love:مديرية الحد يافع بين لهب الثـأرات وتدني الخدمات :cat:

:love:مديرية الحد يافع بين لهب الثـأرات وتدني الخدمات :cat:

«الأيام» أنيس منصور:

فوق جبال صلبة تتناثر مناطق وقرى بطابع معماري متميز بأحجار مصفوفة وخطوط بيضاء بدقة وتناسق جميل تسمى مديرية الحد يافع بمحافظة لحج يبلغ تعداد سكانها 65 ألفاً على قسمين فريق منهم غادر البلد مغترباً يبحث عن حياة إنسانية ولقمة عيش، وقسم آخر سلموا حياتهم لفوهات السلاح وألسنة النار وقتال قبلي وظلام دامس وعطش وقلق من صنع السلطة وسيناريو الفساد بمثابة ماركة مسجلة.. قادني الفضول الإعلامي لاستطلاع الوضع في هذه المديرية اليافعية المنكسرة بذل الإهمال وسيول الدم التي تراق ظلماً وعدواناً .. فإلى التفاصيل:


:camera:منظر عام لمنطقة بني بكر الحد :camera:

:angry:ثأر ونار وقلق :cry:

القشة التي قصمت ظهر مديرية الحد هي الثأرات القبلية والصراعات التي ليس لها نهاية، لم يجد أهالي يافع الحد للحياة طعماً ومذاقاً إنها حياة خالية من الأمان والاستقرار، عيونهم تتوزع بين زناد السلاح وتراب الأرض، لهب يتفجر وخصومات يرتفع منسوبها يومياً، وحياة مليئة بمشاعر الخوف ووحشة الاحتراز والحذر، يسير المواطن اليافعي في مناطق الحد وهو يترقب طلقة نارية ترديه قتيلاً أو مصاباً ليس له ذنب غير الثأر، ففي ذات مقيل تحدث صالح بن نصر عن أرشيف الثأرات والاقتتال القبلي بالحد قائلاً:«الثأر في الحد كالمنشار فوق الخشب يطحن القبائل طحناً، لقد بلغ عدد القتلى (165) قتيلاً و(260) مصاباً كضحايا للثأر والنزاعات القبلية حسب إحصائية وكشوفات البحث الجنائي منذ بعد 94م».


:icon6:صورة لإغلاق النوافذ بالحجارة خوفاً من رصاص الثأر والقتال القبلي :icon6:

وانطلق صالح يشير بيده صوب منازل نوافذها مغلقة بالحجارة خوفاً من رصاصات الثأر الواصلة فجأة وبدون مقدمات من أياد مجهولة، إضافة إلى بيوت تلامس عنان السحاب تبدو عليها آثار الرصاص واضحة للعيان على هيئة حفر، وتصدعات صغيرة..تقدم حسين سلمان ثابت، يمتنطق سلاحاً آلياً مشحوناً وجاهزاً للاستخدام قائلاً:«ياصاحب «الأيام» لم نذق طعم الحياة، نصبح ونمسي وننام ونعيش على خوف نرى الموت أمامنا بالمرصاد لا نستطيع أن نفارق الرشاشات والسلاح، حتى في النوم حالة طوارئ واستنفار»، ويرى الشيخ صالح بن صالح البكري «أن السلطة سبب رئيس فيما يحدث وهي التي تغذي الخصومات، ولم تفصل في القضايا المنظورة في المحاكم بالعدل والمساواة، والدولة ترى أنه من مصلحتها أن يعيش الناس متناحرين متقاتلين، مكسب انتخابي لها، ونحن لم ولن نعهد هذه العدوات والبغضاء إلا من قريب، فعبر «الأيام» ندعو السلطة إلى إنزال لجنة برلمانية لتقصي حقائق ومـآسي الاقتتال القبلي، وتوقيف نزيف الدم»، كما سرد لنا صالح عمر قاسم أسماء القبائل المتشاجرة والتي يتواصل بينها الاقتتال بمديرية الحد يافع وهي: «آل قطمان الشوبحي، وآل حيد، وآل الخلقة مع آل عسكر بينهم 12 قتيلا، وقبائل آل داود مع آل الرداما بينهم 12 قتيلا، وآل فريد انقسموا إلى عصبتين في قتال متواصل، وقبائل قريضة وآل ضاع بن زايد مع آل ضاع الأعلى، وآل حضارم مع آل الغريقة»، كما تطرق السيد والسياسي عبدالله حسن أحمد الحاج، أحد وجهاء يافع السفلى إلى الجهود والمساعي للتصالح والتسامح بين آل صالح وآل العواكب لمدة سنتين، حيث تم قبول الصلح استجابة لنداء وخطابات الفعالية السياسية الأخيرة في مديرية الحد، وانبرى الشيخ أحمد صالح ناصر قائلاً:«نعلن استجابتنا للنداء والتصالح والتسامح، وقبل شيخ العواكب علي عبدالرب العوكبي نداء الصلح وحقن الدم».

