جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

عادات وتقاليد الزواج في يافع

موضوع في 'د.علي صالح الخلاقي' بواسطة د.علي صالح الخلاقي, يونيو 3, 2010.

    • :: الأعضاء ::
    • :: العضويه الذهبيه ::

    د.علي صالح الخلاقي

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    يونيو 1, 2010
    عدد المشاركات:
    12
    عدد المعجبين:
    5
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    اليمن
    لتعميم الفائدة أقدم هذا الفصل من كتابي (عادات وتقاليد الزواج وأغانيه في يافع) الصادر عام 2006م..
    عادات ومراسيم الزواج في يافع

    الخطبة
    بعد مرحلة الاختيار, وحين يستقر رأي الشاب على الفتاة, وموافقة أهله وأهلها عن طريق وسيط الخطوبة (الذريع) يتم إشهار الخطبة على الناس، ويكون هذا الإعلان بمثابة اتفاق أولي، لكنه مبدئي على الزواج, ونادراً ما يتم الرجوع عنه من أحد الطرفين. وفي حالة أن يكون التراجع من جهة أهل العروس فأنهم يعيدون للعريس كل ما قدمه خلال فترة الخطوبة.
    ويتزامن مع إعلان الخطبة ما يعرف بـ(الطرح), وهو عبارة عن مبلغ من المال يقدمه أهل العريس (الحريو) إلى أهل العروس(الحريوة) مباشرة بعد الاتفاق, وكان في الماضي عبارة عن قرش أوريال فرنصاوي يسمى (قرش الطرح) وهو بمثابة الإعلان عن الخطوبة, ولا تصاحبه أية مراسيم عامة, عدا زغاريد الفرح التي تطلقها النسوة كوسيلة لإعلام القرية بنبأ الخطوبة. ويقال عند ذلك "فُلان ذرَّع بفلانة". وذرَّع مشتقة من (الذريع) وهو الوسيط الذي كانت الخطبة ثمرة مساعيه.
    وليس هناك فترة محددة لفترة الخطوبة. فقد تستمر شهر أو شهرين أو قد تطول إلى عام أو أكثر, وقد تقل عن الشهر حسب اتفاق وظروف الطرفين. وبعد إعلان الخطوبة تتخفى الفتاة من خطيبها, ومن جانبه يتقيد العريس بالتقاليد التي تحضر عليه رؤيتها مباشرة وجهاً لوجه, بل أنه يتحاشى كذلك مصادفتها في أي مكان بجانب البيت أو في الطريق إلى البئر أو الوادي, رغم أنه كان قبل ذلك يتحدث إليها أو يقابلها مثلها مثل غيرها من فتيات القرية. وكقاعدة عامة يتجنب كل من الخطيبين رؤية الآخر أو مصادفته في أي مكان, ولا يحق لهما رؤية بعضهما البعض إلاَّ في ليلة الزواج حين تزف العروس إلى منزل العريس. وطوال فترة الخطوبة التي قد تطول أو تقصر حسب الاتفاق تظل الفتاة تقوم بأعمالها الاعتيادية في مساعدة أسرتها, سواء في المنزل أو الذهاب إلى الوادي أو إلى البئر لجلب الماء وغير ذلك من الأعمال الأخرى.
    وخلال فترة الخطوبة يكون العريس ملزماً بإيصال ما يُعرف بـ (الهدية والقدية) للعروس، كحق لها في مناسبات معينة طوال فترة الخطوبة, وهي عبارة عن رُبع رأس من الغنم في مدخل عاشور (شوال), وفي مدخل رجب, وفي عيد الفطر, أما في عيد الأضحى فيلزمه خروف بكامله. ونظراً للظروف الاقتصادية الصعبة لبعض الأسر فإنهم يحرصون على تقصير أمد الخطوبة والإسراع بالزواج لعدم قدرتهم على تبعات مثل هذه الهدايا الإلزامية.
    السَّدَاد أو كتابة الشَّاهد
    وهذه المرحلة تسمى (السَّداد) في بعض المناطق, وفي مناطق أخرى (كتابة الشاهد), وتعني الاتفاق والتفاهم على تفاصيل الزواج ومتطلباته وموعده. والسَّداد في الفصيح: الاستقامةُ والقصْدُ؛ والصَّواب من القول والفعل. أما في اللهجة فالسَّداد يعني الاتفاق. وحين يختلف القوم ثم يتفقوا يقال عنهم: سدّوا أو قع بينهم سداد.
    وفي يوم (السداد) أو (كتابة الشاهد) المتفق عليه بين الطرفين, يذهب العريس وبصحبته والده وعدد من أقاربه من الأشقاء أو الأعمام والأخوال ومعهم (الذريع) ويأخذون معهم رأس غنم وهدايا من الحبوب و(كسوة الحريوة) التي تكون عادة من ثوب واحد للعروس مع توابعه وآخر لأمها, مع كمية متنوعة مما يلزم العروس في فترة الخطوبة, مثل: رطل هرد, وقية ورس, وقية حُسن, وكمية من الزيت (ربوعه دهن) والصابون والحنا والغسل, وكذا قرش أو قرشين فرنصة.
    وفي بعض المناطق يكون طابع استقبال العريس احتفالياً, فعند وصوله ومرافقيه من الأهل يكون في استقبالهم بجانب البيت والد العروس وعدد من أقربائها, وتكون الأم ضمن المستقبلين وبيدها المجمرة (المقطرة) تفوح منها روائح البخور المتنوعة. وفور وصولهم يرحب بهم والد العروس رافعاً يده اليمنى وهو يقول: "أهلاً وسهلاً". وقبل أن يتصافح الضيوف مع المستقبلين يتجهون إلى (المِنْصَاع) وهو مكان مخصص لرماية أهداف موضوعة على مسافة محددة تسمى (نَصَعْ وجمعها نصْوَعْ), ويبدأ المستقبلون بالرماية أولاً, ثم يعطون الفرصة للضيوف, وعندما يصيب أي شخص (النصع) تزغرد (تِحْجِرْ) له النساء.
    أما في بعض المناطق فيستعاض عن (عشا السدّاد) أو (كتابة الشاهد) بما يسمى (الدّخْلَهْ) وتعني أن يدخل العريس إلى بيت أهل العروس ومعه الأهل والأقارب ويأخذون معهم رأس غنم أو أكثر, حسب الإمكانية, وحسب المدة التي سيمكثون في ضيافة أهل العروس, وتكون عادة من يوم إلى خمسة أيام. وخلال ذلك يتم الاتفاق على بقية الأمور المتعلقة بالزواج.
    وفي بعض المناطق, كما في ريو مثلاً، كانت الخطوبة مناسبة للفرحة, حيث تشهد القرية (ليلة عشا السداد) رقصات للرجال وأخرى للنساء على دقات الطبل والمزمار وبمصاحبة الأغاني والأهازيج ذات الإيقاعات المناسبة للرقص و تستمر حتى وقت متأخر من الليل.
    الخِبَا (الخبؤ) (المَكَمَّة)
    والخبأ باختلاف تسمياته في بعض مناطق يافع, هو المرحلة التي تأتي مباشرة عقب (السَّداد) أو (كتابة الشاهد) ويسبق مراسيم الزواج ويمهد لها. وخلال مدة الحنا تتوارى العروس (الحريوة) عن أنظار الناس وتلتزم بيت أهلها ولا تظهر خارجه كي لا تتعرض للفح أشعة الشمس, ولذلك يتم إعفائها من القيام بأية أعمال خارج المنزل, كما تخفف عنها الأعمال داخل المنزل إلى الحد الأدنى, وقد لا تقوم بأية عمل إن كان لديها من الشقيقات أو النساء الأخريات من يحل محلها في مثل هذه الأعمال.
    والعريس ملزم لعروسته أثناء مدة الخبا بثوب الخبأ ومنديل للرأس (يسمى قرقوش أو مَصْوَن) ومساحيق التجميل الأخرى كالورس والهرد والحُسن, إذا لم يكن قد جلبها معه في ليلة السداد (عشاء السدّاد) أو (كتابة الشاهد).
    وفترة الخبأ ليست محددة، لكنها في الغالب تستغرق قرابة شهر أو شهرين, وقد تطول إلى عدة أشهر، إن كانت الفتاة من أسرة ميسورة الحال ولا تحتاج أسرتها لجهدها وعملها. والغرض من فترة الخبأ هو أن ترتاح الفتاة من عناء العمل والتعب وإكساب جسدها ليونة ونعومة وبياضاً. وتكثر خلال هذه الفترة من صبغ وجهها بمساحيق الهرد والورس والحُسن.
    وخلال مدة الخبأ, وتحديداً قبل الزواج بأسبوعين أو أكثر, تغني النساء من أقارب العروسين ومن الجيران أغانٍ ومواويل خاصة تهيئة للفرحة الكبرى المتمثلة بالزواج.
    ومن تلك الأغاني التي تتردد من جانب قريبات الحري:
    ألاَ وا هداني، جَهْدَا نَدَبْ لَهْ نَدُوْبَهْ
    ألاَ وخَذْ لَهْ مِنْ الْجَبْحْ نُوْبَهْ
    ألاَ وا هِدَاني، جَهْدَا جِزِعْ بالمَلاوي
    ألاَ وخَذْ قرنفل وجاوي

    وفي بيت الحريوة تتردد أغاني الهدان، مثل:
    ألاَ جيت أخدُمش جيت من داري
    ألاَ جيت أخدمش جيــت بالعـاني
    ألاَ جيت أخدمش وا حـــلا حالي
    أو يرددن أهزوجة على صوت آخر:
    ألاَ وا هداني، بَنْ عَمِّنَا وا نَسَبْنَا
    ألاَ وا هِدَاني، واكْتَسَبْنا ذِيْ كَسَبْنَا

    كما يؤدين بعض الرقصات النسائية الثنائية, ويرددن وهن منتظمات في صفوف الرقص أصوات غنائية تتناسب مع إيقاع الرقص, مثال:
    ألاَ رَعْ البُنَّهْ قَبُولَهْ وا كُلّ جَاني

    تِوَثَّقْ بالصَّبَحْ، لا تزقَرْ بِلَوْلاس

    تأَنِّهْ وانْتَدِبْ لك وا كُلّ زاجي

    ولا تِطْلَعْ صَبَحْ مِتْهَوِّيْ ونَوَّاسْ

    وتستمر أغاني (الهِدَان) والرقصات حتى ليلة الحنا التي تسبق يوم الزواج, وتكون ليلة حافلة بالفرحة والغناء والرقص للرجال والنساء في القرية بكاملها.

