيرة: صدقت، ما من قوم إلا والدهر يملي لهم بيوم».

    فالتاريخ مليء بالدروس والعبر، كما قال الشاعر: طالع تواريخ من في الدهر قد وجدوا.. تجد خطوبا تسلي فيك ما تجدُ.

    فهل من معتبر؟.

انشر هذه الصفحة