جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

الأخبار المحلية بقلم داود البصري :مصير الجمهورية اليمنية المتحدة ... ساعة ال

موضوع في 'المجلس السياسي' بواسطة ابوجمال, مايو 16, 2009.

    • :: الأعضاء ::

    ابوجمال

    • عضو جديد
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 2, 2007
    عدد المشاركات:
    329
    عدد المعجبين:
    0
    مكان الإقامة:
    بين السماء والارض
    بقلم داود البصري :مصير الجمهورية اليمنية المتحدة ... ساعة الحقيقة?
    [IMG]صوت الجنوب/2009-05-16
    الوحدة تعيش آخر لحظاتها وهناك تحت الرماد أكثر من وميض لنيران مشتعلة
    تطورات أوضاع الحراك السياسي والجماهيري في عموم اليمن يوحي بكل تأكيد بأن تلك البلاد التي عاشت في خضم أزمات متتالية منذ أربعينات القرن الماضي ستشهد أوضاعا حركية متغيرة قد تقلب الصورة السياسية العامة في جنوب الجزيرة العربية, فإستمرار الأوضاع المضطربة بينما كان يعرف بجمهورية اليمن الشعبية الجنوبية سابقا , وإستمرار




    تدهور الأوضاع العامة في شمال اليمن بعد عودة النزاع بأقصى مدياته مع جماعة »الحوثيين« التي بدأت تحركا إعلاميا وسياسيا مكثفا يوحي للمراقب وبما لا يدع مجالا للشك بسيناريوهات حركية شديدة التحول قد تحدث في أي لحظة! , وقد جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليمني السابق السيد حيدر أبوبكر العطاس, وهوأحد قياديي جمهورية اليمن الجنوبية السابقة من الذين قدر لهم النجاة من مجزرة الرفاق الإشتراكيين في 13 يناير ,1986 وتأكيداته الجازمة على ضرورة الإنفصال وإنهاء عقد الوحدة بين الشمال والجنوب اليمني والعودة بالأوضاع الى ما قبل يوم 22 مايو1990 ( إعلان الوحدة اليمنية ) لتضيف الى المشهد السياسي والإجتماعي والعسكري في اليمن رتوشا تجميلية هي أقرب للرعب منها الى اي أشياء أخرى , فطريقة الإنفصال الودي التي تحدث عنها العطاس لا يمكن أن تتم أبدا وفقا للصيغة التي إقترحها, أي عودة الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض الى سدة الرئاسة في عدن وإنكفاء الرئيس علي عبد الله صالح في قصره الرئاسي في صنعاء! وكأن أحداث السنوات التسعة عشر الماضيات من عمر الوحدة اليمنية مجرد »حلم ليلة صيف«! أومجرد مرحلة عابرة في تاريخ بلد وشعب مر بمختلف المحن والتحولات والمتغيرات والإنقلابات بعد أن دخل التاريخ الحديث في مرحلة متأخرة نسبيا بعد إلغاء نظام الإمامة المنتمي للعصور الوسطى عام 1962!, والجميع يعلم أن التاريخ البشري المتطور لا يمكن إرجاع عقارب ساعته للخلف مهما بدت الظواهر عكس ذلك , نعم لقد فشلت قيادة دولة الوحدة اليمنية التي دخلت في أبشع إختبار دموي عام 1994 في تلك الحرب المؤسفة أن تحقق آمال الشعب اليمني التي كان يعلقها على الوحدة , ولكن هذا الفشل لم يكن أبدا بسبب الوحدة ولم الشمل, بل كان بسبب التسرع في إتخاذ قرار الوحدة الستراتيجي, وبسبب عدم وجود الضمانات الحقيقية لنقل التجربة الوحدوية الى مستوى الشارع وليس على مستوى تحكم الكبير بالغير أوالقوي بالضعيف أو إنتهاج سياسات قبلية وعشائرية وعائلية ليست الوحدة سببا لها, بل أنها ضحية من ضحاياها , فتدهور الأوضاع العامة في اليمن وتفاقم الأزمات الحياتية والفشل الذريع في إدارة وتوزيع الثروة الوطنية , والتقصير الكبير في خطة التنمية الفاشلة أصلا , وغياب الدماء