    الفالية أو المصلحة
    وقُبيل ليلة الحنا بيوم أو يومين، تأتي مهمة (الفالية) أو (المصَلِّحه) أو (الراحضة) أو (المنقشة) وهي تسميات مختلفة, هنا وهناك في كثير من مناطق يافع, لتلك المرأة التي تقوم بتزيين العروس (الحريوه) بالحنا في يديها وقدميها وتخضب شعرها بمسحوق أوراق شجرة الآس العطرة (الهَدَسْ) وتسرِّحه (تفليه) على شكل ضفائر عديدة أو تجمعه على شكل خصلتين (قَرَانِع). وقد تكمل هذه عملية التزيين والتسريح للشعر في اليوم التالي وتقوم بتزيين قصة الرأس (النبعة) وهي عبارة عن خصلة كثيفة من شعر مقدمة الرأس تُقص بشكل متساوٍ من حيث الطول وتخضب بالهدس (الآس) وتنساب إلى جهة الوجه, تزين مقدمة الرأس, أعلى الجبين, كعلامة تميز المتزوجة عن العذراء. وتسمى هذه العملية في بعض المناطق (ليلة الأثث).
    وتكون الفالية أو المصلِّحه امرأة متخصصة أو معروفة في هذه القرية أو تلك بإتقان وإجادة هذا العمل الذي يتطلب دراية ومهارة, وهي تستلم مقابل ذلك أجرتها من أهل العروس, وكانوا في الماضي يعطونها مكيال من الحب (كَيْلِهْ) وجلد شاه ينتفع منه في صنع قربة لجلب الماء (أَرْبْ) وكذا تحصل على كمية من اللحم، تعرف في بعض المناطق بـ(سِلُوب الجَلَبَهْ حقّة الحنا) والمقصود بها القلب والكبد والرئة، وكذا رأس الذبيحة من الغنم. أو يعطى لها مبلغ متفق عليه من الريالات الفرنصية (ماريا تريزا).
    وأثناء تزيين وتسريح شعر العروس تحضر النسوة من الأهل والجيران وتصدح حناجرهن بالأهازيج.

    ليلة الحنَّا
    الحنا, نبات ذو رائحة طيبة يستخدم ورقه بعد تجفيفه وسحقه في تخضيب اليدين والقدمين بأشكال جميلة تكتسب بعد جفافها لوناً أحمر يميل إلى السواد. وللحناء صلة واضحة بمعتقدات العرب القديمة, إذ يعتقدون ببركته, وأن له قوة رمزية بمقدورها أن تقي الإنسان أو تدفع عنه شر محتمل.
    ومثل هذا الاعتقاد كان شائعاً في يافع، بل أنهم كانوا يعتقدون أيضاً أن (نِجْمْ) كل من الحريو والحريوة يكون ضعيفاً, ولا بد من وضعهما في مأمن - قبيل الزواج - وتحت الملاحظة من أي مكروه قد يمسهما من الحساد أو الأعداء، ومثل الحنا كان البخور يستخدم بكميات كبيرة للاعتقاد أيضاً بفوائده في طرد الأرواح الشريرة، ومثل هذه الاعتقادات تعود بجذورها إلى عهود قديمة سابقة للإسلام.
    وكان الرجال أيضاً يستخدمون الحنا مثلهم مثل النساء في الأيدي والأقدام، ليس فقط عند الزواج وإنما أيضاً في الأوقات العادية، كما كانوا يخضبون فيه جبهة الحيوانات الأليفة أو أجزاء من جسمها, خاصة عند حدوث جائحة أو مرض تنفق بسببه الحيوانات أو عند سماع أي هزة أرضية (راجفة) أوعند كسوف الشمس أوخسوف القمر لاعتقادهم بمفعوله الساحر.
    وتبدأ طقوس ليلة الحنا من الصباح الباكر, حيث يذبح رأس بقر أو عجل أو رأس من الغنم أو عدة أغنام حسب الظروف، وتعد الوليمة في كل من بيت العريس والعروس وتكون محدودة يحضرها الأهل والأقارب والمدعوون من الجيران، ويجهز الحنّا أيضاً. وفي بعض المناطق تكون الأفراح والرقصات الرئيسية للنساء والرجال ليلة الحنا في بيت العروس إذا كان العروسان متجاورين أو في إطار القرية، أما إذا كانا من قريتين متباعدتين فتقام الأفراح هنا وهناك على السواء.
    ومن فترة الظهيرة تزدحم النساء في منزل العروس (الحريوه) من أقربائها وجيرانها ونساء القرية عموماً اللاتي يصلن زرافات ووحدانا ثم يحتشدن في المساء حين تبلغ الأفراح ذروتها. ولأن ليلة الحنا هي آخر ليلة تقضيها (الحريوه) في بيت أهلها كفتاة، فإنها تقضيها عادة في وداع الأهل والصديقات، خاصة إن كان زواجها إلى خارج القرية. ثم يأتي دور الحنّا، إذا لم يكن قد تم في الليلة السابقة, حيث تقوم (المحنية) أو (المخضبة) بتخضيب قدميها وكفيها, وتتفنن في اختيار النقوش من الحنا, وأثناء وضع الحنا وبعده تستمر الرقصات والأغاني النسائية إلى وقت متأخر من الليل، ومن اشهر الرقصات النسائية: الشوبلية, البنائية, وتمتاز هذه الرقصات النسائية الثنائية بحركاتها الانسيابية الهادئة، ويكون الغناء دائماً مصاحباً للرقص:
    ألاَ لا حبيبي مسافر ودّعَهْ بالسلامه

    ألاَ من فراق الهلي يا غُلبتي والنَّدَامه


    ألاَ وا هَلِيْ وا مُهَلاَّ, وا حرير المُكلاَّ


    ألاَ سُعْد من يملكك لباس يمسي وظلاّ

    ألاَ قال أبو جلجله جِلْجِلْ مطَيَّر بِجَلَّهْ

    ألاَ ليتنا له لَهِيْ آ لَقِّطَهْ وا تِوَلَّهْ

    وليلة الحنا عند (الحريو), قد تكون في مساء نفس اليوم أيضاً أو في اليوم التالي, ويكون فيها احتفال بهيج يحضره الرجال ونساء الأهل، ويكون الرقص الرجالي هناك هو سيد الموقف، حيث يؤدي الرجال رقصات (السفيخ) و(السمرة) أو(رقصة العسكرية) كما في بعض مناطق الحد وغيرها من أنواع الرقصات الرجالية التي يتفنن الجميع في أدائها ثنائياً وسط تشجيع الحاضرين وعلى أصوات الدّان التي يرددونها مع إيقاعات الطبل والطاسة وأنغام المزمار والشُّبَّابة. وللنساء أيضاً رقصاتهن المتنوعة وصفوف ألعابهن التقليدية. وتتواصل هذه الرقصات إلى وقت متأخر من الليل، وقد تستمر إلى طلوع الفجر.
    ومن أهم مراسيم ليلة الحنا, في بعض المناطق, ما يُعرف بـ(طلوع الحنّا) حيث يجري هذا الطقس في كل من بيت الحريو والحريوة. والطلوع, يعني صعود كل منهما إلى السطح مع اقتراب نهاية الرقص, وفي العادة قرب منتصف الليل, أو عند اقتراب الحفل من نهايته, ووسط حشد من نساء الأهل والمشاركات من الجيران, اللاتي يصطففن على شكل دائرة تحيط بالعريس أو العروس, ويرقصن ويرددن أغاني الحنا، فيما تنبعث من المباخر أعمدة دُخان الطيوب والبخور بكثرة, وتختلط إيقاعات الرقصات النسائية بالزغاريد والغناء, وتطلق أيضاً الأعيرة النارية في الفضاء تعبيراً عن الفرحة بهذه المناسبة, وقد حلَّت الألعاب النارية محل الرصاص الحي مؤخراً, واثنا ذلك تقوم الأم أو الأخت بنثر حبوب الذرة أو البُن على رأس العريس أو العروس, بمثابة فداء أو نذر, أو تعبير عن الفرحة. وفي بعض المناطق تحمل إحدى النساء أربع بيضات توضع في صحن فوق ورق الحنا, ومع قرب انتهاء مراسيم (طلوع الحنا) يتم كسر كل حبة بيض فوق ركن من أركان البيت الأربعة.
    ومن اشهر أغاني (طلوع الحنا):
    على الحنا، على الحنا

