مهرجان يافع التقليدي السنوي يتحول إلى فعالية سياسية

مهرجان يافع التقليدي السنوي يتحول إلى فعالية سياسية والحشد الجماهيري ينهي المهرجان بمسيرة احتجاجية هي الأولى بيافع
يافع «الأيام» صلاح القعشمي:



تحول مهرجان يافع التقليدي السنوي الذي أقيم صباح أمس الاول في منطقة الهجر بمدينة لبعوس يافع محافظة لحج من مهرجان تقليدي شعبي إلى مهرجان وفعالية سياسية غير مسبوقة، فعلى الرغم من جملة الترتيبات والاتفاقات التي تمت بين السلطة المحلية والمجلس المحلي ومع قيادات الأحزاب (المؤتمر، الاشتراكي، الإصلاح) وقيادات جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين والمشايخ والوجهاء ومنتدى يحيى عمر الثقافي بيافع الرامية إلى عدم تسخير المهرجان لأي جهة كانت، وأن يعمل الجميع كفريق واحد على إنجاحه بشكله وطبيعته الشعبية بحسب العادة المستمرة من مئات السنين إلا أن الأمور انقلبت رأسا على عقب صباح يوم المهرجان التقليدي، وتحولت الزوامل الشعبية التي تتقدمها فرق رقصة البرع اليافعي الشهير من لوحتها الموروثة إلى لوحة سياسية فاجأت الجميع بخروجها عن المألوف، ورددت زوامل أخرى تعبر في معانيها عن قضية الجنوب وبنفس توجه الحراك السياسي والفعاليات السلمية التي تشهدها محافظات الجنوب، وهتفت (بالروح بالدم نفديك ياجنوب، وثورة ثورة ياجنوب).

وعند اكتمال تدفق أرتال الزوامل الواصلة من مختلف القرى والمناطق تحولت الفعالية من مهرجان تقليدي سنوي إلى مهرجان سياسي احتجاجي.

بعد ذلك بدأ المهرجان بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم هم الشيخ عبدالرحمن بن عبدالرحمن بن وهاس شيخ لبعوس الجبل (ذي حور) بإلقاء كلمته، لكنه لم يتمكن من ذلك بفعل الهتافات المدوية، ولم تفلح كل الوجاهات والشخصيات في إثناء الحشد الكبير عن ترديد هتافاته القوية، فغادر ممثلو المجلس المحلي المنصة ومعهم عدد من البرلمانيين والمشايخ والمسئولين والوجهاء الحاضرين، في حين استمر الحشد في ترديد هتافاته.

وكانت المفاجأة الأكبر عند قيام الحشد الجماهيري بتنفيذ مسيرة ومظاهرة حاشدة انطلقت من ساحة المهرجان إلى مبنى السلطة المحلية والمجلس المحلي الكائن في سوق السلام بلبعوس، مرددين الهتافات والشعارات التي تردد عادة في فعاليات الاعتصامات السلمية التي تشهدها محافظات الجنوب.

وبهذه المشاهد المفاجئة انتهى مهرجان يافع التقليدي الذي تم تدشينه صباح الأربعاء 26 ديسمبر الجاري، في منطقة أكتوبر، وألقى الشيخ عبدالرب أحمد النقيب شيخ مشايخ الموسطة (نقيب يافع) كلمة قال فيها:

«أيها الإخوة الكرام.. إننا مع حقوق أبناء يافع وغيرهم في عدن، ومع كل المظلومين في مختلف المحافظات، ونحن ضد الفساد والفاسدين.

ولقد علمنا أنه تم تشكيل لجنة برئاسة الرجل الطيب عبدالوهاب الآنسي، ونتمنى له النجاح، ونعلم أن المهمة صعبة جدا عليه، لأن المسألة ليست مسالة فساد (وبس)، بل صراعات نفوذ على السلطة وغيرها. وكما قلنا من سابق، إذا صلحت صنعاء صلح اليمن كله، واذا فسدت صنعاء فسد اليمن كله».

وأضاف نقيب يافع قائلا: «يا إخواني.. لا بأس أن يتم تكريم المناضلين من أبناء الجنوب، ولكن الأجدر من ذلك تكريم الشعب الذي قدم كل غال ونفيس في سبيل الاستقلال من الاستعمار البريطاني.

كما تعلمون أن لكم أخوة في عدن اشتروا أراضي من الحكومة وقاموا ببناء أحواش عليها كلفتهم الملايين من الريالات، ولكنهم فوجئوا بالمؤسسة الاقتصادية العسكرية تجرف ممتلكاتهم، وبأمر من محافظ عدن، وهذا لا يجوز، وبعض الأخوان لديه أوامر من فخامة الرئيس بتسليمه أرضه إلا أن المحافظ في عدن للأسف الشديد رفض هذه الأوامر، لذلك فنحن مع أبنائنا وحقوقهم مهما كلف الثمن، ونطالب بالمساواة، وقد كان من الواجب مراعاة أهل الأرض لا أخذ حقوقهم بالقوة.

أما الغلاء فقد أصبح المواطن البسيط ضحيته، خصوصا في المواد الغذائية الأساسية».

وأثنى الشيخ النقيب في كلمته على الجهود المبذولة من قبل المنفذ لمشروع طريق الفرزة المفلحي وطريق الخل اليزيدي وطالب الجميع بضرورة التعاون وتسهيل الامور امام جهة تنفيذ هذه المشاريع، كونها مكاسب كبيرة ينبغي على الجميع الحفاظ عليها وعدم عرقلة أي مشروع خدمي للمنطقة.

