جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ..

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة khalid64, نوفمبر 17, 2007.

    • :: الأعضاء ::

    khalid64

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 8, 2007
    عدد المشاركات:
    135
    عدد المعجبين:
    4
    الوظيفة:
    خاص جداً
    مكان الإقامة:
    قطر
    الحمدُ للهِ ثم الحمدُ لله، الحمدُ لله الواحدِ الأحدِ الفردِ الصمدِ الذي لم يلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كفواً أحد. الحمدُ لك رَبَّنَا على ما أنعمتَ عَلينا
    الحمدُ للهِ الذي هدانا لِهذا وما كنَّا لنهتديَ لَوْلا أنْ هدانا اللهُ والصلاةُ والسلامُ على سَيدِنَا وحبِيبِنَا وعَظيمِنَا وقائدِنا وقرةِ أعينِنَا محمد، أرسلَهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ سراجاً وهاجاً وقمراً منيراً فَهَدَى اللهُ به الأمَّةَ وكشفَ بِهِ عنها الغُمَّة وبلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ فجزاهُ اللهُ عنا خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائِهِ
    وأشهدُ أن لا إلهَ الا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ تنزَّهَ عن الأينِ والزمانِ والمكانِ، تنزّهَ عن مُشابَهَةِ المخلوقينَ ومماثَلَةِ المصنوعينَ حيٌّ قيّومٌ لا ينامُ لا يفنى ولا يبيدُ ولا يكونُ إلا ما يريدُ فعّالٌ لما يريدُ



    والصَّلاةُ والسلامُ على سيدِنا وحبيبِنا وعظيمِنا وقرةِ أعينِنَا أحمدْ
    من جَعَلَهُ رَبُّهُ خاتماً للأنبياءِ والمرسلينَ سَبَقَتْ ولادَتَه البشائِرُ، عُرِفَ بالنبوةِ بينَ الملأِ الأعلى سُكانِ السماءِ الملائكةِ قبل أن تكتمِلَ خلقةُ ءادمَ عليه السلامُ
    الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ، الصلاةُ والسلامُ عليكَ



    يَا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ في القاعِ أَعْظُمُهُ وطابَ مِنْ طيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ

    نفسي الفداءُ لِقَبرٍ أنتَ سَاكِنُهُ فيهِ العفافُ وفيهِ الجودُ والكَرَمُ

    أنتَ الشفيعُ الذي تُرجى شَفَاعَتُهُ عندَ الصِراطِ إذا ما زَلَّتِ القَدَمُ

    وَصَاحِبَاكَ فَلا أنسَاهُما أبداً مِني السَّلامُ عَلَيكُمْ ما جَرى القَلَمُ



    أما بعدُ أيُها الأحبةُ المسلمونَ، نحنُ اليومَ في اوائلِ شهرِ ربيعٍ الأولِ الذي ولِدَ فيهِ سيدُ العالمينَ محمدٌ، نحنُ اليومَ نستقبلُ مناسبةً عظيمةً وذكرىً طيبةً عطرةً، ذكرى ولادَةِ فخرِ الكائناتِ سيدِنا محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ



    اللهُ عظّمَ قدرَ جَاهِ محمــدٍ وَأَنَالَهُ فَضلاً لديهِ عَظِيما

    في مُحكَمِ التنزيلِ قَالَ لِخَلقِهِ صَلُّوا عليهِ وَسَلِمُوا تَسْلِيما



    بَعدَ أن رُفِعَ عيسى بنُ مريمَ عليهِ السلامُ إلى السَّماءِ إلى محلِ كرامَةِ اللهِ بأقلَ من ستِمائةِ سنةٍ ولدَ مُحمدُ ابنُ عبدِ اللهِ الهاشميِ القرشيِ في مكَّةَ المكرمةِ وَسَبقَتْ ولادَتَهُ البشائرُ في الكتبِ السَّماويةِ وعلى لِسانِ الأنبياءِ كما روى غيرُ واحدٍ من المحدثينَ رواياتٍ تدعَمُ ثبوتَ هذه البَشائرِ



    ومِنها ما رواهُ الحاكِمُ النيسابوريُّ في المستدرَكِ من أنَّه لمّا اقترفَ آدمُ الخطيئةَ أي أكلَ من الشجرةِ وقد نهاهُ اللهُ عن أن يأكلَ منها قال: يا ربِ اسألُكَ بحقِ محمدٍ إلا غَفَرتَ لي، وهذا قبلَ أن يولدَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم فقالَ الله الذي لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عن علمه شئ: وكيفَ عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ بعدُ، قالَ: رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجدتُ مكتوباً لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعرفتُ أنكَ لم تُضِفْ إلى اسمِكَ إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ



    الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ بشّرَ بك ءادمُ عليهِ السلامُ وَعَرِفَتِ الملائكةُ بِنُبُوتِكَ وبِعْثَتِكَ قَبلَ أن تَكْتَمِلَ خِلْقَةُ ءادمَ عليهِ السلامُ وهذا معنى كلامِ النبيِ صلى الله عليه وسلم كنتُ نبياً وءادمُ بينَ الروحِ والجسدِ، أي عُرِفتُ بِوصفِ النبوةِ بينَ الملأِ الأعلى سكانِ السماءِ الملائكةِ ولم تَكتَمِلْ خِلْقَةُ ءادمَ عليه السلامُ وكذلك بَشَّرَ به نبيُ اللهِ إبراهيمُ كما أخبرَنَا اللهُ تَعَالى في القرءانِ الكريمِ عن ابراهيمَ أنَّهُ قالَ: {ربَّنَا وابعَثْ فيهم رَسُولاً منهم يَتلُو عليهم ءاياتِكَ وَيُعلِمُهُمُ الكتابَ والحكمةَ ويزكِيهم إنك أنتَ العزيزُ الحكيمُ} وفي هذا روى الإمامُ أحمدُ عن أبي أمامةَ قُلتُ يا رسولَ اللهِ ما كانَ بدءُ أمرِكَ قَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "دعوةُ أبي إبراهيم" أَلَيسَ قالَ اللهُ تعالى إخباراً عن عيسى بنِ مريمَ عليه السلامُ {ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمُهُ أحمد}
    أَلَيسَ قالَ رسول الله: "ورأت أمّي انه يخرُجُ منها نُورٌ أضاءت لَهُ قُصورُ الشامِ"



    هَذا النبيُ العظيمُ الذي سَبَقَتْ ولادتَهُ البشائرُ وُلِدَ يتيماً قد كانَ ماتَ أبوهُ قبلَ ذلك ولما كانَ ابنَ سِتِ سنين مَاتَتْ أُمُه بالأبواءِ بين مكةَ والمدينةِ المنّورةِ ولما صارَ عُمرُهُ ثَماني سنين مَاتَ جدُهُ عبدُ المطلبِ وشبَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونشأَ صلى الله عليه وسلم حتى بلغَ أن كانَ رجلاً أفضلَ قَومِهِ مُروءةً وأحْسَنَهُم خُلُقاً وأكرمَهُم مخالطَةً وأحسَنَهُمْ مُجاورةً وأعظَمَهُمْ حِلماً وأمانةً وأبعَدَهُمْ عن الفحشاءِ والأذى والرذائِلِ. لَمْ يُعرَفْ عليه رذيلةٌ واحدةٌ لا قبلَ النبوةِ ولا بعدَهَا، تَزوجَ وكانَ أولَ ما تزوجَ وكانَ ابنَ خمسٍ وعشرينَ تزوجَ امرأةً شريفةً في قومِهَا عَفيفةً، خديجةَ بِنتَ خويلِدْ، كانتْ تاجرةً وهُنَا يُردُّ على الذينَ يكيلُونَ التُّهَمَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأنَّهُ كانَ ولُوعَ القلبِ بالنساءِ، فإنَّ أصغرَ نسائِهِ سناً عائشةَ رضي الله عنها لما كانَ دورُ المبيتِ عِندَهَا في بيتها كَانَ النبيُ صلى الله عليه وسلم يستأذِنُهَا ويذهبُ ليلاً إلى البقيعِ مدفَنِ المسلمين يَدعُو اللهَ تعالى للمسلمينَ ويتركُ أصغرَ زوجاتِهِ وأجملهنَّ وما عدَّدَ النساءَ إلا لِحِكَمٍ منها أنَّه صلى الله عليه وسلم تزوجَ من قبائِلَ مُتعددةٍ وفي هذا تأليفٌ لما بينَ قبائلِ العربِ، ثمَّ إنَّ تعليمَ أحكامِ الإسلامِ المتعلقةِ بالنساءِ أسرعُ انتشاراً من النساءِ إلى النساءِ ولم يكن صلى الله عليه وسلم ولوعَ القلبِ بالنساءِ بل كان عليه الصلاة والسلام شديدَ الخشيةِ من اللهِ تعالى يبكي جوفَ الليلِ



    يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى: {الذِينَ يَتَّبِعُونَ الرسولَ النبيَ الامّيَ الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ في التَّوراةِ والإنجِيلِ يَأمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُ لَهُمُ الطيِبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ التي كانَتْ عَلَيْهِم، فَالذينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ} ألا فاسْمَعُوا أيُّها المُؤمِنُونَ وَأَسْمِعُوا الوَهابيةَ عُمْيَ القُلُوبِ أَسْمِعُوهُمْ قَولَ اللهِ تَعَالى: {فَالذينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}. عَزَّرُوهُ أيْ عَظَّمُوهُ، اللهُ عَظَّمَ جَاهَ مُحمدٍ صَلى الله عليه وسلم، {واتَّبَعُوا النُورَ الذي أُنْزِلَ مَعَهُ أولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}



