جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

تقديم كتاب ( الشيخ أحمد أبو بكر النقيب.. حياته واستشهاده)

موضوع في 'د.علي صالح الخلاقي' بواسطة الخلاقي, يوليو 23, 2009.

    • :: إدارة المجلس ::

    الخلاقي
    خالد احمد علي جنبل

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 6, 2007
    عدد المشاركات:
    4,313
    عدد المعجبين:
    298
    الوظيفة:
    طالب
    مكان الإقامة:
    عدن - NYC
    الاسم الكامل:
    خالد احمد علي جنبل


    [IMG]

    تقديم كتاب ( الشيخ أحمد أبو بكر النقيب.. حياته واستشهاده)

    الشيخ الشهيد أحمد أبوبكر النقيب، شخصية وطنية فذة، له سجل حافل بالمآثر والمواقف الوطنية التي عمدها بدمه الطاهر مرتين, الأولى عند إصابته أثناء مواجهته لعملاء الاستعمار في عام 1961م, في "محطة الحد" بيافع, ثم عند مقتله في منزله غدراً في عام 1963م ومحاولة القتلة تلطيخ سيرته الوطنية لتبرير عملية اغتياله الغادرة, وهي العملية التي قوبلت بالاستنكار الشديد من قبل رجال القبائل الذين يعرفون الشهيد ومواقفه الوطنية و سيرته الحافلة بمآثر النضال الوطني التحرري ضد الاستعمار وعدم الخضوع أو الرضوخ للتهديد أو الإغراء وثباته على مبادئه التي آمن بها واستشهد من أجلها. ومن المؤلم حقاً أن تبقى سيرة أمثال هذا المناضل الوطني مغيبة، حيث تمر الأعوام وتنقضي العقود دون أن يلتفت إليها أحد, مع أن في سيرته الوطنية وكفاحه وتضحياته ما يغري الدَّارس ويمتع ويفيد القارئ ويضيف صفحات ناصعة إلى سفر نضال شعبنا من أجل حريته واستقلاله الوطني.

    فقد كان الشيخ الشهيد أحمد أبوبكر النقيب شخصية متميزة, فهو شيخ الموسطة ونقيب يافع ومناضل ومصلح اجتماعي ووطني غيور وشاعر وثائر ضد الاحتلال ومخططاته. أفشل في سنوات شبابه ـ في ثلاثينات القرن الماضي- زيارة ضابط الاستخبارات البريطانية "مونتغمري" إلى يافع. فجَّر قنبلة في وجه ملكة بريطانيا عند زيارتها لعدن وقطع بجنبيته حبلاً وضع عمداً وبحيلة مقصودة لينحن كل من يصعد إلى المنصة المخصصة للسلام على الملكة. قاد انتفاضة 1958م حينما أرادت بريطانيا أن توجد لها موطئ قدم في أطراف يافع. تعرض منزله لقصف الصواريخ بواسطة الطيران البريطاني, لذلك حفر اثنين ملاجئ داخل المنزل، تحت الأرض, في صميم الصخر لا تخترقها الصواريخ والقنابل البريطانية. وزعت الطائرات البريطانية عدة إنذارات في أوقات مختلفة تصفه بأنه من "أكبر المجرمين", وهي صفة تطلقها على كل من يقاومها من أبناء الوطن ورجاله المخلصين وتتهدد وتتوعد النقيب والقبائل التي تقف معه في وجه بريطانيا. رفض رفضاً قاطعاً الدخول في الاتحاد الفيدرالي لأنه ـ حسب رأيه ـ كيان مسخ يأتمر بأمر الإنجليز. استهدف ببندقيته الأوتوماتيكية,الأمريكية الصنع, عدة طائرات حربية بريطانية أثناء غاراتها على قرى المنطقة وأصاب ست طائرات بأضرار، كما اعترف بذلك المندوب السامي أثناء المشادّة الكلامية بينه وبين النقيب، حينها قال النقيب للمندوب السامي: "الحمد أن شهداءنا لم يذهبوا سدىً". أسس بدعم من الإمام أحمد أول مدرسة لأبناء يافع في قعطبة ثم شملت أبناء الضالع والشعيب وحالمين. استطاع أن يوحد القبائل في مواجهاته مع الانجليز وعملائهم. كانت له اتصالات مباشرة بالعديد من الزعماء أمثال: ملك المملكة العربية السعودية، الإمام أحمد, ومراسلات مع الجامعة العربية, وله علاقات قوية مع الزعامات اليافعية وغيرها, أما إصلاحاته الداخلية فأكثر من أن تحصى, فقد كان شغله الشاغل توحيد صفوف القبائل وإخراج المنطقة من نير الفتن والحروب القبلية وإصلاح ذات البين وإقامة الأسواق الآمنة والدعوة إلى نشر التعليم بين أبناء المنطقة وخلق روح الألفة والموَدَّة بين الناس وحل مشاكلهم بعيداً عن المحاباة وفي ضوء الأحكام الإسلامية.