الشابة الجديدة التي بإمكانها دعم قضية وملف الوحدة بطاقات وأفكار وتصورات ودماء جديدة , إضافة الى ازمة السلطة وسياسة التوريث الرئاسية التي أضحت سنة من سنن الأنظمة الجمهورية العربية العجيبة, وجميعها أسباب وظواهر ودلالات على تدهور كان لا بد أن يحدث, وأن يترك مؤثراته على الأوضاع العامة , فالفشل الإجتماعي والإقتصادي , والفشل الذريع في إدارة الصراع السياسي وإنتهاج السياسات العدمية غير المسؤولة قد حول اليمن وللأسف, الى مرتع للجماعات الظلامية والأصولية والتكفيرية , وأفرز واقعا عدميا باتت تتحكم به الجماعات المتطرفة التي أضحى لها وجود فاعل في جنوب الجزيرة العربية مستغلة التداخلات القبلية وفساد السلطة وإنعدام البرامج التحديثية الحقيقية والإهمال المتعمد لتوسيع المشاركة السياسية لتشمل الفئات البعيدة من قمة الهرم السلطوي التي بقيت ساخطة بين التحسر على الماضي ( الإشتراكي ) الذي ذهب مع الرياح الوحدوية وعلى تشتت الثروة الوطنية وعلى التخبط العام في إدارة السلطة في اليمن الموحد الذي إرتفعت فيه شكاوى الجنوبيين من هيمنة شمالية واضحة تعبر عن أزمة السلطة والنظام ولا تعبر أبدا عن بشاعة الوحدة.
    لقد إنتهت أول وآخر وحدة إندماجية في تاريخ العرب الحديث بين مصر وسورية في خريف 1961 ( 28 سبتمبر) بمأساة إنقلاب عسكري في دمشق أطاح بقيادة المرحوم المشير عبد الحكيم عامر المترهلة وطبقة الضباط الفاسدة التي أحاطت به, وأرسلته مخفورا الى القاهرة لتنتهي تلك الوحدة اليتيمة التي لم يحقق العرب بعدها أي وحدة إندماجية حقيقية بإستثناء الوحدات التلفزيونية التي كان نظام معمر القذافي في ليبيا مولعا بها والتي ينفرط عقدها بعد خمس دقائق من إلتئامها! حتى تحول موضوع الوحدة العربية الى تهريج حقيقي , فقبل وبعد وحدة شطري اليمن لم تنجح أي تجربة وحدوية عربية بل أن موضوع الوحدة بحد ذاته قد تحول الى حلم طوباوي في العصر الراهن بعد نموالتيارات الطائفية والدينية التي تتراوح بين إقامة الكيانات الطائفية الضيقة أوبين تحقيق الوحدة الإسلامية الشاملة! رغم البون الشاسع في مساحات التفكير والتصرف بين التيارين ,
    من الواضح اليوم أن الوحدة اليمنية تعيش في خطر حقيقي ربما سينتهي في النهاية بتكريس واقع إنفصالي جديد تداخلت في خطوطه تيارات لم تكن موجودة أوائل تسعينيات القرن الماضي, وأعني بها التيارات الدينية الأصولية المتوحشة, التي باتت تستفيد من حزام الأزمات المستفحل في العالم العربي.
    إنفصال اليمن وإعلان الطلاق البائن هو اليوم أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى , فلن تكون هناك حربا بين الجيوش كما حصل عام 1994 , ولكن ستشتعل لا محالة, إن لم تكن قد إشتعلت فعلا, سلسلة من الحرائق الصغيرة التي ستوسع مساحات الثقوب في الثوب الوحدوي المهلهل.
    سيناريو الإنفصال لا يحتاج سوى الى اعلان قيادة ميدانية, ربما هي اليوم في طور التكوين والبروز ولا تنتظر سوى أوامر التحرك...! , فالوحدة تعيش آخر لحظاتها , وهناك تحت رماد اليمن السعيد أكثر من وميض لنيران مشتعلة ستعيد رسم الخارطة السياسية في جنوب الجزيرة العربية... إنه سيناريوالتغييرات غير المتوقعة وقد بدأ برسم خطوطه الأولى... فرحمة الله على الوحدة والوحدويين! تلك هي الحقيقة العارية لا محالة!


    dawoodalbasri@hotmail.com

    * كاتب كويتي


    السياسة الكويتة


انشر هذه الصفحة