جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

كنا نفخر بالقضاء في عدن..

موضوع في 'المجلس العام' بواسطة ازال, ديسمبر 16, 2008.

    • :: العضويه الذهبيه ::

    ازال
    محمد صالح التاجر الخلاقي

    • المستوى: 4
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 17, 2007
    عدد المشاركات:
    1,648
    عدد المعجبين:
    17
    الوظيفة:
    طلب العلم من المهد الى اللحد
    مكان الإقامة:
    التراب
    الاسم الكامل:
    محمد صالح التاجر الخلاقي
    [IMG] [IMG]كــركــر جـمـل
    عبده حسين أحمد:
    [IMG]
    كنا نفخر بالقضاء في عدن.. ولم أكن أتصور أن يجيء يوم.. نتوجع منه.. أو نترحم عليه.. وكنا نعتز بأن لنا قضاة لا يسمعون ولا يتأثرون بأحد.. ولو كانوا من الذين يحكمون ويتحكمون في حياتنا.

    > كان القاضي هو سيد القاعة.. وسيد اللحظة التي يرى ويقضي بين الناس بالعدل.. فلا يحابي ولا يجامل ولا ينتظر الحكم من أحد.. وكان الناس عنده متساوين.. ولا عقوبة إلا بنص.. بقدر الخطأ وحجم الجريمة.. وكانت هناك قوانين يفرضها القاضي.. وهو يتقيد بها.. ويقيد بها الآخرين.. أي أن الجميع مقيدون بالقانون.

    > وفي المحكمة كانت الصدور تعلو وتهبط قبل صدور الحكم.. وكان القضاة يتساندون على حائط متين.. ويتوكأون على عصا غليظة.. يرفعونها في وجوه الناس سواسية.. دون تمييز أو تفريق.. ثم ينطقون بالحكم.. أي بالقانون.

    > ولابد أن القضاة قدموا لبلادهم كثيرا.. ولابد أن يفعلوا ذلك إذا كانوا صادقين.. فقد سهروا وتعلموا وقرأوا في كتب القانون.. ثم كانت لهم مواقف وأعمال جليلة من أجل وطنهم.. ولابد أيضا أن بعض القضاة يعرف نفسية المتهم.. وهو يحاول أن يقترب منه أكثر.. حتى يبتعد الخوف منه.. ويشعر المتهم بنوع من الراحة النفسية والاطمئنان.. ثم يتحدث بتلقائية عجيبة تقوده أحيانا إلى الاعتراف بصدق وأمانة.
    > وكان الناس يفعلون ما يشاءون.. من حقهم أن يفعلوا.. ولكن هناك حدود أيضا.. ليس من حقهم أن يتجاوزوها.. هذه الحدود هي القانون.. فلا يمكن لأحد أن يتصور أنه أقوى من القانون مهما كانت قوته.. أو أنه قادر على أن يعتدي ويسرق ويقتل وينهب ويسلب وينتهك ويعبث بالآخرين.. فلابد أن يعرف أن هناك من هو أقوى منه.. الله ثم القانون.
    > وبعض الناس يبدأ بالمحاكم.. وينتهي بالمحاكم.. وقد يدخل السجن ثم يخرج ليعود إليه مرة أخرى.. وهذا النوع من الناس يعتقد أن الوقوف أمام القاضي أصبح هوايته التي يحبها.. أما السجن فهو البيت الذي يتمنى أن يعيش فيه.. وبعض الناس لا يعرفون المحاكم ولا يعرفون السجون.. مع أن أفعالهم أبشع.. وجرائمهم أكبر.
    > وبعض القضاة يشعر أحيانا أنه ليس كأحد من الناس.. ومن الغريب أن شعوره كان ينتهي إلى طريق مسدود.. ثم يتراجع ويفهم ويدرك تماما.. أنه ليس كأحد من الناس.. ولكنه مثل كل الناس.. وبعض القضاة يشعر أنه مثل كل الناس.. وتكون له صداقات.. وعلاقات.. وزيارات.. وروابط.. ومقايل أيضا.. وهو ينشرح بها.. ويرتاح إليها.. وينبسط فيها.. ولكنها لا تؤثر فيه.. ولا على عمله.. فإذا جلس في منصة القضاء.. كل شيء ينتهي.. إلا أنه قاض في محكمة.. دستورها العدل.. وعمادها القانون.
    > ومن المؤكد أن القضاة في عدن.. كانوا يعرفون شيئا واحدا فقط.. أن انصراف الناس.. أكانوا راضين أم غاضبين من المحكمة.. هو أعظم تحية يقدمونها لهم.. أو التقدير الوحيد الذي يتلقونه ويتكرر كل يوم.. وأتمنى أن يكون القضاة اليوم.. مثل الذين عرفناهم أيام زمان.. ثم قل ما تشاء عنهم.. إلا أن تقول إنك تكره أسلوبهم في الحكم.. أو الصدق الذي في حيثيات الحكم.
    > القانون فوق كل شيء.. ومن الصعب أن نصدق أن القضاة يطعنونه من الخلف أحيانا!!..



    جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشر
    Designed & Hosted By MakeSolution.com

انشر هذه الصفحة