هكذا هي الحياة في مديرية الحد، أجواء مليئة بدخان البارود وألسنة اللهب الحمراء ثمة مشاهد وأحاديث متواترة صحيحة تخاطب ضمير النظام، وتدعو للتأمل، من المسؤول عن الدماء التي تراق وإلى متى ستظل الحكومة ترقص على الجثث بخطابات الملق ولجان التبذير، حكومة تلاحق الفقراء البائسين وتتواطأ مع الفاسدين وتغض الطرف، بشر آدميين يتساقطون طوابير في مديرية الحد أمام مرأى ومسمع العالم، لقد شاهدنا مأساة القتل وجه لوجه، ومهما جمعنا ألفاظ البيان وأساليب البلاغة، وحشدنا صيغ العبارات، فلن نستطيع الإحاطة بوصف الصراعات القبلية بالحد كما هي، وحسبنا أن نشير لها بالتلميح والبيان الخفيف كأمانة صحفية للملأ وسادة الحكم، حتى لا ينفع الندم ونقول ياليت، وإذا كان هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من دم امرئ مسلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن دماء ودموع أبناء يافع الحد لم تجد من يحقنها حتى اليوم.

:computer:خدمات متدنية:computer:

بني بكر هي منطقة حضارية كبيرة السكان قليلة المشاكل تتسم بعقول راسخة، وهي عاصمة مديرية الحد، لكن صوراً متعددة قابلناها تدل على بشاعة الفساد واللامبالاة وانعدام المسؤولية، كهرباء لمدة ست ساعات كثيرة التوقف والأعطاب، وملايين تذهب باسم الخدمات والمشاريع ليس لها أثر، وطرق ملتوية كالأفاعي الإفريقية أثناء البيات الشتوي، طريق المحاجي بني بكر ذات نتوءات جبلية ومنحدرات صعبة متباعدة يرى فيها السائق ملك الموت، ومشاريع تعطلت ونقلت إلى جدول المشاريع المتعثرة، وطلاب مزدحمون في مدرستين ينقصهم الكادر التعليمي، وبعض الكتب المدرسية، والصحة تبحث عن من يداويها، أثقلتها خلافات بين مراكز القوى على كعكة المصالح، تساءلت بتعجب إذا كان هذا هو حال عاصمة المديرية، فكيف هي أحوال المناطق والقرى البعيدة؟! فقال عبدالسلام العيسائي: «كل ماهو موجود من خدمات هي من صنع وهبات المغتربين، ليس للدولة اليمنية أثر غير الملصقات الانتخابية والوعود العرقوبية وعلم الجمهورية فقط». نايف صالح البكري، ذكر متابعات وجهود مدير المديرية واهتماماته داعياً قيادة المحافظة الاهتمام بمديرية الحد، ورفدها بمشاريع حيوية والاهتمام بالجوانب الرياضية من خلال بناء ملعب رياضي ومعالجة نقص المعلمين الذي تعانيه مدارس الحد، وقال علي عمر الرشيدي: «يوجد في بني بكر مشروع مياه وحفر بئر وخزان، وتعثر المشروع لأسباب غير معروفة لم توضحها قيادة المديرية، وتعتبر الحمير إحدى وسائل نقل المياه من الآبار إلى المنازل، تذهب عشرات النساء مسافات متباعدة للبحث عن المياه، يضيق حال الساكنين في فترات الجفاف، ما يمكن أن نناشد به الدولة هو بناء خزانات حصاد مياه الأمطار للتخفيف من حرارة وألم وشحة المياه، لأن كل المصائب تهون إلا مصيبة الجفاف لا نستطيع تحملها»، تلفظ صالج بن صالح بصوت يتقطع حسرة عن إيجار نقل البضائع بسعر مضاعف عن القيمة والإيجار الأصلي بسبب الطريق التي يتم مسحها مع بداية المواسم الانتخابية، وعن نقص المعلمات والإخلالات التربوية، وتدني المستوى التعليمي للتلاميذ والتلميذات، وذكر صالح أن كهرباء عاصمة المديرية أهلية تعمل لمدة ست ساعات، دائمة العطل والانطفاءات، وأن المديرية مثقلة بتدني الخدمات والتسيب الأمني وفساد القضاء وأن المستشفى تنقصه التجهيزات الطبية والتوظيف وفرص العمل يحرم منها أبناء الحد وتعطى لغير مستحقيها من محافظات أخرى، كما يجد المواطنون ممارسات تعسفية ضدهم مع عدم النظر إلى مناشداتهم، وطالب عشرات الأهالي في مذكرة مذيلة بتوقيعاتهم بنقل المعسكر المرابط في مديريتهم بجبل العر، لأن الناس يتعرضون لمضايقات وتفيش من قبل النقطة المرابطة أمام المعسكر.