    ألاَ بسم الله الرحمن

    على الحنا، على الحنا

    ألاَ واخْزَا الله الشيطان

    على الحنا، على الحنا

    ويهنا من تحنا به

    على الحنا، على الحنا

    تحنى خيرة اصحابه

    تحنّا به صغير السن

    وذي عاده بزَغْ نابه

    على الحنا، على الحنا

    نمر يِنْهَم من اشْعَابه

    على الحنا، على الحنا

    جُويهل نقَّشْ اكفافه

    وحتى لا يكون للرتابة أو الملل مجالاً بسبب تكرار الأغنية الواحدة أو اللحن الواحد, تقوم النساء, بين فينة وأخرى, بتغيير صوت الغناء وايقاعاته, من مخزون ذاكرتهن المليئة بالأغاني الفلكلورية, بهدف تجديد النشاط والحيوية.
    السِّوَّاع أو التَسْويع
    كانت العادة أن لا يتم الاتفاق على يوم الزواج إلاَّ بعد التنجيم (التَسْويع أو السِّوَّاع) حيث يتم الذهاب إلى منجم معروف، ضليع بمعرفة النجوم ومواقيت ظهورها واتجاهاتها يسمى (المسَوِّع) فيحدد الساعة المناسبة للزواج وفقاً لاتجاه النجم (القِرَان) بالنسبة لاتجاه بوابة المنزل, وكان الناس يفضلون أن يكون الزواج في يوم الخميس (ليلة الجمعة) ويوم الاثنين. كما كانوا يسَوعُون عند العقد, وعند الحنا, وعند السفر..الخ.
    وهكذا كان يتم اختيار اليوم والساعة التي سيخرج فيها العروسان دون أن يصطدما بالنجم (القِرَان), فإذا ظهر النجم في جهة الشرق –على سبيل المثال– وكانت سدّة البيت في اتجاه الشرق فإنهم يحرصون على خروج العريس والعروس ووجهتما على عكس وجهة النجم, لتشاؤم الناس من مواجهته عند الخروج واعتقادهم أنه قد يجلب النحس للعروسين ويفسد حياتهما الزوجية. وحتى الشخص إذا لم يوفق في سفر فأنهم يعتقدون أنه لم يخرج في ساعة مناسبة, أو كما يقولون: (خرج والنجم في وجهه).
    يوم الزواج
    هو اليوم الفاصل في حياة العروسين, لأنهما يودعان فيه حياة العزوبية وبدء حياة زوجية جديدة. وهو يمثل بمراسيمه وأفراحه عيداً بهيجاً للقرية بكاملها وتبلغ فيه الاحتفالات ذروتها, ولهذا يُستعد له منذ وقت مبكر من قبل أهل العروسين. وفيه ترتدي النساء كافة, والفتيات منهن بشكل خاص, أفضل ما لديهن من الثياب ويظهرن بأحسن زينتهن, فألعاب الصفوف النسائية وحضور الناس للمشاهدة فرصة لمن بلغن سن النضج أن يحصلن على عريس لهن, لأن بعض الرجال والشباب يحضرون خصيصاً للبحث عن عروس.
    ويتحمل أهل العريس تكاليف طائلة، تشتمل على الولائم والمَهْر والهدايا والضيفة التي سيذهب بها العريس إلى أهل العروس, وقد عبرت الأمثال الشعبية عن كثرة التكاليف التي يتطلبها الإقدام على الزواج, ومثله البناء, والعناء المرافق لهما, حيث يقول المثل الشعبي "لا ترثي على من بنى أو على من تزوج", أو قولهم في نفس المعنى "لا ترثي على من قبقب ولا على مَنْ زَبْزَبْ". وقبقب: بمعنى بنى. وزبزب: بمعنى تزوج. ولا يسلم أهل العروس من الخسائر أيضاً ولكن بنسبة أقل. ومع ذلك فأن العادات الاجتماعية وقيم التكافل والتعاون السائدة تقلل من الآثار المادية المترتبة على ارتفاع تكاليف الزواج.
    ومن أهم المراسيم التي تتم في يوم الزفاف:
    - وليمة الغداء في بيت العريس, حيث يجتمع حشد من الرجال مختلف الأعمار عند الحريو, لتناول وجبة الغداء, ومن ثم خروج موكب (الشَّواعة) برفقته إلى بيت العروس بعد الغداء مباشرة. وفي الوقت الذي يتجمع فيه (الشواعة) قبل تحركهم تتم مراسيم خدمة العريس أو خروج (الحريو), حيث يرتدي ثياباً جديدة ويتخلى عن ثيابه القديمة للشاحذ. ويتم خروجه إلى ساحة مكشوفة بجانب البيت في موكب تحيط به نساء الأهل والأقارب وهن يرددن:
    بسلمي يا أمَّه على ابنش
    بسملوا يا ذي حضرتوا
    واطرحي جنبه كتاب
    وألف صلوا عالنبي
    ج
    وفي الساحة يجلس العريس على حصيرة, وبجانبه توضع في صحنين كمية من حبوب الذرة النقية أو البُن اليافعي الشهير (حوالي كأس أو مكيال من كل منهما), وتتخذ الأم موقعاً لها بجانب ابنها العريس, فيما تحف به النساء على شكل حلقة دائرية, وهن يرددن أصوات (الهدان) ويؤدين رقصات نسائية ثنائية على إيقاعات الطبل والطاسة وفي أيدي البعض المجامر التي لا يتوقف منها تصاعد أدخنة البخور, ويقف الرجال جانباً يشاهدون هذه المراسيم أو يتجهون إلى مكان قريب يرمون منه الأهداف (النَّصَعْ) الموضوعة مسبقاً على مسافة محددة.
    - في تلك الأثناء يقوم الشاحذ بحلاقة صدغي العريس (التَقْصِيْره( )) وتسوية شعر الرأس، وكانوا يبقونه طويلاً مسترسلاً, ثم يفرقه الشاحذ إلى نصفين، وهو ما يعرف بـ(فَرْقِةْ الشَّعَر) أو ببساطة (الفَرْقَهْ) ويتم خلالها تطييب العريس في مفرق شعر الرأس بـ(الفَحُوس) وهو مسحوق له رائحة طيبة, أو قد توضع وسط الشعر صبغة حمراء اللون يأتون بها من بيت العروس (الحريوة) وهو عبارة عن خليط من الصًّبر والمُرّ والحَلتيت والحُسْن, ولذلك ارتباط باعتقاداتهم في أن مثل هذه الصبغة أو المساحيق تطرد الجن وتحد من أعين الحساد وتجعل العريس في منأى عن شرهم.
    - يرافق هذا الطقس ما يُعرف، في بعض المناطق، بـ (رمي النقطة) وهو عبارة عن نقود أو مكاييل من حبوب الذرة أو الدخن أو البُن يتقدم به المدعو ضمن (الشواعة) فدية, حيث يرفع ما يقدمه من فدية بيده إلى الأعلى ثم رأس يدورها على رأس العريس الجالس وتوضع في الوعاء المخصص لها. وتتجمع هذه النقود والحبوب وتذهب فيما بعد للشاحذ، لذلك فأنه يحرص على ذكر اسم كل من يضع أية مبلغ ويزيد من الإشادة بكل من وضع مبلغ أكثر.
    - يُسمى هذا الطقس (خروح الحريو) في بعض المناطق، كما في أجزاء من الحد، بـ (المَلْجَنْ), وتُسمى حلاقة وتزيين العريس (التَّلجين), وتصدح النساء خلاله بأغانِ الهدان, الشبيهة لأغاني الحنا في مناطق أخرى:
    على اللّيجَنْ على اللَّيجَن
    تلَجَّن به صغـير السّن
    ويسلم من تلَجَنْ به
    وذي عاده بَزَغْ نابََه