    فَأيُّ بَأْسٍ في تَعْظِيمِ النبيِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ بالاحْتِفالِ بِمَوْلِدِهِ عليه الصلاةُ والسلامُ وقد كانَ هذا بينَ المسلمينَ قبلَ ثمانِمِائةِ سَنةٍ إلى يومِنَا هذا وافَقَ عَلَيهِ المسلمونَ عُلماؤُهُم وعامَّتُهُم المحدِثُونَ والفُقَهاءُ والصُّوفِيَّةُ والمفَسِرونَ وكان الملِكُ المظفَّرُ مَلِكُ إربل أولَ من أحدثَ عَمَلَ المَوْلِدِ وكانَ تَقِياً صالحاً وكانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ عَلى حُبِ النبيِ صلى الله عليه وسلم وأقرَّهُ على ذلك الحفَّاظُ والمحدثُونَ، فلماذا يُنكِرُ الوهابيةُ المجسمةُ نُفاةُ التَّوسلِ الاحتفالَ بِمَولِدِ خَيرِ الانبِياءِ أَفْضَلِ الخلقِ عندَ اللهِ تباركَ وتعالى وها هي صُحُفُ الوهابيةِ (عكاظ وجريدة الجامعة) تُثْبِتُ عليهم أنهم يحتفلونَ بيومِ الشجرةِ، حسبيَ اللهُ ونعمَ الوكيل، يحتفلونَ بيومِ الشجرةِ وَيُكفِرُونَ عَامةَ المسلمينَ الذينَ يُصلونَ على النبيِ جهرةً بعدَ الأذانِ ويكفرونَ المسلمينَ وَيُحرِمونَ عليهم عَمَلَ المولدِ ويقولُونَ: هذه بدعةٌ محرمةٌ وها هو بيتُ محمدَ بنِ عبدِ الوهابِ في نجدِ الرياضِ الذي كان قبل مائتين وخمسين سنةً، بيتُهُ إلى الآن قائمٌ يدعونَ الناسَ والزوارَ والسواحَ لِدُخُولِهِ وأما بيتُ النبيِ صلى الله عليه وسلم الذي ولدَ فيه بمكةَ المكرمةِ هَدَمُوهُ وجرفوهُ ولم يبقَ له أيُ أثرٍ هَؤلاءِ هم الوهابيةُ مَعْشَرَ المُسلِمينَ



    اللهُ عظّمَ قدرَ جاهِ محمدٍ وأنالَهُ فضلاً لديهِ عَظيماً


    أمَّا هؤلاءِ ففي الزرقاءِ في الأردنِ في مدرسةِ الليثِ بنِ سعدٍ كانَ أحدُ أحبابِنَا طالباً في المدرسةِ ومعه أُستاذٌ وهابيٌ يدرّسُ اللغةَ العربيةَ وينكِرُ على المسلمينَ التبركَ بقبرِ النبيِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فقالَ له هذا الطالبُ المنزّهُ الموحدُ السنيُ قالَ للأستاذِ الوهابيِ: أبو أيوبٍ الانصاريُ صاحبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جاء إلى قبرِ النبيِ عليه الصلاة والسلام ووضعَ خدَهُ على القبرِ الشريفِ تبركاً، قال له: هذا إشراكٌ، قالَ له: يا أستاذُ اقولُ لك أبُو أيوبٍ الانصاريُ صاحبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وضعَ خَدَّهُ على قبرِ النبيِ تبركاً وتقولُ لي هذا إشراكٌ، فما كانَ من الوهابيِ مدرّسِ اللغةِ العربيةِ في الزرقاءِ في الاردنِ في مدرسةِ الليثِ بنِ سعدٍ إلا أن قالَ لهذا السنيِ: لو فعل محمد مثل هذا لكان مشركا، ألا فَلَعنَةُ اللهِ على ابنِ تيميةَ ومحمدَ بنِ عبدِ الوهابِ ومن ساعَدَ على نشرِ العقيدةِ الوهابيةِ وأخذَ بيدِ هؤلاءِ اليهودِ لنشرِ معتقدِهِم



    هؤلاءِ يبغضونَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يحتفلونَ بيومِ الخشبِ ولا يحتفلونَ بمولِدِ النبيِ عليه الصلاة والسلام، يمنعونَ حُجاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ مِنَ التمسُكِ بِشباكِ قبرِ النبيِ تبركاً ويضعونَ العلاماتِ للزوارِ إلى بيتِ محمدَ بنِ عبدِ الوهابِ



    واللهُ تَعَالى أخذَ العهدَ والميثاقَ على جميعِ النبيينَ أن يؤمنوا بنبيِ ءاخرِ الزمانِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم



    قال اللهُ تعالى: {وإذْ أخذَ اللهُ ميثاقَ النبيين لمَا آتيتُكُم من كتابٍ وحكمةٍ ثم جاءَكُم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتُؤمِنُنَّ به ولَتَنصُرنَّه قال أأقررتم وأخذتم على ذالكمْ إصري قالوا أقررنا قالَ فاشهدوا وأَنَا معكم من الشاهدين} مَا من نبيٍ إلا واخذَ اللهُ عليهِ العهدَ والميثاقَ أنْ يؤمنَ بنبيِ آخرِ الزمانِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وما من نبيٍ إلا وبلّغَ قَومَهُ "من أدرَكَ منكم محمداً صلى الله عليه وسلم فَليُؤمِنْ بِهِ وليناصِرْهُ وليؤازِرْه"