التقينا بعد ذلك برجل مسن اسمه محمد عوض، فأمسك بيدي منطلقاً إلى عدد من الآليات والمعدات التابعة للتعاونية منها مكائن رفع البترول والديزل، ومولد ضخم ينخره الصدأ لم يستفد منه الأهالي، ورفض محمد عوض الحديث عن تفاصيل مصير معدات أخرى، لأنه سوف يتعرض للإحراجات.. تلك هي مديرية الحد الجميلة في مساكنها الخلابة، لم تجد ولم تلامس خيرات الوحدة اليمنية ومنجزاتها، تكتسي مديرية الحد يافع ثياباً مطرزة بخيوط الإهمال والمرض بعد مرور 47عاماً من قيام الثورة، و17 عاماً من عمر الوحدة، والحد تتلظى بمآس مصطنعة، وأنَّات وآهات لم تجد عقولاً وضمائر حكومية تفك طلاسمها، تبحث عن حيثيات وأسباب قضاياها الخدمية المتدنية بكل مقاسات وبنسب التدني. هكذا خرجنا من يافع الحد مع اعتذارنا للمناطق والقرى التي لم نصل إليها واعتذارنا لعدم الإحاطة بكل أوضاعها ومصائبها كما هي.

لكم اطيب تحية
والسلام عيسكم ورحمة الله وبركاته
محمد التاجر(الايام08يناير2008م

محمد مشكور على النقل الجميل والمميز بالفعل

والى الامام دددددوم ياغالي

اخي الكريم ارجو منك الدقة في نقل اسماء القبائل فلا توجد في الحد قبائل باسم ال ضاع وانما قد يكون التبس عليك الامرفحذفت حرف النون واضفت نقطة على حرف الصاد فصارت الكلمة ضاع بدلاً من صناع وابدلت( زين) ب (زايد) فالاصل هو صناع ابن زين(ال زين) مع صناع العليا.

وقد راح ضحيت الصراع وللاسف 4 قتلى واكثر من 5 جرحى........... لذا ارجو منكم الدقة في المرات القادمة ..........

مع خالص احترامي وتقديري

شكرا عزيزي ابن زين للتوضيح
وكما ترى فالمقال منقول من الايام
والقصد تصحيح الوضع