الأخبار المحلية خروج علي وتكتيك علي

( بقلم : د. خالد عبد الله محمد ) عدن – لندن " عدن برس " خاص : 4 – 1 – 2010
مقولة غاندي ( في البداية... يتجاهلونك ، ثم يسخرون منك. ثم يعادونك.. ثم تنتصر)
منذ إعلان يوم تدشين الوحدة عام 1990 وصنعاء تسعى نحو احتلال الجنوب ، إلا انه خلال عام 1994م تجسد ذلك على أرض الواقع من خلال ضم وإلحاق الجنوب تحت مسمى الحفاظ على الوحدة الوطنية وهي لا تفرق بين الوحدة اليمنية والوحدة الوطنية لأن هدفها السيطرة على ثروة وأرض الجنوب وللآسف يردد هذا المصطلح كثير من الجنوبيين بدون إدراك بأن الوحدة اليمنية تعني الوحدة بين الشمال والجنوب ذات طابع سياسي أما الوحدة الوطنية بين شعب واحد وتعني وحدة الحقوق والعدالة .

ومن أجل تحقيق هذا الهدف استخدمت كل اللاعبين ( اشتراكيين- قوميين- بعثيين- زمرة- وطقمه- إخوان - إصلاحيين – القاعدة- سلاطين – قبائل- وشيوخ وغيرهم ) ورغم اختلاف مشاربهم إلا أن الجميع ساهم في تحقيق هدف وغاية صنعاء بعلم أو بدون علم . ولكن ما يهمنا هنا في هذا المقال هو ظهور القاعدة خلال الأيام الماضية وإلصاقها بالحراك السلمي الجنوبي.
منذ رحلة البيض من عدن إلى صنعاء عام 1990 إلى مسقط 1994 ثم من مسقط فيينا 2009 والقاعدة تتبعه من خلال استخدام صنعاء لهذا التنظيم . المتابع لمجريات الأمور يرى بأن صنعاء استخدمت القاعدة منذ أول يوم للتوقيع على إعلان تدشين الوحدة من خلال تحالفها مع القاعدة لتصفية الجنوبيين في صنعاء بحجة القضاء على قلعة الإلحاد والشيوعيين وعودة الأصل إلى الفرع وغيرها من المبررات الخبيثة وما فتوى الديلمي عام 1994 (سارية المفعول حتى يومنا هذا) إلا تجسيد وترجمة على الواقع لضم وإلحاق الجنوب ، وما قائمة 16 المطلوبين من الجنوبيين إلا تجسيد بضم الجنوب إلى الشمال وإلا لماذا لم يدرج اسم واحد من الشماليين من قيادة الاشتراكي في هذه القائمة .
وبعد توقف أصوات المدافع بعد الحرب التي شنتها صنعاء على الجنوب 94م بدأت عملية التقاسم وضنت القاعدة بأن نصيبها من هذا الكعكة نصيب الأسد حيث وأنها كانت الوقود الفعال في حرب 94م إلا أنها صدمت وبدأت عملية كسر العظم بين صنعاء والقاعدة وبدأت صنعاء تتخلص من بعض رجالات القاعدة الذين أدركوا بأن صنعاء استخدمتهم وأن الهدف من الحرب ليس التخلص من الاشتراكي ، بل من كل ما له علاقة بالجنوب وهويته . لأن الحزب الاشتراكي باقي إلى يومنا هذا ويحضا بدعم مادي ومعنوي من قبل علي عبد الله . لكن بفضل مكر الشماليين في سلطة صنعاء وانتهاجها مذهب التقية في تعاملها مع الغير سواء أشخاص أو دول. تم توزيع المهام بين علي عبد الله صالح والشيخ عبد الله وعلي محسن. فكل واحد منهم قام بمهمة ، علي عبد الله جماعة الزمرة والشيخ عبد الله القبائل والمشائخ وعلى محسن القاعدة.