    اليمنُ كانَ حكامُهَا يُسمَّوْنَ التبابعةَ، وَتبَّعُ الأوسَطُ أسعدُ الحميريُ كان أحدَ حكامِ اليمنِ قبل ستِمائةِ عامٍ وشىءٍ من بِعثَةِ ومولِدِ النبيِ عليهِ الصلاة والسلام ما بينَ موسى وعيسى، صُفَّتْ له الجيادُ من بلادِ اليمنِ إلى بلادِ الشامِ، تَوجَّهَ اليها ليكسِرَهَا وليجعَلَهَا تحتَ سلطانِهِ فَمرَّ وهو بطريقِهِ من اليمنِ إلى بلادِ الشامِ، مَرَّ بالمدينةِ المنورةِ يثربَ فالتقى بِحَبرينِ من أحبارِ اليهودِ المسلمينَ الذينَ كانوا على دينِ موسى عليه السلام وقد قَرَأا في التوراةِ البشرى بِبعثةِ نبيِ آخِرِ الزمانِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام فقالا لأسعدَ الحميريِ تبَّعَ الاوسطِ الذي ذكَرَهُ اللهُ تعالى في القرءانِ الكريمِ في سورةِ الدخانِ بقوله :{أهُمْ خيرٌ أم قومُ تُبَّع}، أسعدُ الحميريُ هذا قالا له هذهِ المدينةُ أي يثربُ أي التي صارت فيما بعدُ المدينةَ المنورةَ مُهَاجَرُ نبيِ آخِرِ الزمانِ أحمد، أي سيهاجر اليها نبيُ آخرِ الزمانِ أحمدٌ صلى الله عليه وسلم كما قرأ كلاهُمَا في التوراةِ فأنشدَ يَقُولُ:



    شَهدتُ على أحمدٍ أنَّه رسولٌ من اللهِ باري النَّسمْ

    ولو مُدَّ عُمري إلى عُمْرِهِ لكُنْتُ وزيراً له وابنَ عَمْ

    وَجَاهَدتُ بالسيفِ أعداءَهُ وفرّجتُ عن صَدرِهِ كُلَّ غَمْ



    فَصارَ أهلُ المدينةِ المنورةِ منذ ذلك الحينِ يحفظونَ هذه الأبياتِ التي قالَهَا أسعدُ الحميريُ تبَّعُ الاوسطُ حتى صاروا يحفظونَهَا خلفاً عن سلفٍ وكان مِمَّنْ حَفِظَهَا أبو أيوبٍ الأنصاريُ الذي نزلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أوَّلَ ما نزلَ يومَ وصلَ المدينةَ مُهاجِراً، نَزلَ في بيتِ أبي أيوبٍ الأنصاريِ وكانَ يُسَمَّى خالدَ بن زيدٍ



    هكذا البشائرُ على لسانِ الأنبياءِ وفي الكتبِ السماويةِ المطهَّرةِ ببعثةِ خيرِ الأنبياءِ وأفضلِ العالمينَ محمدٍ وأحمدٍ والماحي والعاقبِ والحاشِرِ، لَهُ صلى الله عليه وسلم خمسةُ أسماءٍ: محمدٌ واحمدٌ والماحي أي الذي يمحو اللهُ به الذنوبَ والخطايا والعاقِبُ أي الذي لا نبيَ بَعدَهُ والحاشِرُ أي الذي يُحشرُ الناسُ عندَ قدمِهِ يومَ القيامةِ



    هذه بعضٌ من أخبارِ البشائرِ ببعثةِ ومولدِ خيرِ الانبياءِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام وفي الصحيحِ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ بنبراسِ اليهودِ فقالَ لهم: "يا مَعْشَرَ اليهودِ، أسلِمُوا فوالذي نفسي بيدِهِ إنكم لَتَجدونَ صِفتي في كُتُبِكُم" ولكنهم حرّفوا التوراة



    مواضيع ذات صلة

    الروائح الزكية في مولد خير البرية

    أولى الناس وأقربهم

    ذكرى المولد وحكم الإحتفال

    مولد سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم

    قصة الولي عبد الرحمن بن أبي نعم

    قصة حصلت لولي في الحبشة بعد دفنه

    رسالة في بطلان دعوى أولية النور المحمدي

    رسالة في بطلان دعوى أولية النور المحمدي 2

    رسالة في بطلان دعوى أولية النور المحمدي 3

    رسالة في بطلان دعوى أولية النور المحمدي 4
    __________________________________________

    الحسنات


    الحمدُ للهِ ربّ العالمينَ لهُ النعمةُ ولهُ الفضلُ ولهُ الثناء الحسنْ صلواتُ الله البّرِ المَلِكِ الرّحيمِ والملائكة المقربينَ على سيدنا محمّدٍ أشرفِ المرسلين وعلى إخوانهِ الأنبياءِ والمرسلينَ وسلامُ اللهِ عليهمْ أجمعينَ