كذلك ألقى الشيخ د.عبدالسلام الحريبي في المهرجان التدشيني كلمة قال فيها:

«إننا اليوم ندشن مهرجان يافع التقليدي السنوي إحياء لافراح العيد وتجسيدا لوفاء الاجيال للاجداد بمواصلة ما اعتاد عليه اجدادنا السلف على مر السنين.

وإننا باحتفالنا هذا إنما نحيي موروثا شعبيا، وإنه لفخر لنا أن نظل اوفياء وحريصين على احياء هذا الموروث في كل المناسبات والاعياد، لنعكس تاريخا تزخر به يافع.

ونجدها فرصة لنوجه رسالة إلى الاجيال بضرورة الحرص والاستمرار في التمسك بمبدأ حب الخير والتسامح والاخوة وتوحيد الصف، والحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا الموروثة التي تشكل جزء من تاريخنا، وتعكس روح الفخر والاعتزاز بتاريخنا وحضارتنا وأخذ العبر من الماضي وجعله عنوانا للحاضر المشرف».

وطالب الشيخ الحريبي جهات الاختصاص بالحفاظ على هذا التقليد السنوي والقيام بواجبها المناط بها، كما طالب السلطات المحلية بأداء دورها المأمول منها بالحفاظ على نظافة الاسواق وعدم التفريط بالمصالح والمباني العامة وحمايتها من العابثين والفاسدين، وإيلاء التربية والتعليم العناية الفائقة وتوفير فرص التوظيف للخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد.

كما ألقيت في المهرجان كلمة عن السلطة المحلية ألقاها الاخ سامي محمد علي العياشي مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي وكلمة الضيوف ألقاها الأخ محمد عبدالحافظ العيسائي عضو مجلس النواب.

كما ألقى الشعراء الشيخ حريبي عبدالرب الحريبي، أحمد عوض أبو عارف، فؤاد السرحي قصائد شعرية نالت استحسان الحاضرين.

وحضر المهرجان الشيخ سالم محمد الرشيدي والشيخ عبدالقوي الوحيري وعدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية.

وأعلن في المهرجان عدم إقامة مهرجان بين المحاور بالموسطة تقديرا وعرفانا لرجل الخير المرحوم الشيخ محمد عبدالحافظ بن شيهون رحمه الله.




وفي مهرجان (الهجر) ألقى الشيخ عبدالرحمن بن وهاس كلمة قال فيها:

«باسمي وباسم اهالي مكتب لبعوس خاصة وباسم ابناء يافع عامة نرحب بكل الحاضرين الذين أتوا لمشاركتنا في هذا الحفل الذي يقام في هذا اليوم من كل عام ليكون رابطا لابناء المنطقة، تطالب من خلاله الدولة بمشاريع حيوية تخدم ابناء يافع.

وعليه فإنني أسأل وأتساءل: هل المدير العام واعضاء المجلس المحلي ومدراء المرافق الحكومية يقومون بواجبهم تجاه المواطنين وتجاه المشاريع التي ليس لنا منها إلا الاسم؟.. فمثلا مشروع طريق السلام ـ المنصة الذي اعتمد عام 2003م لم ينفذ حتى الآن.

أما التعليم فحدث ولاحرج، فهو من سيء إلى أسوأ، بسبب نقص المدرسين المتكرر كل عام وإهمال إدارة التربية عن المطالبة بالوظائف المخصصة لها، ايضا مشروع ربط الكهرباء بالمؤسسة العامة للكهرباء الذي اعتمده الرئيس في زيارته الاخيرة للمنطقة.

إننا نطالب السلطة المحلية وفروع المؤسسة العامة للمياه بالمديرية دراسة الطلب المتزايد على المياه ووضع الدراسة لمعالجة هذا الموضوع.. وشكرا لكل من حضر وشارك وساهم في انجاح هذا المهرجان. وكان من المقرر أن يتم في مهرجان (الهجر) بلبعوس تكريم د. علي صالح الخلاقي، نظير اهتمامه الكبير بجمع الموروث الثقافي والشعري واصداراته المتميزة ودوره الفاعل في تفعيل مناشط منتدى يحيى عمر الثقافي وتفاعله المتفرد في المشاركة الدائمة في كافة مهرجانات يافع السنوية التقليدية منذ أن كان طالبا في المرحلة الاعدادية مطلع السبعينات حتى اليوم، وكذلك تكريم الشخصية الخيرية المرحوم الشيخ محسن عبدالرب الحريبي نظير اسهاماته الكبيرة في عدد من المشاريع الهامة في المديرية كان ابرزها بناء وتجهيز مبنى قسم الطوارئ بمستشفى أكتوبر العام البالغ تكلفته 35 مليون ريال يمني منها 15 مليون ريال قيمة الاجهزة والمعدات الحديثة وغرفة العمليات الصغرى، إلا أن الحشد الجماهيري حال دون تنفيذ التكريم إثر قيامه بترديد الهتافات والقيام بالمسيرة الحاشدة إلى سوق السلام، وهو الامر نفسه الذي حال دون إلقاء الشعراء خالد القعيطي وحسين حسن الشعبي ومحمد أحمد الناخبي ونبيل الخالدي وأبو عارف وفاضل الحمري وآخرين قصائدهم في المهرجان كما جرت العادة كل عام.

هلا وغلا
بو عبدالله نورت
واسعدني مرو ك الكريم
تقبل تحياتي
ودمت بخير