    - في بعض مناطق يافع يتم تناول وجبة الغداء بعد عودة العريس بصحبة العروس، ويتناول أهل العروس الغداء وهو عبارة عن وجبة (عصيد) وتتم أيضاً مراسيم الفدية وفرقة شعر العريس وتزيينه بعد الغداء حينما تكون العروس في بيته وتكون هي أول من تفدي على العريس بعد أقاربه.
    - طريقة التعاقد لم تكن محددة في يوم معين, بل يعتمد التوقيت الذي يحدده المنجم (المسوِّع) وقد يتأخر أو يتقدم موعد الزواج وفقاً لما يقرره (المسوِّع). فإذا كان الزواج داخلياً, أي في إطار القرية أو الأسرة، فقد يتم العقد قبل بضعة أيام أو في يوم (الضِّيْفِهْ) أو قبيل ليلة الحنا, وقد يتم في يوم الزواج نفسه, وإذا كانت العروس من قرية أخرى, فإن العريس يصطحب المأذون ضمن موكب الشواعة ويتم العقد في ذلك اليوم. وكان عقد الزواج يُبرم بين العريس (الحريو) وولي أمر العروس سواء كان والدها أو من يمثلها, وكان في السابق شفوياً لا يُدوَّن كتابياً, وكان المأذون يقوم بربط يدي ولي الأمر والعريس أثناء العقد, ويعترف بمقتضاه بشرعية الزواج بين المرأة والرجل بجميع الالتزامات والنتائج المترتبة على هذه الرابطة وفق الشريعة الإسلامية.
    الشَّوَاعَهْ
    الشواعة, لغةً مشتقة من الفصيح (شَوَّعَ القومَ: جمعهم)، و(يُشَوَّعُ: يَجْمَعْ, ومنه شيعة الرجل. والشيعة: كل قوم اجتمعوا على أمر).
    وعلى هذا النحو فالشواعة هُمْ جماعة من الرجال من أهل العريس (الحريو) والأقرباء والجيران ممن وقع عليهم الاختيار لمرافقة موكب الحريو الذي سيتجه إلى بيت الحريوة, ويختلف عددهم حسب الاتفاق الذي تم مُسبقاً مع أهل العروس أثناء (عشاء السداد), وعلى ضوء ذلك يكون أهل العريس قد أرسلوا مع الشاحذ, صباح ذلك اليوم أو في اليوم السابق له, بضاعة الحريوة (جعبة الحريوة) أو (زمبيل الحريوة) وكذا العدد المتفق عليه من غنم الضِّيْفة وكمية حبوب الذرة والدخن والبن.. ألخ.
    وحين يستكمل تجمع الشواعة في الوقت المحدد ينطلق موكبهم بكامل أسلحتهم وهم منتظمين في صفوف يتوسط الصف الأول العريس, وتتقدمهم مجموعة رقصة البرع, وهذ المجموعة غير ثابتة, إذ يتداول الجميع الأدوار فيها, لأن الجميع يتقنون أداء رقصة البرع بخفة وحيوية وبحركات منتظمة وموحدة على أنغام إقاعات الطاسة والطبل، فيما تعلو الجنابي أو السيوف بأيديهم اليمنى ملوحة في الفضاء صعوداً ونزولاً بحركات واحدة، فيما يتداول الشواعة ترديد زامل الخروج بأصوات جهورية:
    رحنَا سرحنا بالظفر
    والرَّاميـه بيداتنا
    والسعد معنـا والقبول
    والقامزي تحت القفول

    وتتغير كلمات الزامل أثناء سير موكب الشواعة مرات ومرات, حيث يكون لهم شاعرهم الخاص, وربما أكثر من شاعر, وإذا كانت المسافة قريبة إلى بيت أهل العروس فإن الموكب يتواصل دون توقف وهم يرددون الزوامل ويرقصون البرع. أما إذا كان البيت بعيداً أو في قرية مجاورة, فأنهم يكفون عن البرع والزامل ويسيرون سيراً عادياً دون انتظام حتى يصلون الى مشارف قرية أهل العريس، على مسافة 100 – 150 متراً, فينتظمون مرة أخرى ويستأنفون الزوامل ورقصات البرع ويطلقون الأعيرة النارية جواً باتجاه قرية أو بيت العروس وبصورة متفرقة ويرد عليهم بالمثل من طرف أهل العروس. أما إذا صادف مرورهم في أكثر من قرية قبل وصولهم إلى قرية العروس فإنهم يستأنفون زواملهم ورقصاتهم كتحية وتقدير لأهل تلك القرى الذي يرحبون بهم ويطلقون أمامهم الأعيرة النارية الحية أو يعرضون عليهم الأكل أو القهوة. (أنظر الفصل الخاص بالأغاني والزوامل).
    على الجانب الآخر, بجانب بيت العروس, يكون شواعة أهل العروس أو (المرحبين) قد انتظموا بالمثل استعداداً لاستقبال شواعة العريس بالزوامل ورقصات البرع وهم يتجهون بموكبهم في اتجاه شواعة العريس لملاقاتهم على مسافة لا تبعد كثيراً عن البيت, وأمام الموكب تتقدم عدة نساء, بينهن أم العروس, لاستقبال العريس, بالبخور والدخون والمحاجر (الزغاريد), وعند وصولهن إلى جانب العريس يزغردن عدة مرات, وتبقى أم العروس بجانب العريس, فيما تتخذ بقية النساء المستقبلات موقعاً متقدماً أمام موكب الضيوف (شواعة الحريو) وهن يحجرن بين وقت وآخر ويحرقن البخور في المجامر التي يحملنها بالأيدي, وهن بكامل زينتهن وثيابهن الجديدة.
    ويكون كل من الطرفين حريصا على معرفة مضامين زامل الطرف الآخر للرد عليه ومبادلته الكلمة بمثلها والترحيب بمثله والحجة بالحجة, ويحاول الشعراء إبداء التفوق على بعضهم في ارتجال الزوامل القوية في المبنى والمعنى. ويكون مطلع زوامل شواعة الحريو عبارة عن تحية وسلام كمثل (مني سلام الفين, أو سلام لك لكَّين..الخ) فيما تكون استهلالة زوامل المرحبين ترحيبية (يا مرحبا حيّا.. الخ). وقد تتخذ الزوامل طابع المزح والنكتة أحياناً للتسلية، أو الفخر أحياناً, وقد تعالج موضوعات اجتماعية عامة, أو تلامس قضايا قبيلة حساسة فيكون طابعها جدياً ومعناها لا يعرفه إلاَّ ذوي الشأن، خاصة حينما تكون بين الطرفين فتن قبلية قديمة أو منازعات, وقد تسهم الزوامل أيضاً في وضع حد نهائي لمثل هذه الفتن والمشاكل..الخ.
    وحين يتقابل الموكبان وجهاً لوجه، يلوح كبير المستقبلين - ويكون عادة والد العروس - بيديه مرحباً بشواعة العريس, وقد تطلق أعيرة نارية ترحيباً بالضيوف فيردون عليها بالمثل. ولا يتوقف الموكبان, بل يتخذ موكب المرحبين موقعه في المقدمة ويليه موكب شواعة العريس, وأمام كل من الموكبين إثنان من الشحَّاذ, أحدهما يضرب الطبل أو الطاسة والآخر يعزف على الشبابة (القصبة) أو المزمار وتستمر جماعة البرع في أداء هذه الرقصة, وهنا بالذات حين يلتقي الطرفان يختار كل منهما أفضل من يؤدي فنون هذه الرقصة الرجالية الأصيلة التي يستمتع بمشاهدتها الجميع بما في ذلك النساء على أسطح المنازل أو بجانب البيوت.
    وعندما يصل زامل أهل العروس إلى مكان الرماية المخصص لرمي الأهداف (النَّصَعْ) يزملون بصوت واحد:
    (مِنَّهْ ولَيْهْ، من حيث ما سرنا توكَّلنا عليه، وانا ذيب العُوَلْ)
    ويتوقف زاملهم، ويفعل مثلهم شواعة الحريو، ثم يبدأ أصحاب الحريوة بالرماية على الأهداف حتى يتوقفون من أنفسهم، ثم تتاح الفرصة بعدهم للضيوف (شواعة الحريو) فيرمون الأهداف حتى يتوقفون من أنفسهم أيضاً. وأثناء الرماية يتابع الحاضرون والمتفرجون من الرجال والنساء باهتمام وتركيز دقة الرماية, وحين يصيب أحدهم الهدف تزغرد له النساء ويشيد به الشاحذ بصوت عالٍ يسمعه الجميع, كأن يقول (وا مَليحُوه, وكذا مليح لفلان - يذكر اسم الرامي – وانا عبده وعبد من ترمى مثله وامثاله). أو يقول (حيَّاك وحيَّا أبوك, يا جيد يا ابن جيد يا سيدي فلان- يذكر اسمه) ويستمر على هذا المنوال حتى تنتهي الرماية, أما العريس فيحصل على نصيبه من المدح سواء أصاب الهدف أم لم يصب. وفي هذه الأثناء تغني النساء مرحبات بالعريس ومرافقيه:
    ألاَ صوت الحريو اقبل
    ألاَ سبعه جِمَال ادَّى
    ألاَ فوق الجَمَلْ لوَّلْ
    ألاَ والثاني امْحَمَلْ
    وسَوَّوا فوق ثالثهن
    ورابعهن مخصص للـ
    وخامسهن محمل من
    ألاَ وَدِّيْ على السادس
    وسابعهن محمل بالــ
    على ر اسه حرير اخضر
    ألاَ من كل شي غالي
    زهور الورد والكاذي
    بعود اخضر مع الجاوي
    حَمُوْلَهْ تمر نعماني
    ـغزاله جا لها عاني
    حبوب البُر نيساني
    عسل من زهر ظبياني( )
    ــكساء ثياب بيحاني