    أما بعدُ، فقد قال رسولُ الله صلى الله عليهِ وسلمَ: "إذا عملتَ سيئةً فأتبعها بالحسنةِ"

    قالوا يا رسول الله أمِنَ الحسناتِ يا رسول الله "لا إلهَ إلاَّ الله" قالَ: "هي أحسنُ الحسناتِ"



    عَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ: "إِذَا عَمِلْتَ سَيّئَةً فَأَتْبِعْهَا حَسَنَةً تَمْحُهَا قَالَ: قُلْتُ:
    يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنَ الْحَسَنَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ". بهذه الرواية رواه الإمام أحمد في مسنده



    معنى الحديث: أنهُ إذا عملَ العبدُ سيئةً صغيرةً أو كبيرةً يُتبعُها بالحسنةِ والحسنةُ أنواعٌ كثيرةٌ منها ما هو من الفرائضِ ومنها ما هو من النوافل. فأيُّ حسنةٍ من الحسناتِ من عملها على سبيلِ السنُّةِ أي على ما يوافق ما جاء عن رسول الله صلى الله عليهِ وسلمَ فإنّها تكفرُ من السيَّئاتِ ما شاءَ الله وفي هذا الحديث أن "لا إلهَ إلاَّ الله" هي أفضلُ الحسنات وذلكَ لأنها كلمةُ التوحيد بها يدخلُ الكافر في الإسلام ولا يدخلُ بالتسبيح ولا بالتكبير ولا بالتحميدِ ولا بغيرِ ذلكَ من أنواعِ التقديسِ للهِ تعالى فلذلكَ كانت هي أحسن الحسنات فينبغي الإكثارُ منها أكثرَ من غيرها من أنواعِ الذكرِ



    وفي صحيح مسلمٍ وفي كتاب الدعاءِ للبيهقي رحمهما الله تعالى أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ"



    في هذا الحديث جمع رسول الله صلى الله عليهِ وسلّمَ الأربعةَ في سياقٍ واحدٍ

    لكنَّهُ لم يُقدَّمْ ذكرَ "لا إلهَ إلاَّ الله" بل قدَّمَ ذِكرَ "سبحان الله" وليس ذلكَ للدلالةِ على أن سبحان الله أفضلَ ممَّا بعدها أما أن تكونَ أفضلَ من الحمدُ للهِ فذلكَ قريبٌ محتملٌ وكذلكَ محتملٌ أن تكونَ من حيثُ الثواب في بعض الحالات أفضل من الله أكبر



    الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُردْ بهذا السياقِ الذي وردَ في الحديث الترتيب على حسبِ الفضلِ إنَّمَا مرادهُ أن هذه الأربعِ هي أفضلُ الكلماتِ أي أنها أفضلُ من غيرها من أنواعِ الذّكرِ
    و التمجيدِ للهِ تعالى هذا المراد



    وقد ورد في مسند الإمام أحمد رحمه الله رواية: عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْبَعٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لَا يَضُرُّكَ بِأَيّهِنَّ بَدَأْتَ"



    أما التفاضل فيما بينها فَيُعرفْ من دليل آخر كهذا الحديث الذي فيهِ أن "لا إلهَ إلاَّ الله" أحسنُ الحسناتِ فقولُ الرسول إنها أحسنُ الحسناتِ أفهمنا أنَّها أفضلُ من جميع أنواعِ الذكرِ



    ثمَّ إنَّ هذهِ الكلماتِ الأربعِ منها ما هو فرضٌ في بعضِ العباداتِ "الله أكبرُ" فرضٌ في تحريمةِ الصلاةِ لأنَّ إفتتاح الصلاةِ هو التكبير فنظراً لهذه الحيثيةِ التكبير له فضلٌ خاصٌ حيثُ إنّهُ جُعِلَ مفتاحاً للصلاةِ التي هي من أفضلِ الأعمالِ



    ثم إنَّهُ وردَ في فضلِ "لا إلهَ إلاَّ الله" حديثٌ صحيحٌ غيرُ هذا وهو ما رواه مالكٌ في الموطأ وغيره أنَّ رسول الله صلى الله عليهِ وسلم قال: "أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ". وفي لفظٍ: "وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". رواه الترمذي



    ففي هذا الحديث الصحيح الثابتِ الذي رواه الإمام مالكٍ رضي الله عنه وغيره من أئمةِ الحديثِ دليلٌ واضحٌ على أنَّ "لاَ إلهَ إلاَّ الله" أفضلُ ما يقال أي أفضل ما يمتدحُ بهِ الربُّ أفضلُ ما يمجدُ به الرَّبُّ تباركَ وتعالى



    وورد حديث آخر رواه الترمذي وإبن ماجه: عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَفْضَلُ الذّكْر لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ"



    الرسولُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا عملتَ سيئةً فأتبعها بالحسنَّةِ" قلتُ: "أمنَ الحسناتِ يا رسولَ الله لا إلهَ إلاَّ الله؟ قَالَ: "هِيَ أحسنُ الْحَسَنَاتِ". فقولهُ هي أي "لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ". (أحسنُ الحسناتِ) أي أفضلُها أي لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ أفضلُ ما يتقربُ بهِ إلى الله مع خفَّتها على اللسانِ وعدمِ المشقَّةِ في النّطقِ بها