وبدأت مرحلة اللعب على هذه الأوراق حتى يتم احتلال الجنوب التي تتجسد صوره اليوم من خلال نهب ثروة وأرض الجنوب وتسريح المواطنين وإبعاد الطرف الجنوبي من القرار السياسي ، وهناك عوامل أخرى ساعدت صنعاء على تسريع احتلال الجنوب.
أولاً صمت الاشتراكي والذي للآسف يتفاخر بأنه هو الموقع على هذه الوحدة ، وهل يعلم بأن هذا عار وليس فخر ، بل أثبت بالدليل بأنه مشارك رئيسي في هذه الخيانة وهذا الاحتلال ومحاولته المستمرة مع أحزاب اللقاء المشترك بدفن قضية الجنوب ، مع استثناء بعض الجنوبيين الذي سجلوا موقف مشرف وكانوا السباقين في طرح القضية الجنوبية وبقاءها حيه .
ثانياً صمت البيض طيلة 15 السنة الماضية ساهمت ، بل وأعطت إشارات لصنعاء بأن عليها تعمل ما تريد ، طالما وحامل الشرعية الجنوبية فضل الصمت وترك الجنوب وشعبه أمام مستقبل مجهول .
ثالثاً جماعة الزمرة كان يضن الكثير بأنهم سيكونون الممثلين الشرعيين للجنوب ، إلا أنه تبين بأنهم سكة حديد يمر فوقها قطار الاحتلال .
رابعاً جماعة الخارج ، للآسف أول غلطاتها جاء بإعلان موج التي ولدت ميته مع أن ظاهرة الموج عكس ذلك.
وضل الإنسان الجنوبي العادي واقف في وجه الاحتلال يشكل رمز الصمود والعزة سلاحه الجوع والصبر والإيمان بقضيته العادلة ، وكان يرى بأن هذه كفيل بأن يخلق المارد الجنوبي في يوم من الأيام ، وهذا ما نراه اليوم على شاشات التلفزة بل وطهر أرضه بدماء الشهداء من دنس الاحتلال وأرسل رسائل للجميع بأن الشعب هو من يصنع الملاحم في أوقات الشدة وهو من يفرض الواقع الحقيقي على الأرض.
السؤال اليوم لماذا تم الحديث عن القاعدة وإلصاقها بالحراك السلمي الجنوبي بينما القاعدة متواجدة منذ 1990. بل وكانت محطة انطلاق ضد السعودية وسفينة كول والسفينة الفرنسية والصومال والعراق وغيرها ولديها معسكرات وبأشراف مباشر من قبل دار الرئاسة وهذا ما صرح به البيض في إحدى مقابلاته بعد خروجه من مسقط . صنعاء تعرف جديداً بأن البيض حامل الشرعية الجنوبية . وطالما وقد خرج من صمته بكل تأكيد يحمل ملفات وأوراق تدين صنعاء وعلاقتها بالقاعدة . لهذا خشيت صنعاء من تصريحات البيض وبدأت تحرك القاعدة باتجاه الجنوب وإلصاقها بالحراك السلمي الجنوبي ، والكل يعرف بأن الحراك انطلق منذ 3 سنوات ولم نسمع خلالها عن علاقة القاعدة بالحراك.
صنعاء لم يعد أمامها سواء استخدام آخر أوراقها التالفة ولكن بحكمة الماكر فهي تجيد فن المكر ومن ينكر ذلك فهو ليس غبي وإنما لأنه صادق مثل البيض الذي دفع ثمن صدقه في الوحدة ( وهذا ما قاله في المقابلة مع قناة بي بي سي ). السياسة لا تعرف النيات والعواطف الصادقة وإنما قرأت الواقع لأنها فن الممكن.
فورقة القاعدة هو آخر تكتيك من قبل علي الأحمر الشمالي ضد القضية الجنوبية لأنه يعرف بأن تروجيها سيكون له سوق إقليمي ودولي ، ولكن هل يدرك علي البيض الجنوبي ذلك التكتيك لأن نتائج هذا التكتيك ستنعكس سلبياً أو إيجاباً على وضع الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية برمتها.