    المحَاوَلهْ
    بعد انتهاء الرماية على الأهداف (النَّصع) يصطف الطرفان, شواعة العريس وشواعة العروس (المرحبين) في صفين متقابلين وتبدأ مراسيم ما تعرف بـ (المحاولة)( ). وهي عبارة عن حوار (ديالوج) يبدأ من قبل كبير الشواعة (المِحَاول) برد السلام والتحية على المرحبين من أهل العروس, فيرد عليه كبيرهم التحية بمثلها، ثم يتبادلان الأسئلة والأجوبة حول الأخبار والأحوال التي تهم الطرفين.
    وتعد (المحاوله) من المراسيم الهامة التي يوكل أمر القيام بها لأشخاص ضليعين بها من الشعراء أو كبار السن ممن يحفظون نصوصها غالباً عن ظهر قلب لتكرارها دائماً في مثل هذه المناسبات مع تغيير طفيف يمس بعض العبارات بما يتوافق وطبيعة الأخبار المستجدة التي يراد السؤال عنها. ونقدم هنا نموذجا( ) يكاد يكون متقارباً في صيغته في مختلف المناطق اليافعية.
    فقد يطنب (محاول) شواعة العريس، عند إجابته على السؤال عن الأخبار فيسردها سجعاً ذاكراً أخبار الثمار والأمطار والأسعار وأخبار البحار (يقصد بها الأخبار الدولية). وقد يختصر مضامينها بالقول: "أخبارنا سكُون والشّر مدحُون، جينا على سنة الله ورسوله لأخذ بنتكم صاحبة الشرف المصون والدر المكنون لابننا صاحب المعالي, الفتى المفتون, ومعه حمران العيون، لفرض مقضي ومسنون, بعون الله نقضي الشَّف, وفي كرمكم راجون, نسهر ونسلى معكم, وغداً راجعون".
    ويأتي تعقيب (محاول) أهل العريس: "حيَّا وسهلا بالقادمون, في ديارنا والحصون, مع فتاكم صاحب المقام الميمون، وبأذن الله نقضي لكم شَفِّكُم وما تطلبون, وذي من أجله وصلتم في الحفظ والصَّون, وفي الضَّبْر مركُون, والليله على السَّعه ترحبُون, سَلَى ورقصه ولله في خلقه شئون، مُكَرَّمُون مع وافر السعاده والبنون، والصهاره باقيه أولون ولاحقون, والله على ما نقول وأنتم شاهدون".
    وقد تكون هذه الصيغة مختصرة, فيكتفي محاول الشواعة القادمين بالقول رداً عن السؤال عن الأخبار: "الأخبار سِكُون والشر مبعد ومدحون, ولا علم إلاَّ ما يسركم ويرضيكم, جينا لأمانه عندكم على سنّة الله والرسول". فيرد عليه كبير المستقبلبين, على سبيل المثال: "أهلا وسهلا بكم, البيوت مفتوحة, والشياه مذبوحة, والعصيدة مقدوحة". وإذا كان الزواج داخلي، من الأسرة أو من داخل القرية، فأن طابع (المحاولة) يختلف, وتغلب على مضمون الحوار الدعابة والطرافة بغرض التسلية والمزاح, إذ لا حاجة للسؤال هنا عن الأخبار, طالما يعيش الجميع في نفس القرية, وقد يكون الحوار طريفاً للتسلية والمزاح،على سبيل المثال:
    - كبير المرحبين: أهلاً وسهلا، ويش جابكم لا عندنا؟
    - كبير شواعة العريس: جيناكم نخذ أمانه مطروحه عنكم، إن باتدّوها على سنة الله والرسول والاّ خذناها بالصميل.
    - كبير المرحبين: ما عندنا لكم شيء، ولكن أهلا وسهلا، وعشاكم سيكون بمكان الفلاني (ويذكر مكان بعيد) وسلامتكم.
    - فيردد الشواعة بزامل جماعي وهم يتجهون إلى البيت وكأنهم يقتحمونه عنوة:
    رَحِّب وقُل حيّا ميــــه وإلاَّ فقـــد جينـــا لهــا

    وبعد المحاولهْ
    إذا كان شواعة العريس سيعودون مع العروس في نفس اليوم فإن أسلحتهم تبقى بحوزتهم، أما إذا كانوا سيقضون ليلتهم في بيت أهل العروس وتكون عودتهم في اليوم التالي فأن المستقبلين (يسلبونهم أسلحتهم) أي يحملونها نيابة عنهم كتقدير واحترام وتعلق في معاليق (مفردها معلاق) وهي خاصة بالأسلحة وغيرها ولا يخلو منها البيت اليافعي.
    ويدخل الضيوف ومعهم المستقبلين إلى البيت ويتخذون مواقعهم في المجلس (المَفْرَشْ), ويتناول الضيوف أولاً ثم بقية الحضور وجبة العشاء المكونة من اللحم والمرق والعصيد - قبل أن يدخل الرز كصنف من الأطعمة الرئيسية - وكانت اللحمة تقسم إلى قطع وتسلم لكل شخص إلى يده, وقد يأكلها بعد العصيد أو يحتفظ بها إلى وقت متأخر, وجرت العادة أن تكون قطع اللحم الخاصة بالضيوف أكبر, أما العريس والعروس فتخصص لهم لحمة الساعد ليسعدوا ويتقوى ساعدهم، كما كانوا يعتقدون. وتخصص نصف رِجْل من لحم الخروف لمن قامت بطهي الطعام من النساء.

    الفداءعلى العروس
    بعد وصول الشواعة تتم -في كثير من المناطق- مراسيم الفداء على العروس المصحوبة بأغاني الهدان، في غرفة كبيرة داخل البيت (المَفْرَشْ) وقد تصطحبها النساء إلى ساحة بجانب البيت, إن لم تكن هناك سعة في غرف المنزل, وتجلس على حصيرة أو لحاف وهي متجهة إلى ناحية القبلة, وتتواصل معها خطوات تقديم (الفدية) ذاتها التي تتم مع العريس. وبعد أن تعود العروس إلى مكانها, ترتفع أغاني الهدان الموجهة إلى مرافقي العريس من الشواعة:
    ألاَ وا هداني من هو كبير الشواعــه... هدان
    ألا وا هداني من هو ذريع الغــزاله... هدان
    ألا وا هداني كُلاً جميـلـه مـن أيـده... هدان
    وتلبية لهذا النداء يتقدم كبير الشواعة والذريع وأقارب العريس فرادى ويضعون هداياهم من أنواع البخور التي تختلف كمياتها بين شخص وآخر, وكل من يتقدم منهم يذكر الشاحذ اسمه,كما تكرر النساء ذكر اسمه في الهدان:
    ألاَ وا هداني (فلان) وصلنا جميله... واهدان
    وهكذا يستمر الهدان، إلى أن يستكمل دخول الشواعة أو معظمهم, ثم يأتي دور طلب الحريو للدخول، فتخاطبه النساء بأغنية الهدان الموجهة إليه:
    ألاَ حريو اقرب تقارب، طرَّبـــوا لك بالأمـان
    طربوا للناس شهرين وانت لك طول الزمان
    وبمجرد سماع هذا النداء, الذي ينتظره العريس بشوق يدخل إلى المكان الذي تجلس فيه العروس, سواء في جانب من الغرفة أو على (الهِدِهْ) وهي مصطبة مرتفعة في الغرفة، وتفسح له النساء الطريق ليجلس بجانبها, وتكون العروس في هذه اللحظة مغطاة الرأس والوجه بمنديل شفاف تراه من خلاله دون أن يرى ملامحها. وفي هذه اللحظة تطلب منها النساء النهوض استعداداً لمغادرتها برفقة العريس, من خلال الأغنية الموجهة لها:
    ألاَ هدِّي هداش الله
    الاَ وا نخله اشتلي
    خُذي قرشين عالهدّه
    وجهدا ما قدر يشتل

    وتتأهب العروس في هذه اللحظات لمغادرة بيت أهلها وتوديع ذكريات الطفولة والصبا إلى بيت الزوجية. وقد يتأخر خروجها إلى اليوم التالي حسب الاتفاق.
    زفة الحريوة (العروس)
    تسمى الزَّفة في يافع (المسَايَرَهْ) وتبدأ مراسيمها مساء يوم الزواج نفسه أو في صبيحة اليوم التالي, بمقتضى الاتفاق أو العادة المتبعة في هذه المنطقة أو تلك. وتخرج العروس من بيت أهلها بموكب احتفائي, تحيط بها اثنتان من أجمل قريباتها بكامل زينتهن, فتمسك إحداهن بيدها اليمنى والأخرى بيدها اليسرى وتظل العروس مغطاة بمجول شفاف يغطي رأسها ووجها ويديها, وأمامهن وبجانبهن تتجمع النساء على شكل صفين طولياً مفسحات الطريق أمام العروس ومرافقاتها, ومنهن من تحمل المباخر (المجامر, أو المقاطر) التي تنتشر منها في الأرجاء أعمدة أدخنة البخور، فيما تصدح الزغاريد (المحاجر) والأغاني الخاصة بـ(المسايرة)، ويكون مكان العريس (الحريو) وراء العروس مباشرة وحوله الأصدقاء والرجال لمشاهدة الموكب الذي يكون في مقدمته (الشاحذ) وتليه حاملات المباخر, وكان موكب الزَّفة - قبل دخول السيّارات - يسير مشياً على الأقدام وعلى ضوء القمر, أو على ضوء الفوانيس, إن كانت الليالي مظلمة.
    وفي لحظات الوداع المؤثرة التي تمتزج فيها مشاعر فرحة الأهل بزواج ابنتهم بالحزن على فراقهم لها، تردد النساء أغنية الهدان المعبرة عن هذه اللحظة:
    قاله البيضاء كرمتوا
    واكرمك وا بَهْ حيُودي
    ألا يا به كُثُر خيرك
    ألاَ ما عادنا بنتك
    يا أهل ذه الحَوزَهْ جميع
    واكرمش يا الوالده
    ورَعْ مفتاح مخزانك
    ألاَ ما اليوم بنت الناس

    وفي العادة يسير موكب الزفة بحركة بطيئة, لكنها مليئة بالفرح والأهازيج والزغاريد النسائية المصاحبة, وتزداد هذه الحركة بطئاً كلما كانت المسافة بين بيت أهل العروس وبيت العريس متقاربة, لكي تستغرق الفرحة وقتاً أطول, بل أن مثل هذا السير البطيء تعبر عنه الأغنية النسائية التي تطلب من العروس أن تقسِّم خطواتها أخماس أو أسداس أو أعشار:
    ألاَ سيري، ألاَ سيري
    خطيوه قسميها اسداس