    ليسَ هناكَ في الشرعِ قاعدةٌ كلّيةٌ أن ما كان من الأعمالِ أشقَّ وأكبرَ كُلفةً أفضلُ من غيرهِ بل من الأعمال ما هو أخفُّ وهو أفضلُ من غيرهِ من سائرِ الأعمالِ الصالحةِ كهذه الكلمةِ الشريفةِ "لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ" هي خفيفةٌ على اللسانِ لكنَّ اللهَ تعالى جعلها أفضل الحسناتِ



    فمهما عَمِلَ الإنسانُ من الأعمالِ الحسنةِ فأنَّ "لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ" مقدمةٌ في الفضلِ عند اللهِ

    وذلكَ أنَّها البابُ إلى الإسلامِ، الكافرُ إذا أرادَ الدخولَ في الإسلامِ لاَ يدخلُ إلى الإسلامِ إلاَّ بها أو بما يُعطي معناها



    قالَ الفقهاءُ: "إذا قالَ الكافرُ الذي يريدُ الدخولَ في الإسلامِ: "لاَ خَالقَ إلاَّ اللهُ محمَّدٌ رسولُ الله" صحَّ إسلامُهُ أيّ ثبتَ له الإسلامُ كذلكَ لو قالَ: "لاَ ربَّ إلاَّ اللهُ محمَّدٌ رسولُ اللهِ". قالوا صحَّ إسلامُهُ كذلكَ لو قالَ: "لاَ ربَّ إلاَّ الرحمن" أو "لاَ إلهَ إلاَّ الرحمن" لأنَّ هؤلاءِ الكلماتِ كلٌّ بمعنى "لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ" لكنَّ أفضلَ ذلكَ كلهُ هذه الصيغةُ "لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ"



    ثُمَّ من أرادَ الدخولَ في الإسلامِ فلو نطَقَ بترجمتها بلغتهِ التي يعرفها صحَّ إسلامُهُ وليسَ شرطاً للدخولِ في الإسلامِ أن ينطِقَ بعينِ اللفظِ العربي بلْ لو نطقَ بترجمتها دخلَ في الإسلامِ



    أمَّا إضافةُ "أشْهدُ" إلى هذه الكلمة مقرونةً "بأنْ" أي قولُ: "أشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ"
    قال الفقهاءُ فهو أَوكدُ لمن يريدُ الدخولَ في الإسلامِ



    القولُ الصحيحُ أنَّهُ إذا قالَ: "لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ"



    صحَّ إسلامهُ وإن كان الأفضلُ لمن يريدُ الدخولَ في الإسلامِ أن يقولَ: "أشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ" لأنَّ "أشهدُ" تعطي معنىً يؤكدُ مضمونَ هذه الشهادة ولأنَّ "أشهدُ" تدلُ على أنَّ هذا المتلفظ بها يعترف عن إيقانٍ وإعتقادٍ وعلمٍ ليستْ بمثابة أعلمْ فلو قالَ: "أعلمُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ" ليستْ بمرتبةِ أشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، أشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ فيها زيادةُ تأكيدٍ لإثباتِ الألوهية لله تعالى لدلالتها على الإعترافِ والإعتقادِ والإيقانِ فمعنى "أشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ" أنا موقنٌ ومعتقدٌ وجازمٌ بلا تردُّدٍ ولاَ شك وأنا عالمٌ بأنهُ "لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ" أي لاَ معبودَ بحقٍ إلاَّ الله أي لاَ يستحق أحدٌ أنْ يتذللَّ لهُ نهايةَ التذلل إلاَّ اللهُ أي أن الله تعالى هو المنفرد بإستحقاقِ نهاية التذلل أي أنهُ هو الذي يجوزُ أن يتذلل له نهاية التذلل ومن سوى الله من الملآئكة وأنبياء وغيرهم مما خلقَ الله تعالى لا يستحقُّ هذه العبادة التي هي نهاية التذلل



    ثم كلمة "لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ" فيها دلالةٌ على جميعِ ما يجبُ للهِ تعالى أن يتصفْ به من صفات الكمالٍ التي هي لا تثبتُ الأُلوهيةُ إلاَّ بها لا تثبتُ الأُلوهيةُ بدونها من ذلكَ "الحياةُ" تدلُ على أن الله حيٌّ تدلُ على أن هذا الذي يستحق نهاية التذلل حيٌّ ليسَ ميتّاً وتدل على العلم أي تدلُ على أن هذا الإله الذي هو منفردٌ بإستحقاقِ نهاية التذلل عالمٌ بكلّ شئْ