    ولعل الواجب يملي علينا أن نلتفت إلى سيرته ونضاله, وأمثاله من الشخصيات الوطنية التي تركت بصماتها الواضحة في تاريخنا المشرق وكان لهم شرف السبق والريادة في المقاومة والنضال ضد الاستعمار ومخططاته في إقليم يافع المعروف بـ"سِرْو حِمْيَرْ"، أمثال السلطان الثائر محمد بن عيدروس العفيفي والمناضل محمد صالح المصلي. وللحقيقة والتاريخ فأن هؤلاء الثلاثة يعدون رواد النضال الوطني في المنطقة, فقد أيقظوا بمقاومتهم المشاعر الوطنية وأججوا روح العداء للمستعمرين ودفعوا بالكثيرين إلى امتشاق السلاح ودفعهم إلى النضال التحرري,فحرثوا بذلك الطريق ومهدوا للثورة المسلحة التي انطلقت فيما بعد من قمم ردفان الشماء في 14 أكتوبر 1963م وعمت أرجاء الجنوب.

    وفي هذا المسعى النبيل أقدم في هذه الصفحات جوانب مضيئة من سيرة ومواقف الشيخ الثائر الشهيد أحمد أبوبكر النقيب, لما فيها من الدروس والعبر,خاصة وقد مضى على رحيله أكثر من أربعة عقود, دون أن يحظى بقليل مما يجب من التكريم أو إضاءة وتخليد سيرته ومواقفه الوطنية, وهو أقل ما يجب علينا عمله.

    وأعترف أن ما دفعني إلى أن أطرق هذا الموضوع, هو أنني في إطار اهتمامي بجمع الزوامل والقصائد الشعبية لمراحل ما قبل الاستقلال, وقع في يدي الكثير من تلك الزوامل والقصائد التي تخص هذه الشخصية الوطنية, سواء تلك التي نظمها هو في مراحل حياته المختلفة، وبعضها كنت قد تعرفت عليها في كتاب صلاح البكري "في شرق اليمن – يافع"، أما الكثير من القصائد والزوامل فمما قيل عنه بعد حادثة اغتياله غدراً, وهذه لوحدها تكاد أن تشكل ديواناً متكاملاً من أجمل وأروع القصائد والزوامل التي قالها شعراء شعبيون كثيرون، من أبرزهم الشاعر شائف محمد الخالدي والشاعر محمد عبده ابن أحمد جابر العروي. وإلى جانب ذلك وبمساعدة نجليه الشيخ عيدروس والشيخ عبدالرب اللذين فتحا لي قلوبهما وصدورهما ورويا لي الكثير من الذكريات عن والدهما الشهيد وقدما لي ما تبقى بحوزتهما من وثائق مختلفة وخطابات كان يلقيها الشهيد في مناسبات مختلفة وهي مدونة بخط يده, وهي خير شاهد على مواقفه الوطنية، فضلاً عن نسخ وصور من المنشورات التي كانت توزعها الطائرات البريطانية ضده وضد زملائه المناضلين, كما تتبعت كل ما كُتب عن الشهيد في الصحف المختلفة, أو ما كتب عنه هنا وهناك في بعض المؤلفات, وكذا شهادات معاصريه من بعض الشخصيات التي كانت على ارتباط نضالي أو شخصي بالشيخ الشهيد, ممن لا زالوا على قيد الحياة, أمثال المناضل محمد صالح المصلي ورجل الأعمال الفاضل الشيخ علي عبدالله العيسائي والشيخ صالح غالب السعدي والشيخ صلاح جابر بن شعيلة والشيخ محمد ثابت النقيب وآخرين. ويلزمني الوفاء أن أشكر الصديق علي صالح محمد "أبو سامي" الذي قدم لي ما بحوزته من وثائق عن الشيخ النقيب.

    والشكر موصول للواء/ سالم علي ناجي بن حلبوب، الذي قدَّم لنا بعض الوثائق والمصادر الإنجليزية المتعلقة بموضوع البحث، وبمقارنة ترجمة كتاب (سيرة عن القبائل العربية حول عدن ـ طبعة بمومباي، 1909م) وجدنا أنه المصدر الذي استند إليه مؤلف كتاب (وثائق يمنية.. الجنوب اليمني ـ عبدالله أحمد الثور) في كثير من الاستشهادات التي أوردناها في متن كتابنا هذا. ولإننا حصلنا على هذه المصادر والكتاب قيد الطبع فلم نتمكن من الاستفادة منها، عدا إضافة صورة للشيخ علي محسن النقيب.

    إن الصعوبة التي واجهتها هي عدم التحديد الدقيق لبعض الأحداث التي رواها من التقيتهم, وهو ما دفعنا إلى أن نذكر الفترات التقريبية لمثل تلك الأحداث، ولعل ما يؤسف له أن الكثير من الوثائق والمحومرات وغيرها التي كانت محفوظة في أرشيف الشيخ الشهيد قد نهبت وفقدت بعيد اغتياله ونهب ممتلكاته كاملة، وأُعيد القليل منها فقط.

    نأمل أن نكون قد وفقنا في تقديم وإنصاف هذه الشخصية الوطنية,بعيداً عن المبالغة أو التهويل, وبالاعتماد على الحقائق والوثائق, وسنكون سعداء للحصول على الآراء والملاحظات التي قد تبرز لدى البعض بعد قراءة هذا الكتاب, ونأمل أن تكون خير عون لنا للمراجعة والتدقيق والإضافة في المستقبل.


    د. علي صالح الخلاقي


انشر هذه الصفحة