    وأثناء سير الموكب تختلط أصوات الزغاريد النسائية وأغانيهن بدقات الطبل وكذا بأصوات الأعيرة النارية التي تطلق في الفضاء بين الفينة والفينة وتزداد مع اقتراب الموكب من بيت العريس.
    وفي منتصف الطريق، يكون على النساء المرافقات أن يعدن أدراجهن, بعد وصول المستقبلات من أهل العريس, اللاتي ينتظمن في صفين ويكملن توصيل الموكب بنفس المباهج من الأغاني والبخور, أما المرافقتان الشخصيتان للعروس فيبقيان ويكملان المشوار وهن ممسكات بأيدي العروس عن يمين وشمال حتى وصولها إلى منزل العريس, ولن يعدن إلأَّ بعد إيصالها, وحصولهن على هدية عينية أو مبلغ من المال من العريس لقاء مرافقتهن للعروس.
    أما في حالة أن تزف العروس إلى قرية أخرى بعيدة, فإن الموكب المرافق يستمر لمسافة قريبة لا تتجاوز أطراف قرية أهلها, ثم تركب العروس على جمل إن كان ذلك متيسراً, أو تسير مع المرافقات والمرافقين مشياً على الأقدام, إلى أن تصل أطراف قرية العريس حيث تكون النساء المستقبلات من أقارب العريس في انتظارها, ويتواصل موكب الزفة بنفس المراسيم حتى وصوله باب بيت العريس. وتردد المستقبلات أغنية الهدان الترحيبية بالعروس:
    ألاَ يا مرحبا حيّا
    عسى والخَطْ تِيْ العنوان
    ججج
    والخط باللهجة اليافعية يعني الرسالة, وتِيْ بمعنى مثل. أي أن النساء في هذه الأهزوجة يتمنين أن تكون العروس بمستوى جمال لباسها الفاخر والجذّاب.
    عند وصول العروس إلى بوابة بيت العريس تتثاقل في مشيتها وقد تتوقف وتأبى الدخول, في انتظار ما يسمى (الدّحَّاقه)، وهو أن ينحر أهل العريس خروفاً قبل دخولها كفداء, وتغني النساء في تلك الأثناء مؤازرات لها في مطلبها هذا:
    ألاَ لا تدخلـين الـدّار
    ألاَ وإلاَّ ذبح لش ثور
    ولش بُنَّه ولش قاته
    ج ألاَ إلاَّ بحتَّامه
    والاَّ كَـبش ردمــاني
    ولش حَبْلَين بالمسنى

    وفي الحال يقوم (الشاحذ) بنحر خروف على مردم السدّة، فيما تنثر أم العريس كمية من حبوب الذرة والبُن على رأسي العروسين, وجرت العادة أن لا تدخل العروس إلاَّ على الدم للاعتقاد بأن ذلك يصرف عين الحسد وشر الشياطين. وقد تطأ العروس بقدمها اليمنى على جسد الخروف المسجى فيما تخطو باليسرى إلى الداخل، وتقوم حماتها (عمتها أم العريس) بغسل قدميها, وأثناء ذلك تنطلق المحاجر والأعيرة النارية في الهواء. وفي هذه الأثناء تتردد النساء:
    ألاَ يا أم الحريو ابدي
    ألاَ جهدا وصل مهدي
    رَعي جَهَدَا وصل مهدي
    ورَوَّحْ مركب الـهنـدي

    ثم تستمر الزَّفة إلى أن تدخل العروس إلى الغرفة المخصصة لها, وهنا تقف دون أن تجلس أو تصعد إلى (الهِدِهْ) حتى تستلم ما يعرف بـ(الحتَّامه) وهو مبلغ من النقود. وعندها تغير المسايرات صوت الغناء ليتناسب مع الزفة:
    زفوا العروسة زفوها
    يا مرحبا بالعروسة
    بالعطر والورد رشوها
    هي والعروس المثالي

    وفي تلك الأثناء يتسابق العروسان في الوصول إلى المنصَّة (الهدة) ويكون السبق دائماً للعريس، رغم أنها كانت أمامه أثناء وصول الزفة.
    وتبقى المرافقتان (المُسَايرات) بصحبة العروس بضعة ساعات وبعد إكرامهن بالأكل وإعطائهن أجرهن يعدن برفقة الرجال من أهلهن الذين كانوا ضمن الموكب.
    وفي بعض المناطق - كلد كمثال – فإن المسايرات يبقين مع العروس حتى وصول الأم مع والدها وأخوتها وعدد من أقربائها حيث يصلون في اليوم نفسه ومعهم بضاعة العروس وعدد من الأغنام (غنم السَّوْق أو القَوَد), ويستقبلهم أهل العريس بحفاوة وأول من يطلق الأعيرة النارية هو العريس نفسه, مبالغة في الترحيب بهم. ويأتون معهم بـ(بضاعة العروس) التي جاءت أصلاً من جهة العريس ويضيفون إليها من جانبهم بعض الأشياء, كقربة لجلب الماء و(مِحْتَاهْ) وغربال (منخل) ومَسْرَفَةْ( ). وهم يأتون عادة بعد الغداء, لأن وليمة الضيافة الرئيسية ستكون على العشاء, وتكون مراسيم استقبالهم على نفس النسق الذي رأيناه عند استقبال أهل العروس لأهل العريس عشية (السَّداد) أو (كتابة الشاهد), مع فارق أن العدد أكبر هنا وتصاحبهم الطبل والناي (القصبة, أوالشُبَّابة) في موكب الاستقبال للضيوف. ويلي ذلك خروج العريس (الحريو) إلى سطح البيت أو ساحة بجانب المنزل (وَصَرْ أو حَبِيْل) ويتجه إلى القبلة وتلي ذلك طقوس (فرقة الشعر) وحلاقته وتسريحته, كما هو متبع في مناطق أخرى قبيل خروج شواعة العريس يوم الزواج, ويفدى عليه بتيس وكذا النقود (الريالات الفضية) وحبوب الذرة أو الدخن أو البُن ويمتدح الشاحذ كل من يقدم فدية لأنها جميعها ستذهب له ولمساعده مقابل أجرتهما ويردد الوقفون أثناء الفدية (حَريو حَريو). وفي النهاية يحمل الحاضرون العريس بين أيديهم ويرفعونه إلى الأعلى وهم يهتفون بصوت جماعي:
    حــريــونا شـاب
    وا طويلات الرقاب
    ج وَحْجِرَيْن له وابيض
    والمال لك، واحريو

    كما تتم بهذه المناسبة الرماية على (النَّصَعْ) وتسمى في بعض المناطق (أهداف الحراوى).
    عشاء الزواج (يوم المَرْوَحْ)
    يسمى ذلك اليوم الذي تصل فيه العروس إلى بيت زوجها بيوم (المَرْوَحْ) أي العودة إلى البيت بعد انتهاء مهمة الشواعة ودخول العروس إلى بيت الزوجية. وهو قمة الفرحة عند أهل العريس (الحريو), فيما كانت قمة الفرحة في اليوم السابق له عند أهل العروس (الحريوه).
    وكانت تقام في هذا اليوم الوليمة الرئيسية في بيت العريس المتمثلة بـ(عشاء الزواج), لذلك تنحر الكثير من الأغنام والأبقار, وتزداد أعداد الضيوف لأنها تشمل شواعة العريس وكذلك شواعة العروس إلى جانب ضيوف العريس من الشواعة والجيران وأحياناً القرية بكاملها. والوجبة الرئيسية هي العشاء, حيث يتوافد الضيوف بدءاً من غروب الشمس. وينقسم الضيوف إلى قسمين:
    أ- الرَّفادة: وهم الذين سبق أن وجهة إليهم الدعوة عن طريق (الشاحذ) وكانوا يأتون برَّفيدة( ), هي عبارة عن نقود أو حبوب أو غنم. وكان أهل العريس يحفظون في ذاكرتهم كل رفد يصل إليهم, بما في ذلك الخبز الذي تأتي به النساء, لأنهم سيردون بالمثل حينما توجه إليهم الدعوة في مثل هذه المناسبة من قبل الآخرين, وهذا شكل من أشكال التكافل والتعاون التي تخفف من الأعباء على أسرة العريس. وكانت قيمة الرفيدة تقدر بقرش فرنصة ويأتي عليه مجموعة أفراد, والرأس من الغنم يأتي عليه 3-4 أشخاص.
    ب- الوَفَّادة: وهم من يفدون إلى الوليمة دون أن توجه إليهم الدعوة, وكان عددهم يزداد, خاصة في سنوات المجاعة.
    كانت وجبة العشاء الرئيسية تتمثل بعصيدة من حبوب الذرة تطبخ باللبن تقدم في وعاء كبير مصنوع من جذوع شجرة السدر (العلب) تختلف تسمياته في مناطق يافع (مِقدام، كعده, قدح) وهو يكفي لعشرات من الأشخاص الذين يلتفون حوله لتناول العصيد على دفعات متتالية وكل دفعة تسمى (رِدِهْ), وعند تقديمها تنتزع من وسطها قطعة من العصيد فتتكون حفرة يطلق عليها (فجوة) وهي تملأ بالعسل والسمن أو بسليط الجلجل (زيت السمسم) وهو ما يسمى (خُصَار) ويقوم الشخص بقطع لقمة من العصيد ويسويها بيده اليمنى على شكل كروي ثم يضعها بين ثلاث أصابع (الوسطى والسبابة والإبهام) ويغمسها في الفجوة التي تحتوي على السمن والعسل أو زيت السمسم، أما ما يسمى بـ(النُشَّاحي) فهو صب كمية من السمن أو زيت الجلجل على مرق أو زوم أو صَعه يوضع على جوانب العصيد من أطرافها ويفت به العصيد قبل التهامه, وفي المثل "من سكت ما نشَّحوا له" وكان ذلك بمثابة أدام للعصيدة التي تقدم في صحون كبيرة بما يكفي لإشباع الضيوف المدعوين وغير المدعوين حيث يحتاط - في مناسبات كهذه- لأي عدد يزيد عن المتوقع، وكانت النساء في القرية يسهمن في إعداد العصيد كشكل من أشكال التعاون المتبادل فيما بينهن في مثل هذه المناسبات.
    وحسب ظروف ذلك الزمن كانوا يميزون الرفادة عن غيرهم من الوافدين, حيث تكون لهم الأولوية في تناول وجبة العصيد وإكرامهم بقطع اللحم التي كانت تقدم لكل شخص إلى يده بالتتابع أثناء تناول وجبة العصيد, وقد كان الشاحذ يقوم بتقسيم اللحم إلى قطع صغيرة في (الهِدِهْ) أو في غرفة جانبية (مُرَبَعَهْ أو عِلِّيِهْ أو مُجْنَبَهْ) ثم يسأل أثناء التوزيع عن الشخص الذي يصل دوره لاستلام اللحمة, فيرد عليه: رفَّاد, وقد يذكر اسمه فيعطه قطعة لحم جيدة تليق بمكانته. وان كان من الوافدين يقال له: وفَّاد, أو سمعها وجي, أي سمع بالمأدبة وجاء بدون دعوى فيعطيه قطعة أصغر أو عظم به القليل من اللحم (عَرْمَهْ). وكانوا لا يأكلون اللحمة عند استلامها مباشرة، بل يبقونها في أيديهم اليسرى وبعد أن يفرغوا من أكل العصيد حتى الشِّبَعْ يأكلونها. وفي بعض المناطق كانت تقدم أقراص الخبز الجاف التي تطهى بـ(الموفي أو الطابون) عوضاً عن العصيد, حيث يقدم لكل شخص قطعة لحم مع قرص من الخبز يأكلهما أو يربط عليهما في طرف الإزار (المَعْوَز) أوفي جيبه ويأخذهما معه إلى البيت.
    وبعد وجبة العشاء لا بد من جولة جديدة من الرقصات, فهي عنوان الفرح والطقس الأكثر حضوراً في الأعراس اليافعية, ثم يتزاحم الحاضرون على الرقص وخاصة النساء, أو النساء مع أزواجهن أو محارمهن, ويحدث أن يرقص الرجال أو النساء على دفعات حتى يأتي الدور على الجميع. وهكذا فقد تستمر هذه الرقصات إلى منتصف الليل، بل وأحياناً حتى مطلع الفجر.