    وتدلُ على أن أنَّهُ متصفٌ بالقدرةِ أي الإقتدارِ على إختراع ما أرادَ دخولهُ في الوجودِ وهذا اللفظَ متضمنٌ أيضاً للإرادةِ أيّ أنَّ الله تعالى يخصص ما شاءَ بالدخولِ في الوجودِ فيدخلهُ في الوجودِ ويخصصُ ما شاءَ بصفةٍ دونَ صفةٍ أي بدلَ صفةٍ هي تقابلها فبالمشيئةِ خصّصَّ اللهُ تعالى الحادثاتِ بما فيها من صفاتٍ مختلفةٍ هو خصصَ الإنسانَ بصفاتِ خاصةٍ بهِ بدلَ أن يجعلهُ كغيرهِ من مخلوقاتهِ وخصصَ غيرَ الإنسانِ أيضا بصفات شاءَ أن تختَصَّ بهِ



    وسبحان الله والحمدُ للهِ ربّ العالمينَ
    ____________________________________________________

    الحج


    الحمد لله الذي أنعم علينا بالاسلام وأكرمنا بالإيمان وشرح صدورنا بالقرءان ورحمنا ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام. والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام، هدى الأمة وكشف الله به عنها الغمة فجزاه الله عنا خير ما جزا نبيًا من أنبيائه



    وأشهد أنْ لا إله إلا الله الحق المبين وأشهد أنّ محمدا رسول الله الصادق الوعد الأمين
    صلوات ربي وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين



    أما بعد، أيها الأحبة المسلمون أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم والسير على خطى رسوله الكريم، يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم} ويقول الحبيب الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام: "الحج عرفة"



    الحج


    أخوة الإيمان، لا يفصل بيننا وبين اليوم التاسع من ذي الحجة سوى أيام قليلة، والتاسع من ذي الحجة هو اليوم الذي يجتمع فيه قاصدي بيت الله الحرام على ذلك الجبل ليؤدوا فريضة من فرائض الحج الذي له وقت محدد، لذلك قال عليه الصلاة والسلام: "الحج عرفة" أي أن أشد أعمال الحج احتياطا له ومبادرة إليه هو الوقوف بعرفة، وذلك أن سائر أركان الحج فيها توسيع في الوقت، وأما ركن الوقوف بعرفة فوقته قصير محدد وهو من ظُهْرِ يوم التاسع من ذي الحجة إلى فجر يوم العيد



    وليس مراد الرسول بقوله: "الحج عرفة" الذي ظنه بعض من لم يتعلم من أن الشخص إذا وقف بعرفة نال الحج والعمرة ولو لم يأتِ ببقية أركان الحج فهذا جهل قبيح



    والوقوف بعرفة فيه حكمة عظيمة وذكرى جليلة فعندما يرى الحاج الحجاج بالآلاف فوق عرفات يتذكر يوم القيامة وما فيه من مواقف عظيمة، فالحاج يرى من شدة ازدحام الناس على جبل عرفة ويسمع ارتفاع أصواتهم بالدعاء لله الملِكِ الديّانِ مُتَذَلّلين خاشعين يرجون رحمته ويخافون عذابه
    يدعون الله خالقهم ومالكهم وهم على لغات شتى وألوان وأحوال مختلفة، كل هذا يذكّره بيوم القيامة ومواقفها المهيبة الهائلة حيث يقف الجميع متذللين مفتقرين لخالقهم مالك الملك الواحد القهار



    في هذا الموقف يتذكر الحاج أيضا اجتماع الأمم مع أنبيائهم يوم الحساب وكيف أن كل أمة تقتفي نبيَّهَا ويطمع العصاة المسلمين في شفاعتهم



    يوم عرفة جعله الله تبارك وتعالى بفضله أفضل أيام السنة، هذا اليوم الذي يزدحم فيه الحجاج على اختلاف ألوانهم وصورهم ولغاتهم ليؤدوا عبادة عظيمة فيها أبهى مظاهر الوحدة حيث يجتمع المسلمون تحت راية التوحيد التي جمعتهم فوق أرض واحدة يدعون ربا واحدا لا شريك له، نعم لقد وحّدهم توحيد الله والتصديق برسوله والإيمان بدينه



    قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}. في هذه الآية الكريمة أمرا عظيما لا غنى لنا عنه هو الاعتصام بحبل الله المتين الذي لا انفصام له، ولقد بيّن اللهُ لنا في القرءان أن صحابة النبي الكريم توحدوا واجتمعوا على الإيمان بالله ورسوله وتآلفوا وتآخوا وتظلّلوا تحت راية واحدة، ووجهوا أنظارهم نحو هدف واحد وهو رفع راية التوحيد فوق كل راية اخرى



    ولقد توحّد الصحابة الكرام على درب التقوى وجمعهم الإخلاص لله والتضحية بالنفس والمال والولد
    فاعتصموا بحبل الله أي تمسكوا بالدين وحَكَموا بحُكمه ووقفوا عند حدوده ولم يغالوا ولم يفرطوا في دينهم ولم يفرطوا بل فهموا معنى قول الله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} البقرة /143



    وفهموا معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوسط، العدل، جعلناكم أمة وسطا" رواه أحمد في مسنده. أما ما نراه اليوم من المغالاة ومن التطرف ومن الإفراط والتفريط الذي تسبّبُه بعض الجماعات ليزيدوا الشرخ بين المسلمين وليزيدوا الفِرقة بينهم خدمة لليهود الذين يغيظهم ما يرونه من محبة بين المسلمين وتآلف بين قلوبهم وتوحيد لكلمتهم، هؤلاء اليهود الخبثاء الذين يعملون ليلا نهارا على تفريق جمع المسلمين وتشتيت كلمتهم ومحاربة كل دعوة مخلصة لتوحيد صفوفهم



    وإن التحذير من أهل الضلال الذين يعيثون في الأرض فسادا واجب شرعا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حتى متى ترِعون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه كي يحذره الناس " رواه البيهقي



    لذا فيجب التحذير من الذين يضرون الناس في أمر دينهم ومن الذين يضرون الناس في أمر دنياهم
    والعجب العجاب من هؤلاء الذين يعترضون على من يحذّر من أهل الضلال الذين ينشرون المفاسد والمسائل التي تخالف شرع الله بإسم الإسلام، فإن التحذير منهم هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس من قبيل تفرقة المسلمين أو من باب فك وحدة المسلمين، فإنه لو تُرِك التحذير من الضلال وترك التحذير من أهل لانتشر الضلال واستفحل ولكان الناس شياطين خرس
    قال أبو علي الدقاق: "الساكت عن الحق شيطان أخرس"



    واعلموا أيها الاحبة المسلمون أنه إذا أصيب جسم أحدكم بالآكلة (الغرغرينا) هل يقول: "أنا أتركها في يدي أو رجلي لا أقطعها لأنها جزء مني فكيف أقطعها؟ يتركها حتى تنتشر في كل جسمه فيهلك فيموت



    هل هذا هو الفطن؟ هل هكذا يعمل احدكم؟ أم يقول هذا الجزء الذي أصيب بالغرغرينا استأصله حتى لا يعمّ المرض كل جسمي فهؤلاء الذين ينشرون الضلال بين المسلمين وهم يدّعون الاسلام مَثَلُهم كَمَثَل الآكلة، هل تترك أن تستأصل حتى لا ينتشر الفساد والضلال؟ بل يجب التحذير منهم ومن مقالاتهم، وبهذا يحصل أحد أمرين: إما أن يكفّ هذا الضال عن ضلاله، وإما أن يَخِفَّ شرُّه، وكلا الأمرين خير لمجتمع المسلمين



    لذا نقول أن مَنْ يدعو إلى عقيدة وعمل الرسول والصحابة هل هو يفرّق المسلمين أم الذين خالفوا مئات الملايين من المسلمين؟



    أليس الذي كفّر المتوسلين بالأنبياء والأولياء والمتبركين بهم وبآثارهم هو من يريد التفرقة. أليس من قال "الله جالس على العرش" هو المشبه الذي خالف كل المسلمين وكَذَّبَ القرءان وهو الذي يفرق ويزرع الفساد



    أليس الذي قال "إن المجتمع اليوم مجتمع جاهلي ليس فيه مسلم" حتى المؤذن اعتبره كافراً لأنه لا يعمل ثورة على الحكام، أليس هذا هو الداعي الى الفوضى والقتل بلا حق كما نرى ونسمع اليوم؟



    أليس الذي قال "لا يجوز للرجال دعوة النساء إلى الدين بل هذا خروج عن الإسلام" فكفّر بذلك المسلمين حتى الأنبياء الذين دَعَوْا الرجال والنساء للدين فمن الذي يفرّق إذن؟



    وها هي الصحف تطالعنا في هذه الأيام بخبر عن الذين يفرقون وحدة المسلمين بأفعالهم وأقوالهم



    فنسأل الله أن يميتنا على كامل الإيمان وأن يثبتنا على الحق وعلى العقيدة الصحيحة



    مواضيع ذات صلة ..

    عقيدة اهل الحق تنزيه الله عن الحيز و الجهة

    يقولُ اللهُ تعالى {المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدُّنيا والباقياتُ الصَّالحاتُ خيرٌ عندَ ربكَ}

    تنزيه الله عن الجوهر و العرض و الحد

    دعوةُ إبراهيم عليه السلام قومَه إلى عبادة الله وحدَه وإقامة الحجّة

    إثبات تنزيه الله عن المكان من القرآن و الحديث ومن أقوال السلف و الخلف

    بيان أن الله خالق الخير والشر

    الحث على طلب العلم الديني

    الخيانة

    بر الوالدين و عقوق الوالدين

    علي بن زيد الدين
    _________________________________





    خالد بن محمد آل عشيـــــــــــــــــتش ..
    • :: إدارة المجلس ::

    الخلاقي
    خالد احمد علي جنبل

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 6, 2007
    عدد المشاركات:
    4,313
    عدد المعجبين:
    298
    الوظيفة:
    طالب
    مكان الإقامة:
    عدن - NYC
    الاسم الكامل:
    خالد احمد علي جنبل
    مشكور اخي الكريم وجزاك اللة الف خير

انشر هذه الصفحة