    الفتاَّشة أو الحتَّامه
    والفتاشة عبارة عن مبلغ نقدي يدفعه العريس للعروس عند دخوله عليها للمرة الأولى في غرفة الزوجية. فبعد انتهاء أفراح ليلة الزواج, تدخل العروس غرفة الزوجية دون أن تنزع الحجاب عن وجهها ورأسها في انتظار (الفتَّاشة)( ), التي كان يتفق على قيمتها عشية (السداد), وقد يترك تقدير قيمتها لشهامة العريس وكرمة. ولا مجال هنا للمساومة, فالعروس تظل صامتة, والحياء والخجل مرتسمان على محياها, وباستلامها (الفتاشة) تنزع النقاب عن وجهها من تلقاء نفسها وغالباً بمساعدة العريس, ويزاح بذلك الحياء بين الزوجين ويبدأن حياة زوجية طبيعية أساسها الود والاحترام المتبادل وطاعة الزوجة لزوجها واحترامها لأهله. والمبلغ الذي تحصل عليه العروس قد تحتفظ به لنفسها وقد تسلم جزءاً منه لأمها حين تأتي للمشاركة في مراسيم يوم (البِرَاكْ). وفي بعض المناطق تدفع الحتّامه أو الفتّاشه للعروس عند دخولها سدّة بيت الزوج.
    ولا توجد في يافع تلك العادة السيئة التي نجدها في بعض مناطق اليمن, أو في بعض الدول العربية, والتي لا تنتهي ليلة الزفاف بوصول العروسين إلى مخدعهما, بل تبقى الاحتفالات في الخارج مستمرة, انتظاراً لفض بكارة العريس وعرضه لقطعة القماش البيضاء (الطرحة) مبللة بدم غشاء البكارة, فتطلق الأعيرة النارية وتنطلق معها الزغاريد احتفاء بسلامة شرف ابنتهم.
    يوم البِرَاك
    جرت العادة في جميع مناطق يافع أن يكون اليوم الذي يلي يوم الزواج يوم راحة كاملة ويسمى في بعض المناطق (أَوْن- غَون), ومثل هذه الراحة أمر طبيعي بعد يوم حافل بالجهد ومليء بطقوس الفرح والغناء والرقص التي لم تنته إلاَّ في وقت متأخر من المساء. وعقب يوم الراحة يحين موعد (يوم البراك) وهو آخر أيام الزواج التي تتوج فيه الأفراح العامة لسكان القرية والضيوف من القرى المجاورة أحياناً.
    وفي صباح يوم البراك كانت أم العروس تأتي ومعها هديتها من الطحين والخبز ويذبحون رأس من الغنم أو أكثر وتستمر ضيافة أهل العروس يومين. وعادة تكون الأم أو اخت العروس هي (المُصَلِّحِهْ) التي تقوم بتزيينها صبيحة يوم البراك, حيث تأتي معها بما يلزمها من أدوات الزينة وتختار لها أجمل الثياب مما أهداه لها العريس أثناء الضيفة، وتسعى جهدها لإظهارها في أجمل زينة وأحسن حلّة, سيما وأن جميع نساء القرية وفتياتها سيجئن أيضاً بكامل زينتهن وبأجمل ثيابهن وكأنهن في معرض تنافسي للجمال، وكل منهن تسعى لأن تكون الأجمل. ومع ذلك فأن أنظار جميع سكان القرية نساءً ورجالاً تتجه إلى العروس (الحريوة) لرؤيتها وهي تزدان بكامل زينها, حيث توضع لها منصة على (الهدة) أو مكان بارز في المجلس (المفرش) تظهر فيه أمام الجميع وهي جالسة ويديها المزدانتان بنقوش الحنا وبالحلي الفضية مضمومتان على ركبتيها وقد نزعت عن وجهها النقاب (المجول) وتبدو في هيئتها كالملكة المتوجة في عرشها وعلى رأسها أكاليل من الزينة, وفي هذه المناسبة يراها الناس بدور الزوجة لأول مرة, بعد أن عرفوها من قبل بمظهر الفتاة.
    ولعل لتسمية يوم البراك بهذا الاسم صلة بالمباركة للزوجين بهذه المناسبة السعيدة. فالنساء يتوافدن بعد الغداء مباشرة على بيت العريس للتهنئة والمشاركة في الرقص ويرددن الأغاني التي تحمل طابع التهنئة:
    سلام يا أهل الزواجه بارك الله لكـــم
    بارك لكم في زواجتكم وفي بيتكــــم
    وكل امرأة تدخل وهي متشوقة لرؤية العروس تقول منبهرة بجمالها وهيئتها "ما شاء الله, الصلاة على النبي". وحتى تلك العروس التي تبدو على قدر من الجمال لا بد أن تستمع إلى كلمات الإطراء من قبل المهنئات, لكنهن قد يتهامسن ويتغامزن خلسة فيما بعد إن كانت العروس غير جميلة.
    وفي غرفة أخرى في البيت أو في ساحة مكشوفة بجانبه يتجمع الرجال لتهنئة العريس والمشاركة في حلقات الرقصات الرجالية على ضربات الطبول وأنغام الشُبّاَبة أو القصبة (الناي) وتبدأ هذه الرقصات من بعد الظهر وتستمر حتى غروب الشمس. يحدث أن يكون الشوط الأول من الرقص من نصيب المَعْنِيَين بالمناسبة وأكثر الناس فرحة بها, وهما العريس والعروس, حيث يتم استدعائهما ويرقصان أول رقصة مشتركة لهما كزوجين جديدين, فيما ترتفع أثناء ذلك الزغاريد والأغاني المهنئة والمباركة لهما بحياة زوجية سعيدة.
    وتسمح التقاليد للجميع أن يلقي نظرة على العروس في يوم (البراك) حيث يدخل الرجال فرادى لمشاهدتها, وقد يلقون نظرة عليها من الباب ثم يغادرون لازدحام الغرفة بالنساء, وقبل المغادرة تضع نساء من أهل العريس مسحوق الطيب المعروف بـ(الفحوس) على رؤوسهم، وكذلك يفعلن مع النساء ومع الصغار أيضاً.
    وفي الوقت الذي يؤدي فيه الرجال رقصاتهم, كانت النساء تنتظم في صفين متساويين متقابلين ويبدأن ألعابهن بترديد أبيات شعرية يرتجلها الشعراء الشعبيون بأصوات غنائية ترافقها الحركات الاهتزازية الموحدة.
    وبانتهاء مراسيم البراك تنتهي الطقوس العامة للزواج, وتمكث العروس في البيت في فترة راحة تامة دون أن تغادره لمدة شهر أو أكثر أو أقل حسب ظروف الأسرة واحتياجها لعملها. وتلي البراك بعض المراسيم الخاصة بأسرتي العروسين وأقربائهما فقط.
    الرَّدَهْ أو الخطرة
    الرَّدة أو الخَطْرَهْ هي ذهاب العريس برفقة العروس مع بعض الأقارب إلى بيت أهلها لأول مرة بعد زواجهما, وهي تتم بعد الثامن مباشرة إذا كان أهل الزوجة في إطار القرية, أما إذا كان أهلها من قرية بعيدة فقد تطول هذه الفترة أو تقصر, حسب الظروف، وفي هذه الحالة فإن الزوج والزوجة ومعهما الأقارب يذهبون ومعهم رأس غنم أو عجل صغير (رضيع) مع هدايا مماثلة لتلك التي جاء بها أهل العروس في الثامن ويمكثان من يومين إلى خمسة أيام، وقد يعود الأقارب والزوج بمفرده إذا كان مرتبطاً بأعمال مهمة وتبقى هي عند أهلها عدة أيام قبل أن يؤب إليها ليعيدها معه إلى بيته.
    الثَّامـــن
    الثامن هو مناسبة مجيء أهل العروس, خاصة الأب والأم, لزيارة ابنتهم بعد أسبوع أو أكثر, مع أن التسمية بـ(الثَّامن) توحي بأن الفترة ربما كانت محددة في زمن ما بعد ثمانية أيام.
    وإذا كانت العروس (الحريوه) من خارج القرية فإن أهلها يأتون بما يسمى الضيَافة ومعهم عدة رؤوس من الأغنام (بمقدار رأس لكل شخصين) ويكون بعضها مذبوحاً والبعض الآخر يساق حياً (قََوَدْ) وكذلك يأتون بهدايا أخرى من حبوب الذرة والبر والطحين والزيت والتمر والجلجل والسكر والحلوى وأقراص الخبر (الشموط) وغيرها. وخلال مدة الضيافة التي تستمر من يومين إلى ستة أيام كان أهل العريس ملزمين أيضاً بأن ينحروا عدد مساوي لرؤوس الأغنام التي جاء بها أصهارهم ولا تنتهي الضيافة إلاَّ بعد نحر هذه الأغنام جميعها.
    وفي بعض المناطق كانت تقام رقصات مسائية على الطبل والشُبَّابة أو القصبة خلال أيام الثامن، لا سيما إذا كانت الحريوة من خارج القرية, وهذا شكل من أشكال الاحتفاء بالضيوف من أهل العروس وفرصة سانحة لإشاعة الفرحة من خلال الغناء والرقص.
    وكانت العادة أن لا تخرج العروس من بيت زوجها للمشاركة في مختلف الأعمال خارج المنزل إلاَّ بعد (الثامن), لذلك كان الناس خاصة في المواسم الزراعية المثمرة يستحثون أهلها للوصول في أقرب فرصة. وبعد الثامن مباشرة أو في أواخر أيامه وبتواجد أهلها تخرج العروس بكامل زينتها وبرفقتها نساء من أقاربها في طريقها إلى الطاحونة لطحن الحبوب أو إلى البئر لجلب الماء بالقربة (الأَرْب) وتقوم أثناء ذلك بتوزيع قطع الحلوى على النساء والأطفال, وبهذا تبدأ رسمياً بتأدية مهامها الاعتيادية المألوفة كزوجة, تجلب الماء من البئر وتطعم وتحلب البقرة وتخض اللبن لاستخراج الدهن (السمن) وتذهب إلى المزرعة لجلب العلف للماشية أو إيصال الطعام إلى زوجها هناك وتذهب مع النساء للحطب... الخ.
    • :: إدارة المجلس ::

    بجاش

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 28, 2007
    عدد المشاركات:
    7,326
    عدد المعجبين:
    964
    مكان الإقامة:
    قطر
    رد: عادات وتقاليد الزواج في يافع

    كل الشكر والتقدير للدكتور علي على ما قدم لنا من تفاصيل كاملة عن عادات وتقاليد الزواج في يافع وكنت قد طرحت موضوع للاعضاء لمناقشة موضوع الزواج في خلاقة قديما وحديثا ولم أرى اي تعقيب لكن الدكتور علي مشكورا وفى وكفى وحقق لنا الهدف وقدم لنا ما كنا ننتظره ومن صاحب اختصاص في هذا المجال شكرا للدكتور علي الذي نعتبره قمرنا في مجلس الخلاقي ونسعد بمواضيعه النافعة التي تزيدنا معرفة عمّ نجهل من تاريخ يافع وعاداتها وتقاليدها
    بالتوفيق والتألق الدائم للدكتور علي صالح الخلاقي
    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابو يوسف القاضي

    • المستوى: 3
    تاريخ الإنضمام:
    سبتمبر 15, 2008
    عدد المشاركات:
    825
    عدد المعجبين:
    85
    الوظيفة:
    قانونــــي
    مكان الإقامة:
    -Q@T@R-
    رد: عادات وتقاليد الزواج في يافع

    مرحبا ومسهلا بالدكتور /علي صالح الخلاقي شرفت بيتك ومطرحك وحللت أهلا ووطئت سهلا .كم كنا ننتظر إطلالتك والتي شرفتنا بها من خلال موضوعك الرائع والذي من خلاله يتسنى للكثير التعرف على عادات الزواج والتقاليد المتبعة بهذا الخصوص ونحن بدورنا نتقدم بالشكر الجزيل على كل جهودك الكبيرة والتي تم بها توثيق الكثير الكثير من العادات والتقاليد والأشعار وغيرها كما نتمنى منك يا دكتور علي أن تسبر قلمك وتطلق فكرك في البحث عن قوانيين خلاقة وأعرافها وأحكامها وإدارة شؤونها في السلم والحرب والجزاءات المترتبة على مخالفتها وأن تخرجها بشكل منسق في كتاب يكون مرجع لأهل خلاقة وللأجيال القادمة ونتمنى منك أن تعجل وتسرع في ذلك ما دام والشيخ يحيى العاقل أطال الله بعمره على قيد الحياة وكذلك حسن القاضي ووالدك وآخرين تعلمهم أنت وأنني أخشى أن التأخير في ذلك سوف يفقدنا الحصول على معلومات لن نحصل عليها أبداً ....... سعدنا بتواجدك ونسعد أكثر بتواصلك فهذا مجلسك ويجب أن تكون متواجد فيه ونحن نقدر لك ذلك رغم ظروف عملك الأكاديمي ومتطلباته ونحن نعلم أن وقتك ثمين ............ تقبل مني كل ود وإحترام / أبو يوسف القاضي
    أعجب بهذه المشاركة ابوسيف القمادي
    • :: الأعضاء ::

    ابو فهمي

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 23, 2007
    عدد المشاركات:
    343
    عدد المعجبين:
    24
    الوظيفة:
    عامل
    مكان الإقامة:
    نيو يورك
    رد: عادات وتقاليد الزواج في يافع

    موضوع رائع اشكر الدكتور ابو اوسان على هذا الطرح الجميل وتحياتي لك
    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابو ادم

    • المستوى: 4
    تاريخ الإنضمام:
    مارس 5, 2008
    عدد المشاركات:
    1,101
    عدد المعجبين:
    48
    مكان الإقامة:
    امريكا
    رد: عادات وتقاليد الزواج في يافع

    مشكور د\ علي على موضوعك الفيد والذي يستفيد منة الكثير من ابنا يافع الذي عاشي خارج بلادهم
    لان معضمهم قد نسو العادات والتقاليد والاعارف الذي يتداولها ابنا يافع
    ومنهم من نسي واستكبر على عاداتنا وتقاليدنا ؟؟

    ولك مني اجمل تحية
    • :: العضويه الذهبيه ::

    سالم جنبل

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 3, 2009
    عدد المشاركات:
    4,431
    عدد المعجبين:
    632
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    امريكه
    رد: عادات وتقاليد الزواج في يافع

    الشكر الدكتور علي صالح على ماقدمه
    • :: الأعضاء ::

    الفتحي

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    إبريل 27, 2010
    عدد المشاركات:
    35
    عدد المعجبين:
    1
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    اليمن
    رد: عادات وتقاليد الزواج في يافع

    يحفضك اللة ابو اوسان على كل ما تقدمة لاحيا التراث اليافعي والى المزيد عن خلاقة خاصة
    • :: المشرفون ::

    عبدالعزيز المصفور

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 8, 2008
    عدد المشاركات:
    4,210
    عدد المعجبين:
    142
    الوظيفة:
    طالب جامعي
    مكان الإقامة:
    مملكة البحرين
    رد: عادات وتقاليد الزواج في يافع

    تسلم ابو اوسان على الموضوع الرائع والجميل والذي سردت فيه موضوع عادات الزواج في يافع ونقدر لك مجهودك الرائع في هذه الموضوع
    اشكرك مرة اخرى تقبل سلامي
    • :: الأعضاء ::

    المسوع

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 28, 2011
    عدد المشاركات:
    1
    عدد المعجبين:
    0
    مشكووووووووووووور دكتور على هذا الشرح الدقيق ... عاداتنا وعادتكم واحده بالحرف والمعني ( البيضاء ) وخاصة منطقتي اللي هي (الطفه) واعتقد ان هذا من اصول التراث اليمني والذي ولله الحمد لازال باقي الى الان .... ولفت نضري تعريفك للمسوع الذي هو المنجم ... لان لقبنا المسوع وأعتقد ان هذا هو اصل الاسم ... فالف شكر دكتور ويعطيك العافية

انشر هذه الصفحة